حصاد الثورات

حصاد الثورات

د. ضرغام الدباغ

[email protected]

قبل الشروع بتقديم وجهة نظري عن الثورات العربية، وإن كانت هذه معلومة قبل هذه المقالة، عبر عدد كبير (نسبياً) من المقالات، أو المقابلات التي أجريت معي في بعض القنوات التلفازية، أود القول، أني لا أفضل استخدام عبارة " الربيع العربي" بل أني لا أنفي حتى ضيقي منها، ولا أدري كيف يسمح المثقفون والكتاب العرب لأنفسهم أن ينساقوا وراء تسمية هي لأجهزة إعلام غربية، أمريكية تحديداً، أطلقت على أحداث براغ (1968) رغم أنها حتى في براغ  لم تحدث في الربيع بل في شهر آب / أغسطس من ذلك العام(بالطبع القارئ يدرك المغزى من التسمية).

ولا يعني هذا  أني ضد ربيع براغ، أو معه، فليس هذا ولا ذاك مقصدي، إنما أريد القول، أن الحدثان لا يتشابهان في شيئ، فربيع براغ كانت أحداث دارت في دولة اشتراكية، كان لها نظامه السياسي والاجتماعي والثقافي، يؤيده البعض، ويعارضه البعض الآخر. والثورات العربية هي ثورات ضد نظم لا تشبه النظم في شيئ، ديكتاتورية، عائلية، شبه اقطاعية، فاسدة حتى النخاع،  ومن هنا فالأمر مختلف بشكل شبه جذري.

من المدهش اننا في الوطن العربي وأنا أشعر حقاً بأسف، عاجزون عن قراءة تاريخية دقيقة للموقف بناء على معطيات وأدلة علمية. ورغم مرور حوالي العامين على الثورات، إلا أن قراءتنا (في معظمها)غير موضوعية ونابعة عن أحكام الهوى. ونحن في ذلك تأخذنا التربية الآيديولوجية الدوغماتية الطاغية، والتحزب للرأي، وتلعب العواطف دورها، في تشكل وجهات النظر، فنحن أن هوينا نهوى للموت، وإن كرهنا فنكره للموت، ليست هناك منطقة حياد، أو مجال للتفكير. وهكذا فلن يبقى من القدرة على التحليل التاريخي إلا القليل القليل، الذي لا يسمن ولا يغني من جوع.

وللأسف مرة أخرى أن نجد أجانباً ليسوا أكثر من صحفيين ومثقفين، لكنهم قادرين على أعطاء آراء أكثر نضجاً، مع العلم معرفتهم بأحوال أوطاننا ليست بذاك العمق الذي ينبغي أن يتحلى به كتابنا العرب ومثقفونا، لماذا ..؟ فمثقفينا يسمحون لأنفسهم أن يقودهم جهلة، وأشباه أميين، وهنا فالأمر لا يغدو مدهشاً فحسب، بل محزناً أيضاً.

لطالما فكرت بذلك، وبتقديري أن الكاتب الغربي ليس أكثر ذكاء، وليس أكثر معرفة بدقائق الحياة السياسية والاجتماعية والثقافية العربية، بل بالعكس، كاتبنا العربي يفترض أن يكون أكثر إلماماً بشؤون وشجون بلادنا، بيد أن الكاتب الغربي لا يخاف أحدا أو جهة ولا يجامل فيما يكتب، فهو بذلك أكثر تحرراً مما يكبس على عقولنا وقلوبنا معاً فنغدو أسرى لضغوط شتى تتناهب المثقف العربي. فما يكتب ويتحدث هو نتاج للضغوط والعوامل الخارجية التي تحيط بعقله وقلبه فلا يقدر عنها فكاكاً. فقليل من التأثير الديني مخلوط بالتأثير الطائفي، مع قليل من القطرية، وشيئ من الولاء القومي، وبعض من المناطقية، وقليل من التعاطف، ودوغماتية آيديولوجية، وقليل من الذكريات صدى السنين، وهواه الذي يصفر في الفؤاد، فبالله عليكم كم تبقت من مساحة  لتفكير حر يوصلنا لتحليلات دقيقة، ليس المهم أن تمتعنا وترضينا، بل المهم أن تنير لنا طريقنا ونفهم ماذا جرى ويجرى، وماذا سيجري في محاولة للاستجلاء والتنبؤ بالمستقبل.

يا للدهشة فحتى بعد أن أنكشف لمن لا يريد أن يرى ويسمع، مفاسد الحكام الذين أطاحت بهم الثورات، نتساءل ترى هل هناك من الموبقات لم يرتكبونها، ترى هل هناك في الكرة الأرضية حكاماً طغاة بما فيهم عيدي أمين وجان بيدل بوكاسا يفوقونهم طغياناً فساداً وأجراماً وإهداراً لكرامة البلاد ونهباً للمال العام، وإهانة للقانون والدستور ولكل  قيمة مكتوبة أو معروفة عرفاً، فكل هذه ارتكبوها طيلة عقود كاملة. لسنا بصدد الحديث عن مآثر (مخازي) كل من هؤلاء الحاكم الذين اقتلعتهم الثورات الدامية من كراسيهم، والذين ينتظرون، ولكننا نريد الحديث عن الثورات.

يتذرع الكثير ممن يكتبون، ولا أدري يحابون من، أن الغرب يدفع للثورات، أو أن الجهة (س) وراء الثورات والشخصية (ص) تؤيدها، في محاولة يائسة للإساءة للثورات، وأنا على يقين أن من يلقي التهم يعلم أنها باطلة، نعم أن الشرق والغرب ونحن والناس أجمعين يعلمون أننا نعيش في ظلام يتجاوز ظلام القرون الوسطى وبكثير، وإن الخلاص من هذا الظلام هو بوابة تفتتح للغد، سيدخل الضوء ليهزم الظلام، والهواء النقي، ليطرد العفن، ولكن من المؤكد أن هناك من سيستغل كسر الأبواب والشبابيك ليدخل، ليسئ، ليخرب، ليحرف، ليحاول تغير مساراً، أو ليركب الموجة الصاعدة، بعد أن أيقن أن الحكام الطغاة انتهوا، يريد أن يكسب ود الشعب، يريد أن يقول له أنا معك في هذه اللحظة التاريخية، ولكن لا تسأل  رجاء هو مع من قلبه وعقله  ؟

السياسة ليست غراميات. هي قاعدة سياسية قديمة قيلت مراراً وتكراراً: ليست هناك صداقات دائمة ولا عداوات دائمة، هناك مصالح دائمة. على السياسي أن يفصل مواقفه بناء على هذه المعطيات، وأبرز دليل هو موقف الغرب من الثورة السورية، فها هو الشعب يقتل يومياً من الصباح حتى المساء ليزيل واحداً من أسوء الأنظمة في التاريخ العربي القديم والحديث، ومع ذلك دققوا رجاء في مواقف الغرب، صعوداً ونزولاً، سوف لن يتحرك أحد منهم إلا بعد أن يتيقن أن النظام ساقط لا محالة، وإن كانوا يتمنون العكس، فالنظام لا شك في وضاعته، ولكنه طالما يحمي إسرائيل، فمن أجل عين ألف عين تكرم، وليس كل ما يتمنى المرء يدركه.

الثورات كانت مفاجأة للغرب، ولم يستوعبوا ما يحدث إلا بعد أيام، هم خسروا أنظمة كانوا يتفاهمون معها بسهولة ويسر، ورؤساء راشدين، قطع كل منهم ولاية ستة رؤساء من بلاد خلق الله، ويريدون توريث أبناءهم من بعدهم، ولم لا ؟  فالهياكل الدستورية والسياسية ليست سوى أعجاز نخل خاوية، ولكن لولاية العهد تحتاج لضمان موافقة الكبار، وموافقة الكبار لن تحصل مجاناً، فثمنها مواقف ستكون على حساب القضايا القطرية والعربية، لذلك كانوا يوافقون، إن عاجلاً أو آجلاً بعد دلال وإبداء ممانعة.

هؤلاء الحكام فشلوا في تقدير أن عمود التناقض قد بلغ حده الأقصى، ولا بد من جديد يستطيع أن يتصالح مع الحياة ومتطلباته. لذلك فالثورات ضرورة تاريخية، بل أن الشعب في كل الاقطار فقد الأمل في أي تطور وإصلاح إلا بالثورة، لذلك تراه يخرج إلى الساحات ليموت يومياً من أجل حريته وكرامته وحقوقه. وكل ذي بصر وبصيرة، يعلم أن هذه الانظمة مضادة للحياة، فلن تكون هناك بوجودهم حياة سياسية واجتماعية واقتصادية وثقافية، أنظمة ديناصورات خرافية، ولكن من صنف قد انقرض من أكلة اللحوم والنبات وحتى الحجر، سوف لن يكون بوسعها مواجهة تحديات عصر الكومبيوتر والالكترونيك، والثورة الصناعية الحديثة.

الشعب يريد الديمقراطية، فبدونها ستتواصل الانقلابات والحروب الاهلية والطائفية، وحكم الرئيس وأبناء عمه وعماته وخالاته، وهلم جرا .. الغرب لا يريدها ديمقراطية حقاً، ففي الديمقراطية سيحاسب الشعب حاكماً لا ينفذ أو لا يقدر أن ينفذ ما يريده الشعب، ولا حاكماً يخشى قرصة أذن من العم سام، هذا ما لا يرغب به الغرب، والولايات المتحدة تحديدا، الحكام الذين يخشوهم قتلوهم بالسم أو اغتالوهم وشنوا الحروب العلنية ضدهم، الغرب يعلم أن الأبواب عندما تفتح والنور يدخل جوانب مظلمةً، فالجسد الواهن العليل سيستعيد الحياة، يستعيد نبضه، وأنفاسه، وتعود الحياة لعضلاته، آنذاك فقط سيتمكن من الحركة، والعمل والإنتاج. أما هذه الديناصورات فلم تفعل وسوف لن تفعل لنا شيئاً لم تشبعنا لا خبزاً ولا كرامة، فليرحلوا جميعاً غير مأسوف عليهم. ولكن لا تطلبوا من الثورات أن تفعل لكم المعجزات خلال اشهر أو سنين، فهذه يقظة من سبات طويل يا للعنة، حكمونا عقود طويلة بطريقة يدك اليسرى تخاف من اليمنى، وأحذر فالجدار له آذان.

عندما اندلعت الثورة الفرنسية عام 1789، أعقبتها انتفاضات، وردات، وارتدادات، نعم، وبعض الناس ينتابهم الحنين لعهود القياصرة والملوك، نعم هناك فئة من البشر لا تستطيع أن تعيش إلا في الظل، ولا تحسن إلا التملق والتزلف للسلطات، للملك وللسيد الرئيس، فإذا حرمتها الثورات من هذه الموهبة فسوف يضطرون للعيش بعرق جبينهم، ولكن عصر القياصرة في فرنسا، وفي أوربا قد أنتهى ولا عودة فيه، والبوابة كانت قد فتحت، بل تحطمت، وفرنسا، البلد الذي قامت به الثورة، احتاجت لثمانين عاما لكي تصبح ديمقراطية حقيقية، وألمانيا مائة وثلاثين عاما، أما الوطن العربي فقد احتاجت الثورة الفرنسية مائتان واثنان وعشرين عاما لتصل اليه. ولكن بمعطيات عصرنا الراهن، الأمر لن يطول هذا القدر من السنين حتى يصيغ الشعب نظريته الديمقراطية / الشوروية، أو أي كان أسمها، المهم أن تكون هناك نظرية لتداول السلطة، ولتكن هناك آلية واضحة سهلة لاختيار حاكم لن نتورط به، أو لاقتلاع الحاكم الفاسد المستبد، وأن تكون هناك ثوابت غير خاضعة للأمزجة، ومثل هذه المقدمات متوفرة في بلادنا، ولكن ليتصارع المصارعون أولاً، وليبح صوت من يصيح ويهتف، بعدها تهدأ النفوس ويبدأ الكل بالبحث عن القرار والمستقر، وسيجدونه حتماً.

أطلعت متأخراً على دراسة من إعداد أحد مراكز الأبحاث العربية، وأحد الذين أجروا هذا البحث مع زميل له، كان أستاذاً في جامعة دمشق (الاجتماع والفلسفة)، وهو على درجة علمية رفيعة، ونزاهة لا غبار عليها، مشهود له بها منذ ما لا يقل عن الخمسين عاماً، وهو الدكتور خضر زكريا، والبحث طويل، ولكني سأسمح لنفسي أن أختصره بما لا يضر فحواه على شكل نقاط استخلاصية، تؤكد بما لا يقبل الشك أن الثورات جاءت في مكانها ووقتها وربما متأخرة، ولكنها ثورات تاريخية، وهي من أعظم ما سيسجل في تاريخنا.

الدراسة جاءت في اعقاب وبناء على استفتاء أطلعت على مفرداته، وقد أجريت بأسلوب حديث راق، ووفق أحدث القياسات والأساليب المعمول بها في أرقى البلدان الأوربية، وهو إنجاز يسجل للباحثان اللذان أجريا هذا الاستبيان الممتاز .

ــ ركز  المستفتون بدرجة كبيرة على حرية الرأي والتعبير، حرية التجمع والتنظيم، الحريات العامة وركزوا على مبدأ المساواة بين المواطنين وعدم التمييز بينهم وعلى أن يكون الشعب مصدر السلطات هذه القضايا الأساسية للديمقراطية.

ــــ إجماع ملفت للنظر بنسبة 83% تقريباً أن الفساد المالي والإداري منتشر جداً في البلدان العربية.

ــــ نسبة 4% فقط من المواطنين العرب يعتقدون بأنه لا يوجد فساد في بلدانهم.

ــــ نحو الثلث من المستفتين عبروا عن رضاهم بالوضع الاقتصادي لبلدانهم بصفة عامة كما يظهر المؤشر العربي أن 83% وهذا ما ذكرناه (الفقرة 2) من الرأي العام تعتقد أن الفساد المالي والإداري منتشر في بلدانهم وأكثر من النصف تقريباً 55% يعتقدون أن الفساد المالي والإداري منتشر جداً في بلدانهم.  

ـــ لم يحضى القضاء العربي بنسبة ثقة عالية لدى 74% من المواطنين العرب، و47% يعتقدون أن الدولة أما لا تطبق القانون على الاطلاق، أو أنها تطبقه ولكن بمحاباة بعض الفئات.

ـــــ الناس يعتقدون بصفة عامة أن أسباب الثورة في تونس ومصر بسبب غياب العدل وعدم المساواة بين المواطنين، والفساد المستشري، وقمع الحريات الديمقراطية، فالخيار الوحيد المتبقي هو الثورة.

ــــ لدى سؤال المستفتين في مصر: هل شاركت بالثورة ؟ أجاب 16% بنعم، ولكن على السؤال: هل تؤيد تنحي مبارك ؟ أجاب 80 ــ82% بنعم.

ــــ  أفاد حوالي 47% من المستفتين بتأييد فكرة فصل الدين عن الدولة، وعارضها 38%.

ــــ والأكثرية العربية (الثلثين، أو ثلاثة أرباع) يؤكدون أن لا فرق لديهم بين متدين وغير متدين في التعامل الاقتصادي أو الإنساني، وهذه تعبر عن رؤية متحضرة. والإجابة على سؤال: هل تؤيد فصل الدين عن الدولة، أجاب النصف بنعم، ورفض الثلث قبول ذلك.

ــــ  أفاد 56% من المستفتين أنهم يقبلون باستلام حزب ديني للسلطة وفق الانتخابات الديمقراطية، مقابل معارضة 31%. ولوحظ أن المستفتين الذين يقبلون بأستلام حزب ديني للسلطة يتركزون في موريتانيا، السودان، فلسطين، تونس، وبنسبة متقاربة في الأردن، والجزائر، ومعارض تقارب 70% في لبنان.

ــــ يعتبر 71 ــ72% من سكان العالم العربي أنهم يمثلون أمة واحدة، و17% أفادوا بأن سكان الوطن العربي لا تجمع بينهم روابط كثيرة. الأكثرية عبرت أن التعاون العربي بوضعه الحالي هو أقل مما ينبغي، ويطالبون بإلغاء الحواجز الكمركية، والتنقل الحجر بين الاقطار العربية، وحتى الوصول لعملة عربية واحدة، وهذه نتائج تدل على شعور عال متجذر بالانتماء لأمة واحدة وشعب واحد.

ـــــ عبر 72% من المستفتين بوجوب قيام أمة عربية واحدة، وغالبيتهم عبروا عن إجراءات اتحادية أعلى من الاتحاد الأوربي، وجميع المستفتين قبلوا بفكرة أمن عربي موحد.

ــــ أعتبر 84% من المستفتين، أن القضية الفلسطينية هي قضية جميع العرب، ونفس النسبة ترفض اعتراف حكوماتهن بإسرائيل، بما في ذلك الأردن ومصر.

ــــ معظم المستفتين اعتبروا إسرائيل تمثل الخطر الأعظم على العرب، وأميركا بالدرجة الثانية، ولكن 12% من المستفتين في أقطار المغرب العربي يضعون إسرائيل بالمرتبة الأولى.

ــــ  تتوزع مصادر التهديد الرئيسية بين إسرائيل وإيران، بل إن التهديد الإسرائيلي للعراق يتضاءل أمام التهديد الإيراني، 14% إسرائيل كمصدر أساسي، مقابل25% لإيران.

ــــ يعتقد معظم المستفتون أن النظام الإيراني يدعم النظام السوري في مواجهة الشعب

ــــ 55 %  طالب من المستفتين بشرق أوسط خال من السلاح النووية ولكن طالما أن إسرائيل تمتلك السلاح النووي فهذا يبرر لدول المنطقة امتلاكه.

ــــ ما كان لافتا في هذا الاستطلاع هو النسبة العالية للذين لا يعرفون الإجابة أو يرفضون الإجابة، يعني بلغت أحيانا 27، 40، 67%،

*****************

 *** والمقالة ماثلة للطبع، قرأنا أن صحيفة الغارديان اللندنية نشرت تحقيقاً عن نتائج عمل متعب قام به صحفيون توصلوا بنتيجته: أن ما يقارب 300 مليار دولار قد خرجت من البلاد العربية نحو البنوك البريطانية والأوربية وغيرها خلال ال 40 سنة المنصرمة، وهذه البلدان هي: مصر، ليبيا، تونس، اليمن، سوريا.

*** لا أدرى ما تبقى لمن يريد أن يكون محامي للأنظمة التي ولت إلى مزابل التاريخ، فلا حققوا لنا الوحدة وهي أمل الجماهير، ولا أشبعونا خبزاً ولا كرامة، وبها الإنسان يعيش كالبشر، أنظمة كان الاستعمار أرحم منها في قتل شعوبنا، وأعدل منها في النهب. وسيلحقهم أسوءهم النظام السوري الذي فاقهم في الإجرام والقذارة إلى بئس المصير وساءت مرتفقا.