(شيماء) واحدة كألف من (سندس)

علاء الدين العرابي

علاء الدين العرابي

عضو رابطة الإسلام العالمية

[email protected]

بداية لابد أن نقرر عدة أمور ..

أن كل مسلم يجب أن  يبرأ إلى الله من أي دم يراق بغير حق ..

أن دماء المسلمين كلها حرام ، ففي ديننا حرمة دم المسلم أشد من حرمة الكعبة المشرفة ..

أن دماء المسلمين كلها غالية ، دم الخفير ، ودم الوزير ، ودم المدني ودم العسكري ، دم الناشط الليبرالي ودم الناشط الإسلامي ....

أننا لا نعرف أي أصحاب هذه الدماء أسبق إلى الجنة ، دم (سندس) أم دم (شيماء )

ولكن ..

دعونا نناقش قضية مقتل سندس وشيماء ،  من زاوية بعينها ، وهي كيف تعامل معها النظام الدولي والنظام المصري ؟

النظام الدولي تعامل معها  كما يلي :

الإعلام العالمي انتفض لمقتل شيماء في حين أنه لم يتطرق إلى مقتل سندس

الأمم المتحدة تطلب لأول مرة التحقيق في جرائم العنف في قتل المتظاهرين ، وكأن ضحايا رابعة والنهضة لم يكونوا متظاهرين 

البرلمان الإيطالي طلب من السلطات المصرية رسميا تفسيرا عن مقتل شيماء ولكنه تناسى سندس

أما النظام المصري فقد تعامل معها كما يلي :

الإعلام تعامل مع مقتل شيماء على أنها جريمة قتل صارخة يجب أن يقدم القاتل للمحاكمة  ، ولكنه تعامل مع سندس الطالبة ذات السبعة عشر عاما على أنها قاتلة لابد أن تقتل

أما القضاء فقد فتح النائب العام التحقيق الفوري لمقتل شيماء لأن هناك ضغوطا داخلية وضغوطا دولية ، ولكنه لم يأمر بفتح نفس التحقيق لمقتل سندس لأنه لا توجد ضغوط بشأنها

وأما الحكومة .. ففي المؤتمر الإعلامي لوزير الداخلية وجدنا السؤال وإجابته من مقتل شيماء ، واختفى السؤال من مقتل سندس

هذا هو تعامل النظام الدولي والنظام المصري مع القضية ، بعد نطرح سؤالين : الأول : ما دلالة هذا التعامل ؟ .. والثاني : ماذا كشفت لنا ؟

أما عن إجابة السؤال الأول :  فالدلالة واضحة لكل من له قلب أو ألقى السمع وهو شهيد وهي :

أن هناك اتفاق بين النظام الدولي والنظام المصري في الرؤية خصوصا إذا علمنا أن الذي يحكمنا في واقع الأمر هو الغرب ، تلك الرؤية التي تتفق على محاربة كل ما هو إسلامي ، ومحاربة كل من ينتمي إلى الإسلام ، ومن يشكك في ذلك فلينظر شرقا وغربا ليجد أن دماء المسلمين هي الأكثر غزارة وبدون ثمن

وأما عن إجابة السؤال الثاني فقد كشفت لنا تلك القضية عن الآتي :

كشفت القضية أن الدماء في عالم اليوم الذي يقوده الغرب ليست كلها  سواء ، دم الأمريكي  أو الغربي تساوي عندهم آلاف بل ملايين من شعوب العالم الإسلامي

فدماء الآلاف من المسلمين في بورما ، وآلاف من المسلمين في إفريقيا الوسطى وفي مالي وفي غيرها ، ليست كدماء أحد عشر من صحفي فرنسا ، والذين انتفض قادة العالم لقتلهم صحفيي 

أما في عالم الانقلاب فقد كشفت القضية لنا أن دماء المصريين ليست سواء

فدماء الآلاف من التيار الإسلامي في رابعة والنهضة وغيرها ، لا تساوي دماء ثمانية من الشرطة

ودماء آلاف من أهلنا في سيناء لا يساوي دماء بعض الجنود ( رغم أن هؤلاء وأولئك ضحايا من ضحاياهم )

وأخيرا فإن دم واحدة مثل (شيماء ) الناشطة اليسارية الليبرالية ،  كألف من (سندس) الناشطة الإسلامية.