سوريا... والمؤامرة

سوريا... والمؤامرة

كاظم عايش

من يتآمر على سوريا ؟؟ أهم الذين يريدون لها الحرية والإصلاح , أم الذين يعمقون جراحها حتى وصلت الى العظام والدماغ ؟

ما يجري في سوريا الآن ليس مؤامرة , بل جريمة مكتملة الأركان , وتنتظر ممن يؤمنون بالعدالة أن يأخذوا دورهم في محاكمة السفاح الذي يقتل بدم بارد وينتهك الأعراض بحقد أعمى ويستهتر بكل القيم والمباديء , ينتظر من كل حر وأبي من كل دين ونحلة أن يقف الى جانب الحق والعدل ليأخذ دوره في القصاص من القاتل الذي يستبيح دماء شعبه وينكل بهم بحجة وجود عصابات ومسلحين ومتطرفين , ولا أدري كيف يفسر قتل النساء والاطفال والشيوخ , وكيف يستبيح هدم المساكن والبيوت وكل شيء بحجة وجود مسلحين وعصابات , من أين جاءت كل هذه العصابات والمسلحين ؟ وكيف دخلت الى سوريا , وأين كان النظام الفاسد ينام عن كل هذا ؟

حدثنا بعض السوريين عن عمليات اغتصاب تتم أمام الزوج ويجبر على مشاهدة عملية الاغتصاب حتى نهايتها , والويل له إن أدار وجهه عنها , وحدثنا أيضا عن أطفال يذبحون من الوريد الى الوريد أمام آبائهم وأمهاتهم ويجبرون على مشاهدة عملية الذبح وينكل بهم إن هم أداروا وجوههم عنها , وحثنا أحد سكان مخيمات اللاجئين الفلسطينيين أن النظام هدم المخيم على رؤوس ساكنيه لأنهم قاموا باسعاف بعض جرحى العدوان الآثم فقط ولم يشاركوا في أي فعل مدني أومسلح ضد النظام , هل هذا يفسر ما يجري في سوريا ؟؟؟؟؟هل هي حرب إبادة وحقد على كل من لا ينتمي الى طائفة الحكم ؟و هل يخطر ببال هذا النظام أن يعود للحكم ثانية ؟ أنا لا أظن أنه يفكر في ذلك على الإطلاق , إنما هي حرب غادرة فاجرة وتطهير طائفي وحقد تاريخي لا يمكن أن يسكت عنه إلا خائن أو متواطيء جبان  أو شريك لهذا النظام الدموي المجرم في جريمته , والذين يقفون اليوم مع هذا النظام وقد تبين عمق إجرامه إنما هم شركاء له في الجريمة يجب أن يحاسبوا على موقفهم من قبل الشعب , ويجب أن ينبذوا ويقاطعوا ولا يلقى عليهم السلام ولا يتعامل معهم حتى يتوبوا عن موقفهم الآثم والمخزي والمدان دينيا وعقليا وانسانيا وبكل المعاني والمقاييس .

ما يجري اليوم في سوريا إنماهو نتيجة السكوت طويلا عن جرائم هذا النظام التي لم تتوقف يوما , إن سوريا تعاقب اليوم كلها بسكوتها عن ظلم الطغاة الذي أكثروا فيها الفساد , إن العداله الألهية تنتقم لدماء المذابح التي ارتكبت في حماة وتدمر و وتنتقم للآف المنسيين في سجون هذا النظام الذي يحترف الظلم والإجرام , وما قصص المعتقلين المنسيين في فروع المخابرات الجوية وفرع فلسطين وغيرها من أوكار الظلم والاعتداء على الحريات عنا ببعيد , ولا اغتيال المعارضين وسحلهم في أرجاء الارض عنا ببعيد , هل يذهب كل ذلك بلا قصاص ولا عدالة ؟ حاشا , فها هي سوريا بنظامها المجرم ومن صفقوا له وسكتوا عليه كلهم يدفعون ثمن ما جرى , وحين تسدد الحسابات من الدماء والاشلاء والممتلكات , ساعتها سيتوقف مشهد الانتقام , وسيعاد بناء سوريا حرة من الطغاة والظالمين , وسيمضي على سوريا زمن حتى تستعيد عافيتها مما أصابها بفعل هذا النظام المجرم الدموي الطائفي العفن , وستعود سوريا لاستئناف دورها الاسلامي والعربي والوطني في تحقيق الكرامة لابنائها , ونصرة قضايا أمتها , لأن سوريا هي قلب الشام النابض , وهي أرض البركة والجهاد ولكن نظاما غريبا طارئا مر عليها فافسد حياتها زمنا , يوشك أن يمضي كما مضى غيره , في سنة لا تتخلف , والله غالب على أمره ولكن بشار وزمرته لا يعلمون ولا يفقهون , فهم في غمرتهم يعمهون وفي غيهم سادرون ,وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون .