المعارضة السورية في موسكو تمثل نفسها

مقابلات صحافية

محمد هيثم عياش

[email protected]

برلين /‏28‏/01‏/2015/ يجري ومنذ قبل يوم أمس الاثنين 26 كانون ثان / يناير اعضاء مما يُطلق عليهم بالمعارضة السورية مباحثات في موسكو التي قامت بترتيب هذا اللقاء مع ممثلين عن نظام بشار أسد . وتهدف موسكو من هذا اللقاء اقناع المعارضة ولنظام للتوصل الى صيغة تنهي العنف في سوريا وتنهي معه انتفاضة الشعب السوري . الا ان هدف الكرملين الرئيسي من تنظيم اللقاء اثباتها الاتحاد الاوروبي والولايات المتحدة الامريكية التي تعيش حاليا في فتور معهما وتعاني عزلة اوروبية امريكية جراء دعمها لانفصاليي اوكرانيا وتأجيج نار الحرب ، بأن موسكو تستطيع انهاء النزاعات في العالم سياسيا وبالتالي انهاء العنف في سوريا عبر الدبلوماسية ومشاركة المعارضة المذكورة والمعروفة بولاءها لنظام أسد ستكون مثل تلك العبارة التي أطلقها مساعد الرئيس الامريكي جيمي كارتر لشئون السياسة القومية بريجنيسكي الذي قالها متشمتا بمنظمة التحرير الفلسطينية / باي باي ب ل او / - وداعا منظمة التحرير الفلسطينية /  وداعا ايتها المعارضة .

واعتبر رئيس معهد العلوم والسياسة فولكر بيرتيس  / الذي درس في دمشق وهو خبير سوريا والشرق الاوسط / بلقاء مع / المحرر / ان شخصيات المعارضة التي تشارك باجتماع موسكو شخصيات معروفة بولاءها لنظام بشار اسد ومرغوب بها لديه اضافة الى ان ممثلي النظام السوري ليسوا على المستوى المطلوب  والمشاركون من المعارضة لا يمثلون جميع اعضاء ما يُطلق عليه بائتلاف قوى المعارضة السورية موضحا بأن اكثر زعماء المعارضة يرون انه لا مستقبل لسوريا بوجود اسد وعليه أن  يرحل وهو ما تصر عليه السعودية وتركيا ودول اخرى بمنطقة الخليج العربي ودول اسلامية اخرى تقف مع الشعب السوري مؤكدا انه بالرغم من تأثير سياسي وغير سياسي لموسكو على النظام السوري واقطاب من المعارضة لهم صلة قديمة بموسكو الا ان الكرملين لا يستطيع انجاز اي خطوة ايجابية دون تعاون طهران معه ، فايران تعتبر داعما رئيسيا لاسد وتشاركه بقتل الشعب السوري  مضيفا بانه لا يتوقع شيئا من هذا الاجتماع الذي يعتبر مضيعة للوقت  معتبرا المشاركين من المعارضة باجتماع موسكو يعيشون تحت حماية اسد ولا يتمتعون بقوة شعبية كما لا يقودون اي فصيل عسكري يدافع عن الشعب السوري ضد اسد .

ايران تحتل سوريا  بشكل رسمي جراء وجود فرق عسكرية ايرانية بتعاون مطلق مع ميليشيات ربيبها ما يُطلق عليه بـ / حزب الله اللبناني / اذ تنفق ايران اموالا باهظة لتمويل مصاريف ميليشيات شيعية من دول اسلامية تحارب الشعب السوري الى جانب نظام  اسد ولا تستطيع موسكو تحقيق اجاز سياسي ينهي ماساة الشعب السوري الا بتعاون مع طهران ومن دولة الامارات العربية المتحدة التي قامت بتمويل الحرب ضد غزة ووقفت وراء الانقلاب العسكري الذي أطاح بالرئيس المصري محمد مرسي ، فالامارات وعلى حد رأي خبير الشرق الاوسط يوسف / جوزيف / شفارتسكوبف تلعب دورا مزدوجا بالازمة السورية فهي تدعي وقوفها الى جانب الشعب السوري بينما تغازل نظام  اسد وبالتالي وراء حث الحكومة المصرية دعوة اقطاب من المعارضة للاجتماع بالقاهرة مع ممثلين عن نظام اسد وفق مخطط تسليم الملف السوري للقاهرة من الرياض واستبعد رئيس الجمعية الالمانية لسياسة اوروبا الشرقية روبريخت بولنتس الذي كان يشغل رئاسة لجان شئون السياسة الخارجية بالبرلمان الالماني تحقيق اي انجاز من اجتماع موسكو مشيرا ان الكرملين المصاب برعب شديد من قوة تنظيم ما يُطلق عليه بـ / الدولة الاسلامية / يريد من خلال لقاء المعارضة مع ممثلين عن النظام اعلان المعارضة حربا حقيقية ضد / داعش / مقابل مشاركتها بحكومة تحت رئاسة رئيس نظام سوريا وبالتالي مساعدة موسكو نظام اسد من خلال مرونة يبديها تجاه المعارضة السلمية الاندماج بالمتجمع الدولي وقبول المجتمع الدولي اسدا شريكا  له بمحاربة ما يُطلق بمنظمات الارهاب الدولية المتمثل بـ / داعش / حاليا .

وعزا بولنتس ما يجري في سوريا والعراق وازدياد قوة / داعش / الى جرائم بشار اسد ونظامه ضد الشعب السوري وهو وراء دعم / داعش / التي ظهرت على الساحة بقوة فالتنظيم المذكور لم يوجد سلاحه ضد اسد بل وجهه ضد التنظيمات التي تحارب اسد وتدافع عن الشعب السوري كما أن الغرب وفي مقدمته الولايات المتحدة الامريكية مسئول ما يجري بتلك المناطق  وازياد ماساة الشعب السوري لرفضه مطالب تركيا اقامة حواجز امن للاجئين السوريين ومطالب اقطاب من المعارضة الحقيقية حظر طيران مؤكدا ان اي خطوة وتنفيذ سياسة موسكو ومطالب طهران باعادة الشرعية لاسد سينجم عنه ارهاب وفوضى ستشمل منطقة الشرق الاوسط برمته بما فيه الخليج العربي وستصل الى العقر الاوروبي على حد اقوالهم.