سوريا ... والقلب الحزين

أشرف إبراهيم حجاج

سوريا ...

والقلب الحزين

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

رأيت سوريا في عيون أهلها وشبابها وأطفالها ونسائها ، كل من فيها عن قرب منهم  . 

رأيت فيهم جميعا الإصرار والتحدي ، رأيت كيف هانت على العالم دماءهم الذكية ، وأطفالهم وأرضهم التي باعها المذعوم بحافظ الأسد وهو لا حافظ ولا أسد ولكنه كان من باع واشترى وبدد فيها وجعل من أهلها أذلة غير إرادة منهم .

رأينا جميعا منذ بداية ثورتهم العظيمة والقادرة على تغير هذا الحال لأفضل مما هم فيه ، الأصالة والعراقة والحقيقة التي غاب بها ذلك الأسد الغير مرجوا منه أي خير لسوريا بل للعرب جميعا بل السوء والشر والحقد باستماته هو وبطانته السيئة لاحتلال سوريا بشعبها منذ بداية عمليات الإبادة في حمص قديما إلى أن أخذه الله ذليلا منكسرا غير مشرفا ما صنع بهذه اليلاد .

وبعد أن أتى ولده الأسد الصغير كان لابد أن يكون بطبيعة حاله هذا الشبل من ذاك الأسد ، فعاش هذا الشبل الضال فيما عاش عليه أبوه مع فارق التقدم العلمي بينه وبين أبوه ولكن سمة الجهل تنتاب الاثنين ، فحب السلطان والجاه غالب عليهم لا محالة وظنوا وهما منهم أنها ملك لهم لا لأحد يعربدون فيها كيفما شاءوا وكما شاءوا ولكن لنا هنا وقفة مع الأحداث :

أولا : بداية الظلم وعدم رضى أهل سوريا به منذ زمن بعيد ؛ فكان القهر والظلم عنوانا لهؤلاء ، وأيضا القمع وسلاحهم القذر هو إبادة من يخالف رأيهم ولم يتحد معهم في قراراتهم .

ثانيا : قوة الظالم الداخلية ودعم الخارج له من أسباب تأخر انتصار الحق ورؤية الحقيقة ، فالتعتيم الإعلامي المقصود كان وراء عدم معرفة الناس في العالم بالأحداث التي تجري هناك .

ثالثا : طريقة هذا الظالم والتي تعلمها في خارج بلاده كانت قوية لم يعتاد عليها أهل سوريا الحبيبة فسفك الدماء بالنسبة له كشرب الماء بل أقل هونا من ذلك .

رابعا : مساندة غير المسلمين له كانت دافع قويا لما صنع بأهل سوريا ولم أقل أهله فإذا كان هو ظالم فكثير من أهله على شاكلته يسيرون .

*********

وفي نهاية المقام نذكر سويا ما صنع هذا الظالم وغير الله تعالى هذا الصنيع وبدله فكان على عكس ما ظن هؤلاء الظالمين فزادت مطالب الشعب وزاد معه العدد في هذه الثورة طلبا للحق والحقيقة .

تجمع شعب سوريا على كلمة سواء فكان نصر الله قريب جدا منهم .

بدأ المسلمون يتجهون من كل مكان بالدعاء لسوريا وشعبها الأبي الطاهر الذي طلب استبدال الظالم وتغيره ومحاكمته .

وأبشر أهلنا في سوريا بالأتي :

يقول الله تعالى : "    يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ (153) وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ وَلَكِنْ لَا تَشْعُرُونَ (154) وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الْأَمْوَالِ وَالْأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ (155) الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُمْ مُصِيبَةٌ قَالُوا إِنَّا لِلَّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُونَ (156) أُولَئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِنْ رَبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ (157) " البقرة.

ولكم يا شعب سوريا القوي الأمين أن تستمروا وتصبروا وتثبتوا على ما أنتم عليه ونبشركم بنصر الله القريب .

وبالفعل أصبح للعرب  عموما وللمسلمين خصوصا قلبا حزينا وهو سوريا . حتى يتم الله نصره لهم ولنا إن شاء الله تعالى .