ما هي الصوفية

حسن حوارنة /جدة*

[email protected]

أني قرأت الكثير عن الصوفية والتصوف والمتصوفين فاستغربت هذا الخلط الجائر

الذي ساد لغتنا

1-عندما هاجر الرسول محمد عليه الصلاة والسلام الى المدينة توافد المهاجرون

زرافات ووحدانا وعاش الناس في شظف الفقر متسلحين بالإيمان الصادق والصبر

2-بدأ الناس يهجرون العيش في المسجد بحثا عن عمل أو تجارة وبقي الفقراء

المعدمون في مسجد رسول الله حيث لم يكن لديه ما يطعمهم أو يكسوهم وكانت

ملابسهم من الصوف الخشن الرخيص لم يستطيعوا شراء غيرها مهما اهترأت

فسموهم الناس بالصوفية ولكن التسمية الأولى كانت (اهل الصفة) لما كان بهم

من صبر وصفاء نفس ولهذا أسميهم انا أهل الصفاء وكذلك يقولون المذهب

الحنفي او الشافعي او الحنبلي او المالكي نسبة للعلماء الأفاضل الذي دونوا أحكام الشريعة

واستنبطوا الكثير من الأحكام فكانوا عبارة عن مدارس فقهية لا مذاهب

عقائدية . وقد انقسم الملسمون الى أهل السنه مذهب السنة النبوية دون تحريف

وانحرف أهل الشيعة يكيلون بمكاييل عديدة متخذين ما جرى لسيدنا علي رضي

الله عنه بأنه انحراف وكفر مع أنهم برفضهم ما قدر الله لكل نفس متى واين

وكيف يأتيها الموت هو عبارة عن رفضهم للقدر الإلهي

3-أهل السنة مذهب واحد وأربع مدارس والشيعة مذاهب متفرقة وصلت الى

تسعين مذهبا كل مذهب يدعي عودة علي في آخر الومان ليقتل اهل السنة والجماعة

ويقودهم نحو الشفاعة وأخطرهم الحسينيون (يقولون يا حسين يا حسين)

لأنه قتل على يد ابن الجوشن لعنه الله ثم بعد ذلك قام زياد ابن أبيه واليا

على الكوفة من قبل معاوية ثم عبد الله بن زياد ولاحقوا كل من يقول

بأحقية علي بالخلافة وبما أن معاوية أعطي البيعة لولده يزيد الذي قتل

ثم انتخب الأمويون معاوية بن يزيد وكان عمره 15 عاما فقال إنني

لا أساوي نفسي بأبناء علي وأن الحسن أولى بها فدفنوه حيا ثم

قام مروان بن الحكم ثم عبد الملك بن مراون وانتهت الدولة الأموية عام

132 هجرية

 4-قامت الدولة العباسية وحكمت العالم مدة 440 عاما

وانتهت بالهجوم التتري من منغوليا على يد هولاكو ابن أخ جنكيز خان

الذي خرج من منغوليا غرب الصين واحتل أوروبا واحتل هولاكو

بغداد وقتل مليون إنسان وترك جثثهم في العراء حتى تعفنت وكانت

الطيور تسقط ميتة إذا اقتربت من بغداد أو طارت فوقها والناس

الذين تجرأوا على الدخول لبغداد إما ماتوا متأثرين بعفونة الأجساد

أو أصيبوا بلوثات عقلية

بعد ذلك بدأ عصر الإنحطاط ولا زلنا نعاني التفرقة بعد أن كنا أمة

واحدة سواء في العصر الأموي أو العباسي الى يومنا هذا

في هذه الأيام سادت مبادئ وأفكار مستوردة فتهنا بين يسار ويمين إلتزام وتحرر

(أي التزام إذا كانت الصلاة عند البعض علامة للتقهقر)وهل العبادة في

جميع المعابد للمسلمين والنصارى واليهود أصبحت علامة للرجعية

تشدد وتساهل أصوليين ومتزمتين ،متحررين واقدميين الخ

أعتقدت سابقا بأن هذه الأغاليط تهدف للنيل من المبادئ السوية وبالفعل

كانت نظرتي صائبة. تهاوت المعادلة الفكرية اليسارية وانحرفت

الرأسمالية الحرة الى كماشة تمسك بها الدول الغنية لتقرص آذان

الأمم في العالم الثالث ورأينا المجاعات تفتك بالقارة السوداء

ولا تزال .

هناك أمر جرى بقوة ولا يزال يفور وهو تظاهر الشارع في

معظم الدول الكبيرة والصغيرة فمنها من نجح ومنها لا يزال

يفور ويحمل الأعلام أو البيض الفاسد أو الحجارة بينما

القمة عند جميع الدول تتجاهل ذلك وتحاول طمسه وأنى لهم ذلك

لقد تغير نمط الإعلام وأصبح النت والفيس بوك وسيلة فردية

متاحة للجميع . ما نحن يه الآن دروب جديدة متجددة تحمل

الكثير من المجهول ومن المفاجئات

ونعود لعنوان الموضوع وهو الصوفية فمن الجائز أن نطلق

كلمة مضادة للصفاء ومن الجائز أن نقول أن الضبابية تلف

المجتمعات قاطبة شئنا أم أبينا.

               

*رابطة أدباء الشام منتدى وحي بلقيس