إنكن صواحب يوسف، أيتها النساء!!

إنكن صواحب يوسف، أيتها النساء!!

فراس حج محمد /فلسطين

[email protected]

لعل الجميع يدرك من هن صواحب يوسف، فقد ورد في القرآن الكريم في سورة يوسف قوله تعالى: {وَقَالَ نِسْوَةٌ فِي الْمَدِينَةِ امْرَأَةُ الْعَزِيزِ تُرَاوِدُ فَتَاهَا عَن نَّفْسِهِ قَدْ شَغَفَهَا حُبّاً إِنَّا لَنَرَاهَا فِي ضَلاَلٍ مُّبِينٍ، فلما سمعت بمكرهن أرسلت إليهن وأعتدت لهن متكأ وآتت كل واحدة منهن سكينا وقالت اخرج عليهن فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ما هذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم، قالت فذلكن الذي لمتنني فيه ولقد راودته عن نفسه فاستعصم ولئن لم يفعل ما آمره ليسجنن وليكونا من الصاغرين}.

هؤلاء هن صواحب يوسف، تلك النساء اللواتي أتت بهن زليخة امرأة العزيز، لتريهن جمال النبي يوسف عليه السلام، لعلهن يعذرنها في فعلها التي أقدمت عليه من قبل، وهكذا كان، فقد تواطأت تلك النسوة من صواحب زليخة معها على فعل واحد، ولكنه الصديق عليه السلام فضل أن يدخل السجن على أن يقع بفاحشة تذهب هيبة الرجل، وتمحق دينه، وتجعله عديم الإنسانية المترفعة عن رذائل الفعل الشيطاني والسلوك الحيواني الأثيم.

"إنكن صواحب يوسف"، هذه الجملة التي خاطب فيها رسولنا الكريم محمد صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها، عندما اشتد عليه مرضه، بعد أن راجعته في شأن قول الرسول الكريم بأن يصلي أبو بكر في الناس، فخافت السيدة عائشة أن يكون لذلك الأمر فعل سلبي في نفوس الناس، فيتشاءمون من أبيها، وذلك حرصا منها على أبيها من تفسيرات الناس وتأويلاتهم، والتي هي بالتأكيد لا تقدم ولا تؤخر في أمر الله وأمر رسوله شيئا، فكان التعبير دالا على أن هذا سلوك يجافي الصحة، ويحمل في باطنه ما يحمل من عتاب رقيق، ولكن الرسول الكريم يقدر ذلك الرأي ولا يعنف السيدة عائشة رضي الله عنها وأرضاها.

"إنكن صواحب يوسف" جملة تنم عن طبائع متأصلة في النساء في كل زمان ومكان، فهي جملة ذات دلالات فكرية عامة، تحمل من الطبائع الإنسانية ما تحمل، من غيرة ومشاكسة ومعاندة لطيفة، وربما تشير إلى دلال خفيف محبب للنفس البشرية، ولذا فإن لها من الفكر الإنساني العام مكانا لا يناقش ولا يدحض.

"إنكن صواحب يوسف"، تعبير يجب أن يُفهم ويستوعب بناء على تصرفات نسائنا، فلا تنزعجوا إن أبدت نساؤكم غيرة أو اعتراضا، أو حملن إليكم عتابا لطيفا مبطنا، فهذا من طباعهن المتأصلة، وعليكم بالرفق بهنّ، فإنهن القوارير، والحياة لا تحلو بدون وجودهن متمتعات باللهفة والخوف والمناقشة والرد بعيدا عن النكد المفضي لتشتت الأسرة، ودخولها في سعير الخلافات المدمر.

فلنكن على حذر؛ فنساؤنا أيضا صواحب يوسف!!