هيئة علماء المسلمين في لبنان

بيان إعلامي

صادر عن المكتب الإعلامي

لهيئة علماء المسلمين في لبنان

بدعوة من المكتب الإداري لهيئة علماء المسلمين في لبنان، اجتمع أكثر من 350 من العلماء والدعاة المسلمين من مختلف المناطق اللبنانية في بيروت في فندق كورال سويت – الحمرا.

وتداولوا في شؤون المسلمين في الداخل اللبناني والمسؤوليات الملقاة على عاتقهم وسبل النهوض بواقعهم الديني والسياسي، كما تداولوا في وجوب نصرة أهلنا في سوريا في مواجهة وحشية النظام وشؤون الفلسطينيين في المخيمات البائسة. كما وتوقفوا أمام الأحداث الخطيرة التي عصفت بلبنان في الأسابيع الأخيرة وخصوصاً جريمة قتل الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه محمد مرعب في عكار تقبلهما الله شهيدين، وما رافقها من تداعيات وضعت الجميع أمام مسؤوليات تاريخية سواء لجهة تطورات الوضع الداخلي اللبناني أو لجهة الانعكاسات المتصاعدة من الأوضاع الإقليمية وخاصة تطورات  الوضع المؤلم في سورية.

وقد أدان المجتمعون اغتيال الشيخ أحمد عبد الواحد ورفيقه، والجريمة  التي ارتكبها النظام السوري في حولا ولا زال يرتكبها في حق الشعب السوري في كل مناطقه.

وبعد التشاور تم إصدار البيان التأسيسي.

المكتب الإعلامي

لهيئة علماء المسلمين في لبنان

الأحد 06 رجب/ 1433هـ

27 أيار/2012م

               

البيان التأسيسي

الحمد لله ربّ العالمين، والصلاة والسلام على خاتم الأنبياء والمرسلين، وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.

قال الله تعالى: ﴿وَقُلِ اعْمَلُواْ فَسَيَرَى اللّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُم بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ

وقال عز مِن قائل: ﴿ أَلَمْ يُؤْخَذْ عَلَيْهِمْ مِيثَاقُ الْكِتَابِ أَنْ لَا يَقُولُوا عَلَى اللَّهِ إِلَّا الْحَقَّ

وقال أيضاً: ﴿ وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى

استجابة لأمر الله تعالى بالتعاون على البر والتقوى ...

وأداءً للأمانة التي حملها العلماء ورثة الأنبياء تجاه دينهم وأمّتهم ومجتمعاتهم...

وعملاً بواجب النصح والتسديد لأئمّة المسلمين وعامّتهم...

وانطلاقاً من مبدأي الشورى والأخوة الإسلامية...

والتزاماً بقضايا المسلمين في الداخل والخارج...

ومواجهة للتحديات المتعاظمة التي يفرضها التدافع بين مشاريع التحرر من الاستبداد الداخلي ومشاريع الهيمنة الخارجية على هوية المنطقة ومواردها.

ودعماً لجهاد المجاهدين لأجل دينهم وأنفسهم وأهليهم وبلادهم وكرامتهم.

وقياماً بواجب النصرة لكلّ مظلوم، والعمل على رفع الظلم، والأخذ على يد الظالم، ونشر العدل والقسط.

وتعزيزاً لدور الأمّة والمجتمعات، بحفظ قيمها وأخلاقها، والتصدّي للتيارات المنحرفة والهدّامة.

فقد قرر العلماء المجتمعون إطلاق هيئة علماء المسلمين في لبنان، هادفين إلى:

1-         إيجاد إطار جامع للعلماء المسلمين في لبنان، يوحّد صفوفهم، ويسدّد جهودهم، ويجمع كلمتهم.

2-         أداء الأمانة التي يحملها العلماء بتفعيل حضورهم في الشؤون والقضايا التي تهم أمتنا ومجتمعنا، واتخاذ الموقف المناسب منها.

3-         بيان الأحكام الشرعية في الحوادث والنوازل والقضايا العامة، بما يحقّق مقاصد التشريع، ويجمع بين الأصالة والمعاصرة.

4-         ترشيد الخطاب الدينيّ على الساحة الإسلاميّة في لبنان، وتعزيز العلم الشرعيّ والدعوة إلى الله عز وجل.

5-         العودة بالأمة إلى الالتزام بإسلامها والاعتزاز بشريعة ربِّها العظيمة، ليُزهر ربيعُها عدلاً وإنصافاً.

6-         الحفاظ على هويّة أهل السنّة والجماعة في لبنان، وخدمة قضاياهم، وتبنّي مصالحهم، والدفاع عن حقوقهم، والمساهمة في حماية دورهم وتعزيز مواقعهم.

7-         تفعيل مؤسّسات المسلمين في لبنان وتطويرها، وعلى رأسها دار الفتوى والمجلس الشرعيّ، والعمل على تقديم النصح والمشورة للعاملين عليها، وتصويب مسارها، وإحياء دور العلماء وتثبيته فيها، والتصدّي للتدخّل في هذه المؤسّسات أوالاستغلال السياسيّ لها.

8-         تقديم النصح والمشورة لمن يتولّى أيّ منصب عامّ، والتعاون معهم لما فيه خير أمّتنا ومجتمعنا.

9-         رفض الاستغلال السياسيّ للمسلمين، عبر تأجيج العصبيّة الطائفيّة عندهم، لتحويلهم إلى طائفة، بعد أن كانوا أمّة.

10-    المحافظة على القيم الأخلاقيّة، وتعزيز دور الأسرة، والعمل على حماية القوانين التي تدفع في هذا الاتجاه وتطويرها، لا سيّما قوانين الأحوال الشخصيّة، والتصدّي لكلّ الطروحات التي تهدّد هذه القيم.

11-    نصرة المظلومين، ونشر قيم العدالة والإنصاف، والتصدّي للتوقيف السياسيّ، والتعذيب والتنكيل، وتعطيل المحاكمات.

12-    ترسيخ قيم الإسلام في التعايش، والتعامل على أساس الحق والعدل مع المسلمين وغيرهم.

13-    نصرة قضايا المسلمين المحقّة والعادلة في العالم، وعلى رأسها قضيّة الحقّ العائد بإذن الله في فلسطين، وثورات الربيع العربيّ، وخاصة الثورة السورية المباركة.

وفي الختم نتذكر قول المولى عز وجل:

﴿وَلاَ تَحْسَبَنَّ اللّهَ غَافِلاً عَمَّا يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الأَبْصَارُ﴾

والله نسأل التوفيق والسداد، والنصر والتمكين.