كفوا ألسنتكم عن الرئيس أيها المرتزقة!

آيات عرابي

اليوم احسست بحالة من القرف الشديد من ردود الافعال على كلمات الرئيس, فعلاً هناك حركات بأكملها لم يكن ينبغي لها أن تمارس السياسة اصلاً او أن تطلق على نفسها اسم (حركات سياسية), من ردود الافعال التي رصدتها اليوم اصبحت على يقين أن الأمر وُسِّدً إلى غير أهله, ففي البلد التي ولدت فيها والتي يحلو لأهلها أن يرددوا أنها أم الدنيا, تنقلب الأوضاع, فبائع الروبابيكيا الذي يجري خلف عربات الرش يصبح مديراً للمخابرات الحربية, وموظف الارشيف الذي يتكلم بعض الانجليزية يصبح رمزاً سياسياً وطنياً (سابقهم بـ 500 سنة ضوئية) والمخبر اعلامياً والالاضيش نشطاء سياسيين !

اشعلت تصريحات الرئيس مرسي اليوم مواقع التواصل الاجتماعي ما بين مؤيد ومعارض, بعد أن قال أن هناك شهادات كانت موجودة في تقرير لجنة تقصي الحقائق الثانية تفيد أن افراداً من المخابرات الحربية كانوا مسؤولين عن قتل متظاهري التحرير وكان يرأسهم قزم الانقلاب، وأنه سلمها للنائب العام للتحقيق في تلك الوقائع. وتابع “لم أتسرع في إلقاء القبض عليه وقتها، عشان أحافظ على المؤسسة العسكرية من التجريح، وحتى لا يقال إن رئيسها مجرمًا، وانتظرت نتيجة التحقيقات حتى تبقى المؤسسة مصانة، ولذلك هم خافوا ولا زالوا خائفين من ذلك، والأسماء موجودة والكارنيهات موجودة”.

كان على كل من انتقد الرئيس مرسي اليوم أن يخرس بدلاً من أن يتهمه بخيانة الثورة, تقرير لجنة تقصي الحقائق الثانية, أو أي لجنة تقصي حقائق هو بمثابة تحريات أولية ليس لأحد سلطة لتحويلها إلى اتهام, سوى النيابة العامة وهي الجهة الوحيدة التي تقرر تحويل القضية إلى الجنايات أو ان تحفظها, وتعليقات اليوم الصادرة من عدد من ( النوشتاء ) حول تصريحات الرئيس عن اتهام قزم الانقلاب بالقتل تكشف عن مدى الجهل والسطحية التي وصل البعض إليها.

بعض هؤلاء النوشتاء كان يقف بالبرسيم أمام منزل الرئيس, وبعضهم كان ( يسرح ) خلف المدعو حمدين صباحي ليؤيد النائب العام الفاسد عبد المجيد محمود ويقفوا طوابير أمام الاستوديوهات ليصيحوا أن النائب العام ( الذي كان يحقق في تقرير لجنة تقصي الحقائق الثانية ) نائب عام ملاكي وهو النائب العام الملاكي الذي لم يكن يستطيع دخول الحمام بسبب حصار مكتبه !

يعني يطلبون من الرئيس مرسي محاكمة قتلة الثوار وعندما يبدأ في محاكمتهم يعترضون لأن النائب العام من وجهة نظرهم, ملاكي ولأن عبد المجيد محمود اللص ( راجل ) كما سماه صاحب الـ 7 آلاف جنيه!

اليس هذا هو الرئيس الذي حاول تقليص صلاحيات القضاء بالاعلان ( الديكتاتوري ) كما سماه (النوشتاء)!!

هل كان على الرئيس أن يشرح المسألة باللغة الصينية حتى يفهم هؤلاء الهمج ؟؟

مصيبتنا في مصر في هؤلاء, تلك الفئة الجهلة التي كان يجب أن تودع في الاصلاحيات لتتعلم حرفة أو تبحث عن عمل شريف, لم تجد وسيلة لكسب المال سوى الانضمام إلى كيانات لا وزن لها تنتج اصواتاً ولا تصنع شيئاً سوى الكلام.

والآن ليرد علي اي منهم, ما الذي كان ينبغي على الرئيس أن يفعله بعدما علم بخيانة المجرم قزم الانقلاب سوى أن يحيل تقرير لجنة تقصي الحقائق ( الثانية ) إلى النائب العام ؟ ثم ما الذي كان يفترض أن يفعله وهو يرى الهمج والغوغاء يتظاهرون أمام مكتب النائب العام ويسمونه بالملاكي ويعطلون عمله ؟

مال الذي كان ينبغي عليه أن يفعله وهو يرى في تقرير لجنة تقصي الحقائق مؤسسات الدولة كلها مدانة ( المخابرات الحربية – المخابرات العامة – المجلس العسكري – الداخلية ) ؟؟

ارجو من كل هؤلاء أن يخرسوا والا يسمعونا صوتهم, ففضلا عن أنهم جزء مما فيه مصر الآن, فهم حتى غير قادرين على فهم تصريحات عادية. هؤلاء لا أمل مطلقاً في اصلاحهم. الكارثة تبدأ عندما يظن الجندي أن بإمكانه أن يصبح قائداً. مجموعة من الدجاج تصيح في حظيرة مغلقة. هذا هو ما آراه, الفروق بينهم بسيطة, ولكن القاسم المشترك بينهم هو الجهل والرغبة في الظهور, وهؤلاء لا اعفيهم من المسؤولية عما وصلت إليه الحال في مصر.

كان يجب على مرسي أن يقيل وزير الدفاع المجرم, ليخرج له الغوغاء والجهلة ليسبوه وليسموا وزير الدفاع الجديد ( وزير دفاع ملاكي ), وكان عليه أن يقيله بسبب تقرير لجنة تقصي الحقائق ( من وجهة نظر الغوغاء ), ولكنه ان تصرف بشكل قانوني واحال التقرير إلى الجهة المختصة يكون قد احال التقرير إلى النائب العام الملاكي !

على هؤلاء أن يخرسوا وأن يبحثوا عن مهنة شريفة بدلاً من مهنة الناشط السياسي وليريحوا مصر واهلها من عناء الاستماع إلى نقيقهم !

وان قلتُ انني لا اعفي الرئيس من المسؤولية, وأنه كان عليه أن يقلص صلاحيات وزير الدفاع المجرم المصاب بالتخلف بالعقلي, فمن أية مسؤولية يجب عليّ أن اعفيه ؟ هل كان الرجل يمتلك ما يكفي من صلاحيات لتقليص صلاحيات معتوه, يرأس المؤسسة العسكرية التي يديرها اللواء العصار رجل امريكا في الجيش ؟ وهل كان بامكانه ان يجد وسط مستنقع الجيش رجلاً يمكنه أن يثق فيه ؟ وهل إذا خرج للشعب وتحدث لامثال هؤلاء بأن وزير الدفاع قاتل وخائن, هل كانوا سيصدقونه أم سيقولون أن الرجل يريد أخونة الجيش ؟

الرجل كان يقف على حافة مقلب قمامة تؤذيه رائحة القمامة ويشمها وحده, بينما الغوغاء مدعي الثورية يجذبونه من ثيابه ليسقطوه على وجهه !

هؤلاء الهمج بحاجة من الاساس إلى تأهيل نفسي وتربوي ليصلوا إلى مرحلة القدرة على ترجمة التصريحات البسيطة وفهم البيئة السياسية في مصر وادراك حجم الكارثة التي وصلت إليها مصر بسببهم ولا أنهم ساندوا معتوهاً يجري خلف عربية الرش ويضربه ( العيال ) وهو صغير ويعالج من التخلف العقلي, هذا هو ما يناسب هؤلاء !

تحية من القلب للرئيس الصامد لقد تحملت كثيراً من هؤلاء الهمج!