بيان إلى الشعب السوري

إعلان دمشق ..

بيان إلى الشعب السوري

جمعة "نصر من الله وفتح قريب"

واصل النظام القاتل خرقه لوقف اطلاق النار الذي التزم به، بموجب موافقته على خطة المبعوث العربي الدولي السيد كوفي انان، بالاستمرار في عملياته العسكرية ضد مدن وبلدات وقرى في عدد من المحافظات السورية، وخاصة في حي القصور في مدينة حمص، وبلدة الرستن والقصير والنزارية في ريفها، وبلدات في ريف دمشق، دوما والتل والزبداني وسقبا والضمير ويبرود، وبلدات في ريف ادلب، كفر عويد وكنصفرة وقوفقين وفركيا ودير سنبل، والحراك والمجيدل في ريف درعا، وشنان في ريف دير الزور، وعلى قلعة المضيق وكرناز ومورك في ريف حماة، . وقد احصت تنسيقيات الثورة والمراقبون الدوليون مئات الخروق، 225 خرقا يوم الجمعة فقط، ناهيك عن عمليات التهجير القسري والاغتصاب والتعذيب الجماعي، كما حصل في بانياس، والتوسع في مداهمة الاحياء والبلدات والقرى والقيام بعمليات خطف واعتقال عشوائية، ونهب البيوت والمحلات.

في المقابل واصل الشعب السوري الخروج في تظاهرات حاشدة تعبيرا عن استمراره في الثورة، وتمسكه بأهدافه في اسقاط النظام وإقامة نظام ديمقراطي، حيث واصل التظاهر في معظم المدن والبلدات والقرى، ليلا ونهارا، كما اضربت مدن وبلدات بالتوازي مع انتخابات مجلس الشعب التي اجراها النظام الاستبدادي يوم 8 الجاري ليقول للداخل والخارج ان ليس هناك حل سياسي. وقد شهد يوم الجمعة خروج 690 تظاهرة، في أكثر من 600 نقطة تظاهر، ردا على ممارسات النظام، هتفت للحرية والكرامة، وأدانت التفجيرات التي حصلت في دمشق وحلب، واتهمت النظام بتدبيرها، وهتفت للجيش السوري الحر، فقد خرجت 50 تظاهرة في مدينة دمشق و 70 تظاهرة في ريفها، و 100 تظاهرة في حلب وريفها و 160 تظاهرة في ادلب وريفها، ناهيك عن تظاهرات حاشدة في حمص وريفها، وحماة وريفها، ودرعا وريفها، ودير الزور ريفها، والحسكة وريفها، واللاذقية وجبلة وبانياس، وتظاهرة طلبة الجامعة في الرقةتضامنا مع زملائهم طلاب جامعات حلب،واعتصام المحامين في مدينة حلب للمطالبة بالافراج عن المعتقلين السياسيين.

هذا وقد حمل المجلس الوطني السوري النظام مسؤولية تدبير التفجيرين في دمشق، وطالب الجيش السوري الحر بلجنة تحقيق دولية للتحقيق فيهما، والكشف عن المنفذين. وكانت روسيا اتهمت دول بدعم الارهاب، وطالبت مجلس الامن بالتحرك لوقف تهريب السلاح الى سوريا.

وأما على الصعيد السياسي فقد استمر الاهتمام العربي والإقليمي والدولي بالملف السوري حيث كان على جدول اعمال مؤتمر دول عدم الانحياز في شرم الشيخ، ومجلس الامن، ان في احاطة السيد انان للمجلس أو تقرير بان كي مون حول الوضع في سوريا، ولجنة الامم المتحدة لمكافحة التعذيب، التي ستناقش التعذيب في سوريا، وبيان مجلس الامن حول التفجيرين في دمشق، ومؤتمر منظمة شنغهاي، وفي محادثات وفد المجلس الوطني السوري في بكين وطوكيو. وقد كان لافتا تحميل السيد انان النظام المسؤولية الكبرى عن استمرار العنف، وتحذيره من فشل خطته، وتلويحه بإجراءات اخرى، ورفضه الصريح للانتخابات النيابية التي حصلت، والتي لم يعترف بها غير روسيا وايران. كما ادان السيد بان كي مون النظام لأنه لم ينفذ التزاماته بموجب خطة انان، كما ربط بين تطورات الوضع الداخلي وما يجري على الحدود مع لبنان، خاصة لجهة زرع الغام على هذه الحدود. وطالب بابا الفاتيكان بزيادة عدد المراقبين “لإخراج سوريا من محنتها” كما قال. وكانت فرنسا قد اغلقت سفارتها احتجاجا على عدم التزام النظام بوقف اطلاق النار،واتفقت دول الاتحاد الاوروبي على حزمة عقوبات جديدة على شركتين سوريتين وثلاثة شخصيات تمول عمليات النظام، وتجديد اوباما “حال الطوارئ الوطنية” مع سوريا، ما يعني استمرار العقوبات. مسؤولو النظام انتقدوا بان كي مون، وانتقدوا ما اسموه سلبية واشنطن ازاء الارهاب الذي يضرب سوريا كما قال جهاد مقدسي، وصحافته دعت انان الى عدم الوقوف في الوسط.

وفي سياق متصل برز موقف دولي يدعو للعودة الى مجلس الامن في ضوء عدم تنفيذ النظام، رغم ادعاءاته، بنود خطة انان، وتبريره بقاء الجيش في المدن والبلدات بحماية المصالح الاستراتيجية، كالموانئ والمطارات والمصافي… الخ، والبحث في الاجراءات الاخرى التي تضمنها القرار 2043، وتلويح الولايات المتحدة باتخاذ قرار تحت الفصل السابع، خاصة مع وجود تقدير بان النظام سيفشل خطة انان بسبب طبيعته من جهة ومن جهة ثانية رفضه للتفاوض مع المعارضة، وانه يستخدم الخطة لكسب الوقت لا أكثر ولا اقل. وقد وضح الخلاف الغربي الروسي حول قراءة كل منهما لخطة انان حيث يرى الغرب انها تقتضي خروج الاسد من السلطة بينما لا ترى روسيا ذلك حتميا، وتربط خروجه بنتائج الحوار الوطني السوري.

ان اعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي اذ يدين، وبأشد عبارات الادانة، وبغض النظر عن الفاعل المباشر، التفجيرات الوحشية التي وقعت في دمشق وحلب، وغيرها من المدن السورية، يحمل النظام القاتل المسؤولية الاخلاقية والسياسية  لرفضه مطالب شعبية مشروعة، وجره البلاد الى طريق خطرة باعتماده العنف، وفتحه ابواب البلاد للتدخل الخارجي عله ينقذه من مصيره الحتمي: السقوط تحت وقع الثورة الشعبية العظيمة. ويرى الاعلان ان تكرار عمليات التفجير يثير الريبة ويستدعي اجراء تحقيق دولي محايد، وكشف الحقيقة للشعب السوري والعالم.

تحية الى ارواح شهداء الثورة السورية

عاشت سوريا حرة وديمقراطية

دمشق في:13/5/2012

الأمانة العامة

لإعلان دمشق للتغيير الوطني الديمقراطي