من ماهية الحفر المعرفي إلى الاستنتاج الفلسفي

يونس عاشور

الحفر المعرفي(1):

 فَطَرَ اللهُ –عزَّ وجل– النفوسَ على حب الاطّلاع والاستقصاء، فنحنُ كلما اطلعنا على سِرٍ من الأسرار تطلّعنا إلى ما وراءه، في سياقِ فهمٍ لا ينقطع، والتقدمُ البشريُّ على صعيد التراكم المعرفي مَدِينٌ في الحقيقة لهذه الفطرة. ومن الملاحَظ أن فهمَنا للأشياء متوقفٌ على فهمنا للعلاقات التي تربط بينها، كما أنه متوقف -إلى حد بعيد- على فهم امتدادات المسائل والقضايا وأبعادها المختلفة، ولهذا فإن ما نحتاجُ إلى معرفته دائماً كبيرٌ وكثير التشعب.

مصطلح الحَفْر المعرفي مصطلح حديث نسبياً، وهو يعني تتبع الحقائق والبحث عن طبقاتها المكوِّنة لها، ومحاولة العثور على أجوبة للأسئلة الكثيرة التي نطرحُها في مختلف مجالات الحياة.

الاستنتاج الفلسفي(2) :

الاستنتاج هو العملية العقلية الاستعرافية للبحث عن سبب أو تفسير منطقي للحوادث بهدف الفهم أو دعم المعتقدات، أو استخراج عبر ومفاهيم، أو أفعال أو مشاعر. في الفلسفة، دراسة الاستنتاج تركز عادة على ما الذي يجعل عملية الاستنتاج كافية أو كافية، مناسبة أو لا، جيدة أو سيئة لتعطي نتائج صحيحة أو خاطئة. يقوم الفلاسفة بهذا البحث عن قواعد الاستنتاج الصحيح إما بفحص الشكل أو بنية الاستنتاج من خلال محاججات أو باعتبار الطرق الأعم المستعملة للوصول لأهداف الاستنتاج.

من خلال المقدمة أعلاه لتشريح وتفكيك المفهومين الآنفي الذكر سنقف عند محطات وقراءات فلسفية وهي في الأعم الأغلب محطات ووقفات اعتدنا على مواجهتها وقراءتها قراءة فلسفية مثمرة بقدر ما هي منتجه ومتعددة ومستمرة في تناسل المفاهيم والأقاويل والشروحات التي تساعد الدارس والمتلقي للبحث الفلسفي على كيفية القيام بوظيفته في معرفة الخلفيات والكيفيات التي ربما يواجها أو يصادفها، وقد اخترنا بعض النصوص لعرضها وتبيين غرضها الغائي....

وأنت تشرب الشاي والقهوة معاً .. ( مفهوم انشطاري )

وأنت تقول أكيد .. وما تأكيدك إلا يخفي خفراً معرفياً وتواضعاً فكرياً ..

وأنت جالسً كهيئة الذي لا يعرف شيئاً .. ( ثمة أشياء كثيرة هو يخفيها في عالمه )

وأنت تنظر وفي نفسك شيء ما .. ( طموح ، مجد ، رفعه ، مكانه اجتماعية )

لم يكن الوقت متسعاً للخوض في مناقشات ومباحثات معرفية وفكرية وأخرى فلسفية أن وجد..!! سواء كانت على شاكلة : مفهومات أو معلومات أو مكنونات قيميه ... الخ.

التأني المعرفي هو شيء قاعدي ..  قد لا ندركه كنهه وما وراءه أو غائيته المغيبة في عالم ما ..

قد تكون أنت في عالم المعقول وعالم اللامعقول في آن .. (تضاد كلُ يرجح الآخر إلى كفة معنوية متوازية ومتساوية في آن ).

لقد كان الوقت يمضي ويمضي ولا ندري ماذا سيجري .. ( ينبثق المفهوم الماهوي المابعدي لحدث ليس لدينا معرفة كنهه أوماهيته المحضة اللامعلومه ).

في  غضون ذلك استطعنا قطع المسافة التي تفصل بيننا وبين الإحداثيات التي قد تنجم لسبب ما..

( خلق واقع انطولوجي يترتب عليه سيرورة تجديد لما ينبغي أن يكون ).

التناظر التقابلي فرضه  الواقع الذي حاول الطرف الأخر التمترس وراءه .!!

ثمة وقت متبقي لديه وهو التناغم بكيفية تقنية تساعده على الهروب من عالمه.. ( إذا حاول الإفصاح عما في جعبته انتهى الأمر إلى معرفة خصوصيته وهو لا يريد ذلك).

في نهاية المطاف قرر الانفلات بحيث يبقى فكره على ثبات واستقرار لدى المتلقي أو الشخص الذي كان يحاوره .

(هل ثمة قابلية أخرى لمحاورته واستنطاق مقولته الذي كان يرددها ويعاودها على لسانه بين فينة وأخرى ).

في مقابلته للمرة قبل الأخيرة كان تعامله أشبه بالسطحي أن لم يكن سطحياً بالمرة .. هذا ما دل عليه .. وقد كان للحدث سبق في خلق دلاله معرفية عن كونه يريد خلق هوة بينه وبين الطرف الأخر ..

(سرعة الحدس وقراءة الحدث مما يمكن من تكوين رؤى ابيستمولوجيه ومعرفية ).

كان الوقت يمضي ويمضي .. وأتذكر أن الجو كان حاراً بحيث لا تستطيع الوقوف ولو لبرهة من الزمن ..

(تأثير عجائبي قوامه رؤية ضبابية لا تستطيع القبض على ماهيته ).

المراجع:

1-  التأسيس الفكري للدكتور عبدالكريم جبار .

2-  الموسوعة الحرة .