عبد الله البرغوثي.. ثورة الانسان

عبد الله البرغوثي.. ثورة الانسان

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

(( رؤية أبنائي ألذ من الطعام  و لقاء البشر أشهى من الشراب

أخرجوني من العزل .. اسمحوا لأهلي بزيارتي ..اسمحوا لي برؤية أطفالي

لهذا أنا مضرب عن الطعام.. هذه مطالبي .. .. هل هذه جرائم))

بهذه الكلمات اعلن الاسير عبد الله البرغوثي اضرابه عن الطعام ، رؤية ابنائه ولقاء البشر ألذ عنده من الطعام ، واعز عنده من كل شيء .

الاسير عبد الله غالب عبد الله البرغوثي ولد في الكويت عام 1972، وتزوج عام 1998م في الفترة ذاتها التي عاد بها الى قريته بيت ريما، وهناك شرع بتأسيس عائلة ستعيش معه أيامه المرة قبل الحلوة كما يقال..استطاع القائد عبد الله البرغوثي خلال فترة مطاردته الإشراف على تنفيذ عدة عمليات نوعية، جاءت كما قال سابقاً في أعقاب النطق بالحكم، رداً على جرائم اغتيال ومجازر كانت ترتكبها قوات الاحتلال بصورة وحشية.وكان مجموع القتلى التي تبنتها العمليات من تدبير البرغوثي نحو 66 صهيونياً وأكثر من 500 جريح ، ولكن بعد أكثر من خمسة عشرة شهراً، استطاعت خلالها المقاومة تسديد أقصى الضربات في قلب القدس، " وتل أبيب"، استطاعت المخابرات الصهيونية اصطياده على غير يقين من هويته في الخامس من آذار 2003، حيث كان يخرج من إحدى مستشفيات رام الله، بعد أن أسرع صباحا إلى معالجة طفلته الكبرى تالا" 3.5 سنوات " في حينها، عندما فوجئ بالقوات الخاصة تقتحم يديه وتكبله، ..نسي لوهلة أنه عبد الله البرغوثي المطلوب الأول، وتذكر أن طفلته وحيدة ستظل في الشارع...ألقوا به في سيارة عسكرية، وتركت الصغيرة على الرصيف في صدمة وبكاء مرير..

وعلى الرغم من أن أقصى مدة تحقيق مسموح بها قانونياً لا تتجاوز التسعين يوما، إلا أن التحقيق المتواصل مع التعذيب استمر مع عبد الله البرغوثي مدة زادت عن الخمسة أشهر، حيث اعتقل في آذار وخرج من التحقيق في نهاية شهر آب من نفس العام، وفي الحادي والثلاثين من تشرين ثاني 2003، عقدت المحكمة العسكرية الصهيونية جلسة عاجلة نطقت فيها بالحكم النهائي  وذلك بــ 67 مؤبد وهو اعلى حكم ضد اسير فلسطيني

هذا هو الاسير عبدالله البرغوثي الذي دخل اضرابا عن الطعام  لينال جزءا بسيطا من حقه كأنسان وكأب لعائله حرم من رؤيتهم لاكثر من عشر سنوات ، فهو محروم من الزيارة منذ اعتقله الاحتلال ، بالاضافه الى طلبه انهاء عزله الانفرادي الذي يقبع به منذ اعتقاله ، والعزل الانفرادي  سياسة انتقامية  حيث الوضع داخل الزنازين صعب جداً. فالغرف لا يوجد فيها أي فتحات للتهوية . يوجد فيها فتحة صغيرة في الباب وهي مغلقة باستمرار ولا مجال لدخول الهواء ، إضافة الى أن الغرف مفصولة عن بعضها والأسرى لا يرون بعضهم وحتى أنهم لا يرون السجانين.وهم أيضا ممنوعون من الحديث مع بعضهم وحتى الحديث والنداء عن بعد , والأسير الذي ينادي على غيره من الأسرى يتعرض للعقاب ويدفع غرامة مالية.  

اسرانا  بصبرهم وثباتهم يصنعون معادلات تفوق كل الابعاد والتوقعات ... ضحوا بزهرة بشبابهم ضربية الحرية وكرامتنا ... والان من امعائهم الخاوي يصنعون معادلة تحدي وكرامة جديدة لنا ...

ماذا نحن فاعلون لأجلهم  ؟؟؟

ثورة عبدالله البرغوثي هي ثوررة الانسان لإنسانيته ..  وصرخة الحق في ظل صمت الباطل .. وشعلة النور في ظلمة الفهر والاستبداد .. ثورة عبدالله البرغوثي هي استمرار  لثورة عاشها مجاهدا ومطاردا واسيرا ويحياها انسانا رغما عن كل جبروت المحتل

هات لي من عيونك الدمع فخرا..........................دمعك الحر صاغ فجر الاماني

كم على هامة الرماح ليوثا................................فاقتل السوط في ظلام السجان

ارهق السوط للسجان لتبقى...........................ارضك الغر للاباة للاباة سناني

ها هو القيد في يدي يستريح ..........................من سياط العدا في عنفوان

حرنا يصرع السجون بعزم .................................هو للصبر ذابل القضبان

ابيات للشاعرة اللبنانية اسماء قلاوون