دموع الرجال

دموع الرجال

ثامر سباعنة

سجن مجدو  -  فلسطين

[email protected]

تعلمت منذ الصغر أن الدموع ليست للرجال وان على الرجل الحقيقي أن لا يبكي، هكذا تعودنا في بلادنا :أن لا نرى الدموع عند الرجال وإن اعتدنا عليها عند النساء ، حتى إني في صغري سألت والدي: لماذا لا تبكي يا ابي؟؟ فنظر إلي باستغراب وتلعثمت كلماته لكنه قال بنوع من الغضب سأبكي عليك يا بني.

عشت حياة الطفولة بكل ما فيها من براءة وعدم تفكير بالمستقبل ، كان والداي يعلمانني أن بلادي محتله واني أعيش في بلاد الغربة، كانا كلما ورد ذكر بلادي في نشرة الاخبار أو بالصحيفة يقولون لي هذه فلسطين... هذه بلادنا... كنت أنصت إلى الأناشيد بفخر وعزم مع أني لا افهم كلماتها أو معانيها..... كبرت وكبر معي حب ارضٍ حدثني عنها والداي، عشت غريبا بعيداً عن وطني أجنبياً في أرضٍ عربية وأهلها من أصلٍ عربي !!!

تغيرت الأحوال واحتلت البلاد التي اسكنها فصار حتما علينا أن نتغرب من جديد ونحمل آلامنا ونسافر إلى ارض جديده ، وكأن قدر الفلسطيني أن يبقى حاملا حقيبة سفره متنقلا في أرض الله ، لا يجد مستقرا إلا بقبره .

وصلنا إلى بلاد قريبة من وطني فأصبحت اشتّمُ نسيم بلادي وزاد شوقي لثراها اكثر واكثر إلى أن حانت اللحظة التي انتظرتها كثيرا... سأعود إلى وطني.

جمعت أحلامي مع ملابسي وإغراضي وانطلقت وحدي نحو الوطن تاركا أهلي في بلاد الغربه- وان كانت بلاد عربيه- كم كان قلبي يرقص فرحا لاني سأعود إلى حلمي بل أمنيتي التي تمنيتها منذ الصغر .

حطت قدماي ارض بلادي ، أحسست أن روحا جديدة قد سرت بين أضلعي، أحسست أن حياة جديدة قد بدأت ... وهذا ماكان..

انتظمت في إحدى الجامعات الفلسطينية ، وهناك تعرفت إلى معنى الانتماء للدين والوطن معا فمضيت في درب كنت قد سرت فيه سابقا منذ صغري لكني لم أكن أعيه، فتذكرت ارتيادي للمسجد القريب من حيّنا وانضمامي إلى فريق لكرة القدم تابع له وإنصاتي إلى الدروس والمواعظ على الرغم من صغر سني اذ لم اكن أبلغ الثالثة عشر من العمر بعد، لكني بعد تحقيق هدفي ووصولي الجامعة أدركت أني سلكت الطريق الصحيح الذي نشأت عليه منذ صغري .

لم تكن حياتي سهله بسيطة لكنها جميله فقد عرفت معنى الاعتماد على الذات وبناء النفس وكيف يكون الإنسان رجلا بحق، فقد كنت استغل يومي الخميس والجمعه في عطلتي الاسبوعيه لأعمل فيهما ، فاكسب اجرا يكفيني بقية أسبوعي الجامعي، علمٌ وعمل ، جهدٌ وأمل، وهكذا كونت نفسي وما زالت بعض الذكريات تدغدغ مخيلتي فتشعرني بالفخر والعزة والكرامة ، فقد كنت أسافر في الحافلة وأنا لا أملك أجرة السفر وثمن علبة لبن ورغيف خبز يسدُّ منافذ الجوع قبل ليل الخميس الذي ينتظرني لمباشرة العمل.

لم تطل حياتي في بلادي بعيدا عن عدوي ، فبعد اقل من عامين حاصر الاعداء منزلي ليلا واعتقلوني، كانت أول مرة اعتقل لدى الاحتلال واول مرة اكون بين ايديهم ، لا انكر الرهبة والخوف الذي أصابني عندما استيقظت على فوهات بنادقهم وهي مصوبة نحوي ويمسكون بأخي قربي، لم يطل خوفي منهم كثيرا فقد كنت اتوقع هذا اليوم وفعلا اعدت له العده، فقد كنت اسارع بالجلوس مع أي طالب في الجامعة يفرج عنه من السجون لأسمع منه حكايات الأسر والاعتقال وأتعرف على طريقة التحقيق وتعامل المحققين ، حتى اني أحيانا و في أثناء التحقيق معي في مراكز تحقيق الاحتلال كنت اتذكر كلمات بعض الاخوه عن التحقيق والقصص التي جرت معهم وكأن شريطا سينمائيا يتكرر معي ..نفس الكلمات ونفس المواقف.

خمسة وسبعون يوما من التحقيق القاسي والصعب ، فقد كان المحققون يستعملون الشبح المتواصل مع منع النوم ، وذلك بإجلاسي على كرسي قصير جدا مع كيس من الخيش في رأسي وطبعا القيود تكبل يديّ وقدميّ ، وابقى على هذه الحال أيام وايام لا يتركوني الا لتناول وجبات الطعام فقط،كانت أيام صعبه جدا لكني صبرت وتوكلت على الله ، فقد كنت أشعر بأن الله قريبٌ مني ومن إخواني المشبوحين حولي، لم يكتف الاحتلال بالتعذيب لكنه لجأ ايضا إلى الخداع ، واستعمل الأسلوب المعروف لدى الأسرى ألا وهو العصافير، والذي يعني العملاء الذين يدعون أنهم أسرى لنزع الاعترافات من الأسير، فقد ارسلوني لغرفة العصافير بعد أن اوهموني اني قد حولت للاعتقال الإداري، وهناك..في غرف العار كانت حكايه أخرى..حكايه صعبه مع النفس..فهل أنا صدقا مع أسرى شرفاء أم مع العملاء..كيف لي أن اعرف حقيقة هؤلاء الاشخاص!! هم ليسوا بواحد أو اثنين أو ثلاثه لا ..لقد كانوا اربعة عشر شخصا.

لم تمض ساعات طويلة معهم ، بل بضع دقائق وكان وجههم القبيح قد ظهر ، فسارعوا بسؤالي عن اسباب اعتقالي وما تهمتى ومن أنا وما نشاطي في الخارج..

لم اجب عليهم وقلت اني قد اعتقلت بطريق الخطأ وانه لاتوجد أي تهمه ضدي...ثارت ثائرتهم وغضبوا وهنا جاء تهديدهم الصريح لي: اكتب كل شيء لنا..معك فقط نصف ساعة وبعدها سنأخذ ما نريد منك بالقوة.

لم اتردد وقلت لهم: لايوجد عندي لكم أي شيء جديد وماتريدون أن تفعلوه افعلوه الآن.

وكنت قد جهزت نفسي واقتربت من باب الحمام لان عقلي بسرعة تحرك وبدأت ارسم خطه(علي وعلى أعدائي) سأستغل الماء الساخن بالاضافة لعصا المكنسة والكشاطه (المساحة) سلاح هذه المعركة..... لم يطل انتظاري فقد اطل الحارس الإسرائيلي بوجهه القبيح وطلب مني الخروج من الغرفة وبالفعل خرجت معه فقادني بسرعة إلى غرفة المحقق الذي جن جنونه وبدأ بضربي وشتمي لاني كشفت أمر عصافيره..جواسيسه...وهددني بتحويلي إلى الاعتقال الإداري.

بت ليلتي بالزنزانة وحيدا أفكر باليوم التالي وبما يحمله لي ..وهنا جاؤوا بسجين آخر إلى غرفتي وبدأ يتحدث معي عن العصافير وعن السجون والتحقيق و اخبرني أن اسمه محمد فوزي و انه من قرية برقين – وهي قرية قرب بلدتي- وفعلا حدثني عن أناس يعيشون ببلدتي ،وعند ساعات الظهيرة جاء الحارس الإسرائيلي وقادني إلى إحدى المكاتب وهناك طلبوا مني التوقيع على ورقة مكتوبة باللغة العبرية وقالوا أنها ورقة تحويل للاعتقال الإداري لمدة ستة أشهر،لكني رفضت التوقيع لأنها مكتوبة باللغة العبرية وبالتالي لا افهم المكتوب بها، لم يهتم الحارس كثيرا وأعادني إلى زنزانتي وهناك استقبلني محمد فوزي بلهفة وسألني : ماذا حصل؟؟

قلت له : حولوني للاعتقال الإداري... 

رد علي بحزن- حزن مصطنع - : إداري !!! وماذا ستفعل؟؟

قلت له: سأصلي ركعتي شكر لله..وبالفعل صليت ركعتين شكرت بهما الله ودعوته.

بعد حوالي الساعتين جاء الحراس وقيدوني وطلبوا مني أن اخذ كل أغراضي لاني سأنتقل للسجن.

ودعت محمد فوزي وخرجت مع الحراس...قادوني إلى سيارة النقليات وعصبوا عيني وكبلوا يديّ وقدميّ ووضعوني في السيارة..

بعد حوالي نصف ساعة أحسست بحركه بداخل السيارة وإذا به محمد فوزي زميلي السابق الذي تركته في الزنزانة قبل قليل ليقول لي انه سينتقل معي إلى السجن.

خلال الطريق اخبرني محمد أننا نتجه صوب سجن مجدو وبدأ يحدثني عن سجن مجدو وعن أقسامه وطبيعة الحياة به... وقال لي : أطمئن أنت الآن لن تذهب إلى غرف العصافير مرة أخرى ... وان غرفة الأسرى بمجدو ..(الأسرى الإداريين ) هي على يميني عند دخولي للسجن.

بالفعل وصلنا سجن مجدو وفرقوني عن محمد فوزي ..وكما اخبرني ..أدخلوني للغرفة التي وصفها لي ...على يميني عند دخولي.

استقبلني الأسرى في الغرفة بحفاوة وسعادة ..لقد كانوا احد عشر أسيرا..وبدؤوا بالتعرف إليَّ وتعريفي بهم .

شعرت بقليل من الراحة معهم ..فلي فترة طويلة معزول عن الناس وألان معي 11 أسير ويمكنني التحدث إليهم جميعا..يوجد مكتبه كبيرة..تلفاز..الطعام من كل صنف ونوع...الحمام به ماء ساخن....طاولة تنس ... ساحة ... شاي وقهوة... 

قضيت معهم عشرة أيام ، كدت فيها اصدق فعلا إنهم أسرى حقيقيين..لكن منقوش في ذهني انه لايوجد في داخل السجن من يهمه ماكنت تصنع خارجه ،لذا فليس من حق أي إنسان أن يسألك عمَّ لم يقال في غرف التحقيق الاسرائيليه.. وهذا كان احد أخطائهم..ففي مساء أول يوم لي معهم أعطوني سريرا لأنام عليه وبمجرد أن وضعت راسي لارتاح رأيت اسما منقوشا على السرير ..هذا الاسم هو اسم أسير سمعت صوته في تحقيق الجلمه قبل أن أغادر التحقيق بيوم أو يومين..وسمعته وقتها عندما قال : لقد كنت عند عصافير مجدوا وقضيت عندهم خمسة أيام...

بالحرف اسمه منقوشا على السرير حتى حمدت الله تعالى وشكرته وسألتهم عن الأسير أن كان قد جاء إليهم أم لا..فأنكروا وصوله لهم..فتأكدت أنهم جواسيس.

في اليوم الثالث خرجنا للفورة-الساحة- وهنا جاء شخص غريب إلى القسم ودخل إلى الغرفة..وقام الأمير-مسؤل الغرفة- بمناداتي إليها وبالفعل دخلت فوجدت الرجل الغريب يجلس على احد الأسرة وعرفني إليه الأمير بأنه الموجّه الأمني وهو المسئول عن متابعة الأسرى الجدد ..وتركني الأمير معه بالغرفة وأغلق الباب...

بدأ الموجه الأمني بالحديث معي وتعريف إليه ، وبدأ يسألني عن سيرتي الذاتية والنضالية!! فأجبته بنفي سيرتي النضالية لي واني اعتقلت بالخطأ..لم يستجب لي وقال أنهم – أي التنظيم – يعرفونني وقد سمعوا بي ،لم استجب له وقلت له إني اعتقلت بالخطأ..فقال لي انه سيعود مرة ثانية ليلتقي بي ..وقبل أن يخرج من الغرفة طلب مني أن لا أتكلم مع شاب صغير موجود معي بالغرفة لأن هذا الشاب مشكوك بأمره..

خرج الموجه الأمني وتركني في الغرفة ..أصبحت على يقين أني أعيش في غرفه عصافير.. وقلت في نفسي انه هذا الشاب الصغير قد يكون شريفا.

بالفعل لم يتركوني طيلة فترة وجودي معه أن انفرد بهذا الشاب وكلما حاولت الاقتراب منه كانوا يلحقوا بنا...

يحيون لياليهم بالصلاة والقيام والدعاء والبكاء في صلاتهم..لو مررت بالقرب من غرفتهم لقلت أنهم من زمن الصحابة ..لكن للأسف..هم حفنه جواسيس.

بعد يومين عاد الموجه الأمني ليلتقي بي ،لكن هذه المرة احضر معه كبسولة- رسالة يصنعها الأسرى داخل السجون- وقال لي أن هذه الرسالة من الأسير (م.ط) وهو احد أسرى بلدتي وطلب الموجه الأمني مني قراءة الرسالة فرفضت وقلت له اقرأها أنت فقرأها وكانت تحية وسلام من (م.ط) لي وتشجيعي على الحديث مع الموجه الأمني وإعطائه كل المعلومات التي يريدها لاني فعلا في غرف الأسرى الشرفاء وان استجابتي للموجه الأمني ستسرع في نقلي إلى الخيام حيث يعيش معظم الأسرى.

أنهى الموجه الأمني قراءة الرسالة وعلى وجهه ابتسامه خبيثة...وقال لي: ما رأيك الآن!

قلت له: أنا لا اعرف (م.ط) ولم التقِ به طيلة حياتي ، إذ إني عندما جئت من الخارج كان هذا الأسير في السجن لذا لم التقِ به أبدا فكيف يرسل لي رسالة..وعموما أنا لايوجد لدي ما أقوله لكم سوى ما قلته.

تركني الموجه الأمني وغادر والغضب يملأ وجهه.

استطعت أن انفرد بالشاب الصغير في غرفة التنس فقد استغليت خروجهم وتركي وحيدا معه لأقول له مباشره: كن على حذر نحن في غرفة العصافير.

تغير وجه الشاب وارتسمت ابتسامه عليه وقال لي مباشره هل التقيت بوالدي وعمي بتحقيق الجلمة؟؟

قلت له: لا تطمئن لي ولا لأي إنسان..أنا التقيت بهم وهم بخير..

وفجأة دخل باقي الأسرى للغرفة فتوقف حديثنا.

كنت أقضى يومي بقراءة القران الكريم والكتب المتوفرة هناك وكنت أتجنب الحديث معهم .

في اليوم الثامن..وقبل خروجنا للفورة قال لي الأمير أن هنالك مفاجأة لي وان هنالك ضيفا سيزورني اليوم..استغربت وبدأت أتساءل من!!!

وجاء الضيف الموعود...محمد فوزي..زميلي في الزنزانة بتحقيق الجلمه..وهنا أيقنت انه عصفور- جاسوس - يعمل مع الاحتلال ، بدأ محمد بإقناعي بالحديث مع الموجه الأمني والاستجابة لمطالبه فقلت له انه لايوجد ما اخبرهم به وان كل الذي قلته هو ما عندي...قضى فترة الفورة أي حوالي الساعة وهو يحدثني ويحاول إقناعي بالاطمئنان للموجه الأمني..وبعدها ودعني وغادر القسم.

في اليوم العاشر....ومع ساعات الظهيرة كنت أقوم بالاستحمام فإذا بالأمير يقول لي أسرع بالإنهاء لان اسمي قد جاء للنقل إلى الخيام...

قلت في داخلي انه قد انتهت المسرحية الآن وانه سيتم إعادتي للتحقيق...

بالفعل خرجت من الحمام لأجد شرطة الاحتلال بانتظاري وقادوني مباشرة إلى الجلمه لكن ليس إلى التحقيق إنما إلى المحكمة ...

كانت المفاجأة لي في المحكمة..والدي وأخي وعمي ينتظروني في المحكمة..تحركت المشاعر ..حاولت أن اقترب منهم وأضمهم إلي صدري لكن جنود الاحتلال منعوني من الاقتراب منهم ومنعوهم من الحديث معي... 

كان الحديث بيني وبينهم بالاشاره وبالعين..وهنا تحركت الدموع في عيني والدي وانتصرت دموعه على كل الحواجز وسالت على خديه..تذكرت وقتها كلمته لي قبل سنين عندما قال لي سابكي عليك يا ابني.

حاولت أن ارفع معنوياتهم وكانت الابتسامة لا تغادر وجهي وكنت أشير لهم بأصابعي بشارة التوحيد وشارة النصر.

اقترب مني المحامي وسألني : كنت عند العصافير؟

فأجبته: نعم

قال : أقلت لهم شيئا؟

قال : لا ..فلا يوجد عندي ما أقوله..وابتسمت

اطمأنَّ المحامي وقال لي سأعمل على الإفراج عنك اليوم.

لكن...

لم يقرر المحامي الإفراج عني وقرر تمديدي لمدة ثمانية أيام...جن جنون المحامي وأعاد سؤالي : أمتأكد أنت انك لم تقل شيئا!!!!

قلت له متأكد.

وبدأت الدقائق تمر وتعبت نفسيتي وبدأ الوهن يدخل إلى قلبي وأحسست بالانكسار...ودعت أهلي وقادني الجنود لخارج المحكمة باتجاه التحقيق..بالطريق مررت بعجوز فلسطينيه يفصلني عنها حاجز حديدي..فنظرت نحوي والجنود يحيطون بي وقالت لي: الله معاكم يا بنيي الله معاكم ..لا تخافوا ربنا كريم ..اصبروا.

كانت كلماتها تسقط على روحي كالغيث المنهمر على الأرض الجرداء فقد أعادت لوجهي الابتسامة ولنفسي القوة 

أعادوني للزنازين لكن كانت زنازين اكبر وتحتوي على أسرة إسمنتية ويشاركني بها أسرى آخرين.

نمت ليلتي مع أسيرين آخرين وآنا أتساءل عن ما يخبئه لي اليوم التالي..

صباحا جاء السجان وطلب مني أن احزم كل أغراضي واخرج..بالفعل حملت أغراضي البسيطة وودعت الاسيرين اللذين شاركاني الزنزانة وخرجت..

أدخلني السجان في سيارة نقل الأسرى وأنا أتساءل أين سينقلونني..هل سينقلونني الآن إلى السجن الحقيقي أم إلى عصافير مرة أخرى أم إلى تحقيق أخر..!!!!

تحركت السيارة فتحركت الأسئلة في عقلي..إلى أين سيذهبون بي!!!

توقفت السيارة أمام حاجز احتلالي...اعرف أنا هذا الحاجز..انه قريب من مدينة جنين..

فتح السجان باب السيارة وحل القيود عن يدي وقدمي وطلب مني النزول من السيارة..نزلت وعندها أعطاني هويتي وأوراقي وقال لي اذهب.

وقفت ولم افهم كلمته..ماذا تقول!!

فعاد وقال لي اذهب..أنت حر..