انتخابات الربيع العربي.. فوز الإسلاميين ولا عزاء للعلمانيين

انتخابات الربيع العربي..

فوز الإسلاميين ولا عزاء للعلمانيين

محمد حسين حسن

عندما تمنح الحرية الى الناس في الاختيار والتعبير عن الرأي فإنهم من دون ترغيب او ترهيب يختارون الفطرة وفى حالة تحديد اتجاهاتهم فإنهم يتجهون الى فطرة الإسلام, هذا ما حدث في انتخابات الربيع العربي في تونس والمغرب ومصر حيث اختار الناس التحكيم للدين بعد عقود من الفساد والظلم واستطاعت هذه الانتخابات ان تقلب الخريطة السياسية ليس فقط في هذه الدول السابق ذكرها بل ايضا في الشرق الاوسط والعالم, وبات في حكم المؤكد وصول الاسلاميين الى تصدر المشهد السياسي بنسبة كبيرة في الفترة القادمة خاصة بعد تزايد شعبيتهم في هذه الدول.

فمنذ انطلاق قطار انتخابات الربيع العربي من تونس وفوز حزب النهضة الاسلامي ب 90 مقعد وهو ما يساوي نسبة41 % في انتخابات المجلس التأسيسي , ووصول الاسلاميين ايضا لصدارة الحكم في ليبيا بعد اسقاط القذافي, ثم انطلق القطار سريعا الى المغرب واستطاع حزب العدالة والتنمية الفوز ب 80 مقعدا في الانتخابات التشريعية المغربية الى ان جاءت انتخابات مجلس الشعب المصري واستطاعات الاحزاب الاسلامية تصدر المشهد بشكل قوي رغم المخاوف التى كانت تسبق هذه الانتخابات بسبب احداث ميدان التحرير وشارع محمد محمود الاخيرة, حيث فاز في المرحلة الاولي من هذه الانتخابات حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي لجماعة الاخوان المسلمين بنسبة لا تقل عن 40 % وأيضا حزب النور صاحب المرجعية السلفية الذي ابهر جميع المراقبين حيث استطاع في فترة وجيزة الوصول الى نسبة   20% وأيضا احزاب اخري مثل حزب الوسط وهو ايضا صاحب مرجعية اسلامية, حيث يجتمع هؤلاء الاحزاب بنسبة 65 % وهي نسبة تدل على قوة التيار الاسلامي وتزايد شعبيته, فمع تصدر الاسلاميين لهذا المشهد البديع استطاع قطار التيار الاسلامي دهس "دكتاتورية الاقلية" وهم العلمانيين والليبراليين التى كانت تسير على نفس الفكر القديم للرجال الحزب الوطني المنحل من محاولات لوضع مبادئ او تصورات خاصة بهم ومحاولة الالتفاف على ارادة الشعب التي كانت تميل الى الفطرة الاسلامية وهو شيء واضح كالشمس.

لا عزاء للعلمانيين

اصبح في حكم اليقين اكتساح الاسلاميين في اي انتخابات يدخلونها , نظرا للذكاء السياسي والاجتماعي النابع من الفطرة السليمة , ووجود قدر كبير من المصداقية لدي المواطن البسيط فكلما تقدم الاسلام نزل بهؤلاء العلمانيين والليبراليين اصحاب فصل الدين عن الدولة الكآبة والحزن فيزداد القلق والتخبط وهي في الحقيقة مصداقا لقول الله تبارك وتعالى:

(( إِن تَمْسَسْكُمْ حَسَنَةٌ تَسُؤْهُمْ وَإِن تُصِبْكُمْ سَيِّئَةٌ يَفْرَحُواْ بِهَا وَإِن تَصْبِرُواْ وَتَتَّقُواْ لاَ يَضُرُّكُمْ كَيْدُهُمْ شَيْئًا إِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ مُحِيطٌ ))

فبعض ان تأكد اصحاب هذه الافكار الهدامة من وصول الاسلاميين الى الحكم بدء سريعا استخدام سلاح جديد وهو سلاح التفريق او ما يسمي بمبدأ "فرق تسد" وهو يعتمد على تفريق الخصم صاحب النفوذ الكبيرة الى اقسام متفرقة لتصبح اقل قوة لتكون غير متحدة ويسهل التعامل معها والسيطرة عليها فيما بعد, فمن المنتظر ان يخوض هؤلاء حرب باسم الدفاع عن الحريات والأقليات ومحاولة تفريق الاسلاميين الى اسلامي معتدل وأخر متطرف وهذا سلفي وهذا صوفي ....الخ .

فمثلا في تونس وبعض فوز حزب النهضة الاسلامي بدء العلمانيين والليبراليون في الخروج سريعا للاعتراض على الدور القوى للقوي الاسلامية بعد الثورة , في محاولة للضغط عليهم باسم الحريات , مما دفع شباب التيار الاسلامي للتظاهر والتأكيد على اهمية الدور الاسلامي ورفع لافتات تؤيد شرعية الغالبية وان تونس اسلامية ليست علمانية والمطالبة بتطبيق فصل الطلاب والطالبات في الجامعات والحق في ارتداء النقاب.

وأيضا في مصر أصبحوا هؤلاء العلمانيين  والليبراليين يشكلون شوكة في ظهر استقرار الوطن , وظهر هذا في المطالبة بدستور اولاُ او قيام مظاهرات او حتى ظهور في الفضائيات المشبوهة صاحبة التمويل الخارجي او حتى الداخلي ومحالة التأثير على الرأي العام قبل أجراء الانتخابات في محاولة فاشلة لإيجاد حل لتفادي ظهور الإسلاميين القوي المتوقع,والحقيقة ان الشعوب العربية عبرت عن ارادتها في الاختيار عندما اختارت التيار الاسلامي بحرية بعيد عن تدخل الطغاة وأصحاب الافكار " المعوجة"  واستطاعت ان تلقن هؤلاء العلمانيين او ما يطلق عليهم اسم "النخبة" درس لن يمحى من ذاكرة هؤلاء وعن حجمهم الحقيقي داخل المجتمع .