العرس الديمقراطي... دلالات ومكتسبات

حسام العيسوي إبراهيم

حسام العيسوي إبراهيم

[email protected]

شهدت مصر بفضل الله عزوجل عرساً ديمقراطياً لم تشهد مصر مثيله  في تاريخها السياسي العظيم ، ذهب المصريون ليستنشقوا عبير الحرية ، أثبتوا للعالم أجمع أن المصري لا يقهر ، فبعد محاولات الأعداء الشتى لتهميشه وتمويته روحياً وجسدياً وعلمياً وعسكرياً ، إلا أنه أبى ذلك فصبر وقهر ظروفه وعاد إلى الحياة من جديد قاهراً لأعدائه معلماً للعالم أجمع كيف يمارسون الديمقراطية الحقيقية ؛ ليست ديمقراطية مزعومة ، من أمثال ديمقراطيات أمريكا واوروبا التي يتحكم فيها اللوبي اليهودي بماله وسلطانه ، هكذا شعب مصر العظيم الواعي ، حاولوا مراراً وتكراراً وصفه بالجهل السياسي والأمية الفكرية ولكنه أثبت للعالم أنهم خير أجناد الأرض كما وصفهم النبي صلى الله عليه وسلم ، ومن خلال المشهد الإنتخابي الأول في مصر نستخرج هذه الدلالات ومن أهمها :

لن يستطيع أحد مهما كان سلطانه أن يدعي أنه يستطيع أن يحتكر المشهد في مصر ، أو أنه يملك التأثير الفعال في المصريين ، هذه الإدعاءات أثبتت فشلها فالشعب المصري شعب واعي وفاهم ، وبرز ذلك من خلال صندوق الإنتخابات حيث لم يرض الشعب العظيم أن يضع أحد من مندوبي اللجان ورقته في الصندوق ، ولكن كان هذا الشعب العظيم في هذا التصرف البسيط حريصاً على أن يطمئن على صوته حتي يدخل في صندوق الإنتخابات ، ولا يمش حتى يرى بعينيه ورقته داخل الصندوق .

أوضحت نتائج الفرز في الإنتخابات عن تقدم الأحزاب الإسلامية بفارق كبير عن غيرها ، وهذا يدل على أن الشعب المصري شعب يعتز بدينه ولن يرضى عنه بديلاً لأن ديننا الحنيف هو أفضل الأديان وشرائعه هي أفضل الشرائع لأن مصدرها القرآن الكريم والسنة النبوية المطهرة ، وهذا تكليف لكل من يحمل منهجاً إسلامياً أن اتق الله في مسئوليتك التي وهبها لك هذا الشعب العظيم ، اتق الله في دينك واعلم أنك على ثغرة من ثغور الإسلام فاخش أن يؤتى الإسلام من قبلك .

ما وضح من خلال استيعاب الإسلامييين للآخرين ، وأخص بالذكر التحالف الديمقراطي لمصر ، وهذا وإن كان يدل على شيء فهو يدل أنه من خلال الشريعة الإسلامية نستطيع استيعاب الآخرين وإعطاءهم حقوقهم فهم شركاء في الوطن ، أخوة في الدين ، أو في الإنسانية .

أن الأمن والإستقرار مرتبط باحترام الإرادات الشعبية ، واختيار هذا الشعب العظيم ، فهذا هو الفيصل في تحقيق الأمن والاستقرار ، وهذا ما وضح من خلال ارتفاع مؤشرات البورصة المصرية 13 مليار دولار بعد اليوم الأول ، وافتتاح البورصة على ارتفاع عال في بداية تعاملات اليوم الثاني بعد المرحلة الأولى .

أبرزت هذه الجولة الأولى للإنتخابات أعداء هؤلاء الوطن الحقيقيون ، فبمجرد أن استشعر الشعب المصري فرحته بالعرس الديمقراطي ، سمعنا عن أخبار عن اشتباكات تمت في ميدان التحر ير وكأن أعداء الوطن لا يريدون لأهله الأمن والفرحة والاستقرار ، فرغم أنوفهم سينعم هذا الشعب بالديمقراطية والحرية والأمن والرخاء في كل المجالات .

هذه بعض الدلالات البسيطة والتي استخرجناها بعد المرحلة الأولى من الإنتخابات والتي ندعو الله الله تبارك وتعالى أن تكون بداية لنهضة حقيقية لشعب مصر العظيم .