على أعتاب عام جديد

محمد زهير الخطيب/ كندا

[email protected]

على أعتاب عام 2015م وباقتراب دخول الثورة السورية عامها الخامس، وبملاحظة استعصاء الصراع وبلوغ القلوب الحناجر واستيئاس الناس، فإنني اعلّل نفسي واعللكم بقصة سيدنا يوسف عليه السلام، وأبدأ فيها بالبشارة التي تسلمها يوسف عليه السلام وهو في أول الطريق عندما رماه إخوته في غيابة الجب، (فلما ذهبوا به وأجمعوا أن يجعلوه في غيابة الجب وأوحينا إليه لتنبئنهم بأمرهم هذا وهم لا يشعرون)  يوسف15

فمدلولها أنه سينجو وستأتيه فرصة ليجتمع باخوته ويخبرهم بما فعلوا به وهم لايشعرون...

ولكم بشرى تشبهها، فقد رُوي عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قوله: (اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل على الغمام، يقول الله: وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين... ).

ثم إننا إذا ضجرنا من السنوات الاربع العجاف التي مرت علينا، فلنذكر أن سيدنا يوسف –الذي هو أفضل منا- قد لبث في السجن بضع سنين ظلما وعدوانا، إلى أن جاءه الفرج الذي سيأتينا لو تشبهنا قليلا بأخلاق سيدنا يوسف عليه السلام وأخذنا بالاسباب كما أخذ...

إن الثورة السورية ملحمة تُكتب، ويُصر بعضا على الجلوس متفرجا على "كنبة" لا يريد أن يكون بطلا فيها ولا حتى "كومبرس" بل تراه لا يحسن إلا أن ينتقد هذا ويشتم ذاك ويستهزئ بفلان ويغمز من قناة علان... إن أهم ما فيه هذه الملحمة أن يكون لنا دور فيها، إنها موسم للخير... إنها فرصة للحسنات لمن يؤمن بدين،  ومناسبة للبطولة لمن عنده حمية، وساحة للوطنية لمن ينتمي لوطن...

هناك آلاف من شبيحة النظام وأعوانه يلتفون حول راية الظلم والباطل يبذون دماءهم وأموالهم دون وجه حق وبدافع من العصبية أو الطائفية أو بسبب الجهل والضلال... ألسنا أحق منهم بالالتفاف حول راية الحق، راية الثورة، وأن نبذل المال والدم والوقت لاستعادة حريتنا وكرامتنا أيمانا ووطنية...

علينا جميعا أن نخرج من دائرة تتبع الاخبار إلى دائرة صنع الاحداث وإلى ساحات الانتاج في مجالات الاختصاص...

فليضع كل منا أهادفا بسيطة يمكنه تحقيقها بنفسه، وأهدافاً اخرى جماعية يضعها مع أصدقائه ومن حوله، ولنعمل معا على معرفة أولوياتنا والتركيز عليها، ولا شك أن من الاوليات توحيد الكلمة وتقوية الشوكة، وكسب الاصدقاء وتقليل الاعداء والعودة إلى الوطن أو الاقتراب منه، وأن نربأ بأنفسنا أن نكون من المثبطين المعوقين الذين لا يأتون البأس إلا قليلا، والذين يسلُقون الآخرين بألسنة حداد، أشحة على الخير، والذين جلسوا مرفهين في المهاجر يسألون عن أنباء الثورة ولو كانوا في الثوار ماقاتلوا إلا قليلا ...

وهذه طائفة من الأهداف الشخصية البسيطة للاقتراح والتذكير:

1-    إهتم بعملك وزيادة إنتاجك لتخصص جزءا من دخلك لمساعدة أهلنا في سورية وابدأ بالاقربين فهم أولى بالمعروف..

2-    إكتشف مواهبك وطور نفسك لتقدم أعمال متميزة ومهارات مفيدة للثورة.

3-    إنضم إلى عمل جماعي يخدم الثورة، سياسي أو ثقافي أو فني أو إغاثي... وتتطلع فيه إلى الخدمة والبذل وليس إلى الصدارة والسيطرة...

4-    إهتم بمن حولك من الشباب والنساء فانها طاقات كبيرة تحتاج إلى تشجيع وتطوير...

5-    لوكنت من مدمني الاخبار والانترنت فضع حدا لهذا الادمان بالانشغال بدوائر خبرتك وإنتاجك...

6-    لو كنت من المعتمدين على الله عز وجل فزد في طاعاتك ودعائك مع الاخذ بالاسباب ودون تواكل...

7-    حاسب نفسك بين الفينة والفينة وتدارك التقصير وانتقل من الحسن إلى الاحسن...

8-    تذكر دائما أننا بحاجة إلى تنفيذ ما نعلم وبناء عادات ثابتة أكثر من الالتهاء بالاخبار واللقاءات الفارغة والاحاديث المتكررة التي لا يبنى عليها عمل...

وأخير ستنتصر الثورة باسرع مما نتصور لو غيرنا ما بأنفسنا، فان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم، وكيفما تكونوا يولى عليكم، ولو انتصرت الثورة دون أن ننتصر على أمراضنا وعيوبنا فستأتي ثورتنا بقائد متفرعن مستبد جديد وسنحتاج إلى ثورة من جديد... 

وكل عام وأنتم بخير.