سأقتل عبوديتي في داخلي لأكون حراً كما خلقني ربي

سأقتل عبوديتي في داخلي

لأكون حراً كما خلقني ربي

د.عبد الغني حمدو /باحث وأكاديمي سوري

[email protected]

[email protected]

نظرت لنفسي فيداي طليقتان , ولساني حر في حركته , وقدمايا سارحتان لاقيد فيهما , وعينايا أفتحهما متى أشاء , وأغلقهما متى أشاء , جفوني ترمش بحرية , أسخط واغضب , أرحم وأظلم , أحب وأكره , أمتع نفسي بما أريد , هذا هو البحر الهاديء كما أنا , وتلك عاصفة تضرب هدوءه , كنفسي عندما تغضب , هذه حبيبتي ألاطفها , وأحيانا أناكدها , وهي كذلك تبادلني كما أنا.

صفات ولدنا وهي معنا , وعمّرنا في هذه الحياة كما نريد , فلا قيود في معصمينا ولا .....ولا من يبيعنا في سوق العبيد , هنا يمكنني القول أنا إنسان حر بكل ماتعني هذه الكلمة من معنى .

ورب سائل يقول : فأين العبودية في داخلك إذاً :

كنت وصديقي زيد العراقي قبل عدة سنوات نتبادل أطراف الحديث , وتطرقنا لحرب تشرين بين سورية وإسرائيل عام 1973 , وتضحيات الجيش العراقي فيها ودفاعه المستميت عن دمشق , وصده للهجوم الاسرائيلي , والذي كان لايبعد عن دمشق سوى عشرين كيلو مترا .

ثم تابع زيد حديثه وقال :

لي قريب اشترك في تلك الحرب , وهو لواء في سلاح الجو العراقي , وهو الطيار الوحيد والذي دخل العمق الإسرائيلي وقصف مصفاة حيفا , بالإشتراك مع طيار سوري والذي سقطت طائرته بعد عملية القصف واستشهد في العملية تلك .

هذا البطل وهو في السماء كان حراً طليقاً , لم تكن العبودية في داخله فقاتل حتى استشهد دفاعاً عن وطنه وأهله وفلسطين .

قبل الحظر الجوي على ليبيا , أسقط الثوار طائرتين تابعة لمعمر القذافي , وكانا فيهما طيارين سوريين , فإن كانا قد قتلا , فقد قتلا دفاعاً عن العبودية التي في داخلهما , وليست دفاعاً عن مباديء يؤمنون فيها .

ويوم أمس قتلا ثمانية من الطيارين السوريين على أرض اليمن , دفاعاً عن عبوديتهما والتي تعيش  في داخلهم , مع أنهم في أرض لايملكها سيد العبد والذي يعيش في داخلهم المتوارث جيلاً بعد جيل .

ماهي الحقيقة الكامنة وراء ارسال طيارين سوريين إلى ليبيا , ومن ثم اليمن للمساهمة في قتل الليبيين وقتل اليمنيين ؟

وما الفرق بين أن تقتل ليبياً أو تقتل يمنياً أو تقتل سورياً يريد ان يقتل العبد الذي في داخله حتى يكون إنساناً حراً كما خلقه الله تعالى ؟

القذافي  وصالح استوردا عبيداً جلادين من سورية , فنفوس طياري البلدين عفت من أن تكون عبيداً لقاتلين , وبشار الأسد عنده من العبيد الملايين , يختار منهم مايريد , ويبيعهم بدراهم معدودات .

سلاح الجو في سورية يقسم لقسمين :

السلاح السمتي المتمثل بالطائرات المروحية , وطياروه من طائفة بشار تفوق نسبة التسعين في المائة , وهؤلاء يستخدمهم لقتل الشعب السوري والذي يريد التحرر من العبودية .

والطيران الحربي معظم طياريه من الطائفة التي لاتنتمي لطائفة الرئيس , وهو يخاف منهم , إن استخدمهم ضد الشعب السوري , فالغالبية من الشعب السوري ينتمي لطائفة الطيارين الحربيين .

وبالتالي يسهل عليه بيعهم , ويقبض ثمنهم , فإن قتلوا فلا أسف عليهم , ويقبض التعويض عنهم , وفي نفس الوقت يكونون لعنة على زويهم وشعبهم , فلا قيمة لهذا العبد والذي رضي بالعبودية طوعاً وحباً في العبودية , كحال شعبنا عبر آلاف السنين .

وهذه العبودية نراها واضحة اليوم في ساحة الأمويين في دمشق ومن قبلها ساحة سعدالله الجابري في حلب .

ولن يكون لنا ولوجودنا معنى , مازالت العبودية مستوطنة في نفوسنا , والثورة حتى ولو أسقطت النظام ونجحت, فعليها أن لاتسمح لعودة العبودية لداخل نفوسهم بعد أن قتل العبد المملوك في دواخلهم الآن .