مراجعات في مسيرة العمل الإسلامي المعاصر

د. موسى الإبراهيم

[email protected]

-19-

أهم التحديات الداخلية للجماعات الإسلامية

التحديات الداخلية أخطر من الخارجية وهي مظاهر مرضية بشكل عام وقد تكون ظاهرة.... أو خفية...... وأهم هذه التحديات:

أولاً- أزمة القيادة:

-       القيادة في العمل الإسلامي شرط في النجاح وتحقيق الأهداف ولابد أن يتوفر فيها الكفاءة والحذاقة والخبرة.....

-       وعلى مافي القيادات من إيجابيات تشكر عليها فهناك سلبيات قاتلة لابد من علاج لها وأهمها:

1- طريقة الإختيار:

يجب أن تتم وفق مواصفات وسمات وكفاءات تناسب الدور المطلوب لا على مجرد الموازنات........ والألقاب...... والواجهات........ والإقليميات ....... أو الأكبر سناً فهذا حسن البنا رحمه الله أسس الجماعة العالمية وعمره/22/ عاماً....... وقضى نحبه وعمره /43/ عاماً....* وهذا أكبر تحدٍ في قضية الإختيار........

2- الإستبداد في التعامل

فلا دور لغير القائد......... ويتدخل في كل صغيرة وكبيرة........ وبعضهم لا يثق بغير ذاته.... والجماعة ستهلك إن لم يكن كل شيء فيها صادراً عنهم....... وتستهلكه الجزئيات.... وتأمين الخدمات...... وقد لا يكون عندهم إلا هذه الجزئيات لأنها استهلكتهم.... وأما الأمور الكبيرة فلا تجد اهتماماً.

3- تحييد الكفاءات غير الموالية

ويعشق هؤلاء من يصفق لهم ويمتدح سيرتهم...... ويضيقون بكل رأي مخالف...... وماالفرق بين هؤلاء والقيادات الحزبية العلمانية؟

4- التعصب وضيق الأفق...... وعدم القدرة على التعامل مع الآخر....

5- القيادة بعيداً عن القاعدة والصف

وهذا مخالف للسنن الكونية والمواقف البشرية فالقائد يجب أن يكون بين جنده يشاركهم ويعيش آلامهم وآمالهم....

-       وأي قيادة تعيش بعيداً عن قواعدها قيادة فاشلة والتاريخ والواقع يؤكد ذلك....

-       ومن اضطرته الظروف ليكون بعيداًعن إخوانه فله أجر الهجرة وحق المشورة وأما الإصرار على البقاء في رأس الهرم فهذا مساهمة في الخذلان ومشاركة في الفشل

وقد قمت بحوار مع الأستاذ الغنوشي حول هذه الفكرة فأقرها و سلم بها .

ثانياً- الشورى بين الزعم والحقيقة

-       الشورى دعامة أساسية في العمل الجماعي.. وهذا أمر مسلم لدى الجميع...ولكن كثيراً ماتكون الشورى زعماً أكثر منها حقيقة...... وكثيراً ماتصادر الآراء بعمليات التكتل من وراء الكواليس عندما يعمد بعض الدهاة من المتنفذين لرسم خريطة معينة ومفصلة على مقدار الشلة المنسجمة والولاءات الخاصة شخصية وإقليمية وقد تكون الشلة جمعها بعض الأفكار والمصالح الخاصة.... وبسبب ذلك أو غيره تغتال الشورى وباسم الشورى أحياناً

-       وللحق فإن كثيراً من عيوب الديمقراطية يمارسها الإسلاميون في مؤسساتهم باسم الشورى

*وهذا من أهم أسباب تخلف الجماعات الإسلامية وعدم توفيقها وهذا مايجب أن يتدارك قبل فوات الأوان.... ولا ينكر أن هناك أخيار في الساحة

ثالثاً- الإنشقاقات:

وأهم أسبابها:

1- قيادات غير مؤهلة وتحول دون الكفاءات وتعطلها.....

2- عدم الإلتزام بالأنظمة واللوائح الداخلية لتلك الجماعات....

3- ضعف التربية ....والتنافس على الزعامة والمواقع والمناصب....

رابعاً- السرية والجهرية

الأصل في العمل الإسلامي الجهر والعلنية والسرية ضرورة تقدر بقدرها والمشكل هو الضبابية وعدم وضوح الرؤية وعدم معرفة المرحلة التي تمر بها بعض الجماعات وهل هي سرية أم جهرية ؟ وكم يتعامل الناس بالسر فيما لا يحتاج إلى السر وكم يفرطون بما يحتاج إلى الكتمان وهذا أحد العوائق في طريق النجاة .

خامساً- الخطة والمنهج .

المنهجية والتخطيط أساس في العمل الجماعي والذي يشكى منه هنا أمران 1 – عدم التخطيط والعفوية والارتجالية في العمل . 2 - التخطيط نظرياً وعدم الانضباط بمقتضى ذلك في الميدان .

ويتساءل الانسان كم خطة وضعت ونفذت بحق ؟ وكم منهجاً تم تطبيقه والالتزام به سواء في المجالات الثقافية أو السياسية أو غيرها ؟ .

وهنا أمور يجب الوقوف عندها ومراجعتها  :

-   الموائمة بين خطاب الدعوة وخطتها .

-   تفعيل شعار الإسلام هو الحل .

- تفعيل شعار وأعدوا ... ماذا أعددنا؟

سادساً-  تواصل الأجيال وتهديد المستقبل .

إنها ثغرة بحاجة إلى رعاية قبل فوات الأولان، فهل أهلنا جيلاً لحمل راية الدعوة ونقلها لمن بعده؟؟؟ وهل أولادنا قبل غيرهم يحملون الدعوة بصدق وإخلاص؟

سابعاً - النقد البناء والحوار الهادف :

إن النقد البناء يجب أن تقوم به الحركة أو تسمعه وتستفيد منه ولو كان من أعدائها غير أن الحركات كثيراً ما تضيق بالنقد و ترفضه انتصاراً للذات غالباً وهذا خطر على المدى القريب والبعيد ثامناً- أمن الحركة واختراق الصف وهذا ما يحتاج إلى عناية وإعداد مناسب ولتعتبر الحركة الإسلامية باغتيال الإمام البنا...، مروان حديد ، عدنان عقلة ، عبدالله عزام ومحاولة اغتيال الترابي وغيرهم...

تاسعاً- الاستسلام للترف والركون للشهوات .

وأتساءل ما الذي يسيطر على قلوبنا ويقض مضاجعنا ؟

ما الذي له الأولوية في اهتماماتنا ؟

ما مدى تأثرنا عندما تفشل مساعي الدعوة ؟

ولنتذكر أيام كنا نعد الخروج من البلد للعمل فراراً من الزحف .

عاشراً : اهتزاز الثقة بين القيادة والصف :

إن الثقة تفرض نفسها من خلال التضحية والبذل والفداء ورجاحة العقل وبعد النظر والتجرد والإخلاص مع مرور الزمن وطول التجربة.

- والثقة تمنح لأهلها طواعية واختياراً بل تفرض نفسها ولا يملك الناس دفعها ولارفضها فأين نحن من تلك الثقة ؟؟؟

* إن كثيراً من القيادات الاسلامية لاتختلف عن القيادات السياسية في البلاد العربية والإسلامية من حيث التعامل والتعاطي مع الناس وهذا خطر يؤذن بالفشل .

وأخيراً، إنها تحديات تفرض نفسها في الميدان وعلاجها لا يتعلق بالأنظمة الحاكمة ولا الدول الكبرى ولا بمروجي العولمة إنها قضايا تتعلق بالنفوس وحسن صياغتها وتربيتها وكلنا يجيد التنظير فهل من خطوة إلى الأمام في مبدان العمل ؟

اللهم قد بلغت اللهم فاشهد.