عاشوراء.. من منظور جزائري

معمر حبار

[email protected]

مقدمة الجزائري .. لم يكن يخطر ببال صاحب الأسطر، أن يتطرق للحلقة الثانية من عاشوراء، لولا الردود التي وصلت جرّاء مقاله "دروس من عاشوراء" ..فكانت هذه التوضيحات الجزائرية المباشرة ..

فضيلة الاعتراف بالغير .. مالفت إنتباه المتتبع، وهو يتطرق لعاشوراء .. أن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلّم .. صام عاشوراء ..إعترافا بفضل سيّدنا موسى عليه السّلام ..

مايعني .. أن الاعتراف بالآخر.. فضيلة سامية.. سبقنا إليها أهل الفضل من قبل .. وسيظل التاريخ .. يذكر الذين إعترفوا بالغير .. وساهموا في نشر فضائلهم .. داخل مجتمعاتهم .. وبين الأمم.

عاشوراء بين خيانة الأمس وخيانة اليوم .. الأخوة في عراقنا الحبيب .. الذين يحتفلون.. بمقتل سيّدنا الحسين .. رضي الله عنه وأرضاه .. عليهم أن يدركوا جيدا، أن..

الخيانة .. هي التي كانت وراء قتل .. سيّدنا الحسين .. رضي الله عنه وأرضاه.

ونفس الخيانة .. هي التي باعت العراق .. لرعاة البقر .. بعد 14 قرنا.

ماأعظم الجزائري في يوم عاشوراء ..

يصوم عاشوراء .. فيزكي نفسه..

ويخرج زكاة ماله .. فيزكي ماله ..

ويكثر من ذكر ربه في هذا اليوم .. فيزكي قلبه.

في الجزائر .. نفرح بنجاة سيّدنا موسى عليه السلام .. لأن سيّدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم .. فرح بهذا اليوم .. وقام بصيامه .. وأوصى به .. ونعتبره يوم إخراج الزكاة.. والجزائريون يطلقون عليه .. العشور .. فهو يوم بذل وعطاء .. وإدخال السرور على الأهل والفقراء والجيران والمحتاجين .. وكما قلت في مقالي: "دروس من عاشوراء" .. نفرح لنجاة سيّدنا موسى عليه السّلام .. وإعترافا بفضله .. هذا هو الأصل في عاشوراء .. ولسنا تبعا .. لهذا .. ولا ذاك.. وكل حر في عاداته وتقاليده، ويعبّر عن أفراحه وأحزانه، بالطريقة التي يراها مناسبة.

ردّا على تعليق عنيف جدا .. وصل تعليق عنيف جدا، فكان هذا التعليق .. السلام عليكم ..

أشكر الأستاذ "أبو سارة"، على الأسئلة التي طرحها ..

الأسطر عبارة عن تعليقاتي الشخصية .. نشرتها عبر صفحتي .. وجمعتها في نفس اليوم .. لأضعها بين يديك. ومن بين العبر ..

أن الله تعالى نجا سيّدنا موسى عليه السلام .. فلنكن أدوات نجاة.

كما يمتنع الصائم في عاشوراء عن كل مايفسد صومه .. فليمتنع عن كل مايسىء للغير.

عاشوراء بالنسبة لنا .. يوم زكاة وبذل وعطاء .. فلا تحرم غيرك .. وارفق به .. وامنح المحتاج

يوم عاشوراء .. يوم تتوقف فيه الدماء .. وتحترم .. وتصان.

وسّعوا في عاشوراء .. عرب الجاهلية .. توسّع على .. الأهل .. والأبناء .. والجيران .. والضيف .. والحجيج .. وفي السلم .. والحرب .. والحل .. والترحال .. وبمناسبة .. وغير مناسبة ..

واليوم أقرأ .. على صفحات إحدى اليوميات .. يقول صاحب المقال .. من المنكرات ، أن توسّع على الأهل والأبناء في عاشوراء.

شح ودماء .. أعيادنا .. وأفراحنا .. أمست سجينة ..

ذاك الذي يستقبلها .. بالدماء ..

وهذا الذي يسقبلها .. بالبخل .. والشح .. والمنع.

عاشوراء عند الجزائري، تعني إخراج الزكاة .. وصلني تعقيب ، فكان هذا الرد ..

عاشوراء عند الجزائري، تعني إخراج الزكاة.. منذ 14 قرنا .. إذن المطلوب منك كجزائري .. - في هذه الحالة طبعا- .. أن تخرج زكاتك .. وتدعو غيرك ليخرجها.. وتتقرب للفقراء والمساكين والمحتاجين .. ولا داعي لتقارن نفسك بغيرك .. وقم بتعزيز ماتربيت عليه .. وقويه .. ودعمه .. واترك السيىء منه .. واحفظ الحسن منه .. وانشر الأفضل والأحسن منها.. ويوجد لدى مجتمعك الجزائري .. الكثير منها .. والعديد منها .. فعليك بها .. واترك الآخرين وشأنهم ..

العادات الجزائرية.. لها أصل وجذر.. عقب صلاة الجمعة.. حدّثني البارحة الشيخ عمر، قائلا ..

سيّدنا عثمان بن عفان .. رضي الله عنه وأرضاه .. هو الذي أخرج الزكاة في .. يوم عاشوراء.

فحمدت الله على أن .. العادات الجزائرية .. لها أصل وجذر .. وكل يحترم ماتربى عليه .. ولا يتدخل في شؤون الآخر ..