المدارس العالمية... (برمجة العقول) منذ الصغر...

المدارس العالمية...

(برمجة العقول) منذ الصغر...

سوزان حمود

تزايدت في السنوات الأخيرة أفتتاح المدارس العالمية , وهو ما جعل  توجه الكثير من الأسر الى إلحاق أبنائهم بها , البعض منهم بحثا عن تعليم متميز و متمكن للغة الأنكليزية والبعض الأخر من منطلق (  الحشر مع الناس عيد ) أو كنوع من أنواع الوجاهة والتقدم الحضاري  بين الأهل و الأصدقاء .

هناك العديد من المدارس العالمية التي تطبق انواع مختلفة من المناهج الدراسية , مثل المنهج البريطاني والأمريكي والاسترالي والتي يقوم بتدريسها معلمين من مختلف الجنسيات الأجنبية بغض النظرعن الثقافة الفكرية والأجتماعية والدينية للمعلم .

الجميع يعلم أن هذه المدارس تم الترخيص لها وفقا لمعايير  خاصة ومحددة  من قبل وزارات التربية والتعليم ، و لكن هذا لا يعني من وجود خلل في تنقيح المناهج  أو طريقة توصيلها للطالب , وبالتالي فإن أي خلل في أختيار و تطبيقالمناهج والأنظمة الخاصة بضوابط ومعايير المدارس الأجنبية سيؤدي بلا شك لوجود العديد من السلبيات والمشكلاتو لا سيما هذه المشكلات ستطال أهم شريحة في المجتمع و جيل المستقبل  .

لا شك أننا جميعا نصبو الى التقدم العلمي و التكنولوجي متهافتين الى مواكبة التقدم السريع , وتعلم الفرد لغة أخرى بجانب لغته الأصلية ,  هو السبيل الأمثل لتوسيع مداركه وإثراء معلوماته  , و سهولة مواكبته للعالم عن طريق التعرف على  ثقافة الشعوب الأخرى و أفكارهم و أنتمائاتهم .... ( و لكن ) دون تفتيت الثقافة المحلية  والهوية القومية المتمثلة باللغة الأم .

 يجب علينا أن ندرك , أن اللغة الأجنبية لا تدرس من فراغ  .. فهي ليست مفردات وتراكيب لغوية فقط , إنما هي وعاء لثقافات وعادات وقيم  للناطقين بها  والقائمين على تدريسها , تقدم طبقا شهيا و ممتعا  لأبنائنا على مرأى و مسمع الأهل والمجتمع دون إدراك منهم  بخطورة الموقف .

غمر الطالب بتدريس اللغة الأجنبية بكل ما يحتويه المنهج من ثقافة وأفكار  المجتمع الأخر منذ نعومة أظافره قد يؤدي بالفعل الى ضعف الطالب في لغته الأساسية وعدم تمكنه من أستعمال مفرداته بالشكل الصحيح و جهله  للكثير من معالم ثقافته الأصلية و تاريخ أمته العريقة  .

أيضا عملية تعلم  لغة ثانية عملية معقدة تشترك فيها جميع قوى الفرد العقلية والعاطفية والنفسية لا سيما لو حدثت في سن مبكرة فلذلك من السهل جدا تأثر الطالب بما يتلقاه  و نسخ أفكاره بمحتوى المناهج التي تدرس .

يجب ان تتوفر رقابة صارمة من البيت والمجتمع على  محتوى ومضمون المناهج ,  و مقابلة المناهج الأجنبية  بأثراء قوي ومستمر لتعاليم الشريعة والدين والثقافة المحلية بدون توقف .

 هذه ليست مسؤلية أنفرادية ترمى على عاتق أولياء الأمور بل دور المجتمع هو أكبر حجما و اكثر تأثيرا

وخاصة الشريحة التي تعمل في التربية والتعليم تقع عليهم مسؤلية حماية الجيل الجديد من النسخ والانحدار

و عدم السماح للغزو الفكري الذي تطال مجتماعتنا تحت مسمى ( المدارس العالمية ).