البراغماتية الأمريكية الجديدة

م. الطيب بيتي العلوي

البراغماتية الأمريكية الجديدة:

ومصير البشرية المبين.. (1)؟

م. الطيب بيتي العلوي

مغربي مقيم بفرنسا

باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس

[email protected]

ما فتيء منظروالحداثة في الغرب يتهافتون على جمع المفاتيح بدون معرفة فتح أي  باب،ومدفوعون بنزعة غلو"الشكيةScepticisme;الديكارتية"،يستمرون في اثارة الجدل حول"التصورات"دون محاولة "التشكيك" في قيمها الجوهرية(الأخلاقية)ولافي تبعاتها السلبية على البشرية على المدىالبعيد،...ولذا،فلم يثبت أن"الغرب الحداثي"فتح بابا وأحسن رتاجه : يقوم"بتصنيف"و"رص"الأفكارعلى السطح...،ولا"يحقق"أيا منها في العمق.. مثل الطفل الذي أصيب بحريق،ويريد اطفاء الناربأصبعه المحروقة..".. ص 13فصل"الأفكار والحضارة" للفيلسوف السويسري "Frithjof Schuon."من كتابه. Perspectives Spirituelles  et Faits Humaints 

مقدمة :

عندما يتم الحديث عن الفلسفة البراغماتية،أو(الذرائعية)–كرؤية معرفية"..،يعبرعنها في الغالب كمذهب انتقائي اعلائي بعيد عن التشوش،..وتعرض كتصورعقلاني موضوعي عملاتي ونفعي للحياة، بعيد عن الطوباويات والمثاليات...،تتكفل بترشيد شؤون الحياة،باستبصاروروية وتجرد،فتغلغت هذه الفلسفة في كل مناهج التفكيرالأمريكية ورؤاه المتنوعة الدينية والسياسية والاقتصادية والثقافية والفنية والتربوية، منذ أن تم وضعها-جماعيا- في أواخرالقرن التاسع عشرعلى يد ثيولوجيين بروتستناننيين،ومؤرخين،ومشرعين قانونين،وفلاسفة،وتربويين، وعلماء نفس، فتحولت الى عقيدة حياة،وربوبية كونية لدي الأمريكيين، ولذا،فمن التبيسط اختزالها الى :

1-  منهج  تفكير موضوعي نفعاني واقعاني

2-  أونظرية (اقتصادية-سياسية)،أو ديانة دنيوية عملية

3-  أو رسالة أخلاقية (عقلانية-بروتستانتية)

4-  أووصفة سلوكية عالمية ناجعة في"الأعمال التجارية والادارية والمهنية 

 وهذه الاختزالات كلها تنم عن سوء فهم تعسفي للغرب بمشمله ،وللخصوصية الأمريكية في ذات الوقت ..

فالبراغماتية، هي ثمرة حوصلة التساؤلات(الميتافيزيقية –الدينية-الوجودية) لكل الأمريكيين، منذ أن أبحر كولومبوس بأسطوله الى مياه العالم الجديد،وصارت أمريكافي  في الأذهان صنواً ل"الفرصة"،وأصبح بموجب ذلك مفهوم"التوسع"أسلوبا مفروضاعلى الأمريكيين بحكم"ضرورة الوجوب الديني والوجودالحضاري"حسب المؤرخ والأنثربولوجي الأمريكي"فريدريك جاكسون تيريز"

 وبذا،فان"التوسع"هوالنمط المنشود الذي حدد منذ البداية،الاستثنائية الأمريكية،وسر استمرارايتها،وسيحدد بالتالي"المصيرالمبين"للأمريكيين علىالمدى الأبعد،باعتبارأن البراغماتية الأمريكية أصبحت عمليا:نظرية شمولية يمكن تلخيصها بكل بساطة في هذه المعادلة :

"خطاب التأسيس للرئيس واشنطن،ومبدأ مونرو،ونقاط ولسون الأربعة عشرة،وميثاق الأطلنطي والأمم المتحدة لفرانكلين روزفلت،وخطة مارشال،والحرب الباردة، وانهيارالاتحاد السوفياتي،وحربا الخليج وافغانستان،والحملة على الارهاب"..،بهدف تقديم أمريكا للعالم بصورة أكثرتعقلا من الملكيات الامبريالية الأوروبية في القرن التاسع عشر،أوديكتاتوريات القرن العشرين،أوالأنظمة الشرقية المارقة القادمة(من الصين الى لبنان) في القرن الواحد والعشرين التي يطلق عليها في نظرية "المصيرالواضح البراغماتية"ب"بلاد العماء المبين"حسب تعبيرالمؤرخ الأمريكي"جون فيسك"لتحقق أمريكا كما وصفها الرئيس ابراهام لنكولون"آخرأفضل أمل للعالم"..فهل هي كذلك وهل تحول العالم تحت الهيمنة الأمريكية والغربية الى"أفضل العوالم"....؟

 مدخل للسيناريوهات البراغماتية الجديدة القادمة :.

لا مشاحة في أن ما يحيرأولئك المتتبعين الجادين للشأن الانساني في هذا العالم الضنين، والزمن الأمريكي الصعب،-وخاصة وأن العالم مقبل يقينا على عالم ما بعد الأمركة-هوما يحدث من هول ازدياد انحدارالسلوك الأخلاقي البشري،واستشراء مظاهراعتلال الحضارة الانسانية على كل المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية والبيئية،وتفشي السلوكيات البربرية التي تقترن من قريب ومن بعيد بالنزعة"الأبوسية"الغربية التي طالت المعمورة منذ ان استفرد الغرب"بأنظومة القيم الانسانية العليا"و"حصرية العقلنة لترشيد البشرية"التي أوصلت الغرب الى ذروة افلاسه وانحطاطه مع اكتمال تغريب العالم في شكل الادارة الاستعمارية منذ عام 1914،ثم عاد الغرب نفسه مزهوا الى الواجهة من جديد بحلته الأمريكية القشيبة،واستفراد هذا-الوليد الشرعي للافلاس الغربي نفسه- بالقطبية الأحادية ،قصد اخضاع الأمم والشعوب والقارات،ووأد ما تبقي من القيم الانسانية الكبرى المشتركة والمتوارثة لدى الشعوب والحضارات والثقافات الانسانية المتنوعة والثرية...، وبقمع قيام أوانبعاث أية منظومة أخلاقية انسانية منسجمة مع طبيعة الانسان الأصيلة، وفطرة الكائن البشري.. خارجة عن الأنظومة الغربية المركزية.

 اذ تحول هذا"الوليدالحداثي"الى"فرانكشتين"و"دراكولا"الذي لا تزيده مآسي البشرية الاتوحشا و"تغولا"وهزءا وتعاليا، تحركه دوافع عدوانية كمونية "الهاموية"vampirismeالدموية الثاوية فيه، تلهب حميته "باثولوجية"التعملق المرضي المزمن المرافقة لتكوينه،فضاقت عليه الأرض بما رحبت، وعادمثل ذلك"الكلب الضخم- الذي حشرفي غرفة صغيرة،وكلما حرك ذيله توددا أونفورا،الا وحطم ما بالغرفة"على حد تعبير المؤرخ البريطاني"أرنولد توينبي" فيجرف معه البشرية الى أتون الحروب والتدمير والأزمات المالية والمجاعات الكاسحة في زمن شعارت "العلم في خدمة الانسانية"و"العقل  نبراس البشرية"

وأضحت الانسانية-نتيجة لفلسفات القرن التاسع عشرالثلاثة المترابطة-فلسفيا-والمتقاربة  زمنيا: النفعيةالأنجلوساكسونية(هوبزمل،هيوم،لوك)والصهيونية(هرتزل)والبراغماتية(بيرس –جيمس- ديوي)-تعاني من التشوش والفوضى واللايقين

وأصبحنا نعيش بحق اليوم-بفضل الشعارات الزائفة لهذيانات"التحديث"والتقدم والرفاه والأخوة الانسانيةالزائفة،والعدل بين سائر البشر على الهدي (لأمريكي–الاسرائيلي–الأوروبي) ذلك السياناريو الأكثر قتامة لما بعد عالم ألكسيس كارلايل، وجوته، ودانتي، ونتشه،  واليوت،ويونسكو،وجيني،وأرابال،وأداموف،وبيكيت،وجلبر،وجويس، وسارتر،وكامو،...حيث يبدوأن الغرب محاط ومدجج بالقوة التى توصل اليها بنفسه...، ولكنها فىالجوهرقوة تحمل فىجنينها"دودة الهدم الفتاكة"الكامنة فيه بسبب هذه القوة نفسها"كما يرى"جيلبر دوران".. مديرالمعهدالحرللدرسات الانتروبولوجية بباريس

فلم يعرف التاريخ البشري عصرا تفككت فيه كل المرجعيات والمنابع المنتجة للمعنى،كما نشهده اليوم ،بحيث ان ازدياد عدم اليقين أمام  تزئبق الرهانات الأساسية للانسانية،وبسبب تفاقم وتسارع التحولات المطردة، وتدفقاتها الفجائية، التي تزايدت في الألفية الثانية،أصبحت ترعب المراقبين والمتخصصين في علوم الأناسة  في الغرب، لعجزهم عن استيعابها ومعرفة تجلياتها المستقبلية الحقيقية، حيث بدأنا نشعر،وخاصة بعد هول مظاهر"ألغاز" استنباث الأزمات المالية والاقتصادية الحالية والاختلاق "الهوليودي"المستمرللهزات والكوارث الطبيعية،أننا أمام مشارف عالم جديد مرعب،أكثرحلكة وظلامية ولغزا وضنكا  من كل العصورالفائتة،ونواجه حفنة مجنونة من البشر،تسيرهذا العالم، لتطوح به في مطاوح البشاعات والقذارات ،بحيث لا يملك الباحثون سوى انتظارالاستمرارفي استكشاف المزيد من الفواجع الكونية المحبوكة "الهوليودية"المقبلةالتي تروج لها كل وسائل الاعلام الرسمية الغربية ،ووسائل الاتصال والشفوية والمكتوبة والمرئية، بتفريخ الأراجيف،والبهتان ، والفوضى، وتطوير نظريات"الخداع"المستعملة في لعبة 'البوكر"و"السيرك"فى كل مجالات :علاقات.شمال /جنوب،.و شرق /غرب،أو اسلام/غرب،.. حيث سيزج بالبشرية  في المزيد من الوهم والايهام والآمال والخزعبلات والتمويه والخداع،ولن يستطيع أحدأن يدعي اليوم،أن هناك من يمتلك مفاتيح استشراف كيفية الخروج من اجتياح هذه اللوثات  الغربية الجديدة،التي استظلت في الماضي القريب بأطروحات"التأليه العالمي للعلم  والتقنية"أو"النظام الآلي الجهنمي"Machinerie Infernal الذي تحول الى تلك الأداة الجبارة،لاستعمارالعقول والأرواح والأجساد،حيث أضاع البشرحثيثا انسانيتهم وروحهم في سبيل البحث المهوس عن"الأداء" Performance،لهثا وراء انجاز"ربوبية السوق الواحدة"و"النظام العالمي الأوحد"و"الحكومة العالمية الوحيدة"التي بشرنا بها ألكسيس  كارلايل منذ الثلاثينات،وخرافة التنمية والرفاه-على حد تعبير الأنثربولوجي سيرج لاتوش- بعدالتحضيرالعملي لاعادة تفكيك مناطق، ومسح دول،واجتتثات شعوب،ومحو حضارات،ودك بلدان،وذلك بعد أن كان العالم أثناء الحرب الباردة–حتى أواسط الثمانينات-لايزال على مفترق الطرق،وكان مرتكزاعلى نماذج وقواعد واضحة، تتجلى في صراع القطبين الاشتراكي/ الرأسمالي..وممارستهما للعبة اقتسام الكعكعة..-في اطار تجاذبات القوى والمصالح المشتركة،

غيرأن الزمان قد استكمل دورته،ولسخرية القدرأيضا-أطاح باحداهما التي كانت الأقرب الى موقع العبرة،وأخلى الميدان-من باب الاستدراج-لهيمنة الأخرى،لتزهو بألوهية القطبية الواحدية، لتتسلط علىالجهات المقهورة في المعمورة،..والتي هي بدورها آيبة للسقوط بعد اكتمال نصابها لدفع أقساطها المتراكمة

 والنتيجة أن وطنت بعض ألأطراف المستضعفة المستذلة والمقهورة نفسها على الانصياع الكلي والخضوع القهري،..وأطرافا أخرى بالاكتفاء بالانتظار الطويل العدمي- مثل انتظار جودوالعبثي في خرتيت صمويل بيكيت-،عما سيفعله أرباب العواصم الغربية الجدد،وعلى رأسهم رب الأرباب"زوس"الجديد "أوباما"بعد أن"أدلجت"أمريكا العالم كله بفرض"المقولة الواحدة"،والطرح الأوحد،والرؤية الكونية الواحدية ،وحشر البشرية في بوتقة "مصممة"أحادية "من منطلق انتقائي براغماتي  جديد نفعاني مادي ومهاجم

بينما قررت أطراف أخرى المقاومة والصمود،مؤمنة بسنة التدافع الطبيعي على الأرض بين قيم الخيروالشر،و السنن الكونية في تبدل الأمم،وتداول الأزمنة،وتغيرات الفصول،وتعاقب الليل والنهار.

و ستعيش البشرية-يقينا- في المستقبل القريب حماقات جديدة، قد عودنا الغرب على استنباثها في مساره التاريخي الطويل منذ صليبيته و"نهضته"وتنويره وحداثته وملحماته الاستعمارية، باعادة تلفيق المسوغات الماكيافيلية،باسم"العقل"و"الأنوار"،تبلبية لنداءأمهاته الأزليةالأولى(أثينا وروما وأورشليم)لاكتساح ما تبقي من هذا العالم الفسيح المتردي،الذي ضحى بكل قيمه الأخلاقية التقليدية ارضاء للأسياد والأرباب الكونيين الجدد،منجرفا الى مفاهيم "صوماتية"جديدة تحت الطلب"الكوني العولمي"،و نزولاعند طلبات ومتطلبات"حماقات"الحكومة العالمية الخفية "التي تحرك البشرية-من عليائهاحسب مقاسات انحرافاتهاـ بعد أن ذهب الغرب بعيدا في"تقبير" الانسان، والتاريخ، والثقافات، والمجتمعات والقيم، والحكمة و"العرفان"وكل ما يعنيه الحب الانساني،أوالبحث عن الخيرالأسمى

 وأمام هذاالوضع المتهاوي..وباسم" البراغماتية الجديدة، -بعدمعاناة البشرية من البراغماتية الكلاسيكية-غدت انحرافات"التأورب"والتغريب"و"التأسرل"و"التأمرك"وتكلكلهاعلىكواهل البشرية هي"نهاية الأمرمن قبل ومن بعد"والقدراللازب الذي مردله،في أعين المهزومين والقاعدين والمرتعبين،والمنبهرين والمتأملين"الأرسطوطاليين"الثالثيين،ولم يبق أمام شعوب الجنوب-بعيداعن نرجسية حكامهم،وخيانة نخبهم ومثقفيهم،سوى وجوب تلمس طريقها الأمثل،لمحاولة النفاذ لفهم مصيرها،وترشيده الىالتي هي أقوم بدل الانتظارو"المعاناة السيزيفية"و"التعذيب المازوشي" وترديد التساؤلات السمجة ،في ما اذا كان"أوبامامخلصا للبشرية"(فهواليوم قد بلغ الحضيض ولن يستطيع أن يخلص حتى نفسه لضمان عيشه) وترداد الكلام الأهبل للأعراب المتفرجين،في من سيكون السباق الى ضرب ايران وسوريا ولبنان، أاسرائيل أم أمريكا أم كليهما؟ومن أي مكان؟أمن جوف الأرض،أم من عنان السماء أم عبر البحر؟بل أن هناك من يحذرنا حتى في التفكيرفي الدفاع عن أنفسناما دام أن هناك احتمال استعمال اسرائيل للنووي،وكأنها أصبحت مساحة وتعداد سكان،في حجم الصين يقيها صورهاالعظيم..

والحل يكمن في وضع حد للخطاب الارهابي التبشيري التوسعي الاسرائيلي-الغربي  الأمريكي الجديد،الذي تم تعميمه وتبريره وفرضه اديولوجيا وفلسفيا وثقافيا في السابق تحت غطاء"كونية الحضارة الغربية"و"قيمها الانسانية الأسمى"مما منحها–ولايزال في نظرنخبنا المشوهة- واجب استمرار"عبء الرجل الأبيض"في استمرارتحمل مسؤولياته التاريخية الكبرى،ورسالته الحضارية لانقاذنا من أمراضنا وتخلفنا ورزاينا وأوبئتنا،وتحريرنسائنا وأطفالنا ومجتمعاتنا من وطأة ربقة تقاليدنا وعاداتنا وثقافاتنا وتصوراتنا الكوسمولوجية.. "بتطوير"ذهنياتنا"وتمريغ كرامتنا في الأوحال ومقاتلتنا الى أن نخضع أوننتهي أوأن نباد  كما أبيد الذين من قبلنا،عبراعادة  استعمارنا من جديد،كما بدأ الترويج لذلك مؤخرا في الألفية الثانية بعد حرب الخليج الثانية في مراكزبحوث"الرجل الأبيض"بدعوى أن"السياسة الاستعمارية منذ عهد الاغريق ،مروروا بالرومان،وصولا الى الحملات الاستعمارية لأوروبا في القرن التاسع عشروالعشرين،كانت تحركها أهدف نبيلة، تتمثل في نشرالاشعاع الحضاري لدى"الشعوب الهمجية-وخاصة الشرقية"-التي لم تعرف التحضر،وأن استقلالهاوتحررها أضاع كل تلك المنجزات الانسانية..."حسب تعبيرالحرفي للمؤرخ والأنثربولوجي البريطاني"بول جونسون"...فهل سيتحول العالم مرة أخرى وفي أقل من قرن، في زمن أوباما وناتانياهووساركوزي وميركل وبراون الى"الأرض الخراب"من جديد، والى أسوأ الأزمان ..!والىعصرالحماقة !وعهد الشك .!وموسم الظلام ! وشتاء اليأس؟ كما صرخ في بداية القرن الماضي"تشارلزديكنز" في قصة مدينتين؟

أم أن نصرخ كما صرخ سيد العارفين بالله"رويم البغدادي"في أزمنة قديمة على الأرض العراقية، يشكو فيها الى ربه ظلم الناس للناس صائحا".. فياسماء اغضبي وأمطري،وأرعدي وأبرقي،ويابحارثوري واهدري وأزبدي،ويا أرض زلزلي وانشقي وابلعي،فلم يبق علىهذه الأرض من مستريح !!