حماس إذ تتحدث عن تحرير فلسطين !

أحمد حسن

إن الاستعداد اللامحدود الذي أبدته شعوب العرب في السنوات الأربع الأخيرة في الصبر على  حقوقها وكرامتها بوجه حكام مستبدين ومجرمين رغم عظم المؤامرة ورغم فداحة الخسائر والتضحيات فتح آفاق واسعة أمام شعب فلسطين وشكل دافعا عميقا للتمسك بحقه بل وفتح المجال أمامه ولأول مرة للحديث عن تحرير فلسطين تحريرا عمليا وواقعيا . ولقد أشار قادة الحركة إلى هذا الأمر بعد انتهاء العدوان وأيضا قبل عدة أيام على لسان محمود الزهار عندما قال: "لقد عرفنا تمامًا كيف يمكن تحرير فلسطين، وعرفنا كيف نضرب كل شبر في فلسطين بأيدينا وعقولنا وبسواعدنا وأموالنا". وأكد أن "حماس" لن تقبل المساس ببرنامج المقاومة وبدور الأجهزة الأمنية في غزة تحت أي ظرف، لافتًا إلى أن "عيونها ستكون أكثر اتساعا على الوطن والمواطن بعد تركها الحكم". وفق قوله. وقال الزهار: "لو نقلنا جزءًا من قدراتنا إلى الضفة الغربية لقتال جيش الاحتلال لحسمنا معركة (وعد الآخرة) أسرع مما يتوقع الآخرين".

فمن غير المنطقي ولا المعقول ولا المقبول أن تبقى غزة فقط ساحة للصراع مع الصهاينة بينما الآخرون فقط يتغنون بانجازاتها ! هذا من ناحية ومن ناحية أخرى لا يمكن فصل ما يجري من تدمير للدول العربية خصوصا سورية من قبل أداة الصهاينة بشار الأسد لا يمكن فصله عن إرادة الصهاينة فيصبح من غير المعقول ولا المقبول أيضا تدمير دول العرب بسبب محتل يختطف فلسطين ولا يلقى مواجهة ! نعم مواجهة المحتل في الضفة مطلب عربي ملح فكما يطالب الفلسطينيون بمساعدة الأنظمة والشعوب العربية لهم فان عليهم المبادرة بالخطوة الأولى !

اجل إن نابلس والخليل ورام الله وطولكرم ليست بأعز وأغلى من حمص وحلب وداريا وان أبناء الضفة ليسوا بأقل شجاعة وإيمانا من أهل سورية !

إن العالم المتصهين لم يكن ليتجرأ على ترك سفاح سورية – الذي لم يفعل الصهاينة المجرمون فعله - يفتك بالسوريين لو كان في الأمة رجال !

 إن حرب غزة قد غيرت خطاب المجاهدين فبعد أن كانوا يتحدثون عن المقاومة صاروا يتحدثون عن التحرير، والتحرير يعني فيما يعني المبادرة إلى العدو والهجوم عكس كلمة المقاومة التي تلائم الدفاع أكثر لذلك استغل  دجالي المقاومة استغلوا معنى المقاومة الدفاعي ليبرروا جبنهم وكذبهم عن مواجهة الصهاينة مواجهة حقيقية، فكان مجرد أن يتلقى سفاح سورية ضربات إسرائيلية في سورية - لا يرد عليها أبدا إلا الردود الكلامية إياها أو يرد ولكن على رؤوس المدنين السوريين في المدن والقرى السورية الثائرة – حتى يضعه بعض المغفلين بصف المقاومين المناضلين !

نعم إن تحرير فلسطين تحرير لكل العرب وان إسقاط الاحتلال إسقاط لكل الخونة والعملاء والمتاجرين، والتحرير له مستلزماته ومقدماته التي لا مناص منها وبعض ما ذكرته لربما كان جزءا منها.

"  إن الله اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بان لهم الجنة يقاتلون في سبيل الله فيقتلون ويقتلون "

"أذن للذين يقاتلون بأنهم ظلموا وان الله على نصرهم لقدير"