من المفعول به يا سادة !!؟

من المفعول به يا سادة !!؟

أ. تحسين أبو عاصي

– غزة فلسطين –

[email protected]

تمهل من فضلك

فمن فوق وسادة ريش النعّام لا بد أن تتبدد الأوهام ولن تتلاقى الأنعام

كل وسادة نعامية لها لون تلتقي في قوس قزح ، في ساعة من نهار ثم تمضي ، فافهم يا أخي عني قصدي ...... .

تملّّك وسادته ثم اعتلاها متفذلكا ، متفلسفا ، متكلما ، متفعلا .

هذا وسادته هي أستاذ جامعي ، وثاني وسادته هي ملايين الدولارات تتدفق إلى جيوبه ، وثالث وسادته هي وجاهة في قومه ، ورابع وجاهته هي مصانع وتجارة وأموال يخشى عليها في عصر العولمة والعالم الواحد الكبير، ومن قبل الشرق الأوسط الجديد ، فقد تغيرت المفردات بتغيير الخطط والأهداف ، وخامس وجاهته هي مرتبته العسكرية وسادس وسادته هي منصب وزاري......الخ ثم الخ حتى اللخاخة .

تمهل من فضلك....

فما هو لون وسادة من أوصى بإغلاق معبر رفح ، ربما وسيلة ضغط بثقل ريشة نعّام على تنظيم فلسطيني له ثقل حضوره على كل الساحات ، وهو حركة المقاومة الإسلامية حماس !!؟ ( الله ... ما أجمل هذا الاسم بحق ) .

تمهل من فضلك....

وما هو لون وسادته ، عندما يتجمع ستة آلاف فلسطيني على المعبر، ينامون في الحدائق ، وعلى أرصفة الطرقات ، في رفح والعريش ، وقد نفذت أموالهم !!؟.

وماهو لون وسادته ، عندما يموت على المعبر ثمانية وعشرون فلسطينيا مريضا !!؟؟.

 يا للعار لو كان هناك  قليلا من إحساس !!؟  .

تمهل من فضلك....

وما هو لون وسادته ، عندما يتهم من رام الله فصيلا فلسطينيا ، بأنه يشكل مظلة لتنظيم القاعدة في قطاع غزة !! ؟.

وما هو لون وسادته عندما تعثوا ميليشياته فسادا وتخريبا وبطشا في الضفة الغربية ، وعلى مسمع ومرأى من دبابات الاحتلال !!؟ .

وما لون وسادته عندما يشترط حوارا مع حماس ، بينما لا يشترط بل يتوسل ويستجدي الحوار مع قادة العدو ، ويبادله القبلات ، والدم الفلسطيني يُسفك من القنابل والصواريخ الاسرائلية في الضفة والقطاع !!؟ .

تمهل من فضلك....

وما هو لون وسادته عندما يعنيه ذلك أو لا يعنيه ، فالمهم أنه القائد والرئيس !! .

من الوارد جدا يا حبيبي أن نتناول موضوعات كثيرة ولكن .....!!!

كل من يتناول موضوعا باستطاعته أن يحلل ويفسر، ويشرح ويغطي الشمس بكل غرابيل الأرض .

وكل صاحب قرار بإمكانه يا بُقبُق عيني ، أن  يعطي قرارا من تحت أو من فوق أو من مؤخرة الطاولة ، فالمؤخرات اليوم منتشرة في كل بقلع الأرض ، إلا في غزة اليوم ، وهذا من فضل الله .

وكل شيخ عشيرة بإمكانه أن يوظف لقراره الكثير ، ولكن ....!! من فوق وسادته الناعمة .

تمهل من فضلك....

قرأت لكثير من الكتّاب الذين تربطني معهم معرفة عن قرب ، يكتبون ويحللون ويجتهدون ويُعبِّئون ويعلنون .... لكنهم من فوق وسادة .... !!!

فكيف لا يكتب وهو العين الوجيه في قومه !؟

ولماذا لا يكتب وهو الأستاذ الجامعي والطبيب الفلاني والقائد العلاّني ....!!؟

من الضروري والواجب جدا أن يكتب ، وقد انتفخت كرشة بطنه ، وارتخت أوصاله    وارتاحت منه المفاصل ، بعد أن ارتدى عباءته الحريرية ....!!

اكتب يا هذا بقلم من ذهب ، فالذهب أثمن من الدم في عالم الأشباح ، أو اكتب بقلم من الماس بمداد دمع الأمهات الثكلى ....!! .

اكتب من فوق برجك العاجي ، فالعاج تيجان للأفيال التي امتلكت عقولا أكير من حجم أجسادها ....!! فلعلك ترى الناس من فوق اعتلائك لبرجك على حقيقة أحجامهم ...! .

فقطرة دم فلسطينية لا يضاهيها كل كتابات الأرض .

تمهل من فضلك....

اكتب  يا رجل ......!!!

يا أيها الرجل المعلم أهله

هلا لنفسك كان ذا التعليم

تصف الدواء لذي السِّقام وذي الفنا

كيما يصحُّ به وأنت سقيم

 

اكتب .....!!!

يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون ، كير مقتا عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون .

بالله عليكم يا سادة : هل رنين الكلمات وصداها ، وإيقاعها على قلوبكم ، وحرارة معانيها هي نفسها و تتشابه في لحنها ، عند كل متذوق يملك إحساسا مرهفا ، وعند من قرأ من أجل كسر الوقت وهو يكتب من فوق وسادته... تدفعه التسلية والمَضيعة ؟!!

أقسمت عليكم : ما بالكم  بالذي يكتب من فوق وسادة نعامية هي في حقيقتها محشوة بال ( ....... ) .

تمهل من فضلك....

وكاتب آخر يكتب وقد اصطلت أحشاؤه بالنار وتقطع قلبه كمدا على ضياع البلاد والعباد .

اللهم إنا نعوذ بك من قهر الرجال

 

 الأول ربما لم يخسر شيئا وإن خسر بيتا أو ولدا أو عزيزا ، فإن الوسادة تعوضه عن ذلك كله .

 والثاني يخسر ولا يعوضه إلا الله وحده ثم جوعه وفقره ودموعه ...... نعم أخي .

الأول ربما ينسى وربما يتناسى فيحضر حفلا راقصا في رام الله أو أريحا أو كازينو الواحة أو الطاحونة في غزة سابقا..... نعم سابقا والحمد لله .

والثاني ربما ينسى أو يتناسى وهو يرتل كتاب ربه ، مقلبا صفحات زمانه الحزينة وقد لقنته دروس الصمود .

تمهل من فضلك....

الفريقان السابقان كل منهما على وزن مفعول مكبوت مهموم مضغوط ، وكلمة مفعول هي اسم لمفعول وليس اسما لفاعل ، و الطرفان كلاهما مفعولان والفعل الحقيقي بهما بدون شك هو لون التعبئة ، أو هو لون التعبئة ، أليس كذلك ؟ .

لا يهم .... فاليوم أصبح الـ هوَ والـ هيَ  في الميدان واحد !!! أليس كذلك ؟

تمهل من فضلك....

المهم هو : أين الفاعل يا تُرى ؟

ومن المفعول به ؟

وما علامة نصب المفعول به من فوق وسادته النعامية ؟

فهل عرفتم الآن يا سادة من المفعول به أم لم تعرفوا حتى الآن !!؟

...... كتب من فوق وسادته عن النضال والشهادة في مقال كبير وعريض وضرب أروع الأمثلة عن الشهادة ، التقيت به ، كنت أعرفه جيدا ، فهو الذي يغني  من فوق المئذنة ، ومن تحت الأضواء ، ومن مؤخرة الميكروفون ..... إنها الوسادة يا سادة !!  فمن المفعول به الان !! ؟

تمهل من فضلك....

تحاورنا فيما كتب بقلمه الذهبي آنف الذكر ، ولكن .... أين الثَّرى من الثُّريّا ؟

فالثريا هي وسيلة عودة مجد الأمة الضائع وعزتها المفقودة ، مجد لن يعود على أيدي أصحاب الرؤوس المطنجرة والكروش المنتفخة والنفسيات المعوجّة العفنة والقلوب الخربة الصدئة التي أصبحت لا تميز إلا بين الدولار والدينار والين واليورو ، بل سيعود وبإذن الله على تلك الأيدي المتوضئة ، والهامات الراكعة والجباه الساجدة ، والألسن الذاكرة ، والقلوب الخاشعة ، والعيون التي من خشية ربها ساهرة باكية .

قلت لكم قبل ذلك أيهما أقدر على التمييز : صاحب الوسادة أم صاحب الحصير الذي تركت عيدانه بصماتها على جنبه الشريف صلى الله عليه وعلى آله وصحبه وسلم .

فمن المفعول به يا سادة قي زمن الحسرة والندامة !!؟