الصداقة الناجحة
ياسر زهير خليل
الصداقة من الصدق والصدق نقيض الكذب وبهذا تكون الصداقة هي صدق والصديق هو المصادق لك وأنت تصادق وأنا أصادق والجمع أصدقاء ويقال الصديق وقت الضيق وقيل أيضاً عن الصديق أنه بمنزلة الأخ اليك وأنه اقرب اليك من حبل الوريد وأخ لك لم تلده أمك وقيل أيضاً صديقك صديق صديقك وعدو عدوك ومن صاحب الأنذال حقر ومن صاحب العلماء وقر الى غيرها من الأقوال المأثورة التى قرأناها كلها وعرفناها عن الصداقة فالتراث الانساني زاخر بكتابات حول الصداقة والاصدقاء وما أحلى أن يكون لك صديق ويكون فى الشدائد قريبا منك واليك وتشعر أنه أنت ولكن نعيب زماننا والعيب فينا ومالزماننا عيب سوانا فصداقة المرء لأجل الصداقة أصبحت عملة نادرة فى زماننا هذا ولكن ماأحلى أن يكون لك صديق ويكون فى الشدائد قريبا منك واليك وتشعر أنه أنت فالصديق الحقيقى هو من اغلى ما يمكن ان يملكه الانسان فى حياته 0
فمن هو الصديق الحقيقي وهل يوجد صديق في هذا الزمان ؟؟؟؟
الصديق الحقيقي هو الصديق الذي تكون معه كما تكون وحدك وهو الذي يقبل عذرك و يسامحك إذا أخطأت و هو الذي يكون معك في السراء و الضراء و في الفرح و الحزن و في السعةِ و الضيق و في الغنى و الفقر وهو يتمنى لك الخير دائما وهو الذي ينصحك وهو الذي يشجعك وهو الذي يكون معك دون مصلحة مادية أو معنوية وهو الذي يتمنى لك ما يتمنى لنفسه والصديق هو من يعيش معك والذي يتحد واياك الصعاب وبذلك تقوم الصداقة على المشاركة الوجدانية فالصداقة الحقيقية هي عطف متبادل بين شخصين حيث يريد كل منهما الخير للاخر والصداقة هي احدى الحاجات الضرورية للحياة لانه لا يقدر ان يعيش احد بلا اصدقاء مهما توفرت له الخيرات فالأصدقاء هم الملاذ الذي نلجأ اليه وقت الشدة والضيق وعدو الصداقة الخيانة والخداع و الخذلان والغيرة والحقد 0
يقول ارسطو قوله الرائع (( متى احب الناس بعضهم البعض لم تعد حاجة الى العدل غير انهم مهما عدلوا فانهم لا غنى لهم عن الصداقة))0
كما يقول "من كثرت اصدقائه لا صديق له لان الانسان لا يستطيع ان يحافظ على صداقات كثيرة لان الصداقة تحتاج الى عطاء واهتمام"0
يقول ابي حامد الغزالي:من حقوق الصحبة الواجبة مع الا صدقاء :الايثار بالمال والمبادرة بالاعانة و كتمان السر وستر العيوب وابلاغ مايسر من ثناء الناس على الصديق وحسن الاصغاء عند الحديث وشكره على صنيعه في وجهه و الدفاع عنه في غيبته والعفو عن زلته واحسان الوفاء مع اهله ونصحه باللطف والتخفيف عنه في المكاره0
فهل تغير مفهوم هذه الكلمة في زماننا و أصبحت هناك صداقة واحدة تسمى صداقة المصالح وهل إذا كنت من اهل السلطة و المال فهذا يعني انك من المحظوظين من الاصدقاء الكثر ؟؟؟؟
حقيقة ان الانسان كائن اجتماعي بطبيعته لذا فان نجاحه في تكوين اصدقاء واستمرار علاقته معهم يعد شرطا اساسيا من شروط تمتعه بصحة نفسية وجسمية واستمتاعه بحياة لها معنى والصداقات الدائمة والمديدة والطويلة سواء منها علاقات الصداقة او الزمالة في العمل او في المدرسة او الجامعة وهذه الصداقات التي تدوم يجب أن تكون دروس وتوصيات وعبر يستفاد منها في إطار العلاقات الأجتماعية الصحية و الصداقة الحقة لا تتكون بسرعة ابدا وانها لا تكتمل الا على مدى الزمن 0
وبشكل عام تقوم الصداقة في الاساس على المساواة في المكانة الاجتماعية لانه عندما تتسع المسافات لا سيما الثروة والمركز الأجتماعي غالباً تنتهي الصداقات 0
فالصديق هو الشخص الذي يعرف كيف يكون صديقاً اما الشخص الذي يبالغ حتى يكون مقبولا كصديق إلى درجة التمثيل والأدعاء بأنه صديق و يفعل هذا سعي الى منفعة شخصية و لولعه المصلحي الذاتي فهذا هو المتملق وليس الصديق حيث ان صداقة المنفعة عرضية تنقطع بانقطاع الفائدة0
وعموما نحن في حياتنا الأجتماعية بحاجة ماسة الى مشاعر الصدق والعلاقات الودية فيجب على المدير ان يكون صديق جميع العاملين ويجب على المدرس ان يكون صديق جميع التلاميذ ويجب على السياسي ان يكون صديق جميع ناخبيه فنحن بحاجة الى تمتين العلاقات الجماعية المجتمعية لان لهذه العلاقات انعكاسات على الوضع الاقتصادي والاجتماعي والوطني 0
للصداقات فوائد كثيرة على جميع الأصعدة وفي جميع المجالات وعلى المستوى الشخصي فهي تبني علاقات اجتماعية وثيقة وتعمل على توسيع الافكار والرؤى الشخصية كما تعمل على تحقيق الاستقرار النفسي للشخص كما تلعب الصداقة دور كبير جدا في التفاعل الاجتماعي وتؤدي الى التضحية والمساعدة وتعمل على نشر قيم مهمة جدا ان تنتشر في المحيط الأجتماعي ونحن بحاجة ماسة الى قيم الصداقة والتعاونية والتشاركية والتواصلية والتفاعلية الأيجابية لأن ذلك ينعكس على العمل العام وعلى الخير العام في حين يجب أن يكون تعريف واضح للصداقة من حيث إقامة الصداقات أو الممارسة كما يجب اعتبار الصداقة شيئا مهما في حياتنا العامة والخاصة والمهنية والدراسية وغيرها0
الصداقة الحقيقية موجودة حقاً لكن إن بحثت عليها ستجدها ولن تجدها إلا اذ بادرت بالعطاء0
امل ان أكون قد وفقت في الاضاءة على جانب من موضوع مهم في حياتنا الأجتماعية ألا وهو الصداقة الحقيقية الناجحة 0
