للمآذن إبداعات

عبد الواحد محمد

[email protected]

متي نري بوعي صفحات من ثقافة عربية تؤمن بكل الأحلام ولا تحولها إلي نشرات تسويقية فيها طيور الغربان ينادون علينا من باب فرعي وأزمان عابثة فيها الأوهام حرفة

بقلم عبد الواحد محمد

متي نري بوعي صفحات من ثقافة عربية تؤمن بكل الأحلام ولا تحولها إلي نشرات تسويقية فيها طيور الغربان ينادون علينا من باب فرعي وأزمان عابثة فيها الأوهام حرفة ومسعي حقيقي نحو تزيف عقل وكتاب فلانري غير عيون زائغة ولسان متلعثم وصوت ناشز وعطفة تستوعب كل امرأة ترقص بلا رخصة وكشف صحي فتصوغنا مفردات وتحولنا إلي عصافير بلاأجنحة ؟

ومع كل هذا نمضي لكي نعبر من درب إلي أخر بلغة فيها مأذنة ومنشد وعالم همهم واحد أن نري الشعاع الأخير من الفجر مشرقا وفتيا ؟! لأرتدي ثوب السفر وأنا أتجول مع كتابي بكل مايحمله من معني مفقود وأخر غائب وثالث تا ئه لكنها متعة مؤذن ومنشد وعالم لايعترف بالتبني مهماكانت النساء يلطمن خدودهم ويكشفن ثيابهن ويمزقوا كتاب الفضيلة بلا عقل !!

ومن باب أخر كان لي موعد مع ثقافة موصولة بالعلم وأنا أتجول في دروب اليوتوبيا التقليدية والتي كان علي رأسها ( توماس مور ) مرورا بثورة المدينة الفاضلة لفيلسوفنا أبن خلدون العربي والباحث عن حرية المعتقد في الوثوب نحو هدف كما كانت مؤشرا لعلوم مستقبلية ( ثورة البلوتوث ) ومكنونها الفاعل في حياتنا المعاصرة جدا والمدهشة كأنها جنة تحمل رومان وعناقيد العنب عند كل البوابات !

ومن باب ثالث نتسائل معا هل فقد المؤذن وظيفته وتحول إلي مندوب تسويق لنشراتنا الثقافية الملونة بلون باهت وفيها كتاب لا يقرأ ورواية أقرب إلي الهستريا ؟

لنفتح معا باب الحوار من المعني العكسي ما هي علاقة اليوتوبيات بعصر الخيال العلمي وما صاحب ذلك من ملف ( ورد ) مرتبط وشديد الأرتباط بجوهر إنساني متميز ومستنير وهو الهالة ( طفل الأنابيب ) محنة الخروج من العقم الأبوي في ظل علاقة زوجية قد تهتز ولا تستمر بدون دعامات قوية تحفظ للكيان منزلته ؟

ومن طرف المعادلة نلمح( الهيتروتوبيات البديلة) والمعنية بالتخيل العلمي الراقي و الهادف إلي قراءة كتاب يعي معاني جديدة لمولدات عصر كما عرفه ( ميشل فوكو)إبداع لايرتبط بالحرف والقصيدة بل يتجاوزها بأميال واميال لنشهد عصر الطائرات العملاقة .. المدن الفاضلة مجازا .. الطبيب الألكتروني .. التعليم عن بعد .. قطارات أسرع من الصوت .. السينما الأكشن .. والأهم الكتاب الألكتروني ؟

فالخيال عنوان لكل باحث عن سفر فيه حقائق ومعجزات وأدب رفيع لايقوي بدونه مهما كانت السطور مترابطة ومن هؤلاء المبدعين الذين عرفوا عصر غير عصرهم ومهدوا لنا لكي نعيشه توفيق الحكيم .. يوسف أدريس .. نبيل راغب .. مصطفي محمود .. أنيس منصور .لينجوا من شبح اليو توبيا التقليدية لذا كانت أعمالهم تستوعب عقول ولم تتحول إلي نشرات ترمي في السلة بعد فض المولد ! وهذا إنعكس ايضا للأنصاف علي بعض كتابنا الذين جسدوا للأدب جديد وجيل يحلم بكتاب يقرأ ولايسجن فيه العقل العربي ومنهم وليد رباح . سيمون عليوطي .... جومانة حداد .. أصيلة السهيلي .. الروائي السيد نجم.. محمد السناجلة .. منيرعتيبة .. أديب كمال الدين .. أحمد الصائغ .. زهير سالم .. صبحي غندور ..ماجدة الغضبان  .. شادية حامد .. سمرقند الجابري .. حيدر الأسدي .. نوري سلام .. محمد الراسبي.. بريهان قمق . أبو سفيان .. فاضل التركي  .. أحمد فضل شبلول ..  حياة الياقوت .. جميل حامد  .. محمد صيام  وغيرهم فتحول الكتاب التقليدي إلي قصائد مغلفة بالشيكولاته لأنهم أدركوا طبيعة العصر وكيف يكون التواصل الحقيقي مع وسائط ولغة تعترف بالجيل الجديد وتقترب منه بوعي لكي لايصبح المؤذن في خبر كان ؟

ومن هنا يجب  أن نتعامل بمنهجية جديدة  تؤكد  يقينا فلسفة  عمل قائمة علي استثمار  عقول البشر أولا في أوطااننا العربية  بعلم  يخرجها  من عبثية  وفوضي  ماضي  وعقل متخلف ليس له غير النقل والترجمة  فهل عدمنا  عقولنا  المبدعة لا وألف لا  لكوننا  نعي  ثمن الضعف وما سيؤدي  لكوارث  لا أول لها من آخر  وعلي رأسها  تسطيح التعليم  وبالمقارنة بدولة فقيرة مثل كوريا منذ أربعة عقود  تقريبا  عندما أدركت دور العلم والتعليم  ونهضت بعقول شبابها  تغيرت سريعا وأصبحت قوة اقتصادية  وجديرة بالأحترام العالمي  في الوقت الذي  أصبحت الهونداي   الكورية عنوان  لتقدم سياراتها التي غزت امريكا  فأنهارات جنرال موتورز  الشركة الأمريكية  الام في العالم أمام الإبداع الكوري  الذي غير العصر والزمن  وهذا مايجب  أن   نسعي له  وطن عربي من المحيط إلي الخليج  كيد واحدة   لكي نرسم ملامح لعصر قبل أن تجرفنا رياح عاتية وتبتلعنا الذئاب  بكل يسر ؟!