نعم بارباس

محمد فتحي محمد فوزي

[email protected]

هى كلمة قالها المجتمع الغربى للعالم ،حيث مائة وخمسين مليونا من البشر، ذهبـوا ضحية الحربين العالميتين، ما بين قتيل ومشوه وجريح ومفقود ،قتلى ميادين الحرب ،وقتلى معسكرات الإبادة ،وقتلى الغارات الجوية، وقتلى الأوبئة  التى تذ روها رياح الحرب المنتنة.

فباراباس هذا قال فى حقه إنجيل يوحنا:"كان لصا" وفى إنجيل لوقا:"كان سفاكا للدماء". وتبد أ الحكاية عندما طلب بيلاطس من الحاكم الرومانىبقوله:"إننا الآن فى العيد وسنُطلق كما هى العادة واحدا من المحكوم عليهم فليكن السيد المسيح" وكان مسجونا مع باراباس.

فسارع رؤساء الكهنة وتراكض يهود أورشليم وصاحوا جميعا "لا!- لا! أطلق سراح باراباس أما المسيح فاصلبه!!"

وبالإشارة نقول أن هذا القول ُطبق على العراقيين ومن معهم؛ فالإبادة جماعية والقتلى بالآلاف فى حرب ضروس ،تطحن المسيحيين والمسلمين معا ،ولسان الشاعر يقول : بغداد مهما تلاقى أنت بغداد.. لابد يوما لك الأيام تنقاد..عشت فى قمة التاريخ سيدة ..يعــنـو لجاهك أحرار وأسياد.

وما أشبه اليوم بالبارحة ؛حيث آثر الغربيون "باراباس"رمز الشر والدمار، على السيد المسيح عليه السلام.

فأين تعاليم السيد المسيح التى تدعو  إلى المحبة فى ربوع الأرض ! وأين مقولته "المجد لله فى الأعالىوبالناس المسرة وعلى الأرض السلام".

فقد حدث عندما هاجم غوغاء اليهود بستان الزيتون ليقضوا على نبى الله عيسى فتـقدم من الحرس وسألهم :"من تطلبون ؟" فأجابوه "نريد الناصرى"-فقال" أنا هو ولست أسألكم إلا شيئا واحدا " ثم أشار بيد أمينة حانية صوب تلاميذه الذين كانوا معه فى البستان واستأنف حديثه مع الحرس قائلا:" أن تدعو هؤلاء يذهبون لبيوتهم حتى أستطيع أن أقول للرب حين ألقاه إن الذين أعطيتنى لم أهلك منهم أحدا ".

فنستنتج من ذلك أن البشر أمانة فيمن يعتبر نفسه مسيطرا على العالم . . والمجتمع الغربى يعتبر نفسه كذلك وهم من أتباع السيد المسيح.. فلماذا لا يقتدون به !!.

فالعراق باقية- والكل يا عراق كم حاولت صادقة.. دك السجون  وكم هدمت ما شادوا .. لم يثن ِ عزمك أعداء جبابرة.. ولم يرد خطا الأحرار جلاد.. وعشت فوق حياض الموت مزهرة ..كأنما الموت فى دنياك ميلاد .

فالوحدة الوطنية مطلوبة فى هذه الفترة فى عالمنا العربى والإسلامى، بين شتى الرسالات والمذاهب، العرقية، والجغرافية، والدينية، وحينئذ "يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم وعد الله لا يخلف الله وعده " الروم4/6.

وأمام هذا الوحش الكاسر والترسانات المتحركة أقول : كونوا جميعا يابنى إذا إعترى كرب .. ولا تتفرقوا آحادا.. أبت الرماح إذا إجتمعن تكسرا .. وأذا إفترقن تكسرت آحادا.

ولكأنى أتذكر حديث سيدنا رسول الله قائلا": والذى نفسى بيده ليوشكن أن ينزل فيكم إبن مريم مقسطا". فقد أوشكت الساعة على المجىء؛فسفك الدماء هنا ،وهناك  ،والأوبئة، والجوائح  تنتشر " ظهر الفساد فى البر والبحر بما كسبت أيدى الناس" ولا حياة لمن تنادى، فهل من مجيب؟!