غزة كتاب مفتوح

أبو طلحة الحولي

غزة كتاب مفتوح يجب على الثورة السورية أن تقرأه وتفهمه وتعيه وتحفظه وتطبقه ..

غزة كتاب مفتوح لكل من يريد الحرية والعدالة والكرامة والمجد والعز

غزة كتاب مفتوح لكل من يريد بناء الإنسان الصالح القوي الخادم لدينه ولمجتمعه وللبشرية .

غزة كتاب مفتوح وانتصارها انتصار للبشرية لنشر الحق والحرية والعدالة والعزة .

غزة كتاب مفتوح نقرأ فيه :

1-الإيمان بالله تعالى قولا وفعلا .. وبرسوله اقتداء .. وملائكته صدقا .. وبكتبه قراءة وفهما ..وبالقضاء والقدر خيره وشره رضى وتسليما ..وباليوم الأخر عملا لدخول الجنة وتجنبا لدخول النار ..

2-العمل الجماعي فقد كان الرضيع والطفل والصبية والرجال والنساء والشيوخ والعجائز كلهم على قلب هدف واحد وغاية واحدة ووسيلة واحدة ، فلم تتشتت أهدافهم ، وبالتالي لم تتشتت الوسائل لتحقيق هذا الهدف الموحد فقد كان هناك توازن بين السياسة والعمل الجهادي العسكري .. وتوازن بين الذين يعملون في الداخل للبناء ومن يعملون في الخارج للدعم. وتوازن في العمل والتعاون بين كافة القوى والفصائل السياسية والجهادية .

3- الكل في غزة ساسة ومجاهدين وأفراد عاديين كانوا يعملون في صمت " استعينوا على قضاء حوائجكم بالكتمان " (السلسلة الصحيحة للألباني 3/ رقم1453) يعملون بلا ضجيج ولا افتعال .. فأصبحت الدولة المحتلة مشلولة عاجزة عن تنفيذ أي عملية مؤثرة تصيب العمل الجهادي بالشلل أو بالعجز أو بالتصفية لقياداته ، وكوادره ، أو تدمير مقدراته وإمكانياته .

4- كان يعملون وفق منظومة هيكلية شورية الكل يسمع ويطيع لمن هو أكبر سنا ، ولمن هو قائد ، ولمن هو مسئول عن عمل ما ..

5- معرفة تبعات الطريق ولذا كان الشهيد يشيع بالزغاريد والفرح والبكاء الدافع للعمل ومواصلة الطريق وليس البكاء الدافع لليأس والسخط .. وكان الجرحى يرفعون أصبع السبابة هي لله أرواحنا فداء للأقصى .. فداء لغزة ..

6- التحلي بأخلاقيات الإسلام في التعامل فيما بينهم ، ومع خصمائهم الذين وقفوا ضدهم ، فلم يلتفتوا إليهم وأكملوا المسير .. ومع أعدائهم فقد حصروا عدوهم في الدولة المحتلة وان كان هناك أعداء آخرين .. فعاملوهم بأخلاقيات الإسلام في الحرب والسلم .

7- الاعتماد على الله ثم طاقات وموارد غزة البشرية والطبيعية ، وهذا  المعنى الحقيقي للاستقلال وعدم التبعية  ، واستهداف الدولة المحتلة للأطفال والنساء وتدمير الحجر والشجر وقصف للأخضر واليابس لم يدعوهم إلى الصراخ والشكوى إلى مجلس الأمن فلم نسمع كلمة مجلس الأمن ، أو هيئة الأمم المتحدة ، أو استنجاد من أي دولة ، ولا البكاء على أطلال التاريخ ، وامعتصماه ،  أين صلاح الدين ؟ بل العمل بما لديهم من طاقات بشرية وموارد طبيعية رغم الحصار الشديد .. فصنعوا الاستعداد للمواجهة ماديا ومعنويا ، داخل غزة ، ولم يصنعوها في الخارج .. أو يمدوا يدهم هنا وهناك ، فكانت مفاجأة الصواريخ بأنواعها منطلقة من داخل غزة ..  لقد استقلت غزة عن الوحش في سوريا ، وعن إيران ، فلم تعد ضمن محورهم ، ولم تعد تابعة لأي طرف هذا أو ذاك ، مما يعني أن غزة أصبحت قوة ذاتية مستقلة ، لم يعد ممكنا الضغط عليها من مصر أو سوريا أو إيران  أو مجلس الأمن أو هيئة الأمم المتحدة أو جامعة الدول العربية .

8-  إن الدولة المحتلة لا تفهم إلا لغة القوة ، والأمريكي والروسي والصهيوني الذين يدعمون الدولة المحتلة لا يفهمون إلا لغة القوة .. { وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم وآخرين من دونهم } (التوبة :60) ولذا عندما رأت الدولة المحتلة قوة غزة رفعت راية الاستسلام ورضخت إلى مطالب وشروط ومتطلبات غزة .

9- الاعتدال في التربية والبناء للإنسان الصالح المسلم الفاهم الواعي الحضاري فلا غلو ولا تقصير ، ولا تطرف ولا تهاون .. اعتدال في العمل والسلوك والقول مقتدين بالنبي محمد صلى الله عليه وسلم " إن الدين يسر ، ولن يُشاد الدينَ إلا غلبه ، فسددوا وقاربوا ابشروا ، استعينوا بالغدوة والروحة وشيءٍ من الدُلجة" ( البخاري) وقوله صلى الله عليه وسلم  " يسِّروا ولا تعسِّروا، وبشِّروا ولا تنفِّروا " (البخاري ومسلم )

10- شنت غزة حربا نفسية ضد المحتل ، فقصف تل أبيب مؤشر كبير ، وعمل لا يستهان به ، مع الكر والفر في الكمائن التي نصبتها برا وبحرا ولذا تم إدارة هذه الحرب بحرفية عالية ، أوجزتها صحيفة يديعوت  أحرونوت العبرية في افتتاحيتها بالقول: ( إن المقاومة استطاعت أن تدخل 6 مليون صهيوني إلى الملاجئ واستطاعت إخراج 2 مليون فلسطيني لمشاهدة الهجمة الصاروخية علينا ! ) مع إرسال رسائل صادقة تحمل في طياتها قصف وأسر واختراق وقنص جعلت الدولة المحتلة تعيش في رعب متصل ، وخوف بلا انقطاع إلى أن طمأنتهم غزة بعد التوقيع على وقف إطلاق النار أن عودوا إلى بيوتكم.