بعض التجارب العالمية في سُبل الحفاظ على التراث المعماري

د. هاشم عبود الموسوي

بعض التجارب العالمية

في سُبل الحفاظ على التراث المعماري

د. هاشم عبود الموسوي

أكاديمي عراقي

الملخص :

لا يخلو أي بلد في العالم من وجود تراث معماري عريق على أرضه، يمثل نتاج الحضارات التي تركتها عهود سابقة مرت عليه، ويمثل مسيرة تطور الحياة الحضرية وما نالتها من اهتمام أهلها وحكامها في ميدان البناء والتعمير .

 وقد يبدو التراث المعماري وما يتصل به من الفنون تراثا ماديا للوهلة الأولى ،لكنه لايخلوا من الجانب الروحي ،ولذا فأن الأمم في مختلف بقاع الأرض تعتز به وتحرص عليه كل الحرص ،لأنه يمتزج بتاريخها وذكرياتها وعواطفها الروحية والقومية .

 وقد أوجدت مسألة تفسير مصادر التراث المعماري في عصرنا الحديث وتحديد القيم المرتبطة بها ،مطلبا مهما يحتاج إلى قدر كبير من الخبرة والاطلاع والثقافة ، ولم تعد تقتصر على الاهتمام المحلى أو القومي ،بل غدت رسالة إنسانية تتعاون الشعوب في أدائها، وتتبادل الخبرات بشأنها تحت أشراف منظمات دولية متخصصة أو هيئات إقليمية

 من هذا المنطلق ستقوم ورقتنا البحثية بعرض بعض التجارب العالمية في دراسة مصادر التراث المعماري والقيم المرتبطة بها لدى دول متنوعة على ظهر كوكبنا الارضي من أجل الاستفادة منها كخبرة ومقارنتها بما لدينا من جهود للنهوض في ادراة مصادر التراث المعماري في مدننا الاسلامية والعربية .

المقدمة :

 شهدت الإنسانية خلال القرن الماضي العديد من الحروب المدمرة التي أظهرت مدى ضعف التراث العمرانى والانسانى عامة امام القوة التدميرية للاسلحة والحروب ،وبأختفاء العديد من المبانى الاثرية اثناء الحرب العالمية الثانية بدأ الانسان يدرك اهمية العمل على الحفاظ على التراث العمرانى من الفناء .فبالرغم من تأثير الزمن والتآكل الطبيعى وتأثير الكوارث الطبيعية من زلازل وفيضانات وغيرها على التراث العمرانى فأن تأثير الانسان على التراث العمرانى كان افدح واكبر ،كذلك اترث التكنولوجيا فى تسهيل التطور العمرانى السريع واختفاء العديد من المبانى والمناطق الاثرية لافساح المجال للطرق والمشروعات العامة والصناعية الكبيرة وساهمت الصناعة فى زيادة التلوث البيئى للهواء والمياه مما اثر تاثيرا مباشرا على التراث العمرانى فبالاضافة للتلوث الناتج من عادم السيارات انتشرت مداخن المصانع تنشر فى الهواء الملوثات التى تؤثر على الانسان والجماد معا . اصبح الحفاظ على التراث العمرانى مسؤوليه تاريخية انسانية تساهم فى الابقاء على معالم الماضى لكى يراها ابناء المستقبل . فمنذ ان وعى الانسان الحتمية التاريخية للماضى والحاضر والمستقبل حاول تسجيل حاضره والحفاظ على ماضيه ليرى المستقبل ، واصبح التراث العمرانى يعكس الهوية الحضارية للانسان :ماضيه وحاضره ومستقبله.

 ولقد انتبهت دول مختلفة فى العالم لمسألة التجانس بين التراث والمعاصرة فى مباني المدينة من اجل ان تظهر كوحدة واحدة تربط التغيرات والتطوير الجديد بالوضع الاصلى للمدينة بكل حساسية وعناية،ومن التجارب التى سنحاول ان ندرسها فى ورقتنا البحثية هذه هي ماقامت بها دول مثل هولندا وكندا والولايات المتحدة الأمريكية والصين .

إشكالية الدراسة :

 مند انطلاقة عصر الحداثة في العمارة ،عند العقد الثاني من القرن الماضي،انتشرت في الكثير من المدن حول العالم مشاريع غريبة الطراز ورديئة الجودة، مما جعل مراكز المدن تبدو متشابهة إلى درجة كبيرة ، وفى ظاهرة الطراز العالمي الذي غزا أكثر مدن العالم ،أصبحت تبدو المجمعات السكنية والمراكز المصممة وكأنها مجموعة من المباني المنفردة الممتازة التي صممها معماريون معرفون لكنها في مجملها فشلت في تكوين وحدة إنسانية متكاملة ذات معنى ، بعد أن أغمضت عينها على التراث العريق الذى كانت تملكه تلك المدن، ومن الأمثلة التي تتبادر الى الذهن برازيليا (Brasilia) ومنطقة لاديفنس(La defence) في باريس ،ومركز لينكولن

(Lincoln center) في مدينة نيويورك .. هذه المراكز فشلت فى تكوين وحدة إنسانية متكاملة وذات معنى .

وفى بلداننا العربية الإسلامية ،وبالرغم من اتفاق الجميع على أهمية الحفاظ على التراث العمراني الانسانى إلا إن محاولات الحفاظ على التراث العمراني تتعسر فى مواجهة احتياجات التطوير العمراني الحديثة .فبحساب الكلفة الاجتماعية والكلفة الاقتصادية والكلفة الثقافية لمشروعات الحفاظ ومقابلتها بالكلفة الاجتماعية والكلفة الاقتصادية والكلفة الثقافية لمشروعات الإسكان او التعليم أو الصحة نجد الأخيرة تختار على حساب مشروعات الحفاظ وخاصة فى دول العالم الثالث الفقيرة . ويجد المسؤولون أنفسهم أمام تساؤلات عدة منها : الحفاظ أم توفير مساكن أفضل وخدمات امثل ؟ الحفاظ ام التطور ؟ الحفاظ ام الحداثة؟ وعندما تتعارض –كما يحدث فى كثير من الأحيان –احتياجات التطوير نحو الحضارة الحديثة مع اتجاهات الحفاظ على التراث العمراني ،عندها يعتبر البعض الحفاظ عائق للتقدم والارتفاع بمستوى الاحوال المعيشية لافراد المجتمع .فى واقع الأمر يعتبر الاهتمام باحتياجات الحاضرعلى حساب التراث الانسانى يعتبر من الأخطاء الجسيمة التى ارتكبتها الإنسانية فى كثير من العصور

ان العمارة المتميزة فى مختلف العصور يمكن ان تتعايش بعضها مع بعض ورغم الاختلاف فى الطراز والحجم ومواد البناء المستخدمة .

التجربة الهولندية فى التعايش مع التراث :

 يبلغ عدد السكان فى هولنده (14) مليون نسمة،حيث تبلغ الكثافة السكانية 400 شخص على الكيلو متر مربع ،وبعبارة اخرى يمكن القول بأن ثلث السكان يعيشون فى مدن يزيد تعداد كل منها عن100.000 شخص وأن الثلثين يعيشون فى مدن تعدادها اكثر من 20.000 شخص ومن الطبيعى الايكون فى هذا شئ غير عادى لان هناك فى العالم مناطق تتزاحم فيها المدن الكبيرة .ولكن الحالة تصبح خطرة حين يكون مسطح الارض محدودا، وحين تكون طاقة الايواء من الضيق بحيث لاتتيح لجماهير المدن المتزاحمة فى مجال التوسع الطبيعى اللازم لتوازنها . وهذا هو السبب فى ان التخطيط الاقليمى له اهميته الحيوية فى هولنده.

مساكن الأشجار في روتردام : المعماري بايت بلوم

وقد كان للبيئة الطبيعية الجغرافية تأثيرات قوية في هولندة. فقد كانت هولندة عبارة عن دلتا عريضة ذات انهار كبيرة تجرى فوق أراضى مسطحة ومنخفضة . وكانت الشواطئ الساحلية فى مواجهة البحر تعززها الكثبان الرملية العالية في الغرب . وكان الهولنديون يستعملون الماء في أغراض عديدة . وفى أمستردام وحدها توجد 500 قناة مائية و1000 جسر . وترتفع على ضفاف هذه القنوات القصور الفخمة التي كانت مملوكة لأمراء التجار فى القرنيين السابع عشر والثامن عشر. وتحيط فى وسط المدينة المعروف والقديم مناطق سكنية جديدة تشهد على القدرات الإبداعية للمعماري الهولندي المعاصر .

نشأة المدن :

 لقد تحولت المستوطنات القديمة إلى مدن .ولم تكن المستوطنات فى الواقع سوى مجموعات صغيرة من المساكن تفتقر إلى الحماية وتسكنها عائلات التجار الذين كانوا فى الغالب يجوبون البلاد فى جماعات مسلحة لنشر تجارتهم. ومع اتساع نطاق التجارة وانتظامها كبرت هذه المستوطنات أيضا وأصبحت مدننا فى النهاية .

الاتجاه الحالى فى العمارة الهولندية :

 يشعر كثير من الشباب المعماريين الهولنديين هذه الأيام بجاذبية نحو النظريات التي أعلنها الأستاذ

Aldo Van Eyek الذي عمل لسنوات عديدة أستاذا في مدارس العمارة بمدينتي ديلفت وأمستردام ، فقد اقنعته دراسته العميقة للتجمعات البدائية في أفريقيا ، والهنود الحمر في أمريكيا ،وأحياء القصبات في المدينة الإسلامية

ففى ضاحية هولندية نستطيع ان نرى ماكان" فأن ايك" بهذا التوجه. فقد قام (بلوم) Piet Blomوهو احد تلاميذه القدامى فى أمستردام بتصميم 184 وحدة سكنية متوسطي الدخل ، معبرا عن مفهومه حول القصبة فى المدينة الإسلامية،وقد قصد بمشروعه الخروج عن اتجاه العزل الراهن Segregation . وبحث عن تفسير جديد للحياة الحضرية . ولهذا ادخل فكرة السقف الحضري Urban Roof ومن خواص مخططه أيجاد نوع من التباين بين المستوى الارضى (حيث تجرى كافة الأنشطة المعيشية الحضرية) وبين مسطح سكنى هادئ ، فوق هذا المستوى .وطبقا للتقليد الهولندي في الكثافات العالية استطاع Blom على هذا النحو أن يحقق 100 مسكن تقريبا فى الهكتار الواحد .ومن المشروعات المشابهة أيضا مشروع أخر صممه (بلوم) فى مدينة (هيلموند) والذي يسمى بمساكن الأشجار . حيث ترفع المساكن للأعلى بحيث تكون كمكعب مقلوب يرتكز على جزء مركزي مبنى بالطوب ، موفرا بذلك مستوى أرضياحرا لكي تتم فيه الأنشطة الحضرية وفضلا عن هذه التجارب الإسكانية الغريبة والتي قام بهاBlom Bietنجد تعبيرا مصاحبا اخر عن العمارة الملائمة للطبيعة البشرية مماثلة للمجتمعات التي صممها ( فان أيك ) وبالتعاون مع Theo Bosch لمركز زويللى التاريخي ، وهى إحدى المدن الإقليمية . وقد جذبت هذه المجمعات قدرا كبيرا من الاهتمام فى منتصف السبعينات ، حيث نجح المصممون فى الحفاظ على جو مدن العصور الوسطى في إطار الهياكل العمرانية القائمة .

 مركز زويللى المعمارى فان ايك مع ثيوبوش

 دمج المشروع مع الهيكل العمرانى القائم فى المنطقة التاريخية

خلاصة التجربة الهولندية :

 بالرغم من الأمثلة القليلة التي سقناها عن العمارة الهولندية .وهى عبارة عن مشروعات تعبر عن العمارة الملائمة للطبيعة البشرية وبمقياس انسانى ، واحتفظت بكثير من أشكالها التراثية ووفرت الاختلاف والتنوع المصحوب بعلاقة قوية بين الفرد والمجتمع وهناك اتجاه يقوده المعماري . والمخطط Carel Weaber ولكي يحيى (ويبر) ويجدد المدن الهولندية نجده يطرح التماسا

للموضوعية المنهجية في العمارة وتخطيط المدن . ومن رأيه ان المدن يجب أن يصنعها مخططو المدن . والقيام برحلة فى اعمال (كاريل ويبر ) عمل يحتاج الى جهد ، فله انتاج مميز ومعظمه فى قطاع الاسكان الاشتراكى .ومن الاعمال المعروفة فى روتردام مايسمى (paperelip) ويشتمل على 549 وحدة من وحدات الإسكان الاشتراكي .وقد وضع (ويبر) مؤخرا تعبيرا يكاد يكون مطلقا عن موضوعية المنهجية حين كلفه مجلس مدينة أمستردام بوضع مخطط عام لمدينة (فينسربولدر) وهى من ضواحي أمستردام. ويستوحي ويبر تخطيط المدن من القرن التاسع عشر مشيرا إلى المخطط الذي وضعه Cerda لمدينة برشلونة فى عام 1859 م . وفى هذه المناقشات يبدو ان كثيرا من المصممين ، وبخاصة من جيل الشباب ،يرون في أعمال Rem Koolhaas ومكتبه تجديدا حقيقيا فى العمارة .والتخطيط العمراني .ولحسن الحظ فأن Koolhaas أصبح في السنوات الأخيرة يشكل منبها هاما لمعماري وطنه أيضا . وعندما واجهت بلدية أمستردام الدعوة إلى ويبر لتصميم ضاحية ( فينسر بولدر ) واجهت الدعوة أيضا إلى كول هاس ليتولى مسؤولية التخطيط العمراني لمشروع أخر من مشاريع الإسكان العام فى موقع كان حوضا وترسانة لصناعة وإصلاح السفن بالقرب من أمستردام . وقد طبق مدخلا جديدا لبرنامج الاحتياجات شبيها بالسيناريو وبدراسة دقيقة للبيئة العمرانية القائمة ، مما أسفر في النهاية عن وضع مخطط عام يشتمل على 1375 وحدة سكنية ذات طابع ريفى . ويقول Koolhaas عن مشروعه . ( من المهم جدا ان نقوم بشئ متزن ومعقول وطبيعى . واذا كان لهذا المخطط العام من مزيه فهى انك تستطيع ان تسير فى هذه الشوارع دون أحساس بطموح معماري اوبحلم إقامة يوتوبيا اجتماعية)

 وفى مجمل القول ان الحكومية ، كانت واعية بالتعاون مع المعماريين للوصول الى مشروعات ذات طابع محلى وخصوصية ، معترفة بالإرث الحضاري السابق . ولم يكن هدفها بالدرجة الاولى مجرد توفير وحدات سكنية بأقل التكاليف ، لاتحمل اى طابع او شكل جمالى .

التجربة الامريكية فى التعايش مع التراث :

الولايات المتحدة الامريكية التى بدأت تنطلق بشكل اساسى بعمارة معاصرة من الانيات التى ولدت فيها ، احتضنت معماريين كبار وضعوا اسس العمارة محلية ناجحة ، واحترموا مسألة الحفاظ على المراكز والمبانى القديمة .ومن امثال اولئك هو المعمارى المتميز (فاين غولد) (Finegold) ، والذى كلف بتطوير مصنع للسفن قديم فى بوسطن ، وتحويله الى منطقة سكنية. الموقع العام

يرجع تاريخ إنشاء الترسانة البحرية بمدينة بوسطن بولاية ماساتشوستس الأمريكية الى عام 1800م ولكنها توقفت عن نشاطها تدريجيا خلال الستينات والسبعينات من القرن الماضي وتشغل منشأتها مسطحا من الأرض يبلغ نحو مائة فدان . وقد خلفت الترسانة القديمة وراءها عددا كبيرامن المباني في حالة جيدة بالإضافة الى تمتعها بأهمية تاريخية كما ان الكثير من هذه المباني تمتع بقيمة جمالية عالية .وقد قام المعماري "فاين غولد" الذي كان يعمل كبيرا للمخططين في جهاز تطوير بوسطن بوضع خطة رئيسية طويلة الأجل لتحويل مجمع ترسانة الى مجاورة سكنية بحيث يتم المحافظة على المباني التي تكون فى حالة جيدة وتشتمل الخطة فى مرحلتها الأولى على الإسكان ثم تليها مرحلة التطوير التجاري ثم الثقافي وتضم . المرحلة الأولى التي تم انجازها بالفعل وسميت مساكن كونستتيوش خمسة مباني صناعية قديمة كانت على عهد الترسانة القديمة تحتوى على مسبك وعلى ورشة ماكينات فتحولت فى التصميم الجديد إلى مساكن مكونة من أربعة وحدات سكنية بالإيجار بالإضافة إلى مرأب للسيارات، والى جانب ذلك قام المكتب المعماري بتصميم الخدمات التجارية بحيث تشغل مبنى مجاورا متميزا بواجهته المكسوة بالجرانيت ويطل عبر الشارع على منتزه كبير كجزء من منطقة هامة . ولقد كانت المحددات التصميمية الهامة فى عملية التجديد والتطوير ، تعتمد على الحفاظ بقدر الإمكان على الطابع الخارجي للمباني والمنشآت التي يرجع تاريخها الى حقبة تمتد من خمسينات القرن التاسع عشر إلى أربعينات القرن العشرين. ومن هذه المباني مبنيان على الطراز Neo-Georgian ويقعان على مرسى اليخوت بمرفأ بوسطن ، ويتميز احدها بالعقود الضخمة بالزوايا الخارجية المبنية بالحجر ، اما المبنى الاخر فيتميز بجدرانه الزجاجية الطويلة ، ولهذان المبنيان أهمية كبيرة مما يجعلهما يستحقان ادراجهما فى السجل القومى للاماكن التاريخية .ويهدف التصميم الحديث إلى الحفاظ على طابع المباني الصناعية القديمة مع العمل على إنشاء بيئة سكنية جديدة.ولقد استلزم التعديل فى التصميم، القيام بعمليات هدم نتج عنها الكشف من جديد عن الواجهات الداخلية المبنية من الطوب والتى تتميز بوجود العقود المرتفعة كما اعيد بناء ممر مكون من العقود المبنية بالطوب الذى كان قديما

يربط بين المبنيين بألاضافة الى انه تم المحافظة على جمالون من الحديد استخدام فى تغطية الفناء الجديد .اما المبنيان ذاتا الزوايا الخارجية الحجرية ولهما سقفان مائلان متماثلان فلقد قامت البحرية بتعديل احدهما بحيث يضم السقف فتحات

بارزة بشكل متعرج (Folded) ويعلوها مراوح للتهوية

.وهى المراوح التى تضاهى اجهزة مشابهة فوق سقف المبنى المستطيل ، وهى حاليا ليس لها غرض وظيفى ولكن تم المحافظة عليها لشكلها الجمالى البارز ولأشارتها التاريخيةالى المنطقة البحرية / الصناعية القديمة .وتشكل الواجهة الطويلة لمساكن كونستتيوش خلفية تشاهد من المنتزه القومى للمدينة ولقد بذلت مجهودات كبيرة لترميم الواجهات الزجاجية ولكن ادى تقسيم النوافذ طويلا بقوائم طويلة الى عدم امكانية تركيب الواح زجاجية مزدوجة او امكاية التهوية .اما بالنسبة للحائط الزجاجى الجديد فلقد لجأ المعماريون الى تكرار النسب القديمة فى الواجهة التى توحى بوجود ثلاثة ادوار فى الداخل فى حين ان المبنى المطور به ستة ادوار فى الواقع ، فلقد تم اضافة ثلاثة ادوار تشتمل

مبانى من الطراز الجورجى الجديد من القرن التاسع عشر) على 367شقة.بما فى ذلك الشقق ذات المستويين (Duplex)

 والشقق ذات الثلاثةمستويات (Triplex) للافادة من القدرات الانشائية التى توفرها المبانى القائمة فى استيعاب الاحمال الثقيلة .

ومن اهم التعديلات الداخلية التى تمت هو تحويل الفراغ الصناعى الذى يبلغ ارتفاعه 60قدما الى عدة ساحات (Atriums) ، يبلغ طول احدها 700 قدما لانه يربط مابين مبنيين . ولاستغلال الفراغ الهائل بمقياس سكنى تم تقسيمه الى اجزاء بمصاعد زجاجية وكبارى للمشاة كما اضيفت شرفات صغيرةالى الشقق التى بمستوى الشارع . وتشكل الوحدات السكنية ثلاثة جوانب لفناء منسق، حيث تكون الفناء بعد ازالة بعض المبانى الصناعية التى كانت قائمة بين المبنيين ذوى الزوايا الخارجية الحجرية. كما تم الابقاء على مجموعة من الجمالونات وهى تظهر كعنصر زخرفى . اما الواجهة الطولية للمبنى

يتميز المبنى القديم بوجود العقود الضخمة وجوانب المبنى من الحجر الذي

( المبانى القدية الواقعة على مرسى الياخوت) يحتوى على الوحدات السكنية والذى يدمج اثنين من المبانى الصناعية القديمة فتطل على منتزه المدينة الجديدة .

ولقد اختلفت التصميمات الداخلية فى المباني الخمسة التى تم تطويرها تحت اسم مساكن كونستتيوش . فالمبنيان رقم (1) ورقم (2) وكانا فى الأصل متماثلي – اختلفت هيئة السقف الخارجي لكل منهما .كما أن المباني أرقام (1و2و3) صممت لها ساحات (Etriums) بالغة الضخامة وتتمتع بأضاءة طبيعية ساطعة من خلال فتحات علوية وقد امتدت الممرات المكشوفة على مستويات متدرجة على كلا الجانبين. أما المبنى رقم(4) فقد انفرد بتصميم تقليدي ، حيث تكون الممرات ذات تحميل مزدوج ،وتقع غرف النوم فى الدور الارضى وتشتمل الأدوار العليا على بلكونات ولقد احتفظ المبنى رقم (5) بجدرانه القديمة ، وان كانت الأجزاء الداخلية من المبنى قد هدمت تماما لإنشاء مرأب للسيارات . ويتجاوز عدد نماذج الوحدات السكنية اربعة نماذج. وتمثل النماذج (A,B) الوحدات ثلاثية الطوابق والوحدات ثنائية الطوابق فى المبانى ارقام (1و2و3) اما النموذج(2) فهو وحدة ثلاثية الطوابق لايوجد الا فى اعلى المبانى التى لها الاسقف المتعرجة (Folded) اما النموذج الذى يقع فى المبنى رقم(4) فيتيح لساكن الوحدة غرفة اضافية بلا نوافذ .

 ولقد وفرت الوحدات الجديدة مشاهدة بانوراما لمدينة بوسطن ومنطقة شارلز تاون والمرفأ . وفى بعض الوحدات السكنية يعيد الهيكل الانشائى الى الأذهان الطابع التاريخي للمباني . حيث تمتد كمرة رئيسية تحدد حافة ممر رئيسى فى برج المدخل للمبنى رقم 3 . ويلاحظ مراعاة العنصر الجمالى فى التصميم ففى الساحات (Atriums) ،ذات الأسقف المرتفعة تنتشر أحواض النباتات مختلفة الأشكال والأحجام .هذا وقد نظمت مسابقة بين الفنانين المحليين لانتاج عدد من المجسمات واللوحات الزيتية الجدارية لوضعها فى الساحات (Atriums) .

التجربة الكندية فى التعايش مع التراث:

 الكنديون شعب حضري يبلغ تعدادهم 25 مليون نسمة تقريبا.ويعيشون فى المدن والمناطق المستوطنة فى الجزء الجنوبي الذي يمثل عشر مساحة هذه الاراض الشاسعة والتى تبلغ مساحتها 9 مليون و997 الفا من الكيلو مترات المربعة.

من اعمال دوجلاس كردينال فى البيرتا كنيسة سانت مارى وتعكس عمارتها

الطبيعة المنبسطة فى مناطق البرارى الكندية

السور الضخم الذى يحيط بمدينة لويس بورخ التاريخية والتى تعد اكبر مدينة عسكرية بناها الفرنسيون عام 1740م فى امريكيا الشمالية . بدأت الحكومة الكندية عام 1960م مشروعا ضخما لترميم المدينة مع الحفاظ على طابعها المعمارى والاجتماعى بأستخدام اساليب البناء التقليدية القديمة .... ويعكس هذا المشروع مدى اهتمام الكنديين بتاريخهم واعتزازهم به .

 احد النماذج الناجحة للعمارة الاقليمية فى كندا وهى مبنى كنيسة فى

 (سان بونيفاس) ، ويشبه تشكيلها اسلوب القبائل الهندية القديمة فى الإقليم

 الذين كانوا يبنون جميع مبانيهمالدينية فى اتجاه حركة عقرب الساعة.

 استوردت كندا على مر التاريخ الطرز المعمارية من دول أوروبا الوطن الأم لسكانها- حيث كانت كندا مجرد أراضى ممتدة ذات طبيعة جغرافية ومناخية مميزة. أما من الناحية الحضارية والثقافية فكانت وعاءا خاويا.....وبالرغم من انه اصبح هناك ايمان –يكاد يكون عام –بأن عمارة الهنود الحمر Igloos & Tepees كانت ملائمةللظروف الايكولوجية للمنطقة الا ان المستوطنين نقلوا معهم اساليب البناء الخاصة بأوطانهم الاصلية .... تمثلت هذه الطرز فى البداية فى الاسقف المائلة والحوائط المبنية بالحجر المنقولة عن العمارة الفرنسية فى العصور الوسطى وذلك فى مقاطعة كويبك الفرنسية والمبانى المبنية من الخشب على الطراز الانجليزى فى المقاطعات الانجليزية ،وفى مرحلة اكثر تطورا اعتمد تصميم المبانى العامة على الاسس المعمارية التى وضعها وVignola Polladia وبالطبع فأن عدم ملاءمة مواد البناء وعدم توافر الايدى العاملة الحرفية واختلاف الظروف المناخية قد أوجبت بعض التغيرات فى الطراز الاوروبى المنقول.... وفى نفس الوقت اخرجت الخبرات المحلية مستوى ادنى من التصميم ، وقد وضعت هذه الظروف مجتمعة النموذج للأجيال التالية..... وبذلك يمكن القول بأن أهم ماقدمته العمارة الكندية فى هذه الفترة التاريخية للعمارة العالمية هو تعديل الطرز المستوردة من اوروبا والوصول بها الى المستوى الاقليمى .

 بدأت العمارة الكندية فى الفترة الاخيرةيأخذ طابعا خاصا بها. ولا يرجع هذا فقط للمواهب المعمارية الفذة التى ظهرت فيها فى الفترة الأخيرة ولكن يرجع اساسا للنظرة التقدمية Internationalism Post التى بدأت تظهر فى كندا والعالم بأسره ...... وذلك بعد انتشار الاتجاه العالمى الحديث International Style الذى نادى بتطبيق نفس أسس التقييم على جميع المبانى بدون الاهتمام بالظروف البيئية المحلية للإقليم .... وقد ادى هذا الطراز الى تقسيم دول العالم الى دول تبدع واخرى تنقل عنها... ولقد عانت كندا من هذا الاستعمار الثقافي طوال ال300 سنة الماضية ،الا أن هذا الوضع قد تغير بحيث أصبحت كند امن الدول الرائدة فى مجال اللامركزية او الاقليمية وبدون ان يكلفها ذلك اعباء اقتصادية كبيرة.....

ونظرا للوضع الاقتصادي المنتعش فمن المتوقع ان تلعب كندا دورا هاما فى تطوير مفهوم ماأطلق عليه Internationalism Post وهو الاتجاه بالعمارة بعيدا عن العالمية الى المحلية او الاقليمية .

 ومع خروج كندا عن نظام المستوطنات التى غالبا مافرضت بالقوة العسكرية او أقامها المستثمرين..بدأ الكنديون يفرضون الطابع الانسانى على مدنهم وقد نتج عن هذا الاهتمام بالانسان مجموعة من المشروعات الرائدة مثل مشروع المركز البريطاني فى فانكوفر حيث شارك السكان فى تصميم المجاورة السكنية .وثمة محاولات متزايدة تبذل للحفاظ على او اعادة استخدام او دمج المبانى التاريخية فى النسيج العمرانى مثل مشروع البنك الكندي فى أوتاوا ومشروع تجديد جزيرة جرافيل فى فانكوفر الذى اعاد صياغة دور المعمارى فى تصميم البيئة المحلية ،فلم يعد دور المعمارى مقصورا على تصميم مبانى جديدة تعكس النظريات المعمارية المعاصرة ..... بل تعدى ذلك الى الاهتمام بالمباني القائمة وإعادة الحياة إليها وذلك تأكيدا على ان نجاح العمل المعمارى لايعتمد على التشكيل ولكن على مدى استجابة مستخدمى المبنى معه ، فالعمارة هى تفاعل المعمارى مع المبنى والناس.

 فى الوقت الذى رفض فيه المعماريون المعاصرون اى اتصال بالماضي ايمانا منهم بأن فواصل بين دول العالم قد أذابها التطور العلمي والتكنولوجي الضخم فى العصر الحديث بدأ فى كندا البحث الحقيقى عن الشخصية الخاصة فى مختلف المجالات وخاصة فى مجال العمارة التى تعتبر انعكاس الحقيقى للشخصية الحضارية لاى دولة شجع ذلك العديد من الممعماريين الكنديين على محاولة ايجاد عمارة تعكس وتطور الشخصية التاريخية والامكانية ومن امثالها ذلك النادى التزحلق على الجليد فى كويبيك من تصميم المعمارى Peter Rose والذى تعكس واجهته العمارة التقليدية للسكان الاصليين والاشكال الانسيابية المدموجة فى عمارة دونجلاس كردينال فى ألبرتا والتى تعد انعكاس للطبيعة المنبسطة فى البرارى والمجموعات السكانية الجديدة فى تورنتو

نموذج لمساكن المنفردة فى كندا مسكن المعماري دوجلاس كاردينال الخاص (ادمونتون).

 يعتبر المعماري دونجلاس كاردينال من مشاهير المعماريين فى كندا وهو من اصل هندى يقول ان الهنود وحدهم يستطيعون السكن فى المناطق الشمالية من القارة الامريكية اما الشعوب القادمة من اوروبا فيصعب عليها التكييف مع هذه البيئة والمناخ القاسى ويفكر المعمارى الهندي الأصل وبالاستعانة بمدخل تصميمي لمنازل الهنود قام دونجلاس كاردينال بوضع التصميم لمنزله الخاص فى منطقة جبلية تنتشر فيها التلال ولقد استعان ايضا بالتكنولوجيا الحديتة للتغلب على مشكلات المناخ القارس البارد.

 والمنازل عبارة عن كهف منحوث داخل التضاريس الارضية للتل حيث تمتد واجهة المنزل الزجاجية بامتداد الميول الطبيعية (Slopin greenhouse roof) حيث تحصر داخله حديقة بارتفاع الأدوار الثلاثة المكونة للمنزل كما تشتمل الحديقة ايضا على حمام للسباحة مكونة بذلك فراغ الاتريوم اما الجهة الخلفية للمنزل فيوجد بها فراغ خاص بالتدفئة بارتفاع الأدوار الثلاثة المكونة للمنزل يفصل فيما بين الحجرات والتل .

 المسكن يشتمل على خمسة حجرات للنوم وحديقة وحمام سباحة داخلى والدور الاول يصل اليه سلم من الحديقة بالدور الارضى ويشتمل على مساحة مفتوحة لفراغ المعيشة مع قاعة الطعام والمطبخ ثم يتم الانتقال من هذا الطابق الى الدور الثانى عن طريق السلم بالبرج الجانبى حيث يشتمل الدور الثانى على حجرة اجتماعات واستديو لاعماله كمعمارى وخدمات ويتصل الجراج الخاص بالسيارة مباشرة بهذا الدور حيث تصل السيارة عن طريق منسوب علوى من التل الخلفى الى هذا المنسوب والمبنى عضوى التكوين من الخرسانة والمسطحات الزجاجية الضخمة يعكس مدى تأثير واندماج المعمارى المصمم مع الطبيعة المحيطة .

قطاع فى المجموعة السكنية يحتضن السوق التجارى الممتد اسفل الطريق والذى يحتوى على مبانى تراثية قديمة

خلاصة التجربة الكندية :

 استوردت كندا عمارة الآخرين مما أورثها عمارة ضعيفة غير ملائمة لظروفها الخاصة آما الآن فقد بدأت الرؤية تتضح كغيرها من الدول العالم بدأت كندا تتخلص من هذا الاستعمار الثقافى السابق الاانها تحاول الاحتفاظ بالروابط التاريخية الحضرية بالرغم من عدم وجود تاريخ مسجل لها قبل الاستيطان الاستعماري وهى تتفق فى ذلك مع جاراتها امريكا التى مرت بهذه المرحلة منذو 200 عاما تقريبا عندما بدأت فى وضع اسلوب حياة خاص بها ونجحت فى ذلك وقد استطاعت المدن والاقاليم الكندية تأكيد ملامح معمارية الخاصة ومميزة لها مثل ماحدث فى مدينة تورنتو ومدينة فانكوفو وأقاليم البراري على وجه المثال كلها عكست الملامح المعمارية الناتجة كانعكاس للمؤثرات الجغرافية والمناخية والتاريخية لأجزاء الهامة فى كندا.

تجربة الصين العظيمة فى التعايش مع التراث :

بعد أن صحت الصين من منزلق الثورة الثقافية التي عصفت بها في ستينات القرن الماضي بكثير من النواحي الحياة فيها ،ومنها القيم التراثية المتجذرة لدى هذا الشعب الذي يمتلك تاريخا غنيا ويمتد إلى آلاف السنين حيث ظهرت صحوة تنادى بضرورة الاهتمام والحفاظ على القديم من اجل تسجيل التاريخ وتقديمه في صورة متحفية رائعة وهنا تنافست المدن الصينية المختلفة فى هذا الاتجاه

 ورغم ان الصين تعتبر اليوم الاعجوبة الاقتصادية الوثابة، وقد شيدت مدننا حديثة يشار إليها بالبنان مثل شنغهاى وغيرها وانتشرت شركاتها ومكاتبها الاستشارية الخاصة بالتخطيط والتصميم العمرانى فى كثير من دول العالم واصبحث تتنافس الدول الغربية فى تصميماتها المعمارية المعاصرة رغم كل ذلك فأنها لاتزال متمسكة بمدنها التاريخية والاثرية بشكل فائق وفى صيانتها وترميمها وإعادة توظيفها وتأهيلها (Rehabilation) ومن التحف المعمارية التى تحافظ عليها الصين مايأتى

متحف العصر الامبراطورى مجرون سميكة:

 ويعتبر القصر الامبراطورى ببكين والذى تحول الى متحف اهم مزار سياحى وهناك العديد من المنشأت القديمة التى جمعت بين ماهو حقيقى وماهو خيال ولما لها من التخطيطات والتصميمات المميزة ومن تم قأنها تعتبر من اكثر المتاحف الصينية جاذبية.

 متحف القصر الامبراطورى هو ذاته المدينة المحرمة الارجوانية فى بكين واصلها السابق القصر الامبراطورى لاسرتى مينج وتشينج الملكيتين (1368-1911) وطول الفترة 491 عاما ابتداء من العام 1420 وهو عام اكمال انشاء هذا القصر حتى عام 1911 وهو عام هلاك اسرة تشينج. مارس هناك 34 امبرطورا سلطة حكمهم العليا فى هذا المكان. بعد تأسيس جمهورية الصين الوطنية ظل الامبراطور الاخير بوبى من اسرة تشينج الذى قد طرد من عرشه ليسكن فى مؤخرة القصر 13عاما اما مقدمة القصر فتحولت فى عام 1914الى (معرض الاثار القديمة) .

تحتل المدينة المحرمة الارجوانية وهى مقر متحف القصر الامبراطورى مساحة تقدر بحوالى 720 الف متر مربع ونيف وتحصن بسور يرتفع عشرة امتار، ويبنى فى كل من زوايا السور الاربعة برج مميز الشكل وتضم داخل هذا السور اكثر من 9 الالف من القاعات والغرف وهى فى الاغلب مبنية بالهياكل الخشبية مع سقوفها المغطاة بالقراميد الزجاجية الصفراء .وقواعدها من صخور الاردواز وتزخرف جميع هذه البنايات بالرسوم الملونة الباهرة وتترتب من بينها قاعات رئيسية.

وبعد تأسيس الصين الجديدة خصصت حكومة الشعب المبالغ المالية عدة مرات لترميم هذا القصر القديم فى جميع النواحي واليوم استعاد القصر ملامحه الفاخرة السابقة وبدأ يعرض على الجماهير ماكان له من روائع التحف وبدائع المجوهرات وفى عام 1961 اعلن مجلس الدولة الصيني أدراج القصر الامبراطورى القديم الى قائمة وحدات الآثار الهامة تحت حماية الدولة. تبلغ مساحة العرض 18 الف متر مربع وعدد المعروضات اكثر من 12 الف قطعة بينما تصل المساحة المفتوحة للزوار الى 380الف متر مربع ولذلك يساوى متحف القصر الامبراطورى مجموعة متاحف ويستقبل كل يوم عشرات الالف من الزوار من اشهرها المزارت السياحية فى العالم.

قصر بودالا:

 ويزخر اقاليم التبت بالعديد من القصور والمعابد التى تحولت الى متاحف ويعتبر قصر بودالا من اهم هذه القصور ويقع قصر بودالا فى عاصمة اقاليم التبت وقد شيد هذا القصر فى القرن السابع وهدم عدة مرات نتيجة للصواعق واعيد بناءه فى القرن التاسعة عشر بواسطة الدالاي لاما الخامس ويعتبر القصر من القصور الحصينة فقد بنى من الاخشاب والاحجار مواكبا المنحدر الجبلى ويبلغ ارتفاعه 117.3 م حيث يرتفع 13 طابقا فوق الارض وت9 طوابق غاطسة ويبلغ عرضها 360م ومساحتها المبنية تغطى 130.000 م2 ويتكون من جزئيين القصر الاحمر والقصر الابيض وابراج القصر مطلية بصفائح الذهبية والفضية وهى مرصعة بالاحجار الكريمة والؤلو ويتميز هذا القصر بخصائص معمارية والاسلوب الخاص لفن البناء التقليدى لقومية التبت كما يتحلى بمزايا المبانى لقومية هان ونيبال

الدرجات المؤدية الى القصر والمبنية بما لايحصى من قطع الصخور

معبد بالكور وباغودة (المائة الف بوذة )

 داخل مدينة قيانغتسه معبد قديم يدعى معبد بالكور وسبق له ان اكتسب قدر معينا من الاهتمام فترة من الزمن فى التاريخ البوذى التبتى بضخامة ابنيته وكثرة رهبانه وجمعه بين المذاهب البودية المتنوعة.

وبجوار المعبد تنتصب باغوذة باكور الفريدة فى نوعها من النقوش والرسوم والتشكيلات ليصل ارتفاعها30متر ونيف بتسع طبقات ولها 108 بابا و77 مقصورة وغرفة ومحرابا فيها اعداد كبيرة من التماثيل والصور البوذية قدتصل الى مائة الف فعرفت الباغوذة بأنها (باغوذة المائة الف بوذا) كأسمها الاخر ويمكننا ان نقول ان هذه الباغوذة متحف رائع للتماثيل والصور البوذية .

دير تاشيلهونبو الفخيم :

 دير تاشيلهونبو ومعناه (دير جبل البركة ) فى الغة التبتية قائم على تل ضوء الشمس فى الشمال الغربى من مدينة شيقانسه ثانية كبرى مدن فى التبت يشغل الدير حوالى 150.000الف متر مربع من المساحة يبلغ طول اسواره الملتوية والممتدة مع تضاريس الجبل 3000متر واكثر وكل ابنيته مشيدة عند سفح الجبل فى صفوف متراصة فوق بعضها البعض حيث تتلاصق الابراج والقصور بالحوائط الحمراء والسقوف الذهبية .

 بنى دير تاشيلهونبو فى عام 1447 تحت اشراف الدلاى لاما الاولى غيدون غروبا.واشتهر بأنه اضخم دير بوذى من ديار المذهب الاصفر فى التبت الداخلية والمقر السكنى للبانتشين لاما كزعيم المذهب الاصفر .

يجتذب تمثال تشيانغيا البوذى الكبير فى القاعة الغربية للدير عدد لايحصى من السياح كل يوم هذا التمثال المسبوك من النحاس الأصفر ويرتفع الى 327.3 متر ويعد اكبر تمثال بوذى نحاسي داخل غرفة.

 اما القاعة البوذية ذات طراز قومية هان فى الدير فهى لامثيل لها فى الديار التبتية الاخرى. فى صحن القاعة اقيم تمثال الامبراطور داوقوانغ لاسرة تشينغ (1644-1911) ونصبت امامه لوحتان مكتوبة عليها كلمات مديح وفى اجنحة القاعة تدخر مخطوطات التفويضات والأوامر العالية الصادرة من قبل الإمبراطور داو قوانج و الأباطرة قبله .

ديوان محافظة نيشانج السابق:

 كانت المحافظة نيشيانج بعيدة عن الحضارة بوقوعها فى المناطق الواعرة والصعبة والمواصلات تحت اقدام جبال فونيون، هذا ماجعل كل شي فى مركزها مثل المعبد الكونفوشي والجسر المبنى فى الثلاثينات فى القرن الماضى وديوان المحافظة السابق متار الاعجاب يعود فى تاريخ الى عهد اسرة يوان (1271 -1368) وهو الاكمل من نوعه المتبقى من قديم الزمان فقد ادرج فى مصاف اهم الآثار التاريخية المحمية على نطاق البلاد كما فتح كمتحف جديد، اما الان فقد اصبح ديوان المحافظة السابق متحفا مفتوح الأبواب لكل شخص وديوان المحافظة قد تم بناءه سنة 1304 وتوسيع بناءه 1896 على يد تشانج بينج تاو عمدة المحافظة وبما انه الوحيد من نوعه فى كل انحاء الصين فقد اصبح مقصدا لكل من يهمهم دراسة الهيئات السياحية فى التاريخ وبعد ان اتخذ متحفا جرى ترميمه وزخرفته مرة اخرى تجددت ملامحه بالاضافة الى ان كل الاثاث والتجهيزات فى الديوان قد اعيدت الى مواقعها الاصلية فهو ليس فقط مزار للسائحين الصينين والاجانب بل هو دائما يتخذ خلفية لتصوير الافلام السينمائية التاريخية وهنالك مئات وربما الالاف من المواقع الاثرية والتراثية التى تحتفظ بها الصين وتضع لها البرامج الخاصة بالصيانة اللازمة والحفاظ فى مجمل الامر نجد ان الاصول التاريخية للعمارة الصينية اعمق بكثير من اى تصورات كما انها متشعبة الأطراف ومتداخلة تحكمها طبيعة الحياة فى هذه المساحة الشاسعة المختلفة الظروف اجتماعيا واقتصاديا وسياسيا كما انها تخطو سريعا نحو التطور مع ارتباطها الى حد مايجذورها المعمارية الصلبة .

تأصيل التراث للمعمارة البيئية فى الصين :

 من الجهود العظيمة التى قامت بها الصين فى مجال ادارة المصادر التراثية هى الاهتمام بالعمارة البيئية ذات الطابع الخاص بكل اقليم وبكل مقاطعه وكانت التوجيهات تشير الى اهمية اختيار الموقع والبيئة حيث شكلت المبانى نسيجا متكاملا مع مايحيط بالموقع من جبال وانهار وقد لايستطيع ان يستعرض من هذا التراث الغنى والمتنوع كل ما جاءت به قرائح المصممين من تصميمات الا اننا سننأخذ مثالا واحدا قد يغنينا عن مئات الجهوذ المبذولة فى هذا المجال .

عمارة البيئية فى اقليم هويزهو:

 يلاحظ ان مخططات القرى فى اقليم هويزهو معدة بأتقان فنى يستحق الاعجاب بالمهارة الفردية للمخططين ومن الامثلة على ذلك قرية(هونجكن ) فى مقاطعة (يكسيان) وهى اول قرية بنيت فى عهد اسرة(ساوتسونج) منذ اكثر من 790 عاما ولا يزال بهذه القرية 137 منزلا يرجع تاريخ بناءه الى عهد اسرة قينج (1644)-1911) ويأخذ مخطط هذه القرية القديمة شكل البقرة وقد تم توصيل النهر الواقع فى الشمال الغربى الى القرية بأقامة سد عليها وهكذا تكونت صورة بقرة تشرب من النهر هذه الصورة التى خلقها التخطيط، لها ايضا تميزها الوظيفى فالماء الذى تم تحويله الى القرية من شأنه ان يحسن البيئة المحلية فيها فالمنازل ذات الأسقف الجمالونية المزخرفة والتى تعلو وتنخفض وتصطف عند الطرف الشرقى للقرية وترتفع الاشجار على ضفاف احد جوانب البحيرة اما على الجانب الاخر فهناك مكتبة نانهو التى بنيت فى عهد الامبراطور يونجل (1403-1424) احد افراد اسرة قينج. ويجد تخطيط هذه القرية القديمة تكاملا بين الشكل والمضمون والمنظر الجميل والوظيفة

هذه العجائب التخطيطية تتواجد ايضا فى القرى الاخرى لهذه المنطقة ففى قرية (تاتجمو) بمقاطعة (شكسيات) يوجد طريق مرصوف بحجارة يمتد داخل القرية رابطا بين مدخل القرية والجناح

الواقع على جانب الطريق وكذلك القوس والحديقة والمنازل بأرتفاعاتها المختلفة والمصطفه على جانبى الطريق كما ان المدخل المؤدى الى القرية المرصوفة بالحجارة والمنازل مبنية بمحاذة جدول مائي صغير يشق الطريق متعرجا داخل القرية أما قرية (اكسيكو)فهى مقامه فى مواجهة الجبال والمنازل تطل على النهر الذى يتعرج بمحاذة سلاسل الجبال .

 والمساكن التقليدية فى هذه المنطقة فى صفة عامة تتجه نحو الجنوب وهى اما مبنية فى مواجهة الجبال اومحاذاة الانهار وذلك فى انسجام مع المعالم الطبوغرافية البارزة لطبيعة البيئية المحيطة.

وتتميز المساكن بالجدران الجيرية البيضاء والاسقف المغطاة بالبلاط الصغير الداكن اللون وبالجدران دوات القمم الجمالونية وبحلوق الابواب والنوافذ المزخرفة بحليات جميلة من الخشب او الطوب او الحجر ويتألف المسكن فى العادة من ثلاثة حجرات .

 ومن الافكار المستخدمة فى تصميم مايعرف بأسم (المنظر المقتبس) وهو فكرة معمارية مستوحاة من تصميم الحديقة الصينية القديمة حيث يتم ادماج مناظر خارجية بالفراغ الداخلى وفى جميع المنازل تقريبا توجد الافنية الامامية الخلفية واحواض الزهور والحدائق الخاصة التى تعمل على تعويض محدودية الفراغ الذى فرضته بنية المسكن ومنزل (لوفوتانج)بقرية (يكسى) من ابرز الامثلة على ذلك المنزل المكون من ثلاثة طوابق ينقسم انشائيا الى ثلاثة اجزاء رئيسية فقد بنى منذ اكثر من 250عام وبقى فى حالة جيدة حتى عصرنا الراهن والسقف فى هذا المنزل مرتفع كما انه صمم ببساطة وبدقة بالغة وقد زين الفناء الداخلى للمنزل بحوض تربية الاسماك واللوحات تمثل مناظر مناظر طبيعية مصغرة وفى نفس القرية يوجد منزل اخر يرجع الى عهد أسرة قينج هو منزل بينجفوتانج المكون من ثلاثة طوابق والذى يشتمل على ثلاثة أفنية متتالية وفى الفناء توجد مناظر طبيعية مصغرة كما يوجد خارج البوابة الامامية مباشرة قنطرة ترتفع على اربعة اعمدة وهى من الملامح التى تتميز بها المساكن التقليدية فى هذه المنطقة وقد اختار البناؤون القدماء تجميل البيئة المحيطة بالالوان الهادئة فالجدران البيضاء وبلاطات السقف الداكنة اللون تنسجم مع الجبال الخضراء والمياه الزرقاء بمنطقة هويزهو .

 ويمكن الاستفادة من تصميم هذه المبنانى التقليدية فى التصميمات الحديثة على الا تكون النظرة سطحية لقيمة التراث فليس الهدف هو مجرد نقل الاسقف الجمالونية المزخرفة والجدران الجيرية البيضاء والبلاط الصغير الداكن اللون والزخارف المصنوعة من الطوب او الحجر لكن يمكن اعتبارها ملامح تجميلية ويجب ملاحظة ان وظائف المنزل تغيرت حاليا واختلفت احتياجات الناس المادية والروحية فأن ماينبغى البحث عنه هو الجوهر الراسخ فى هذه المساكن اى مدى تكامل البناء مع البيئة وانسجام المسكن مع الحياة .

ماجدوى عرضنا للتجارب العالمية فى الحفاظ ؟

 هناك قناعة واسعة الانتشار حاليا تؤكد على ان المدن المصطنعة تنقصها بعض المكونات الاساسية .عندما تقارن المدن القديمة التى اتسمت بطابع الحياة، نجد ان محاولاتنا الحديثة لخلق المدن بطريقة اصطناعية هى من وجهة النظر الانسانية غير ناجحة على الاطلاق.

 وعندما تزور مدنا تقليدية محببة للناس – خصوصا فى الدول الاوروبية –نجدها غالبا ماتكون جذابة ومألوفة ومريحة. وقد يعود ذلك فى بعض الاحيان لكونها صغيرة،وبالتالى سهلى الفهم والتعود. الى جانب حفاظها على موروثها المعمارى القديم وهناك أيضا صفات اخرى تدل على ذلك، مثل الاستغلال الممتع لمختلف المستويات،والاستعمالات المختلطة وتحديد واضح لمركز المدينةعلى سبيل المثال بأستخدام الاسوار والمداخل كالابواب والاقواس، والتى يمكن استخدامها وظيفيا للحد من مرور بعض انواع السيارات ،وتميز خط سماء المدينة،وشبكة نافذة من الازقة والممرات ،التى غالبا ماتحتوى على اقواس او عقود فوقها، ومبان صغيرة الحجم بأطوال ثابتة تكون خلفية متباينة لمبان مهمة،واستخدامات كبيرة فى مبان متواضعة ،كما هو الحال فى الدكاكين الضيقة الواجهات والغائرة من الداخل ،والتى تستغل عمق كتلة البناء فى مدينة فلورانسا (Florence) لايعنى ذلك اننا نريد من البيئات الحديثة ان تحاكى القديم . مانريده فحسب هو ان ندرس المدن القديمة، ونعرف كيف تعمل ،ولماذا يحبها الناس،وبعد ذلك نطور اشكالا عمرانية ومبان جديدة تتحلى بنفس الصفات الايجابية التقليدية،لكنها بوضوح من صنع الحاضر.

 ينبغى ان تكون المبانى الجديدة نتيجة خيال مبدع ،وذات جودة عالية وان تكون قوية بالوسط التاريخى الذى توجد فيه ،كما ينبغى فى نفس الوقت ان تعكس عصرها وزمانها.لذلك ،يجب ان تحوى قدرا من الزخرفة والامتاع للناظر اليها،لا ا ن تكون واجهات مملة مثل الانماط الورقية المطبوعة التى كانت شائعة فى الخمسينات والستينات من القرن الماضى .كما يجب الا تكون خليطا غير متناسق من الاشكال الزخرفية الكلاسيكية التى تحط من قيمة التاريخ. ان العمارة المتميزة فى مختلف العصور يمكن ان تتعايش بعضا مع بعض رغم الاختلاف فى الطراز والحجم ومواد البناء المستخدمة. فوق كل شى يجب ان نبتعد عن الطراز العالمى (International Style) الذى جعل الكثير من العواصم فى العالم تتشابه الى حد كبير.

 تحتوى المبانى فى المدن والبلدان الناجحة على تجانس فى تصميماتها ومواد بنائها مما يبرز التنوع والاختلاف عبر عدد محدود من الافكار.

 ينبغى ان تكون المشاريع الجديدة استمرارية لتقليد دائم فى بناء المدن والبلدان . من ناحية اخرى، هناك خطر يتهدد البيئات العمرانية العنية تاريخيا وتراثيا نتيجة التقليد السطحى لذلك التراث. يجب ان توفر المشاريع الجديدة الاحتياجات المعاصرة، وتكون متلائمة مع الوسط الذى تنشأ فيه،لا ان تكون شاذة ومختلفة عن غيرها.وليس من السهل تقدير مكانة المبانى التاريخية الجيدة التى تلائم حجم وطبيعة الاستعمالات المناسبة لمراكز المدن فى القرن العشرين وقرننا الحالى- ولاسباب وظيفية واقتصادية وتقنية- ان تكون المبانى الحديثة اكبر واعلى من المبانى التقليدية.إضافة إلى ذلك، فإن قابلية المبانى الحديثة للتكيف مع الاستعمالات المتعددة اقل قدرة من قابلية المبانى القديمة للتكيف. لقد اختلت العديد من المدن الشهيرة مثل طوكيو وباريس ولندن المبانى العالية المتشابهة .ولقد صار تأثير كل من الاقتصاد ،والتجارة ،والتقنية الحديثة،وانماط الحياة،والعمل اليومى ،بالإضافة الى الموضات المعمارية، مسيطرا على الطبيعة الخاصة بكل مدينة ترتفع فيها هذه المبانى التى صنعت نمطا خاصا جعل المدن الحديثة تشبه بعضها بعضا فى جميع انحاء العالم .لذلك،لابد لنا ان تتلاقى الحلول العالمية المكررة، وألا نتجاهل أو ندمر القيم التقليدية الرائعة،وذلك بالاستفادة من المبانى التاريخية.

وان الاطلاع على التجارب العالمية، يغنى تجربتنا، ويدغعنا لوضع الخطط المدروسة فى مجال الحفاظ على مصادر التراث.

استنتاجات:

لم تقم الدول المتقدمة فى مجال الحفاظ بهدم المبانى الاثرية، لاجل تنفيذ التخطيط الجديد للمدن او من اجل تمرير مشاريع رابحة،وانما ضمنتها داخل اطار التخطيط الجديد.

تمت المحافظة على ملامح الجمال القديمة فى المبانى الاثرية،ولم يتم طمسها من خلال معالجات ومخططات جديدة غير مدروسة .

عندما تقرر ان تكون لبعض المبانى الاثرية استعمالات جديدة، تم بناؤها بمواد البناء التقليدية وكانت اكثر قولا. ولقد تم احيانا ابتكار اساليب جديدة لاستخدام الحجر او الطابوق (الطوب) والبلاط والخشب كل ما امكن ذلك.

تم الالتزام الاكيد والصادق من قبل كبار المسؤولين فى تلك المدن الواردة فى سياق البحث. على تحقيق اعلى مستوى من المسؤولين للحفاظ على التراث المعمارى للمبانى والمناطق التأريخية لشعورهم بأنه لايمكن لاى مدينة ان تظهر على انها مدينة جذابة وذات طابع خاص .دون دعم ومؤازره بشخصيات قوية لها

المراجع العربية:

الموسوى، هاشم عبود وسليم ،سالم مفتاح الشريف، سالم مفتاح- انعكاسات ازدواجية للمناطق التاريخية فى المجتمعات المعاصرة – المؤتمر والمعرض الدولى الثانى.الحفاظ العمرانى ، دبى 2007 م .

الموسوى ،هاشم عبود و سنان،ابو القاسم على ،الجبر ،حيدر صلاح يعقوب – التعامل مع المناطق التاريخية فى ثلاث تجارب عالمية –دبى 2007م .

اعادة توظيف المبانى الاثرية تخطيطا وتصميما – مجلة عالم البناء –مركز الدراسات التخطيطية والمعمارية،اعداد متفرقة – القاهرة للاعوام (1999-1985).

               

المراجع الاجنبية :

 - Frey Bruno S. (1997)," Economic Perespectives on Cultural Heritage , The Evolution Of Cultural Heritage . Some Critical Lssues".Macmillan Press LTD ., London.

- Jordan.Carl F .(1995). "Conservation :Replacing Quantity with Qual:ty AS a goal of global Manag ement ", John wiley & Sons, New.york .

مواقع شبكة المعلومات الدولية:

- www.bellaonline.com

- www.carfree.com /fes

- www.knowlederush.com/kr/encyclopeolia/conservation.