الأسرى الفلسطينيون يبتكرون المعجزة

لله في خلقه شئون

تهريب (النطف المنوية)

خارج سجون الاحتلال الصهيوني

رباح وليد

رئيس التحرير

مقدمه : سبحان الذي هو فوق كل ذي علم عليم ..

لا نكتب جديدا اذا ما أقرينا ان العلم قد ابتكر طريقة الانجاب عن طريق الانابيب والحواضن والنطف المنوية وغير ذلك .. فقد اصبح بامكان العاقر ان تحتضن طفلا من زوجها السليم عن هذا الطريق ثم تلده في اشهر تسعة او سبعة كيف يشاء الله .. وبنتيجة البحث الوراثي المسمىDNA يثبت ان الطفل المولود عائد لامه وابيه ..وتلك معجزة الله الذي سخر البعض من العلماء للبحث والاستدلال ..  حتى تقر عين العاقر والولادة معا .. فسبحان الله العظيم .

ونتيجة لهذا العلم والبحث الوراثي .. لا يترك الله سبحانه اولئك الذين يمضون خلف قضبان الاحتلال الاسرائيلي آمادا طويلة كالمؤبد والحكم بعشرات او مئات السنين على مناضلين شاركوا في جهادهم ضد الاحتلال .. فاكرمهم سبحانه ليضيف الى جهادهم ان تقر عيونهم حتى وهم خلف القضبان .

فمع قسوة المعاملة وشدة اجراءات الحراسة والمراقبة والضرب والاهانة القصوى .. فقد كسر البعض من الاسرى حرمانهم من الانجاب وهم يعانون السجن والمسغبه ..  فنجح البعض منهم بتفجير تلك الثورة البيولوجية لينجبوا اطفالا من صلبهم بتهريب النطفات المنوية الى خارج السجن وزرعها من قبل اطباء مهرة في رحم الام كي تنجب .. فخرج الاطفال اصحاء حتى لقد اصبح احدهم في السنة الثانية من عمره نجيبا وذكيا . فأقر الله عيني والده في السجن وامه التي تنتظر الانجاب .

ومع اقرارنا بان تهريب النطفة اكتشف في العديد من المرات من قبل الحراس .. فان المحاولات ما زالت مستمرة .. وليس التهريب بالامر الصعب نسبة الى الحاضنة التي تحوي النطف البشرية .. فهناك مواصفات خاصة يجب ان تطبق حتى لا تموت تلك النطف فتصل الى الام وقد باتت غير ذي نفع .. ومع ادراكنا ان احتضان تلك النطف بالمواصفات التي ندرجها لا وجود لها في السجن الا عن طريق رشوة الحراس او زوار السجناء او الطرق الاخرى التي نعزف عن ذكرها .. اضافة الى استجلاب الحواضن الزجاجية التي يخلو منها السجن . فان ابتكار الاساليب التي تيسر المهمة اصعب من ان يصدقها انسان عاقل .. فمهمة الاحتفاظ بالنطفة سليمة تقتضي تحليل السائل المنوي اولا بفحص كمية وجودة الحيوانات المنوية التي ينتجها الرجل .. وان يكون حجم العينة ضمن مواصفات محدده .. وان يكون عدد خلايا الدم البيضاء سليما ضمن مواصفات عيش النطفة .. وان تحفظ بشكل جيد بعيدا عن الجراثيم التي يمكن ان تهاجم العينة .. وان تحوي العينة اكثر من اربعين مليونا من الخلايا في العينة الواحدة . وان لا يحمل الرجل اية امراض التهابية .. وان يمتنع الرجل عن التدخين اذا كان مدخنا قبل اعطاء العينة بشهر واحد على الاقل .. ويفضل ان يكون مرسل العينة غير مدخن فهذا يحفظ النطف من الموت ويعطيها حياة اطول . هذا اضافة ان توضع العينة في حافظة زجاجية معقمة .. وان لا يستخدم القطن في اغلاقها . وان النطفة يجب ان تفحص في خلال شهر واحد على الاكثر .. فاذا ما زاد الامر عن الشهر فان موتهايصبح مؤكدا .. وامورا اخرى معقده .

كل هذا غير متوفر في السجون .. والحصول على تحصين النطفة المهربة يكلف السجين كثيرا .. ولا اقصد التكلفة المادية .. وانما التكلفة العقابية اذا ما اكتشفت العينة قبل خروجها من السجن .. فهناك عقوبات مشددة للسجين الذي يهرب النطفة بان تزيد احكامه القضائية .. او يوضع في زنزانة منفردة لاماد طويلة تعد بالاشهر او السنين . لذا فان تهريب النطفة يجب ان يوضع في حسبان السجين قبل الاقدام عليها .

ومع كل تلك الاجراءات ( الجهنمية ) التي يتبعها العدو الصهيوني .. فان العديد من السجناء نجحوا في تهريب نطفهم .. بحيث استولدت نساؤهم من نطفهم وما زال الاطفال يعيشون اصحاء في عقولهم واجسادهم .. وهذا ما يجعل حراس السجون واولي امر الذين لا يريدون للحياة ان تستمر ان يفقدوا عقولهم ويبحثوا عن الاسباب التي ادت الى هذا التهريب .

هذه الثورة البيولوجية التي ينفذها السجناء ..  لا تقل اهمية عن النضال المباشر من اجل استرداد الارض .. فالعدو لا يهمه ان يقتل الاطفال والنساء الولادات وغير الولادات .. ولكنه مع بروز طفل آخر يضاف الى مجموع الشعب الفلسطيني يجعله يفكر كثيرا بان يقتل مهمة تهريب النطف في مهدها .. ويشدد الاجراءات اكثر .. ولكن السجناء مع كل ذلك .. يبتكرون من الاساليب ما يجعل نطفهم تصل الى زوجاتهم .

لقد ابتكرت المقاومة الفلسطينية الكثير من الاسباب التي ستحقق النصر .. فان كانت في اولياتها اليوم .. فانها سوف تنجح مع الزمن في تحقيق توازن الرعب .. وليس ذلك ببعيد .. وليست السنين التي تمضي بكثيرة على من يضع في استراتيجيته ان ينتصر في النهايه .. ومهما كانت التضحيات فانها قليلة نسبة الى ما يجترحه هذا الشعب من معجزات .

فقد طور الانفاق التي طبقت في حرب فيتنام وانتصر فيها الفيتناميون .. وابتكرت اساليب تسلم الاسلحة التي يعجز المرء عن تخمين كيفية الوصول الى مصادرها .. وانشأت المقاومة مصانع لصنع الصواريخ التي تؤرق اسرائيل .. ولو انها بدائية الصنع ولكنها تتحسن كما ونوعا ..  واحتمل الشعب الفلسطيني كل الخسائر البشرية التي جهد العدو ان تكون قاتلة فاذا بها تزيد الشعب تصميما على المقاومه ..  ومن ثم اضيفت الى كل تلك الوسائل اسلوب تهريب النطف التي يعجز العدو عن ان يكتشفها لتخليق اطفال سيصبحون زادا مستقبليا لهذا الشعب .

نحن نزجي التحية الى اولئك الابطال الذين يبتكرون في كل يوم شيئا جديدا يذهل العدو نتيجة اكتشافه .. ولنذكر .. بان فلسطين احتلت على مدار التاريخ مرات عديده .. ولكن اولئك الذين جاءوها غازين قد رحلوا .. ولم يبق غير قبور البعض منهم تدل على وحشيتهم .. ويقينا .. ان السنين القادمه سوف تشهد امورا اخرى مذهلة .. قد تزلزل الارض تحت اقدام المحتلين .. ويقينا ايضا .. بان الوحوش سوف ترحل عن الارض الطاهرة .. ولا يبقى في اذهان التاريخ سوى وحشيتهم .. اما اولئك الذين ضحوا .. فهم في اذهاننا الى الابد ..