سمو الحب

سالم الزائدي

[email protected]

بين فرح مسروقٍ من القلوب وبين نار مشتعلة في أنحاء الأرض الخصبة وبين كراهية إنسان وانسان.. يأتي سمو الحب ليخاطب القلب.. ينفخ فيه العظمة ويبث فيه الفضيلة والطهارة والطموح الى كل خير، والنفور من كل شر، يعطينا أسباباً متصلة ومعاني متجاوبة وصوراً متجاذبة فمن يبصره  يبصر سرائر الجمال.

الحب هذه الكلمة المكونة من أربعة حروف، ذات المعنى العميق والأفق الواسع اتساع الأرض، نعم أربعة حروف تأخذ من دمنا فيشتعل فيذوب معها الوجدان وتنتشي بصوت حنينها المشاعر وكأنها اجتمعت معاً في لوحة بهية مرسومة بريشة فنان، أربعة حروف تشتعل بقلوبنا حساً يشرق أملاً فنحلق في براح الكون.

الحب هو أول مذقة يرتشفها الرضيع مع حليب والدته وهو حب الوالدين وهما يحترقان من أجله.. هو مدرسة الحياة بتجاربها المختلفة .. هو تلك العاطفة الجياشة التي نشعر بها تجاه من أحببنا.. هو صديق أهدى لك نشوة المعرفة، كما أنه ضياء ينير لنا ظلمات الطريق، فلا حياة بدون حب .......

سمو الحب هو تلك القدرة المدهشة التي تشحذك وترتقي بك الى مراتب العلا...هو رفقة معانيه الى ما تبغي أن تكون عليه. هو سمو المعرفة بكافة أطيافها وألوانها .. هو ذاك الحلم السعيد الذي يأخذك من النوم الى اليقظة ومن الخيال الى العين.. سموُ بمثل قصيدة موزونة تطربُ من حولها وتجعل كل ما في المكانُ يضج بالسحر.

لكن !!!!

  المعضلة تكمن في إبراز معنى الحب بفطرته دون فساد ولا إفساد. فحب المرأة لزوجها أو الزوج لزوجته هو سر نجاح ذلك المكون الاجتماعي السامي.. وحب الصديق لصديقه يجعل كل منهما مرآة للآخر.. وحب الطالب لمدرسته أو المعلم لطلبته هو أساس من أسس العملية التعليمية والتربوية ..وحب الوطن هو أساس الانتماء وضرورة للحفاظ على مقدراته ..وحب الكاتب لقلمه ملهم لما ينتجه ذلك القلم من عبارات وآراء.. وحب الاعلامي لمهنته هو سر نجاحها ..وحب الأديب غاية يصبو اليها وملهماً

 سمو الحب يتجلى بالتسامح مع النفس فلا نرهقها بحمل الأحقاد والضغائن ولا نعذبها بالكراهية والعدوانية بل نغرس فيها شجرة الرحمة والمحبة.

الورد المبهج والعطر المنعش والضوء المؤنس هو سمو الحب .. إن يوماً يسمو الحب فيه هو بمثابة عمر يعمرُ القلب بالعواطف وعمر يعمرُ النفس بجديدها لا بقديمها.

 سمو الحب هو الحديقة الساحرة المسحورة هو نبع وفكرُ ينبض وعاطفةُ تختلج ، هو كالزهرةُ الصغيرة فى شجرتها ..إن لم تكن خلاصة ما فيها من القوة ، فهي خلاصة ما في الشجرة من معنى الجمال ... وفي الجمال يكون كل شىء جميلاً.

ومن رحمة الله أن جعل سمو الحب في كل النفوس الانسانية أصلاً صغيراً يجمع فكرة الخير والكمال وعظائم النفس والجمال.. رقة النفس ورحمتها الى هوى النفس وعشقها. فاسعدوا بأيام هنيئة من الراحة والأطمنئان ، بعد ما اكتملت الصورة التى تخلق الحب و سحر روحه و انسانيته عبر قصة يسبح في جوها قدرٌ وعهدٌ في كلماتٍ وحكايات تتناقلها الأفواه جيلاً بعد جيل.

 وبكم يسمو الحب وبه نسموا......