الميثاق الإسرائيلي-الأوروبي البشع الجديد
ببروكسل ومصير فلسطين
م. الطيب بيتي العلوي
مغربي مقيم بفرنسا
باحث في الانثروبولوجيا الدينية والثقافية بباريس
"...وفقا لعبارة شهيرة لماركس"تشريح الانسان هومفتاح تشريح القرد"...تقدم لنا الانظومة الغربية الراهنة مفتاح أصولها،(وآفاق مساراتها علىالمدى البعيد)...على أن التراث الهيغلي-الماركسي، يرى في القرد"جرثومة"الانسان التام التطور"فالتطورية و"الحتمية" تتكاملان دون أن تستبعد احداهما الأخرى وتغدوان كلتاهما مفرطتين.."Serge Latouche - L’Occidentaliion du Monde
من يستطيع الرد على هذا التساؤل"الميتا-سياسي "الغربي الجديد بعد المصادقة على"البروتوكول الجديد الذي أمضته المجموعة الأوروبية مع اسرائيل يومه الاربعاء 10من شهرنوفمير2008 في"الزمن الانساني بامتياز"زمن حوار"الحضارات والديانات وتلاقح الثقافات..؟
وما هو موقف برلمانيينا ومثقفينا وكتابنا ومبدعينا ،أمام هذه التباشيرالجديدة الخطيرة للعودة الأكيدة للمقولات العنصرية لما قبل الاستعمار، في مواجهة هذه البشاعة الجديدة المتمثلة في هذا التحالف الاسرائيلي- الغربي السافر ضد القضية الفلسطينية، وشعوب المنطقة برمتها؟
وما هي أسرارهذه اللحمة"الحميمية"الجديدة بين المقولات القديمة"الرومانية-التوراتية" وتفعيل"القيم اليهودية-المسيحية الغربية الجديدة"لمواجهة برابرة "خارج السور"الذين هم الفلسطينيون حسب الأولية القصوى حاليا- ثم الانفراد بباقي شعوب المنطقة بكل طوائفهم وأعراقهم وانتماءاتهم لاحقا؟
لقد كان جواب نخبة من المثقفين الأوروبيين واضخا وجليا، وهوأنهم لا يريدون أوربا بشعة كهذه ،صارخين في وجه برلمانييهم، ووزراء خارجياتهم في مقالات ورسائل احتجاجية غاضبة ،اثر امضاء هذا البروتوكول الجديد : أوقفواهذه البشاعة، ولتسقط أوروبا مثل هذه فنحن لا نريدها...
فماذا نحن فاعلون كنخب ومثقفين و مبدعين واعلاميين وبرلمانيين ونقابات مهنية وجمعيات مدنية ؟
مقدمة تمهيدية
بانوراما "سيرك تلاقحات وتقابسات الثقافات والحضارات عند العرب الجدد"
بعد تنشيط مشروعات انجازات مهازل مؤتمرات حوارالديانات ،والحضارت المنعقدة تباعا منذ فترات قريبة بمقر منظمة الأمم المتحدة،وتنافس الدول العربية على تبني واحتضان كل مبادرات التنافس في مجالات تنظيم المدارسات والندوات واللقاءات الثقافية،عبرالمهرجانات السينمائية والموسيقية والأدبية،حيث أصبحت مدنا عربية محجا لمهرجانات الطبخ وفنون الأكل تقريبا لمعدات الشعوب،لجمع البشرعلى تحلب ألافواه، وتلمظ الشفاه للمزيد من الشره والبطنة التي تذهب الفطنة ،
واستفردت مدن بتنظيم"هسترة"المغنى المحموم الشبابي المحموم العولمي المتقاطر اليه من كل فج عميق للغوص في ثقافة"فانتازمات الرفث والخناالشرقية ، وللاستغراق في حمأة الزولوجية الكونية الجديدة،
ومدن أصبحت قبلة لعشاق الموسيقىالروحية للسماع الصوفي الاسلامي،والمسيحي الكنسي الغريغوري،والعبراني(القبالي)و(الغوسبلز)الزنجي الأمريكي،والزارالبرازيلي والافريقي،
ومدن تخصصت في عرض سائر"المنتوجات الجاهزة"للابداعات"الحداثية الشرقية" المبتذلة، تسقطالأغراروضحايا"الاستشراق الرخيص"الغليظ"،من العولميين"الموتورين والعصابيين التائهين بألسنتهم،وألوانهم،ومللهم،ونحلهم الوافدين من كل أركان الدنيا الأربعة، الى بلداننا–والتي تروج لهذه "المنتوجات الرخيصة" قنواتنا المجيدة الفضائية ،بالبرامج الاستهبالية الانفعالية المغرقة في رومانسيات نشوانة وسكرانة،تراودالأحلام الوردية والقرمزية للحيارى والحالمين، والأشباح المستبعدين عن قضايا الكون المصيرية الكبرى، عبرخيالات"النيرفانا"لهلوسات الغرب في الستينيات، ترويجا لوعي جماعي جماهيري "شعبوي زائف"ولكنه لا يستبصرزيفه كما قال هيغل"...
حيث ان مراد كل هذه التظاهرات "الثقافوية "و"الثقفانية" و"المثاقفية-التي هي أقرب الى العهرالثقافي منها الىالثقافة بمعناها النبيل-هو جلب الغرب وجذبه واستجداءه،والتهافت لكسب رضاه، بالتباكي مثل الثكالىعلى"القيم"الميتة والضائعة والمنعدمة في ثقافتنا وبلداننا مثل، قيم التسامح، والمحبة، ورفض العنف،ومحاربة الارهاب والتطرف"وقبول الآخر"،وانعدام أواصرالمحبة والوئام والتعايش بين الشعوب في أعرافنا وتقاليدينا،وكره"الآخر"وكأن شعوبنا"شريرة"بجبلتها وسليقتها،وثقافتها،ومفطورةعلىالعنف بحكم حضارتها المتوحشة وقيمها الدينية "اللاانسانية"منذ فجرتاريخها، ولذا فلابد من استجلاب "القيم الكونية" من الغرب بالأخذ عنه بالتحاورمعه، والاستنساخ منه
فما هو الموقف الغربي العملي على الارض.؟.
"اذا لم نستطع ان نعبر عن سياسة مشتركة بيننا-يقصد الغرب- مبنية على القيم المشتركة التي نتقاسمها-يقصد(التقاليد–الاغريقية–الرومانية) والقيم (اليهودية-المسيحيةالغربية)
فاننا نصبح مهددين، ليس فقط بالفوضى،ولكن أيضا في استقرارنا الاقتصادي و السياسي، اذا لم تكن لنا القدرة على مواجهة التشدد والتطرف ومواجهة الأزمات والحروب والمظالم.." تصريح طوني بلير في 21 مارس من عام 2006
اولا
هل الغرب من موقعه الحالي، المالك للقوة المادية والمعنوية والآليات والامكانيات،... صادق في التحاورمع"الآخرين"لايجاد الحلول؟أم ان العوالم (خارج السور) ما تزال في نظره مجرد حثالة؟
ثانيا
ما هو السرفي كون الغرب(الذي يملك العقل والتنظيرومراكزالأبحث الأكاديمة والمال والسطوة والقوة والآليات).. لم يجد أي حل لأية معضلة "انسانية"خارج"السور"(الغرب) الا باستخدام القوة والعنف والتدمير، من حروب الاستعمارالى الحربين الكبريين المدمرتين ،الى حرب الفيتنام وصولا الىمحاولة محو وطمس أقدم حضارتين كونيتين هما :العراق وفلسطين من الذاكرة البشرية؟
ثالثا
لماذااستثمر الغرب، منذ الحرب الحضارية الأولى على العراق،كل عقلانياته ومناهجه، وكل امكانياته المادية والمعنوية واللوجيستية، في الحملة على ظاهرة اسمها -سوسويولحيا-"الارهاب"بما يساوي أكثرمن400ملياردولار،بدون تحديد أكاديمي عقلاني لمصطلحي "الارهاب"والارهابي؟"علما بأن الأمم المتحدة عجزت منذ عشرات السنين عن جمع 500ملياردولاركتكلفة اجمالية لانقاذ البشرية في عوالم الجنوب( من اجل حماية البيئة، ومكافحة التسحر والجفاف، وتحلية مياه البحر، واستخراج المياه من أجواف باطن الارض الصالحة للشرب ، وتشجيع الدول الفقيرة بمساعدتها الحفاظ على السكان في بيئتهم تحرزا من الهجرات المضادة) وهاهوالعالم الغني والفقير معا مرغم على سد الخسارات الهوجاء والرعناء لعالم الشمال المخملي( اكثر من 700مليار دولار)التي تتضاعفت أضعافا مضاعفة ، والتكيز فقط على "حملة""انقاذ الابناك ومافيات المال واشباع جشع النظام الرأسمالي الغربي المعتل المؤسس لشحنة "عبادة وألوهية السوق "التي رمت بالعالم الراسمالي الى الانهيارالاخلاقي والمالي والاقتصادي ، والعالم الفقيرالى الاحتضار والموت النهائي، علما بان النتائج الفعلية لهذه الازمة المالية المفتعلة لن تتبدى نتائجها الوخيمة على البشرية الا ابتداء من عام 2009 حسب الدراسات المستقبلية الرصينة ...وما خفي هوأعظم..
أم أن الغرب لم يتبق له سوى لعب"الأشواط الاضافية"ليومه خلالها على نفاقه وتحايلاته ومناوراته وانتقائياته التلفيقية والتشويشية لتغطية ارهاب الولايات المتحدة في العراق و الحلف الاطلسي في افغانستان والارهاب الوحشي الاسرائلي؟لكي يفاجؤنا-كعادته- بما هو أدهى وامر؟
وما ذا وراء استمرارهذا "الارهاب اللغوي والاعلامي"الغربي الذي يتلفظ به اعلامه من لشبونة الى سيدني أكثرمن مليارمرة في الساعة، أي 17مليون مرة في كل دقيقية جملة "ارهاب اسلامي"، حسب الاحصائيات الدقيقية في مراكزالبحث الأكاديمي في أوروبا والولايات المتحدة؟
هل فصل الغرب في ملفاته الكبرى التي تقض مضجعه منذ ما بعد الاستعمار وخاصة ما بعد انهيار الاتحاد السوفياتي مع دول الجنوب والشرق التي اهمها النمو الديموغرافي في العالم العربي الاسلامي، والاسلاموفوبيا (اللذان يؤرقان الجارة اسرائيل اكثر من غيرها)، والصين الشعبية التي حلت محل العدوالاسيوي القديم "اليابان"التي يستعد لها الغرب عن بعد؟
وأسألة كثيرة ة لن تتسع لها مجلدت بكاملها ،والتي ليس في مقدرة الغرب الرد عليها، ولو كان كذلك لقضي الامر الذي فيه تستفتيان،..لأنه بكل اختصار :
لا يوجد أي مرجع ثقافي،أوفكري،أوفلسفي واحد موثق،يتحدث عن"التسامح"مع"الآخر"في تاريخ الغرب منذ مرجعياته الكبرى،وعبقرياته الأولى(الاغريقية الرومانية–التوراتية) ..
ولعل افلاطونهم وسقراطهم–بتعاليهما الأثيني-كانا متشائمين،أوأياسين،أوخائفين من حتم ارتقاء "الآخرين"من الآحاد والجماعات"الغيرلاتينية"من خارج"السور"
أوربما-حسب فريدريك تتشه الألماني (1)-كانا مبهورين بحضارتهما الأثينية(داخل السور)، بحيث كانا يرفضان تصورانتصاب مدنيات وشعوب خارج أسوارها، اذكانا –كفيلسفوين- يقفان كل صباح يرسلان التسابيح والأماديح لآلهات الأولمب في عليائها،لما خلقتهما آدميين بين شعوب الأغاريق،لا متخلفين ومتوحشين بين جموع البرابير،وجحافل السوقة من"العبيد الغير"مديننيين" من خارج السور"
وهو نفس التصورحتى في مراحل وهج تنويرالغرب في بدايات القرن الماضي الذي استمر يروج "لنظرية عبء الرجل الأبيض"ونظرية "الابيض،الخيروالطيب داخل السور" والبربري خارج السور"التي ما تزال مدرجة في التعليم الثانوي بفرنسا ل"جول فيري"(2) والتي لخصها بوش الأب في خطابه قبل الهجمة الأولىعلىالعراق عام 1990حين قال"لقد حسمت كل المسائل في ذهني هذه مسألة أبيض وأسود، ومسألة خير ضد شر،اننا نقاتل في صف الله..."
- كما أنه لا توجد اطلاقا أية مرجعية غربية تنفتح على"الآخر"ماعدااذاعتبر مصطلح"الانسانوية"3)Humanismeالذي أطلق عليه"المذهب الانساني"-تجاوزا-حيث كان يفترض فيه أن يكون بمثابة "منظومة القيم الكونية" التي أفرزتها الثورة الفرنسية التي هي في حد ذاتها،أحد منابع النزعة المركزية الأوروبية،التي تزامنت–للغرابة- مع فترة الاستعمار،واستغلال الشعوب وقمعها،التي استمرت الي يومنا هذا
-كما أن مصطلح"الانسانية"،لم يكن له أي معنى بالنسبة للغربي خارج حدود التراب الأوروبي، وكأن العالم لاوجود له خارج الأرض والزمن الأوروبيين،وبالتالي لم يكن للاخوة والمساواة والعدل والحرية،أي معنى انساني مادام لايعاش الا في اطاره الضيق"المركزي الذي هو"الغرب(التاريخ ،الأرض، والزمان "
كما أنه لا توجد أية أنظومة مكتوبة،تؤسس لمناهج فكرية،أومدرسية،أو مذهبية ،تدعو الىمشروع "التصالح مع الشرق"(4)،أوشعوب"العالم الثالث"(5)...هذا العالم المهمل ،المستغل والمحتقرمثله في ذلك مثل الشعب Tiers-Etatالذي يراد به في الأدبيات السياسيية الفرنسية الكلاسيكية "الحثالة"(6) وبالتالي فان"منهجية الاحالات" المستعملة في مناهج علوم الأناسة ،وخاصة في مجال علم الاجتماع السياسي، أوعلم النفس التحليلي la loi المسماة بقانون التحويل"de substution Loiالذي يحيل مصطلح العالم الثالث عموما ، والشرق خصوصا،الى معناه الأصلي القدحي في الذهنية الغربية،وبالتالي تتم احالة كل الشعوب"الغيرأوروبية"–في الاجتماعات الأووربية، اقليميا او دوليا-الى مفهمة الرعاع والحثالة والمحتقرين-وهي ماتزال كذلك في الضمير الجمعي–اللاشعورى للأوروبي المعاصرالذي روج له فيما يسمى في الاستشراق السياسي ب"الاسلام الرومانسي " الذي رود له جهابدة كبارالرومانسيين مثل فيكتورهيغو، وشاتو بريان، وغوستاف فلوبير، في كتاباتهم الوهمية في رحلاتهم الى الشرق قصد الحج الى بيت المقدس حيث "قزم العرب في كتاباتهم الى درجة الحثالة وضخمت في المخيال اللاشعوري الغربي صورة العربي "الشرقي الشرير"الذي تمثله العقلية الصهيونية على الارض –عمليا- بشكل واضح وسافر، وهي على الارض المقدسة لكل الديانات ،...والا لماذا نتحدث عن"الترانسفير" ونحن في القرن الواحد والعشرين وفي اواخر عام 2008 ؟ وهذا ما سنراه ادناه في البروتوكول العنصري البشع الجديد الذي أمضته المجموعة الأوروبية مع الكيان الصهيوني يومه الاربعاء 10 من شهرنوفمير2008 في "الزمن الانساني بامتياز"...زمن حوار"الحضارات والديانات وتلاقح الثقافات"
مسخرة حقوق الانسان وحقوق الفلسطينيين في بروكسيل،
هل هي تأكيد تفرد الغرب(التلمودي-المسيحي الغربي) بخصوصيته؟
"...هناك دوما تناقض بين حقوق الانسان والسياسة الخارجية لبلد ما، حتى بالنسبة لفرنسا...انه لايمكننا توجيه السياسة الخارجية للبلدان ،اقتصارا فقط على قيم حقوق الانسان...ان توجيه وقيادة دولة ما يبعد بالضرورة عن اشكال من الملائكية..."تصريح برنارد كوشنير لجريدة" لو باريزيان "Le Parisienاليومية يوم الاربعاء 10/08اثر امضاء البروتوكول الجديد بين وزراء خارجيةدول السبعة والعشرين الأوروبية مع اسرائيل......
لقدكان الردالفوري الأوروبي الحاسم ،مقابل الاستجداءات"اللامعقولة"المذلة والممجوجة من من الشرق ودول الجنوب، هو ما كان من اجتماع البرلمانيين الأوروبيين،ووزراء خارجية السبعة والعشرين دولة أوربية في بروكسل،لمدارسة المطالبة برفع سقف العلاقات الأوروبية الاسرائيلية الى أمدها الأقصى،والذي أنهى اعماله بالمصادقة على البروتوكول الجديد الذي بمقتضاه تتعهد اللجنة الاوروبية بالضمانات للمعونات اللامحدودة واللامشروطة من طرف الدول الاعضاء لتضمن لاسرائيل ما يلي :
- الاستفادة من البرامج العلمية والتقنية والابحاث الاكاديمية في كل المجالات(بما فيها الدعم اللوجيستيكي والمخابراتي والاعلامي اللامشروط واللامحدود في سبيل استمرار وجودها)
-تدعيم العلاقات الثنائية بين اسرائيل وكل دولة اوربية من مجموعة السبعة والعشرين (ببروكسيل)و التي تلزم وزراء الخارجية الاعضاء في الاتحاد الاوروبي بعقد لقاءات اجبارية ثلاثة مرات في السنة مع نظيرها الاسرائيلي
-عقد لقاءات وزراء آخرين أوروبيين مع نظرائهم الاسرائيليين، لتنسيق وترشيد" حواراستراتيجي مشترك"بهدف دعم مجموعة بروكسل لاسرائيل في ملفاتها الهامة مثل"مشروعات السلام "- المراوغة والملغومة والمستحيلة- مع كل الفئات الحزبية المتحاورة الممثلة للعشب الفلسطيني،و"التهديد الايراني" والارهاب" و"الجريمة المنظمة"-بحيث لم يحدد ما المقصود بهاتين العبارتين الأخيرتين في الاتفاقية فقد يحيد المفاوضون الفلسطينيون عن الخط الذي رسمته لهم"دول الاعتدال" ويتحولون الى ارهابيين-
حيث اعتبر هذا البروتوكول الجديد من بعض الحقوقيين والبرلمانيين والمثقفين الغربيين ضربة قاصمة لأنظومة حقوق الانسان ،وعمل مشين يتم الاتفاق عليه عشية الاحتفالات بالذكرى الستينية لاعلان حقوق الانسان، مما جعل الممثل الرسمي لمنطمة حقوق الانسان "ريتشارد فولك" Richard Falk يصرح بأن"السياسة الاسرائيلية ضد الفلسطينيين تعادل جرائم ضد الانسانية "
وقد لعبت فرنساعلى يد وزيرخارجيتها "كوشنير"الدورالأكبروالفعال في اقناع الدول الأعضاء بهذا القرار–مستغلا كون فرنسا هي العضو الرئيس لهذه الدورة التي ستسمر حتى نهاية شهر ديسمبر.. ،
وأمام استغراب بعض ممثلي دول الأعضاء، طلبت-أو بالاحرى طالبت- وزيرة الخارجية "ليفني"- من ممثلي وزراء الخارجية الاوروبيين السماح لها بالاختلاء "بكوشنر"للحظات حيث كان هذا الأخير رئيسا للجلسة الذي مارس ضغوطه علىالجميع للرضوخ "للقرار" الاسرائيلي فورتلك"الخلوة الحميمية"
ولقد غاب عن الكثييرين من المحللين السياسيين والاستراتيجيين، النتائج العملية لهذا البروتوكول الجديد، الذي ترجم الى المزيد من التشدد في غزة والضفة و"التهويد" وارتفاع هستيريا قطعان المستوطنات بمباركة الحكومة الاسرائيلية، وصمت الغرب ،والعودة باصرارالىاستفزازات مشاريع الترانسفير، ومطالبة ساركزي الأخيرة بعد هذا الاحتماع الى دعوة المجموعة الأوربية الى تعديل قواننيها التأسيسية باعادة طرح قضية الأمن الأوروبي، وأخذت الصحف الأوروربية –يمينية ويسارية،تختلق العراقيل الجديدة لتركيا ،بالعودة الى تكرارمقولة الرئيس الفرنسي الأسبق "جيسكار ديستان "الرافض بصرامةدمج تركيا في المجموعة الأروربية باختزال القضية برمتها في كون"مجموعة ال27 الأوروبية هي"النادي الحصري-المركزي للمسيحية الغربية"...(والمسيح عليه السلام بريء من هؤلاء الأفاقين)، وذلك عندما كان مترأسا للمجموعة ،بينما يتم قبول اسرائيل كعضو كامل الحقوق، بل والمستفيد الأوحد حسب البروتوكول الجديد.من كل الصلاحيات بدون ان تلتزم الدولة العربيرة باي التزام أخلاقي،أو قانوي تجاه القوانين التأسيسية للمجموعة الأوربية(شيء غريب جدا) بل على العاكس ستلنزم المحموعة لدعمها في خروقاتها المستقبلية وعد مشاريعها "التعجيزية" والسرابية في "مهزلة السلام"
.ثم ما كان من الدعوة المفاجئة لاجتماع نيويورك بشأن الملف النووي الايراني،ومحاولة "رشوة" أكبر دولةعربية لها وزنها وثقلها القومي والاسلامي والأمني في المنطقة ، والايقاع بها لشراء ذمتها كما حدث في حرب الخليج الأولى.،بعد ان اثبتث، عن ثباث موقفها في ش،ن قضية غزة ومعبررفح.وستتكرر نفس سياناريوهات "سايكس بيكو،وكامب دايفيد/ .
انها باختصارالعودة الأكيدة للقيم (التلمودية –الكنسية الغربية) للقرن التاسع عشر
للبحث صلة
(1)-يعتبر فريدريك نتشه ان الانشقاق الغربي الاول كان بسبب سقراط الذي يمثل بالنسبة اليه "بداية الانحطاط مع تلميذه افلاطون وارسطو،ولقد افسدوا–حسب نتشه 2500سنة من تاريخ الفكر البشري ب"فلسفة الكائن"الذي أصبح هو الانسان الابيض لاحقاالذي انجرف وراءهستيرياهذيانه منتشيابملحمات انتصاراته على"الاخر"التي استمرت باسم السماءهلال الحروب الصليبية ،اوباسم الارض في ملحماته العسكرية لاعادة عن طرق الحملات الاسيانية في القرن السادسعشر ووصلت ذروتها في فترة 1760-1875 التي هي اهم اطوار الامبريالية الغربية حيث تمت السيطرة على اكثر من 55/100 من اليابسة وتم الاستغلال الفعلي 35/100 منها، االى ما بعد الحربين المدمرتين الكبريين الى مشاريع الشرق الاوسط الكبيروالمشاريع التفكيك المقبلة للكرة الارضية ..تلكالمشاريع التي تعتبر أساس كل الهيمنات-
(2) -جول فيري (1832-1893): منظر سياسي واكاديمي و رجل الدولة الفرنسي، من دعاة التنويروالمدافع العتيد عن"العقد الاجتماع" و"التنوير'"ومكاسب الثورة الفرنسية القيمية وصاحب نظرية "عبء الرجل الأبيض"، وكوزيرللتعليم أعلن مجانية وعلمانية والزامية التعليم الأولي، ثم كوزير للخارجية دافع عن نظرية التوسع الاستعماري الفرنسي في كل من المغرب وتونس والكونغو وتونكين وسائر افريقيا
(3) الانسانوية Humanisme.النموذج الغربي"للانسانية"حطم آمال الملاييرمن البشر الواقعة في الشطرالجنوبي من اليابسة المتمثل في ازدياد البطالة والاقصاء ووشح الموارد الزراعية والغذائية واالجفاف والامراض الفتاكة المعديةوالاوبئة،والعنف والمخدرات والدعارة المنظمة والانحراف والحروب الاثنية التي وراء اشعال فتيلها داءما مصالح غربية ما،حيث قام متمردون في الغرب نفسه يقاومون هذا اللامعنى واللاقصد الذي ساق الغرب برمته الى الانحطاط والعالم الفقيرالى الاحتضار، بعد ان ماتت الآمال بعد حربين مدمرتين خلفتا اكثر من 80مليون قتيل حيث مات الوهم "الانسانوي"الذي اتت به الاشتراكية التي تحولت الى الحلم الامريكي بعد فجيعة المعسكرالاشتراكي الذي انهاربسبب السقوط في تأليه السوق والبيروقراطية الجنونية وعبادة السلطةو"صنمية"الحكام سعياوراءحلم"روزفلت" القديم لأمركة العالم"الذي تحول الى كابوس امريكي"بعد حرب الخليج الاولى الثانية ثم الازمة المالية الخانقة بسبب الجشع الراسمالي الغربي ثم الكابوس–الاسرائيلو-غربي-امريكي الذي يعدنا باستاصال"امبراطوريات الشرككا فعلوا ضد الهنود والسود والاسيون في الفبتنام
-(4)مقولة " الشرق شرق والغرب غرب ولن يلتقيان" هي لروديارد كبلنغ (1865 - 1936) "Rudyard Kiplig كاتب ،وصحفي وشاعروقصاص بريطاني ولد في الهند من أهم أعماله "كتاب الأدغال" " The Jungle Book". حصل هذا الكاتب على جائزة نوبل سنة 1907 وبذلك يكون هو أصغر حائز على جائزة نوبل، وأول كاتب باللغة الإنجليزية يحصل عليها.وكان اكثر الكتاب البريطانيين شهرة / ويطلق عليه 'بنبي الامبريالية البريطانية لمولقفة العنصرية الصريحة ضد الهنود ، ومن أشهر تلامذته من الكتاب "هنري جيمس و ارنست همنغواي
(5)ابتدع الغرب مصطلح "العالم الثالث" عام 1952م...والان يقول الغرب نفسه بان ذلك العالم الثالث ليس الا اسطورة.
ولم يكن المصطلح حينما اطلقه "الفريد سوفي"Alfred Sauvy..يحمل المضمون الذي تتناقله الألسن اليوم..فلم يكن الاصل –كما يقول ايف E.Lacosteلاكوست- الاتلاعبا بالالفاظ موجها الى جمهور معين من الفرنسيين يتمتعون بثقافة كافية ليقيموا المقارنة بين هذا المصطلح "العالم الثالث" Tiers-mondeومصطلح آخر يرجع الى ما قبل الثورة الفرنسية ف 1789 وهوTiers-etat ويعني الشعب من غير النبلاء ورجال الدين والعوام والحثالة .وقد تداولته أقلام ومدارس فكرية وسياسية وايديولوجية متضاربة لتخلص في النهاية الى ان هناك عالم رأسمالي واخر اشتراكي وعالم ثالث غيرهما، فقير مستغل وما زال الاحتدام دئراحتى الان حول معنى المصطلح ما بين مفهوم :المجتمعات الهمجية المتخلفة او البدائية او التقليدية او التابعة او المستغلة او المنهوبة او المتاخرة او في طريق النمو او الاقل نموا او في طريق التحول الراسمالي الى غيرها من المسميات التي لاتخلو كلها من خلفيات ايديولجية
6(- -كلمة "الحثالة" هي الكلمة التي اوصلت الرئيس الحالي ساركوزي الى السلطة حيث استغلها –كما نصحه مستشاروه الاختصاصيين في علوم الاتصالات في حملته الانتخابية لتوصيف المهاجرين من كل الأجناس والي استغلها ايما استغلال ليضيف الى رصيده من حزبه كل اصوات اليمين المتطرف" لجون ماري لوبين".