التَدَافُعُ

د. حامد بن أحمد الرفاعي

اقْتَضَت حِكْمَةُ اللهِ تَعالى أنْ تُنَّفْذَ مَشِيئَتُهُ وَتُصَّرَفَ في الحياة الدنيَّا بِأدَاءٍ بَشِريٍّ ..وذلك تأكيداً مِنْهُ سُبْحَانَهُ لِقُدْسِيَّةِ مَهْمَةِ الإنْسَانِ في الاسْتِخلَافِ في الأرْضِ.. وشرَّع لذلك مَنْهَجًا لمْ يَكُنْ مَعْرُوفًا مِنْ قبْلُ في ثَقَافَاتِ الأُمَمِ وأعْرَافِهِم ألَا وَهَو: مَنْجُ التَّدْافُعِ بَيْنَ النَّاسِ .. وَذلِكَ عِبْرَ التَعَاونِ وَالتَحَالُفِ وَالتَنَافُسِ وكُلِّ الوَسَائِلِ المُمْكِنَة.. مِنْ أجْلِ غَايَتَينِ اثْنَتَينِ هُمَا:

v حِفْظُ أمَاكنِ العِبَادَةِ لِكَونِهَا مَوْضِعَ تَزّْكِيَةِ النُفوسِ وَتَطّْهيرِ الأرْوَاحِ وَتَنّْقِيَةِ الضَمَائِرِ,

v     وَصَرْفُ الفَسَادِ والإفْسَادِ عَنِ الأرْضِ.

وَقْد جَاءَ تَشّْرِيعُ هذا المنهج العظيم في آيَتِينِ اثْنَتَينِ هُمَا:

" وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُم بِبَعْضٍ لَّهُدِّمَتْ صَوَامِعُ وَبِيَعٌ وَصَلَوَاتٌ وَمَسَاجِدُ يُذْكَرُ فِيهَا اسْمُ اللَّهِ كَثِيرًا وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ". " وَلَوْلَا دَفْعُ اللَّهِ النَّاسَ بَعْضَهُمْ بِبَعْضٍ لَفَسَدَتِ الْأَرْضُ وَلَٰكِنَّ اللَّهَ ذُو فَضْلٍ عَلَى الْعَالَمِينَ".

هَذأ واقْتَضِت مَشِيئَتُهُ جلَّ جَلاَلُهُ أنْ يَكونَ حَسَمُ نَتَائِجِ التَّدْافُعِ البَشَرِيِّ بِيَدِه وَبِأمرِهِ حَصْريًّا.. وذلك لتحقيق العدل والأمن والسلام لقوله تعالى:" وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ".

وسوم: العدد 876