أشنع وأفظع الظلم افتراء الكذب على الله عز وجل واقتراف الجرائم البشعة ورمي الإسلام بها

ما أكثر الجرائم البشعة التي ترتكب اليوم في بلاد العروبة والإسلام من طرف طوائف مختلفة تنتسب للإسلام ، وتنسب جرائمها له  لشرعنتها وتبريرها ، وهي تجمع بين جريمتين فظيعتين : جريمة افتراء الكذب على الله عز وجل ، وجريمة رمي الإسلام بالإجرام بهتانا وإثما مبينا . وما يجمع بين طوائف الذين يستبيحون اليوم دماء الناس استغلالهم المكشوف للإسلام ، والاستشهاد بنصوص القرآن الكريم وبكلام سيد المرسلين وتأويلهما حسب الاعتقادات الفاسدة والأهواء الضالة المضلة . فعصابات ما يسمى داعش الإجرامية ، وهي صناعة مخابراتية غربية تستهدف الإسلام والصادقين المخلصين من أبنائه ترتكب فظائعها في حق الأبرياء باسم الدين ، وقد أعطت لنفسها حق الحديث باسمه بل  فرضت وصايتها عليه، علما بأنها إنما صنعت خصيصا لتشويه دين الله عز وجل أمام الرأي العام العالمي ، ذلك أن شعوب العالم التي لا تعرف  حقيقة الإسلام تتابع جرائم هذه العصابات الإجرامية التي تفسر لها على أنها مما يترتب عن أفكار هذا الدين حتى أن الأمر التبس على هذه الشعوب وصعب عليها التفريق بين أفراد هذه العصابات الإجرامية وبين عموم المسلمين . ولقد صار عند الكثير من شعوب العالم التي لا تعرف شيئا عن الإسلام كل مسلم  مجرما وسفاحا ومتعطشا للدماء .  ولا تختلف الطوائف الأخرى المحسوبة على الإسلام دموية وإجراما عن عصابات داعش  كما أنها هي الأخرى تنصب نفسها متحدثة باسم الإسلام ووصية عليه ، وهي تدعي أنها تحكم وتقضي بشرعه وقوانينه . فدولة إيران التي تحكمها مرجعية طائفية والمتورطة في  الجرائم المرتكبة في العراق وسوريا واليمن بجيشها وعدتها وعتادها  تستغل الدين للتمويه على إجرامها ، وتعتبر تأييد الطوائف التابعة لها في العراق والتي تسمى الحشود الشعبية عملا من صميم الدين والانتصار له بل تسمي ذلك جهادا، كما أنها تدعم الحزب الطائفي التابع لها في لبنان وهو متورط في سوريا يقتل الشعب السوري ويقاتل إلى جانب نظام البعث الدموي النصيري ويبرر ذلك بأنه جهاد . ومن تبريرات هذا الحزب الإجرامي التي سوقها مؤخرا وهو يحاصر المواطنين في مدينة الزبداني السورية ويقصفهم بالبراميل المتفجرة أن الطريق إلى تحرير القدس على حد زعمه تبدأ من الزبداني علما بأن العدو الصهيوني يوجد على مرمى حجر منه في مزارع شبعا ولكنه لا يجرؤ على إطلاق رصاصة واحدة عليه في حين يتفنن في قتل أبناء الشعب السوري خصوصا العزل منهم شيوخا ونساء وأطفالا . وفي اليمن تقصف طائفة الحوثي الشيعية المدنيين العزل وتسفك دماءهم باسم الدين وباسم الجهاد وتدعمها دولة إيران وهي مصدر فتاوى عمائم السوء الذين يستبيحون دماء وأعرض المسلمين السنة ، ويزينون لأتباعهم قتلهم وارتكاب الفظائع ضدهم.  وأسلوب عمائم  السوء الشيعة كأسلوب زعماء داعش في التنظير للإجرام باسم الإسلام وهم جميعا ينطبق عليهم قول الله تعالى : (( ومن أظلم ممن افترى على الله كذبا أو كذب بآياته )) فمن الافتراء على الله عز وجل التأويلات الباطلة لكلامه من خلال اللي بأعناق الآيات القرآنية وتفسيرها وفق الأهواء من قبيل قول  الشيعة بأن كمال الدين في قوله تعالى : (( اليوم أكملت لكم دينكم )) هو الاعتقاد بالإمامة والولاية والوصاية بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، علما بأنه لا نبي  بعده ولا وصي ، وأن الإمامة التي سأل إبراهيم الخليل عليه السلام ربه لتكون في ذريته هي إمامة النبوة التي ختمت بنبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم إلا أن عمائم السوء الشيعة أولوها حسب أهوائهم وجعلوها إمامة خارج إطار النبوة بل اعتبروها فوق إمامة النبوة ،ذلك أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عندهم مجرد منذر بينما علي رضي الله عنه هو الهادي تأويلا ضالا  لقول الله عز وجل : (( إنما أنت منذر ولكل قوم )) هكذا زعم الطائفي الكليني في كتابه الكافي وهو عمدة عمائم السوء . ومن خلال هذه التأويلات يكفر عمائم السوء الشيعة من لا يعتقد اعتقادهم في تفسير كمال الدين ،ومن ثم يهدرون دمه ، ويلقنون إهدار دمه لأتباعهم المتعطشين للدماء . والغالب على اعتقاد أتباع عمائم السوء أنهم  مجاهدون حين يهدرون دماء المسلمين الموحدين من أهل السنة . وكذلك الشأن بالنسبة لزعماء عصابات الإجرام الداعشية الذين زعموا أنهم خلفاء للمسلمين وأنهم مجاهدون ، وهم يلوون أيضا بأعناق الآيات القرآنية ويؤولونها وفق أهوائهم من أجل سفك الدماء . وتلتقي عصابات الشيعة مع عصابات داعش في سفك دماء الأبرياء في العراق وسوريا واليمن  مع أنهم يدعون أن بعضهم يحارب بعض،  والحقيقة أنهم متحالفون مع بعضهم البعض ويوجهون أسلحتهم للأبرياء . وما تفعله العصابات الإجرامية  الشيعية والداعشية في تأويل القرآن الكريم حسب أهوائها هو افتراء على الإسلام الذي نهى عن رمي البريىء بالخطيئة والإثم مصداقا لقوله تعالى : (( ومن يكسب خطيئة أو إثما ثم يرم به بريئا فقد احتمل بهتانا وإثما مبينا )) فاستباحة دماء المسلمين خطيئة كبرى  وإثم عظيم ترتكبهما العصابات الإجرامية الشيعية والداعشية وترمي بهما الإسلام  بهتانا  وإثما مبينا عن طريق التأويلات الضالة  والمغرضة لكتاب الله عز وجل . وسفك الدماء بالنسبة للعصابتين  معا دليل قاطع على انحرافهما لأن في شريعة الله عز وجل يحرم قتل النفس ، وفيه أن من قتل نفسا كأنما قتل الناس جميعا . ولا يمكن لمن ينتسب للإسلام وأكثر من ذلك يدعي الوصاية عليه والتحدث باسمه أن يخالف شرع الله عز وجل، وذلك من خلال استباحة دماء المسلمين علما بأن زوال الدنيا أهون عند الله عز وجل من قتل مسلم واحد.

وسوم: العدد 626