الصاغ والبكباشي.. تأسيس جمهورية الخوف! (1-2)

الحكم العسكري أعاد مصر للوراء ومكَّن الغزاة اليهود من احتلال فلسطين وأرسى دعائم الانحطاط والكذب والنفاق

الاغتيالات كانت مزاجاً عاماً لدى تنظيم الضباط الأحرار

فكرة انقلاب عام 1952م كانت السيطرة على القوات المسلحة ولم تكن السيطرة على السلطة واردة بعد

الحكم العسكري على مدى ستين عاماً أو يزيد أعاد مصر إلى الوراء حضارياً وثقافياً وإنسانياً واقتصادياً وعسكرياً، ومكّن لدولة الغزاة اليهود من احتلال فلسطين كلها وأراض عربية أخرى، وأرسى دعائم الانحطاط والكذب والنفاق والعبودية في الأخلاق، وشرّع منهج القوة: من يملك «النبوت» (عصا غليظة) هو الذي يحق له أن يهيمن بسلطته على البلاد والعباد.

رأيت في مذكرات الصاغ خالد محيي الدين، عضو مجلس قيادة الانقلاب العسكري على الملك فاروق عام 1952م، شاهداً على وحشية الحكم العسكري، ودليلاً على الطلاق البائن بين الديمقراطية والعسكرية، واستباحة كل شيء؛ الدم والمال والأخلاق وفضيلة الصدق وقيمة الرجولة.

صاغ الكتابَ رفعتُ السعيد، الماركسي الحكومي ورئيس حزب «توتو» السابق، وظهر بوضوح أسلوبه وصياغاته التي حاولت تلوين بعض الوقائع، وخاصة في تلميع صورة الشيوعيين المصريين وطنياً، وتشويه صورة الإخوان المسلمين إنسانياً، والتقليل من حجم تضحياتهم بالنسبة لانقلاب يوليو 1952م.

يشير خالد محيي الدين في المقدمة إلى ضرورة فحص الحدث - يقصد الانقلاب - بحثاً عن الحقيقة الحقيقية كما يسميها، ويركز على أحداث مارس 1954م التي انتهت بنفيه إلى خارج الوطن لمطالبته بالديمقراطية، ويشيد بزملائه في سلاح الفرسان الذين وقفوا مواقف مشرفة في أثناء الانقلاب ومن أجل الديمقراطية ولكنهم دفعوا ثمناً غالياً بسبب موقفهم.

الدراويش النقشبندية

ينتمي خالد محيي الدين إلى عائلة معروفة في محافظة الشرقية، وهو من أنصار الديمقراطية مع أنه شيوعي، وخاض صراعاً ظاهراً ومكتوماً مع البكباشي جمال عبدالناصر الذي سيطر على السلطة بالتدريج وبالتخطيط المحكم.

نشأ خالد نشأة صوفية مع الدراويش «النقشبندية» في التكية برعاية جده لأمه، وتردد بين التكية و»التختبوش»، وكان والده على شيء من الثراء يشرف على أرضه الزراعية في كفر شكر بالشرقية ثلاثة أيام في الأسبوع، ويقضي بقية الأسبوع مع الأسرة في القاهرة.

تخرج خالد محيي الدين في الكلية الحربية، واهتم بالشأن العام، وحصل فيما بعد على بكالوريوس تجارة، وتعرف على القوى السياسية والأحزاب القائمة، واستقر به المقام مع الشيوعيين في تنظيم «أسكرا» الشيوعي، ولكنه ابتعد عنه بسبب موافقة الشيوعيين على قرار تقسيم فلسطين (ص 52)، ويشير خالد إلى أن الضابط عبدالمنعم عبدالرؤوف (من الإخوان المسلمين) هو الذي عرّفه بالضابط جمال عبدالناصر (ص 40) حيث اندمج مع تنظيم الضباط الأحرار.

وآنئذ كان القصر الملكي - كما يقول - يحرّك مجموعة الحرس الحديدي ومنهم الضابط أنور السادات لارتكاب أعمال إرهابية ضد خصومه السياسيين لأنهم عملاء للاستعمار، وقام الحرس أكثر من مرة بمحاولة اغتيال النحاس باشا. (ص 64)

الاغتيالات الفردية

ويؤكد أيضاً أن عزيز المصري كان متمترساً دون أي رغبة في التزحزح عن فكرة الاغتيالات الفردية، وأنه أثر في أفكار كثيرين منهم عبدالناصر، وخالد نفسه، فقد تأثرا بفكرة الاغتيالات، وقام خالد عام 1946م بمحاولة اغتيال أحد المرشحين لعضوية مجلس الشيوخ؛ لأنه طلب من اللورد «ستنجست» عندما زار مصر أن يتدخل لوقف الحكومة المصرية عند حدها فعدوه خائناً، وألح حسن عزت على خالد لاغتيال الرجل ليكون عبرة لكل الخونة.. يقول خالد: لكن الوازع الديني الكامن دوماً في أعماقي كان ينفّرني من فكرة سفك دم إنسان مهما اختلفت معه، وظل حسن عزّت يلح علىّ حتى قبلت، وكان دوري في العملية يقتصر على أن أشتري سيارة وأن أقودها بينما يقوم هو بعملية الاغتيال، ثم يركب السيارة لأسرع به هارباً (ص 64 - 66)، وقد فشلت العملية لأن الرجل لم يحضر، ويذكر خالد أنه كان سعيداً لفشل العملية، وبمناسبة حسن عزت فإن جمال عبدالناصر غضب من خالد غضباً شديداً؛ لأنه كتب أن حسن عزت أستاذه في الوطنية ولأنه يختلف معه (ص 37).

وفي سياق الاغتيالات ومحاولات الاغتيال التي قام بها أعضاء من تنظيم الضباط الأحرار؛ قام جمال عبدالناصر بمحاولة اغتيال حسين سري عامر، وفشلت هذه العملية، وقد وجه صلاح سالم لعبدالناصر نقداً لاذعاً؛ لأنه قام بالعملية دون علم التنظيم، ونبه عليه بعدم تكرار هذا العمل لأنه كان سيورط التنظيم كله ويجهض كل ما كان يفعله ( ص 66، 110).

وكانت فكرة الاغتيالات مزاجاً عاماً لدى تنظيم الضباط الأحرار، زكّاها عزيز المصري - كما سبقت الإشارة - وعندما تمّ حل نادي الضباط كانت الخيارات محدودة، وتقدم عبدالناصر باقتراح، مؤداه أن نقوم - كما يقول خالد - بسلسلة اغتيالات تستهدف هزّ أركان النظام، واقترح أن نغتال حسين سرّي، وحسين عامر، وحيدر باشا، وحسن حشمت (قائد القوة المدرعة الذي كان رأس الرمح في الهجوم علينا في مجلس إدارة النادي، وأحد قادة الجيش المشهورين بولائهم للسراي).

واتفقنا أن يجهز كل منا مجموعته للبدء في التنفيذ، واتفقنا على أن نجتمع في الغد بمنزلي 21 شارع فوزي المطيعي بمصر الجديدة (ص 125).

الجيش لا الحكم

ويفصّل خالد محيي الدين فكرة القيام بالانقلاب العسكري وملابسات تنفيذها، ولكنه يشير إلى نقطة مهمة تتعلق بالغاية منه وهي السيطرة على الجيش وليس على الحكم، فيقول: أحب أن أحدد أن الفكرة (الانقلاب) كانت السيطرة على القوات المسلحة وليس السيطرة على السلطة، ففكرة السيطرة على السلطة لم تكن واردة بعد (ص 126).

وفي هذا السياق، تبدو شخصية جمال عبدالناصر بوصفه المسؤول عن تنظيم الضباط الأحرار غامضة تفصح عن نفسها شيئاً فشيئاً من خلال علاقته بزملائه في التنظيم وخاصة البارزين، وما يبدو أنه نوع من القلق أن يسرق أحدهم منه الأضواء أو يشاركه الزعامة، أو يخطفها منه، كما نرى بالنسبة ليوسف صديق، ومحمد نجيب على سبيل المثال، ولذا يحرص خالد على الوفاء بالنسبة لهما، فيقدم شهادته بشأن كل منهما، فيقول عن الأول:

وكان يوسف صديق شخصاً محترماً، وقد عمل مدرساً في الكلية الحربية لمدة طويلة، وتتلمذ على يديه العديد من الضباط، ولم أكن أعرف حتى ذلك الحين أنه شيوعي، وأنه عضو في «حدتو»، حركة شيوعية، وأعتقد أن عبدالناصر لم يكن يعرف ذلك (ص 127).

أما فيما يتعلق بمحمد نجيب الذي كان قائد الانقلاب رسمياً، فيشير خالد إلى الحساسية التي كانت تعتري جمال عبدالناصر كلما شعر أن محمد نجيب يمارس دور الرئيس؛ ومنذ البداية كانت هناك حساسية بدأت تتفاقم فيما بعد، فمحمد نجيب لم يكن معنا في «لجنة القيادة»، قبل الثورة (وإن كنت لا أزال أقرر أن الرجل قد قدم لنا اسمه، ومستقبله، وتضامن معنا، وتحمل المسؤولية عن عمل لم يعرف تفاصيله، ولم يبالِ بما قد يترتب عليه من نتائج خطيرة)، لكن الحساسية تبقى، خاصة عندما يحاول نجيب أن يمارس دور الرئيس (ص 177).

ويروي خالد أنه في الصراع بين عبدالناصر، ونجيب، انفجر الثاني باكياً وقال: إذا كنتم تريدون مني أن أمشي وأترككم، أنا مستعد أن أمشي، وبكى بعض الزملاء - كما يحكي خالد - ربما تأثراً وربما تجاوباً أو مجاراة، لكن قلب جمال لم يلن بل أفلتت من فمه عبارة «دموع التماسيح»، ومن هذه الجلسة التاريخية خرج عبدالناصر فائزاً بكل الأوراق (ص 238).

ويضيف: اقترح جمال سالم أن نغتال محمد نجيب، ورفضنا الفكرة باستهجان، لكن عبدالناصر كان يهدأ رويداً رويداً ثم تحدث ليعلن أنه يسحب قرار الاستقالة، ويقترح أن تترك الأمور مرة أخرى للزمن ظاهرياً وربما كان استعداداً لخطة جديدة (ص 245).

كان محمد نجيب ينتظر الضباط كي يصعدوا إليه بوصفه الرئيس، فلما طال انتظار نجيب أرسل لنا ياوره إسماعيل فريد ليقول: الرئيس يسأل متى ستصعدون، وأتاه الجواب سباباً بذيئاً من جمال سالم (ص 246).

وفي هذا السياق يذكر خالد واقعة محيرة كما يصفها، وهي أن صحفياً فرنسياً اسمه «روجيه استيفان» كان ممثلاً لجريدة «فرانس أوبزرفاتور» همس في أذنه في أثناء حديث صحفي معه، قائلاً: سأبلغك بنبأ مهم، الدوائر الحاكمة في الغرب قررت مساندة جمال ضد نجيب، إنهم الآن يفضلون جمال لأنه سيكون حاكماً قوياً ومتفهماً للأوضاع في آن واحد، أما نجيب فهو حاكم ضعيف وأمثاله سرعان ما يخضعون لضغط الجماهير، ومكنتني هذه الهمسات من أن أعرف الاتجاه الحقيقي للريح (ص 286).

ويثني خالد على نجيب وشخصيته وثقافته كان نجيب شخصية محترمة ومحبوبة ومثقفة، فهو حاصل على ليسانس الحقوق وعلى ماجستير، وخريج كلية أركان حرب (ص 109).

شعور الزعامة

الحساسية لدى جمال عبدالناصر ترتبط بشعوره المتضخم بالزعامة وحرصه ألا يقترب منه أحد حتى لو كان شركاؤه في التخطيط، فها هو يعاتب عبداللطيف البغدادي؛ لأنه أشرك زكريا محيي الدين في قراءة خطة التنفيذ.. مجرد قراءة؛ وأول ما فعله جمال عبدالناصر أنه عاتب البغدادي بشدة لأنه طلب من زكريا محيي الدين أن يقرأ خطة التحرك، وقال جمال: لقد وضعت الخطة وساعدني زكريا في ذلك، فلماذا يقرأها هو؟

أتذكر هذه الواقعة البسيطة لأوضح أن جمال عبدالناصر كان حساساً للغاية، حتى في الأوقات الصعبة، إزاء مكانته كمسؤول عن الحركة (ص 135).

وقد كشفت شخصية عبدالناصر عن حقيقتها بعد السيطرة على الحكم، وهو ما يعبر عنه خالد بصراحة ووضوح: للحقيقة تغير عبدالناصر سريعاً، وما إن وصلنا إلى الحكم حتى بدأ يستشعر حساسية فائقة من أصدقاء الأمس، في الماضي لم يكن يمتلك هذه الحساسية، كان يرحب بالتعامل مع الشيوعيين وكان يعتمد عليهم، لكنه بعد نجاح الثورة بدأ يستشعر حساسية فائقة، ولعل هذه الحساسية قد عجلت بالصدام (ص 98 )، وهو ما جعل صلاح سالم الذي كان مشتهراً بين الضباط بأنه تصادمي وسليط اللسان (ص 106) غير راض عن الوضع المميز لعبدالناصر في الحركة، وكان يتساءل: لماذا جمال وليس غيره؟ (ص111)، ولهذا كان ساخطاً في أعماقه على صلاح، وكشف صدامه مع صلاح سالم لخالد بعض خفايا شخصية عبدالناصر، فقد استطاع منذ الوهلة الأولى السيطرة على نفسه، وحاول استرضاء صلاح سالم، لكنه كان في الحقيقة، لا يغفر له ما فعل ولا ما قال.

ومنذ ذلك الحين، بدأ عبدالناصر يتحدث عن نفسه كثيراً وعن دوره في تأسيس الحركة، ولما كنت في هذه الفترة أقرب أعضاء لجنة القيادة إلى عبدالناصر، فقد عرض على خطة لحل لجنة القيادة للتخلص من العناصر غير المرغوب فيها (ص 112)، ومن هذه العناصر التي ظل عبدالناصر غير مرتاح لها: جمال سالم، وصلاح سالم، والبغدادي، والسادات (ص 113).

وهناك مفارقة طريفة يذكرها خالد محيي الدين عن رأي والدته في جمال عبدالناصر: أمي لم تكن تبدي حباً لهذا الضابط الطويل المتجهم دائماً، الصامت لدى دخوله وخروجه.. جمال عبد الناصر (ص 160).

بيد أن الرغبة في السلطة والحكم قد أخذت تتجلى في تصرفات جمال عبدالناصر إزاء من يهددون انفراده بالسلطة المطلقة سواء كانوا أشخاصاً أو قوى مؤثرة أو منهجاً سياسياً مثل الديمقراطية.. فقد تخلص من رشاد مهنا ونفوذه في المدفعية وفي الجيش عموماً عندما أحس أنه يمكن أن يهدد زعامته وقيادته، فقرر أن يعينه في مجلس الوصاية على العرش، وهكذا بدأت حسابات السلطة تتدخل فيما بيننا، تلك الحسابات التي كان جمال عبدالناصر أول من مارسها، وأكثر من أتقنها (ص 169)، وأسرّ جمال بعد فترة وجيزة إلى خالد أنه يشك في السادات وأنه كسول (ص 107).

وبالنسبة للجيش، فقد صفى عبدالناصر من يتصور أنهم خصومه، ولكنه لم يُتح لغيرهم أن يحلوا مكانهم، فقد كان يحسب حساب السلطة دائماً؛ لكنني أود أن أتوقف هنا لأوضح مسألة مهمة، فقد كان عبدالناصر يرغب في تطهير الجيش من الخصوم، لكنه لم يرغب في إعطاء أي مساحة جديدة للأصدقاء، وتحديداً للضباط الأحرار (ص180).

أما الديمقراطية، فقد عمل جمال عبدالناصر على القضاء عليها تماماً من خلال وقائع ومواقف عديدة شارك في صنع بعضها، واستغل الظروف في بعضها الآخر لمنع وجودها في أرض مصر التي وقعت في قبضته العسكرية.

الاستبداد والإرهاب

ويشير خالد إلى عدم وجود مقاومة للحكم العسكري، ودور جهابذة القانون الدستوري في التحريض على عدم الاعتداد بالدستور أو الديمقراطية أو الانتخابات فيقول: اتضح لنا أن مسار عبدالناصر باتجاه عدم الاعتداد بالديمقراطية لم يكن خروجاً غير مألوف، وعندما جاءت أحداث مارس 1954م خاضها عبدالناصر بكل ثقله، واستطاع أن يُسير مظاهرات تهتف: «تسقط الديمقراطية»، وانتصر عبدالناصر في مارس 1954م، لكنه لم يدرك أن كسب جولة كهذه شيء وكسب المسار التاريخي شيء آخر، وفي اعتقادي أن مارس 1954م ونجاح عبدالناصر فيه مثّل تجربة ظلت تهيمن لفترة طويلة على أسلوب عبدالناصر في الحكم، وتصرفاته إزاء معارضيه، واستمد من نجاحه في مارس أساساً فعلياً لتجربته (ص 214).

كما يشير خالد إلى ما حكاه عبدالناصر له بعد عودته من المنفى عما خفي عنه من أحداث أيام مارس الأخيرة، وقال بصراحة نادرة: «لما لقيت المسألة مش نافعة قررت أتحرك، وقد كلفني الأمر أربعة آلاف جنيه (إشارة إلى ترتيب إضراب عمال النقل الشهير لرفض الديمقراطية)» (ص 298).

قبل زيارة الملك سعود مباشرة وقعت 6 انفجارات دفعة واحدة في مدينة القاهرة، منها انفجاران في الجامعة، وانفجار في جروبي، وآخر في مخزن الصحافة بمحطة سكة حديد القاهرة، حيث إنها لم تتسبب في خسائر مادية، وبدأ البعض يستشعر أن الزمام يفلت، وأن الأمن غير مستقر، وقد روى لي بغدادي (وعاد فأكد ذلك في مذكراته) أنه في أعقاب هذه الانفجارات زار عبدالناصر في منزله هو وكمال الدين حسين، وحسن إبراهيم ليناقشوا معه تطورات الأوضاع، وأبلغهم عبدالناصر أنه هو الذي دبر هذه الانفجارات لإثارة مخاوف الناس من الاندفاع في طريق الديمقراطية، والإيحاء بأن الأمن قد يهتز وأن الفوضى ستسود، وبطبيعة الحال فإن الكثيرين من المصريين لا يقبلون أن تسود الفوضى بصورة تؤدي إلى وقوع مثل هذه الانفجارات (ص 304 - 305).

أي أن عبدالناصر كان رائداً في صناعة الإرهاب الذي لا يعرف مصدره إلا صُناعه، لتتحقق له الزعامة منفرداً، ولتكون مصر سهلة القياد تحت حكمه العسكري، بعد تخويف الشعب المصري من الفوضى كما حدث ويحدث الآن! وتخرج المظاهرات المدبرة التي تهتف بسقوط الديمقراطية.

على كل محطة كان هناك حشد من الناس يهتف بحياة نجيب وحياة الملك سعود، ثم يهتف: «تحيا الثورة»، و»لا حزبية»، وأحسست أن ثمة ترتيباً لهذا الأمر كله.

ثم يجد الشعب المخدوع المغيب من يهينه من الضباط بأقذع الشتائم: وأفلت جمال سالم واحدة من شتائمه ضد الشعب (ص 307).. البقية العدد القادم.

وسوم: العدد 630