الملك سلمان ...و زمن الفرسان

الأمة العربية والإسلامية في ظل الصراع الاقليمي الحالي أمة تكون أو لا تكون ...... فماذا أقول لملك السعودية...أقول له.... وأكتب سجلّ المجـــــــــدِ بالإقدامِ..كي نستردَ من الحيـــــــاةِ وجودنا..عزاً وكــــــــلُ العزِ في الإسلامِ.

يا فرحة ً عمّتْ أراضينـــــــا

الحقيقة أن المملكة العربية السعودية هي بيت العرب والمسلمين ففي أرضها يذكر الله كثيراً وفيها ماهو مقدس للمسلمين، فيها قبور الصحابة والخلفاء والشهداء، ومنها خرج نبيـنا محمد صلى الله عليه وسلم مصدر الالهام والعزة والأصالة والقوة .

هذه المقدمة تقودنا أن نبني عليها ونتطـلع إلى زمن تعاد فيه الأمور إلى نصابها ... نتطلع إلى إعادة بناء الأمة الإسلامية ....ولابد من محرك لهذا البناء يلملم شتات الدول العربية وويوحدها على استراتيجية شاملة هدفها تغيير الواقع العربي  بما يحقق طموحات شعوبها.

في الواقع كنتُ أبحث عن العقل الناقد الفعال والصادق ، وليس العقل الناقل... وقد وجدتُ هاجسي أخيرا ً فيما قاله ملك السعودية أمام المثقفين والإعلاميين السعوديين "هاتفي ومكتبي ومجلسي مفتوح ذاكراً مقولة سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه " رحم الله إمرءً أهدى إلي عيوبي".

هنا توقف القلم والفكر لا لشيء إلا لسعادتنا وفرحتنا بهذه الكلمات العظيمة... هنا توقف القلم وكأننا نستعيد أمجاد فرسانٍ راشدين يعملون على خدمة الأمة مستلهمين منها خطواتهم... كثيراً ما أفكر في هذه الكلمات وكيف يكون انعكاسها على السعودية والأمة العربية والإسلامية، بمعنى ..هل يمكن أن نشهد تحولاً كبيراً في استراتيجيات الوطن العربي تقوده المملكة العربية السعودية من أجل مصلحة الأمة وليس لأجل مصلحة أشخاص لا يهتمون بالوطن أو الأمة كما نرى في العديد من الدول العربية... تحولاً يرفع من قيمتنا التي صودرت منا ويعيد هيـبـتنا من خلال وقيادة الملك سلمان وحواريه ......هذاما آمله وكل الغيورين في هذه الأمة العظيمة…أمل و تفاؤل بولادة فجر جديد.

إنني أفخر واعتـز بأنني عربي ومسلم وأن يكون فينا ومنا قائد يرفع صوته ويملك زمام الأمور والقوة لصد أي عدوان خارجي ضد الأمة العربية والاسلامية من أجل إحقاق الحق ... كما حدث في اليمن ولابد أن يستمر ويحدث في سوريا وغيرها من البلدان العربية حيث لم يعد مقبولاً في هذا الزمن مصادرة شرعية وحق الشعب في تقرير مصيره.

لماذا نقول هذا الكلام؟ لأن ديكتاتوريات الوطن العربي دهست بالمركبة العسكرية حريتنا وانسانيتنا وحتى تفكيرنا وجعلتنا سخرية وهزوة.... جعلتنا محل الغمز واللمز والاضحاك!! هذا ما أورثنا إياه هؤلاء عبر أجيال وللأسف ما زالت بعض الدول قائمة على هذا المنهج..والحق أنه ما من أمة تعرضت في الفترة الماضية للاذلال والامتهان ولا زالت كما حدث للأمة العربية والاسلامية، لكن اقول لكم بهذه المناسبة أن البلاء لم يأتِ من الاستعمار فقط، وإنما أتى من ضعفنا، فضربنـا، وأحدث فينا صدمة ودمرنا فكريا ً.

الآن... حان دور المملكة العربية السعودية وقائد مسيرتها ... صحيح أن المسؤولية كبيرة لكنها لا تقل مسؤولية عن اهتمام السعودية بالشأن العربي والاسلامي وأحب أن أقول للقائد الشجاع " الملك سلمان ".....أن الحركات الاسلامية بدأت تعمل على فك الارتباط مع الاحتلال الفكري وبدأت ترسيخ بنية فلسفية جديدة ضمن ايدلوجية تظهر معنى الفكر الإسلامي الرشيد المتين....فلا بد من تدعيم هذا التوجه ورفده بأسباب النجاح والتطور.

دخلنا الحضارة من باب الدينار- والواجب علينا ان ندخلها والآن من باب رسالة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم من باب التسامح والاحتواء وبناء القوة المعنوية الصلبة والثابتة لمشروعية أمتنا العظيمة....وهذا دور المسئول والقائد العربي الحر.

اكرر واكرر..لاشك أن المسئولية كبيرة وعظيمة على السعودية وملكيها وحواريـه...لكننا لا نريد إخفاء حقيقة الصراع القائم الآن، وهو صراع أن تكون هذه الأمة العربية الاسلامية أو لا تكون... أعتقد لم يعد من المقبول أن يكون الحامي والراعي للشأن العربي والإسلامي هي الدول الغربية أو ما يسمى زيفاً و بهتاناً بالأمم المتحدة والتي هي ليست إلا خمس دول تتحكم في مصيرنا.

من هنا..ولأجل ذلك ..نتطلع الى التكامل السعودي والتركي (الملك سلمان والرئيس اردوغان) ومن في نهج وتوافق مسيرتهم، أن يخلقوا لنا توازنا ً اقليميا ً سياسيا ً جديداً ، توازنا ً فكريا ً اعلاميا ً وثقافيا ً، توازنا ً اقتصاديا ً اجتماعياً وعلميا ً، توازنا ً صناعيا مدنيا ً وعسكريا ً قويا ً يكون نواة لأمة قوية أساسها العدل والبناء والتطوير وجوهرها الانسان.

لكن فقط تبقى مسألة واحدة مهمة للغاية يجب التركيز عليها لكي يكتمل هذا المشروع وهي .. حماية هذا التحالف من حرب الاستخبارات الدولية التي مزقت العالم العربي والإسلامي من قبل و مازالت....إذا لم ننتبـــه بوعي شديد؟.

وإلى هذا الحد نقول.. تعلمنا أن الأيام هي سجل الغيب الذي يكشف لك ما خفي عنك من الناس... فقط عليك أن تحسن القراءة...ودولة السعودية لايخفى عليها  الحقيقة من عدمها أو صديقهــا من عدوهـــــا.

" نبارك خطواتكم ونشد على أيديكم والشكر الموصول لقادة الأمة الشجعان على كافة المستويات ".

وأختــــــم بهذه الأبيات :

ضاقـت بنا واستفحلـــت فئرانُها                      واستأسدت فينا وغـــاب الأُسْدُ

إن كنت يا زمــن الهوان نسيتنا                       فلأمسِنا تاريخُـــــــــهُ الممتــدُ

ما هان من كــان النبي زعيمهُ             ولديه في الوحــي المنزلِ وعدُ

إنا كـــــــــــــــرامٌ لا نُذِل رقابنا                       مهما تمـادى في الجهالة وغدُ

لن ننحني والدينُ في شرياننا                          والمرُ فـــي نيل الكرامة شهدُ

إنَّا على عهدِ الرسولِ وصحبهِ                        لا خـــــــــــــائنٌ فينا ولا مرتدُ.

وسوم: 642