المواقف العدائية ضد الإسلام بسبب ما يسمى الإسلاموفوبيا أكبر دعم وتشجيع للإرهاب

كالعادة كلما مس الإرهاب المجتمعات الغربية إلا واندلعت المواقف العدائية ضد الجاليات المسلمة المقيمة في هذه المجتمعات بسبب ما يسمى الإسلاموفوبيا وهو شعور بالخوف من الإرهاب والإجرام ينسب ظلما وعدوانا للإسلام لمجرد أن الذين يمارسون هذا الإرهاب وهذا الإجرام يدعون الانتساب للإسلام أو يحملون أسماء وهويات عربية أو إسلامية . ومباشرة بعد الجريمة الشنعاء التي هزت العاصمة الفرنسية شرعت الجهات اليمينية والعنصرية المتطرفة في فرنسا وباقي الدول الغربية في إظهار العداء للجاليات المسلمة واستفزازها عن طريق الشتائم وعن طريق تلطيخ جدران المساجد بالعبارات النابية المسيئة للإسلام .وأكثر من ذلك تصدرت بعض الصحف العبارات العنصرية ضد  هذه الجاليات كما أن بعض مواقع التواصل الاجتماعية عجت بعبارات الكراهية السوداء لكل ما يمت بصلة للإسلام . ويعتبر كل ذلك نتيجة مباشرة لما حدث في العاصمة الفرنسية . وبالرغم من استنكار واستهجان الجاليات المسلمة المقيمة في بلاد الغرب ما أصاب فرنسا من إرهاب بشدة سواء من طرف الأفراد أو الهيئات والجمعيات، فإن مشاعر الكراهية المحسوبة على ما يسمى الإسلاموفوبيا ازدادت الشيء الذي يعني أن هذه المشاعر مستبطنة في نفوس ذوي النزعات العنصرية تتحين الفرص للظهور  ، وهي تتخذ مما يقترفه المجرمون والإرهابيون من جرائم فظيعة ذريعة للنيل من الإسلام ومن المسلمين الأبرياء الذين يقيمون منذ زمن طويل في بلاد الغرب، ولم يصدر منهم  أبدا ما يهدد أمنها وسلامها أو يخل بقوانينها . وتعيش شرائح من المسلمين في بعض بلاد الغرب أنواعا من التضييق على حرياتها المتعلقة بالتدين والعبادة أو باللباس من قبيل منع  رفع الآذان و منع نحر الأضاحي ومنع  ارتداء أزياء معينة ... ومع ذلك تتحمل هذا التضييق المنافي للقيم الإنسانية المنصوص عليها في المواثيق الدولية، وتخضع له مكرهة وممسوسة في كرامتها الإنسانية ، ومقابل ذلك يتمتع رعايا البلاد الغربية بكامل حريتهم  في بلاد العروبة والإسلام بل يرحب بهم وتوفر لهم الظروف المناسبة لممارسة حرياتهم . ومع شديد الأسف لا يعي أصحاب النزعات العنصرية في بلاد الغرب أن المواقف العدائية ضد الإسلام وأهله المقيمين بين ظهرانيهم بسبب ما يسمى الإسلاموفوبيا هي أكبر دعم وأكبر تشجيع للإرهاب والإجرام . ولقد كان من المفروض أن يتأثر الرعايا الغربيون بتضامن الجاليات المسلمة المقيمة عندهم معهم  فيما يصيبهم من إرهاب وإجرام ويقدروا لها ذلك ، عوض تحميلها مسؤولية ما يقترف الإرهابيون المجرمون . وليس من القيم الإنسانية  في الشرائع السماوية أو الوضعية أن يأخذ الأبرياء بجرائر المجرمين لمجرد أن هؤلاء المجرمين يدعون الانتساب لعقائد الأبرياء . ومن الإساءة لدين الإسلام أن يتم تداول لفظة " إسلاموفوبيا " حيث يقرن اسم  الإسلام بالخوف وهو دين أمن وأمان وسلم وسلام. وكان من المفروض أن يقترن الخوف أو الفوبيا بالإرهاب ويعبر عنه " بالإرهابوفوبيا " وهي التسمية الحقيقية لأن أمم الأرض جميعها تقر بأن الإرهاب لا وطن ولا عقيدة له بل هو سلوك مشين يمارسه من لا قيم دينية أو خلقية أو حضارية لهم . ومن المؤسف أن يوجد قضاء وعدالة في بلاد الغرب لها صلاحية إدانة من تثبت إدانته بأدلة  ومع ذلك تظهر فيها سلوكات عاطفية مندفعة صادرة عن مواقف عنصرية تدين الناس على أساس معتقداتهم . ولا يستقيم عقلا ولا منطقا أن يدان الناس بجرائم يرتكبها مجرمون لمجرد أن هؤلاء المجرمين يحملون أسماء شبيهة بأسمائهم أو ينتسبون  إلى دينهم أو بلدانهم . وليس من العدالة أن تروع الجاليات المسلمة المقيمة في بلاد الغرب وتعيش ما يمكن أن يسمى  العنصرفوبيا بذريعة ما يسمى الإسلاموفوبيا . وعلى البلاد الإسلامية أن تطالب الأمم المتحدة بمنع استعمال كلمة إسلام مقترنة بالدلالة على الإرهاب احتراما لمشاعر مليار ونصف المليار من المسلمين في العالم لأن ذلك يعتبر سبة لهم  واعتداء عليهم ، وذلك تطبيقا للقوانين الدولية الداعية لاحترام الديانات . وعلى الدول الغربية أن تمنع وتجرم كل السلوكات العنصرية ضد الإسلام وأهله . وعلى الدول الغربية أيضا  أن تعمل جاهدة على إطفاء نار الفتن في بؤر التوتر في البلاد العربية والإسلامية حيث يعشش الإرهاب المصنع مخابراتيا من أجل تحقيق مصالح مكشوفة . أليس استصدار قرار أممي بتجريم  ديكتاتور سوريا وعزله كفيلا  بوقف تدفق ملايين اللاجئين السوريين إلى بلاد الغرب والذين تتوجس منهم تلك البلاد ، وتتسلل ضمنهم عناصر إجرامية لما يسمى الشبيحة  والتي عاثت في سوريا فسادا وروعت الشعب السوري  بإيعاز واستخدام من النظام  والتي من غير المستبعد أن يكون النظام الشمولي قد وظفها لنشر الرعب في بلاد الغرب ونسبته للإسلام من أجل التمويه على جرائمه البشعة ضد الإنسانية ، وهي جرائم عجز العالم عن وضع حد لها بسبب تبني دول كبرى كروسيا لهذا النظام إلى جانب دول طائفية كإيران ومن يدور في فلكها من عصابات  إجرامية طائفية؟ وهل يعقل أن تنتهي الفتنة في سوريا والروس والإيرانيون يدعمون النظام المستبد والغربيون  ومن يدور في فلكهم يدعمون من يعارضونه، وبين النظام والمعارضين له صنعت مخابراتيا عصابات داعش الإجرامية من أجل تمديد عمر الفتنة ؟ ألا يجدر بالدول الكبرى أن تعود إلى رشدها وتقضي على سبب هذه الفتنة وهو استبداد النظام السوري وإجرامه ضد الشعب السوري  وخطورة ذلك على السلم العالمي ؟ ألم يتحرك العالم من قبل للقضاء على زعيم النازية  في ألمانيا والحد من خطورته على السلم العالمي ؟ ألم يتحالف الغربيون مع الروس ضد خطر النازية ؟ فما بالهم اليوم يختلفون في أمر النظام السوري ؟ أليست مصالحهم  المتضاربة هي السبب في الفتن التي تعصف بسوريا ومنها تمتد إلى باقي دول العالم ؟ وأخيرا نكرر مرة أخرى  أن كل عداء للإسلام وللمسلمين خصوصا الجاليات المقيمة  في الدول الغربية والبريئة من عمل الإرهابيين هو دعم للإرهاب والإرهابيين وتشجيع لهم ، وإجرام في حق من يسقطون من ضحايا الإرهاب الأعمى ، وفي حق ضحايا التحرشات العنصرية المقيتة .

وسوم: 642