الخائن محمد مرسي .. والشريف حمدي رزق؟!

الأستاذ حمدي رزق ، صحفي يساري ناصري نشأ في روز اليوسف مع مجموعة من الصحفيين الذين يتصدرون المشهد الصحفي الراهن منهم : كرم جبر ، وائل الإبراشي ، حسن عامر ، وائل عبد الفتاح ، أسامة سلامة ، محمد هاني ، وفاطمة سيد احمد ، إبراهيم عيسى ،حمدي الحسيني ، عبد الله كمال ( توفي ) ، وكان رائدهم عادل حمودة ، وهذه المجموعة نشأت وترعرعت في حضانة الأجهزة الأمنية على عهد المخلوع مبارك ، وصعدت إلى القيادة الإعلامية والصحفية في الصحف العامة والخاصة والتليفزيون ، وقد استماتت في الدفاع عن مبارك ونجله جمال حتى اللحظات الأخيرة ، ثم راحت مع آخرين بعد سقوطه تهيل عليه التراب وتهبط إلى درك من الإسفاف لا يليق بمن يحمل شرف الكلمة في هجائه وسبه، لدرجة دفعتني أن أكتب طالبا أن يترفع هؤلاء وغيرهم عن إهانة الرجل الذي كانوا يسبحون بحمده ، وأن يكفوا عن تجريح رجل لا يملك دفاعا عن نفسه بعد سقوطه ، فالمروءة تقضي بأن تهاجم خصما يملك الدفاع عن نفسه ، ويستطيع أن يواجهك ويدحض ما تقول .

يكتب حمدي رزق عن الرئيس مبارك في رحلة العلاج الشهيرة بألمانيا فيشير إلى حرص مبارك على متابعة أدق التطورات في أحوال البلاد والعباد في مصر حيث لا تمنعه فترة النقاهة التي يقضيها في مستشفى هايدلبرج من أن يقوم بالدور الذي يريده له المصريون بوصفه الأب الحاني عليهم الحريص على مصالحهم وشئون حياتهم مهما تكن بساطتها ، ثم يعزف على فكرة أن مبارك هو الذي أسس دولة المؤسسات في مصر وأن عودته المنتظرة إلى الوطن عودة للروح المصرية ذاتها فهو الأكثر اهتماما بالبسطاء لأنه واحد منهم ويقف في طليعتهم وهو محاميهم ويدهم التي تدافع عنهم وترفع الراية خفاقة ( المصور ،24 مارس 2010 ) . 

 كان يصف مبارك برئيس الفقراء وبعد الثورة كتب عنه وعن حزبه أو فلول الوطني «اعزلوهم حيث ثقفتموهم، وأخرجوهم من المجلس حيث أخرجوكم، ... ولا تأخذكم بهم رحمة ولا شفقة تصويتية، لا تنتظروا قضاء يخرجهم ويعزلهم، ضعوهم في حجمهم.. وما يأفكون..»( المصور ، 17 نوفمبر 2011 ).

حمدي رزق مغرم الآن في مقالاته اليومية والأسبوعية بهجاء العالم الجليل والرئيس الشرعي المنتخب ، الأسير المظلوم محمد مرسي ، ولا يكف عن وصفة بالخائن والجاسوس كما يفعل نظير له في الأهرام كان نعلا في قدم جمال مبارك وما كان يسمى بلجنة السياسات .

رأيت أن أشارك في مهرجان الأستاذ حمدي رزق الذي أبلى بلاء غير حسن في إهانة الإخوان والإسلاميين وطلاب الحرية والكرامة والعدالة عموما ، وهم وراء القضبان في سجون الموت البطيء والتعذيب الوحشي ، والحرمان من أبسط حقوق الأسرى التي تفرضها حقوق الإنسان . المروءة تعلمنا ألا نُجْهز على جريح ، ولكن حمدي رزق ورفاقه من فريق الدفاع عن سلطة الانقلاب العسكري الدموي  الفاشي يأبون إلا أن يُجهزوا على الأسرى بالفحش والافتراء والسخائم !

سأوافق حمدي رزق ورفاقه الرأي ، وأشاركهم في أن محمد مرسي خائن وجاسوس وأذكر الأسباب الآتية :

أولا – حين انهزم في الفالوجا 1948 صادق اليهود بعراق المنشية ( إيجال آلون وبروحام كوهين ) وسمح لهم أن يعرفوا أماكن جثث اليهود لينقلوها إلى حيث يريدون .

ثانيا - ضربه اليهود الغزاة مرتين على قفاه حين هاجموا خان يونس وقتلوا 37 مصريا ( 28/2/1955) ، وعندما أغاروا على العوجة واحتلوها وقتلوا عددا كبيرا من الجنود المصريين ( 20/9/1955) ولم يستطع أن يرد بطلقة واحدة .

ثالثا – حين احتلوا سيناء في عام 1956 ودمروا الطيران المصري على أرضها ، وسئل قائد الطيران : لماذا يا صدقي محمود لم تأمر الطيران بالدفاع عن سيناء ؟ فقال : إن الطائرات لم تكن مزوّدة بالوقود ! وانسحب اليهود الغزاة من سيناء بعد أن استولوا على قرية أم الرشراش ، وسموها إيلات وحولوا خليج العقبة إلى ممر دولي يمخرون عبابه بعد أن كان ممرا عربيا خالصا وزعيمنا الملهم يطعمنا إنشاء وبلاغة.

رابعا – يوم أن قال أنا مش خرع زي مستر إيدن فاجأوه بتدمير جيشه كله واستباحوا مصر كلها وجعلوه في 1967عبرة لمن لا يعتبر على مستوى العالم كله ، والمفارقة أن قائد طيران 56 الذي دمره اليهود على الأرض كان هو نفسه قائد طيران 67 !

خامسا – من أقواله المأثورة أنه لن نسمح " بأن أرضنا تشكل قاعدة لتهديد جيراننا أو منطقة خلفية لشن هجمات ضد إسرائيل".  

وفي المقابل فقد خنق الفلسطينيين في غزة بالحصار والتشويه، وسمح لليهود الغزاة أن يدمروا القطاع ويقتلوا مئات الفلسطينيين الأبرياء ، فضلا عن آلاف الجرحى ، ورفض أن يقول للقتلة توقفوا . ومازال يمنع أردوغان وغيره من العمل على رفع الحصار اليهودي الظالم عن أهل القطاع المظلومين لأنهم اختاروا الإسلام .

سادسا - طالب بثورة دينية تقتلع جذور الإسلام وثوابته وقال قولته الخالدة في جموع المعمّمين الموالين له : " من غير المعقول تقديس أفكار من مئات السنين جعلت من الأمة الإسلامية مصدر للقلق والخطر والقتل والتدمير بالعالم كله، متسائلاً: معقولة 1,6 مليار هيحاربوا السبعة مليار حول العالم عشان يعيشوا هما؟ " . ثم سلط على المسلمين مجموعة من النصابين والكذبة والجهلاء ليطعنوا الإسلام ويشوهوه باسم تجديد الخطاب الديني ، بعد أن جعلوه مع بعض أذرعه نبيا مثل موسى وهارون وصحابيا مثل خالد بن الوليد وعبقريا مثل أيزنهاور!

سابعا – الأهم والأخطر في حيثيات خيانة محمد مرسي توقيعه على شرعية سد النهضة الإثيوبي الذي سيحرم مصر من الماء ، وعدم تصديه لصفاقة الجانب الإثيوبي الذي أعلن أن مصر لن تستطيع شن حرب على بلاده لأنها أضعف أن تحارب ، كما أعلن أنه لن يستجيب للطلب المتواضع بفتح منفذين آخرين للمياه في جسم السد ، وواضح أن خيانة مرسي تتمثل في كلامه الزائف أنه لم يضيّع مصر من قبل ولن يضيعهم من بعد.

ثامنا – أضاع مرسي الرز الخليجي الذي يقدر بالمليارات في مفيض توشكي الذي يشفط كل شيء ، ولم تفد منه ملايين الفقراء شيئا ولا الاقتصاد القومي فقد قفز الدولار نحو جنيهين زيادة منذ الانقلاب ، وسيواصل القفز حتى يصل ثمنه عشرة جنيهات ، وقارب الدين الخارجي خمسين مليارا من الدولارات ، وصار الفشل رفيق دربه الدامي الموحش وعنوان سياسته العنصرية الفاشية !

ومازال حمدي رزق الشريف العفيف ابن الأصول يواصل شتائمه وسخائمه ضد طلاب الحرية والكرامة الذين ترمز إليهم جماعة الإخوان !

الله مولانا .اللهم فرّج كرب المظلومين . اللهم عليك بالظالمين وأعوانهم .

وسوم: العدد 652