مما علمتني الحياة 3+4

د. حامد بن أحمد الرفاعي

3

v الحرية,العلم,الأمن,التنمية,الازدهار,عمارة الأرض,الاستقامة وإقامة العدل في ميادين الحياة..هي التعبير العملي والأخلص والدلالة الميدانية الأصدق لمعاني ومقاصد"لا إله إلا الله محمد رسول الله".

v السلاح النووي وكل أسلحة الدمار الشامل..محرمة في الإسلام..لأنها أسلحة انتحارية جماعية مبيدة..لا تجلب إلا الدمار والهلاك والفساد للبشرية والبيئة..والإسلام يدعو إلى تعظيم قدسية الحياة وإجلال سلامة التنمية..ويحث على البناء والازدهار.

v شعوب العالم اليوم تعاني من حالة غضب متنامية في شتى مناحي الحياة..ولكل أسبابه ومبرراته فيما يغضب ويتألم..ولكل طريقته ومسلكه في التعبير عن حالة غضبه ودفع أسبابها..وهذا حق مشروع لكل فرد ومجتمع..ما لم تصاحب هذا الحق ممارسات غير مشروعة..وحماقات مدمرة مجنونة.

v حرية الإنسان..وتحرير إرادته ووجدانه وإشادة استقامته وضبط معايير العدل في حياته..من أهم وأجل مقاصد رسالة الإسلام..وذلك من أجل بناء راشد لحياة الأمم وتحقيق وإجلال قدسية حياة الإنسان وكرامته..وإقامة تعايش آمن بين الأفراد والمجتمعات.

v تحضّر الإنتاج والإبداع والازدهار..غير تحضّر الاستهلاك والإسراف..وتحضّر الوسائل والماديات غير تحضّر المبادئ والقيم والأخلاقيات..والتحضر الإيجابي الراشد لا يكون إلا مع التوازن المنضبط والتكامل الدقيق بين تحضّر الإنتاج وتحضر الاستهلاك..وبالتواؤم والتناسق بين تحضّر الوسائل والماديات وتحضّر القيم والسلوكيات.

v التاريخ المشرق للأمم والأمن والبناء والازدهار لحياة شعوبها..لا تكتبه بحال طلقات البنادق وراجمات الصواريخ وأسلحة الدار الشامل بكل تنوعاتها وسلالاتها..التاريخ المشرّف للأمم والاستقرار والسلام للشعوب..بكل تأكيد تكتبه وتسطر أنواره الكلمات الطيبات والقيم السامية والسلوكيات.

v يوم واحد من الضياء والهناء في حيات الأمم والأفراد والشعوب..يعدل ألف عام من الظلام والشقاء والبؤس..فهلا تنبه الناس إلى قيمة وأنس الضياء ووحشة ومفاسد الظلم والظلام..؟فلنتوجه معاً للعمل بجدية وإخلاص من أجل استمرار الضياء وقهر الظلام في حياة المجتمعات البشرية.

v دعونا نخاطب البشرية بكل مللها وأديانها وثقافاتها..ولنصرخ معاً ونقول لكل أولئك الذين يقتلون ويدمرون ويشعلون الحروب باسم الله ظلماً وعدواناً..لنذكرهم ونؤكد لهم أن السلام اسم الله..وأن الله سبحانه يحب السلام ويمقت الحرب والعدوان..ويدعو جل جلاله إلى دار السلام.


4                                                                                                   

v الحوار ليس غاية لذاته فحسب..بل هو منهج حكيم لتحقيق غاية جليلة ألا وهي التعارف..والتعارف يوم يقوم بين أتباع الأديان والثقافات ينشئ مناخاً رحباً للتفاهم..والتفاهم يفتح السبل أمام تكوين مشترك ثقافي إنساني..الذي بدوره يؤسس لبرامج عمل مشتركة لتحقيق التعايش العادل والآمن بين المجتمعات البشرية.

v الاختلاف في العقائد والتنوع في الشرائع..ينبغي ألا يحول بين أتباع الديانات والثقافات وبين التعاون والتنافس في ميادين عمارة الأرض,وإقامة العدل وتحقيق الحياة الكريمة للناس جميعًا بلا استثناء..فالناس جميعاً مكلفون من ربهم بالنهوض بمهمة الاستخلاف الأرض وعمارتها واستثمار مكنوناتها.

v الأرض سكن البشرية,وغرفة نومهم,وخزانة رزقهم،ووطنهم الأوسع,وخيمة تعايشهم,ورياض نزهتهم,وفضاء حريتهم،وشجرة ظلهم في طريقهم إلى الآخرة..هلا تعاونوا وتنافسوا لتكون آمنة مطمئنة يأتيهم رزقهم ربهم رغدًا من كل أطرافها وأجوافها وخزائنها براً وبحراً وجواً.

v نريد عولمة خير وفضيلة..لا عولمة شر ورذيلة..نريد عولمة حب وتآخي..لاعولمة بغض وتدابر..نريد عولمة تعاون وتعايش..لاعولمة تقاطع وتصادم..نريد عولمة نماء وبناء وازدهار..لاعولمة دمار وهلاك..وباختصار نريد عولمة راشدة تلتزم نظامًا عالميًا عادلاً لا تتمرد عليه..وتنشر المعروف وخيره وتكبح المنكر وشروره.

v المنكر:هو كل ما عرف شره..وتعين ضرره لقدسية حياة الإنسان وحريته وكرامته..وكل ما يفسد سلامة البيئة والمجتمعات..ويدمر مصالح الناس..ويبعث روح الكراهية والعداوة والظلم والتدابر بين الأفراد والمجتمعات.

v المعروف:هو كل ما عُرف خيره..وتعين نفعه لقدسية حياة الإنسان وحريته وكرامته..وكل ما يصون سلامة البيئة والمجتمعات..ويحقق مصالح الناس..ويقوم به التعايش العادل والآمن بين الأفراد والمجتمعات.

v إن الديون التي تُنهك كاهل المجتمعات اليوم هي- للأسف - ديون استحقاقات الحروب..وليست استحقاقات التعليم والبناء والتنمية..وعلى الأجيال أن تنحاز لثقافة السلم والأمان وإقامة الحياة..وأن تعمل بقوة على مقاومة ثقافة الحروب والدمار.

v السياسة في الإسلام هي فن الممكن لقوله تعالى:"فاتقوا الله ما استطعتم"حقاً إنه لمن المهارة والحصافة أن تعمل وتقبل ببعض الشيء ليتحقق لك الشيء كله.

وسوم: العدد 659