يوم آذار

أقبل الليلُ بظلامه وانتشرت مواقع النجوم في أعيننا مساءَ ربيع آذار الأخضر الجميل ، ويتخللُ الليلَ فرحُ الإنتظار بخروج أحد أطيار الحرية من معتقله تاركاً أترابه بفؤاد مكلوم .

ويتخللُ الليلَ صياحُ  الدّيكة الجميل الذي يـُـماهي الذاكرين الله، وكما يتخلله نباح الكلاب التي تـُماهي حزب الشيطان .

سمرتُ ليلا ً حتى انتشر الفجرُ على جبال القـُرية ، ثم على استحياء بزغت شمسُ الحرية الذهبية ، فتوارى الفجر فيها تواضعا ً لها ، فمهما طال الظلام فالشمس ُ قادمة .

آذار الذي لا يملّ ُ دوما من مسح دموع الشتاء الغزيرة عن عباءته الخضراء سرعان ما يصبغها الصيفُ باللون الأصفر كأنه ُ يـُـميته ، والشتاء يـُحييه في إشارة سنوية للإنسان أنّ البعثَ قادم ، وللتأمل في الدنيا والموت والحياة وتسارع الزمن والحدث ، والشقاء والسعادة ، وأنها كلها إلى فناء بحلاوتها ومرارتها ، وأن ربيع الآخرة السرمديّ هو للموحدين الصابرين في كوكب المحنة والبلاء .

فما أسرع الأيام مهما طالت  ... كأنها يوم .

وما أجمل السير فيها على درب الصبر الذي يمنحنا بطاقة الدخول إلى ربيع الجنة الأبديّ بغير حساب .

وسوم: العدد 660