دروس التاريخ

ان دراسة التاريخ نستخرج منه الدروس والعبر والفوائد (لمن كان له قلب أو ألقى السمع و هو شهيد)

إن في سيرة أمير المؤمنين الحسن بن علي بن أبي طالب (رضي الله عنهما) ما يفيدنا في بلادنا في كيفية الوصول إلى المصالحة الشاملة .

ان صلح الحسن مع معاوية رضي الله عنهما من الأحداث العظام في تاريخ الأمة الإسلامية والتي كانت من ثمار هذا الصلح حقن الدماء وجمع كلمة الأمة بعد سنوات من الفرقة .

وكون الحسن رضي الله عنه اول رئيس يتنازل عن منصبه ويخلع نفسه طواعية بدون اي ضغوط ومن مركز قوة لا من مركز ضعف من أجل إصلاح ذات البين وكانت الشرعية مع الحسن وبيعته متكاملة الأركان ومتحقق فيها شروط ولاية الأمر وتم اختياره عن طريق الشورى وكانت جموع من المقاتلين الاشاوس بيده يسالمون من سالم ويحاربون من حارب وإنما تركها

- ابتغاء مرضاة الله

- وحفظ دماء الأمة

-ووحدة البلاد ومواطنيها

وبالتالي هناك فقه راشدي من فقيه عظيم يبين لنا تقديم حفظ الدماء ووحدة البلاد وابتغاء ما عند الله على الشرعية.

وتنازل عنها لمقاصد أعظم وأهم وأكبر وقد وصف النبي صلى الله عليه وسلم الحسن بن علي بالسيد عندما قال : ان ابني هذا سيد ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.

نتعلم من سيرة الحسن بن علي رضي الله عنه ليست السيادة بالقهر وسفك الدماء أو إهدار الأموال والحرمات بل السيارة بصيانتها وإزالة البغضاء والشحناء فصلحه وحقنه لدماء المسلمين بلغ به ذروة السيادة .

وكان الحسن رضوان الله عليه في صلحه مع معاوية وحقنه للدماء كعثمان في جمعه للقرآن وكابي بكر في حربه للمرتدين وترتب على ذلك الصلح توحد الأمة تحت قيادة واحدة ومحاربة الخوارج وعودة الفتوحات وازدهار الحركة العلمية والفقهية والحضارية .

وعلى الله قصد السبيل .

وسوم: العدد 664