نداء إلى الزوجات .. والأزواج

د. محمد رشيد العويد

أحب أن أوجه نداء إلى مئات الزوجات المقيمات الآن في بيوت أهاليهن نتيجة نزاع مع أزواجهن ، نداء أدعوهن فيه للعودة إلى أزواجهن وبيوتهن ، وإنهاء القطيـعة التي استمرت ما استمرت ، أسابيع أو أشهراً ، وليعلمن أنهن بهذه العودة يقهرن إبليسَ اللعين الذي يزيد فرحُه كلما زادت القطيعة وطال أمدُها .

قد تقول إحداكُن : كيف أعود هكذا دون أن يأتي هو ليأخذني من بيت أهلي : أين كرامتي وكرامةُ أهلي ؟ وأجيبُ هذه الزوجة فأقول : صدقيني أن هذا العمل لا ينقص من كرامتك بل يزيد فيها إن شاء الله ، ويكفي أن تنوي بعودتك هذه إرضاءَ الله تعالى وحمايةَ أسرتك من الانهيار .

وأوجه نداءً ورجاء إلى الأمهات والآباء للوقوف مع بناتهن في إقدامهن على هذه العودة إلى بيوتهن ، وقولوا لأزواجهن إننا والله ما كنا نرغب في عودتهن دون أن نأخذ منكم عهوداً على إحسان معاملتهن ، وعدم الإساءة إليهن ، لكننا نترك هذا لكم ولرقابة الله عليكم فنرجو أن تتقوا الله فيهن .

وأوجه نداء إلى الأزواج فأقول : إذا لم تبادر زوجاتكم في العودة إليكم فبادروا أنتم في زيارة بيوت أعمامكم لإعادة زوجاتكم إليكم ، وليس في هذا انتقاض للكرامة أو نيل منها ، بل هو انتصار على النفس وعلى الشيطان الذي يُصعّب عليكم الأمر ويهوِّلُه في أعينكم .

وأرجو أن تبتغوا في إعادتكم زوجاتكم إليكم وجه الله ، فمثل هذا العمل الذي تقدمون عليه لكم فيه أجر عظيم وثواب كبير ، وصدقوني أن زوجاتكم وأهاليهن سيفرحون بزيارتكم هذه ولن يستقبلوكم إلا بكل ود وحفاوة .

وأرجو من أهالي الزوجات وآبائهن أن يستقبلوا أصهارهم بكل ترحيب ، وألا يفتحوا معهم الصفحات القديمة ، وألا يعاتبوهم على شيء ، فمبادرة أزواج بناتهم بزيارتهم تكفي لافتراض حسن النية ، ولا يخفى عنكم أن كثيراً من الأزواج يرفضون زيارة بيوت أعمامهم لاسترجاع زوجاتهم خشية سماعهم كلام اللوم والتقريع منهم أو من إخوان زوجاتهم أو من أمهاتهن ، لهذا أنصح أهل الزوجة جميعاً أن يكتفوا بالحديث عن الحياة الزوجية وما فيها من مودة ورحمة ، وأن يذكّروا الزوجين ( ابنتهم وزوجها ) بأن الشيطان يفرح بخلافهما ونزاعهما ، وأنهما يخسران معاً حين يبتعد كل منهما عن صاحبه .

ولعله يكفي أن يستحضر الزوجان حال أولادهما وافتقادهم اجتماع والديهم ، ومعاناتهم من فراقهما ، وآثار هذا كله عليهم ، حتى يعجلوا باجتماعهما من جديد وإنهاء هذه الفرقة قبل أن تطول ويطول معها الطريق إلى الوفاق .

وسوم: العدد 669