قصة إسلام حبر يهودي

الشيخ حسن عبد الحميد

تلا عليه الصلاة والسلام الآية الكريمة :

 ( اتخذوا أحبارهم ورهبانهم أربابا من دون الله ٣١ ) التوبة

والمقصود أحبار اليهود ، آي علماؤهم ، قال عدي بن حاتم : يارسول الله إنا لسنا نعبدهم  ؟؟

فسرّ النبي عليه السلام معنى العبادة : 

ألم يحرموا عليهم الحلال ، ويحلوا لهم الحرام ، فاتبعوهم ، فتلك عبادتهم . 

نحن الآن مع حبر من أحبار اليهود كما حدثنا عبد الله بن سلام رضي الله عنه قال : 

إن الله سبحانه وتعالى لما أراد هدى زيد بن سعنة ، قال زيد مامن علامات النبوة شيء إلا قد عرفتها في وجه محمد صلى الله عليه وسلم حين نظرت إليه إلا اثنتين  لم أخبرهما منه : 

١/ يسبق حلمه جهله : الجهل هوالحماقة 

٢/ ولا يزيد شدة الجهل عليه إلا حلما 

فكنت ألطف به ، لأن أخالطه فأعرف حلمه من جهله عليه السلام ؟؟

قال زيد : فخرج رسول الله يوما من الحجرات ومعه علي بن أبي طالب ، فأتاه رجل على راحلته كالبدوي ،

فقال : يارسول الله إن بصرى قرية بني فلان قد أسلموا ودخلوا في الإسلام ، وكنت حدثتهم إن أسلموا أتاهم الرزق رغدا ، وقد أصابتهم سنة شديدة ، أي قحط ، وأنا أخشى يارسول الله أن يخرجوا من الإسلام جميعا ، فان رأيت أن ترسل لهم بشيء تعينهم به فعلت ، فنظر إلى رجل جانبه أراه عليا رضي الله عنه ، فقال يارسول الله مابقي منه شيء ؟؟

قال زيد بن سعنة فدنوت إليه فقلت يامحمد هل لك أن تبيعني تمرا معلوما من حائط بني فلان إلى أجل كذا وكذا ، فقال عليه السلام : لا يا يهودي ، لكن أبيعك تمرا معلوما إلى أجل كذا وكذا ، ولا أسمي حائط بني فلان ؟؟ 

فقلت نعم ، فباعني ، فأطلقت همياني ، فأعطيته ثمانين مثقالا من ذهب في تمر معلوم إلى أجل كذا وكذا ، فأعطاها الرجل فقال أعجل عليهم ، وأعنهم بها 

قال زيد : فلما كان قبل الأجل بيومين أو ثلاثة أتيته فأخذت بمجامع قميصه ورداءه  ونظرت إليه بوجه غليظ  ، فقلت ألا تقضيني يامحمد حقي ، فو الله ماعلمتكم يابني عبد المطلب سييء القضاء ، مطل ؟؟

وما كان لي بمخالطتكم علم ؟؟؟

ونظرت إلى عمر بن الخطاب فإذا عيناه تدوران  في وجهه كالفلك المستدير ، ثم رماني ببصره ، فقال : ياعدو الله أتقول لرسول الله ماأسمع ، وتصنع به ما أرى ، فو الذي بعثه بالحق لولا أحاذر قوته لضربت بسيفي رأسك ،

 ورسول الله عليه السلام ينظر إلى عمر في سكون وتؤدة ، وتبسم ، ثم قال ياعمر : أنا وهو كنا أحوج إلى غير هذا ، أن تأمرني بحسن الأداء ، وتأمره بحسن التباعه ( الطلب اللين ) 

اذهب ياعمر ، فأعطه حقه وزده عشرين صاعا من تمر ؟؟

 فقلت ماهذه الزيادة ياعمر ، قال أمرني عليه السلام أن أزيدك مكان مارعتك ، قلت وتعرفني ياعمر ، قال لا ، من أنت 

قلت : أنا زيد بن سعنة .

قال : الحبر ؟؟ قلت : الحبر 

قال فما دعاك أن فعلت برسول الله مافعلت ، وقلت له ماقلت ؟؟ 

قلت ياعمر : لم يكن من علامات النبوة شيء إلا قد عرفت في وجه رسول الله حين نظرت إليه ، إلا اثنتين لم أخبرهما منه ، يسبق حلمه جهله ، ولا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلما ، فقد اختبرتهما .

 فأخبرك ياعمر أني قد رضيت بالله ربا وبالإسلام دينا ، وبمحمد صلى الله عليه وسلم نبيا ، وآشهدك ياعمر أن شطر مالي صدقة على أمة محمد .

فقال عمر : أو على بعضهم ، فإنك لا تسعهم ، قلت : وعلى بعضهم ، فرجع عمر وزيد إلى رسول الله ،

 فقال زيد : 

أشهد ان لا إله إلا الله ، وآشهد أن محمدا عبده ورسوله .

وشهد زيد مع رسول الله عليه السلام مشاهد كثيرة ، ثم توفي زيد في غزوة تبوك مقبلا غير مدبر ، رحمه الله ورضي الله عنه ، انظر البداية البداية والنهاية لابن كثير ، والمستدرك للحاكم 

- فوائد ..

الحبر عند اليهود كالعالم عند المسلمين 

الحلم : سعة الصدر ، والجهل هو الحماقة 

صدقت ربنا في وصفك لحبيبك محمد عليه السلام ( وإنك لعلى خلق عظيم ) 

وصلى الله وبارك على من قال ( إنكم لن تسعوا الناس باموالكم ، فسعوهم بأخلاقكم ) 

وقد لخص عليه السلام رسالته بكلمات فقال ( إنما بعثت لاتمم مكارم الأخلاق ) 

صلوا على صاحب الخلق الرفيع ، والذوق الأنيق ، منع المسافرين من الدخول إلى بيوتهم فجاة ؟؟

بل لابد من الانتظار وإعلام بالمجيء ، فقال لأصحابه حين قدومهم من سفر ( أمهلوا حتى ندخل ليلا كي تمتشِط الشّعِثةُ ، وتستَحِدّٓ المغيبة ) رواه البخاري ، 

وقال النووي : الاستحداد : استعمال الحديدة في شعر العانة ، وهو إزالته بالموسى ، والمغيبة هي التي غاب عنها زوجها . 

صلى عليك الله ياعلم الهدى ، سابقت عائشة أمنا رضي عنها ، ولعن مولانا من سبها ، فسبقتها ، 

أيها العظيم عليك صلوات الله ، أنت وعظمتك تسابق امرأة ، صلى عليك الله ماهبت النسائم ، وما ناحت على الآيك الحمائم 

بخيل بل وحقير كل من ذكر عنده النبي عليه السلام فلم يصل عليه ، أو كتب ( صلعم ) أو ( ص ) 

اللهم صل صلاة كاملة ، وسلاما تاما على سيدنا محمد ، وعلى آله وصحبه أجمعين 

( إن الله وملائكته يصلون على النبي ، يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليما 56 ) الأحزاب

فادخل أخي في هذا الموكب النوراني 

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 670