داعيات على أبواب جهنم

حسن حداد

مجاهد ديرانية

وَصَفُوهنّ بالداعيات، ثم صَفّوهنّ صفوفاً في بيت من بيوت الله ليصفّقوا لمن هدّم بيوتَ الله على رؤوس المصلّين، لمَن اغتصب وحوشُه في بيوت الله المؤمنات العفيفات من حرائر المسلمين، لمَن استباح جيشُه الفاجر بيوت الله وحوّلها إلى خمارات ومواخير.

نعم، إنهن داعيات، ولكنْ على أبواب جهنم، مَن استجاب لهنّ أوردنَه النار، وبئس الوِرْد المورود. لم يحجزنَ مقاعد في بيت الله بل حجزنَ مقاعد في جهنم إن شاء الله، فإنْ كنّ أحببنَ الطاغية ورتّلنَ من أجله الخطب وشجّعنَ على انتخابه وأطلقنَ له الدعوات فأرجو أن يُحشرنَ حيث يُحشَر. ولا أتألى على الله معاذَ الله، ولكن إن لم يكن سفاح الشام في الدرك الأسفل من النار فمَن فيها -إذن- يكون؟

يقولون إنها الكاشفة ويقولون إنها الفاضحة، وإنها لكذلك. لقد أسقطت ثورة الشام المباركة الطاغيةَ الأكبر، وأسقطت معه تجّارَ الدين وشيوخَ السلاطين.

سقط صنم الأسد ودعسه الناس بالأقدام، ومعه سقط صنم البوطي وسقط صنم القبيسيات وسقطت سائر أصنام عهد الاستبداد ودعسها الناس بالأقدام. ولماذا لا يفعلون، وقد كانت تلك الأصنام هي الدرجات التي ارتقى عليها الصنم الأكبر والدعائم التي دعمته والمساند التي استند إليها وهو يمارس الاستبداد؟ لماذا لا يفعلون وقد كرّس علماء السوء وداعيات السوء استعبادَ السلطان للناس باسم الدين الذي جاء ليحرر الناس من الاستعباد، وباسمه كيّفَوا للظالمين الظلمَ وسَوّغوا للطغاة الطغيان؟

لا والله ما هذا من الإسلام. كفرنا بدينكم يا علماء السوء، يا دعاةً وداعياتٍ على أبواب جهنم، يا عبيد السلطان وإماء السلطان. كفرنا بدينكم الذي تدينون به وتستعبدون به الناس. كفرنا به وبكم وآمنّا بالإسلام، وكفرنا بأربابكم التي عَبَدتم وعبّدتم لها الناسَ وآمنّا برب العالمين.

هنيئاً لكنّ -يا داعيات على أبواب جهنم- صحبة فرعون الزمان الأول وفرعون الزمان الأخير، وصحبة ما بينهما من فراعنة وهامانات. أسأل الله أن يعذبكنّ في الآخرة كما عذب محبوبُكنّ ووليُّ أمرِكنّ أمةَ محمد في الدنيا، وأن يرينا مقاعدكنّ معه في النار. لا بكت عليكنّ عين ولا ذكركنّ بخير لسانُ إنسان. لا رحمكنّ الله.

وكنت نشرت مقالته على الموقع 

ثم كتبت لي زوجته وبنت خالته عابدة العظم بعد ان سألتها عن رأيها في هذه القضيةفقالت:

كتب مجاهد أولا، فقسى عليهن جدا، واتهمهن بالكفر

لقد بالغ وظلمهن لمته أنا ولامه غيري فحذف منشوره

ثم كتبت أنا كلاما ظننته منصفا جدا ففهم منه الناس أني أروج لهن!

ولديّ دلائل أنهن أكرهن على لقاء الاموي وليس فيمن خطبن بالجامع اي واحدة من كبيراتهن

وهذه مقالة الأخت عابدة:

لماذ اجتمعت النساء في المسجد الأموي؟! اقرؤوا وفكروا معي امتلأت الصفحات اليوم بالتعليق على فيديو "ملتقى الداعيات في دمشق وريفها"، واختلف الناس حول مواقف النسوة بين عاذر ومُتّهم، وإني أرى أن تَدَعوا الخلاف إلى حين، وتنظروا لما وراء الخبر؛ وإليكم بضع نقاط: 1- من العجيب أن القبيسيات كنَّ يقلن بملء فيهن: "السياسة نجاسة"، ولا يتدخلن بها أبداً، فما الذي حدث؟! وكيف اجتمعن في جامع وفي صرح ديني مشهور وحَوّلنه للقاء سياسي؟!

ومنذ متى كان الجامع الأموي مفتوحاً للنسوة وحدهن وللملتقيات؟!

وكيف فرغوه من المصلين وهو ممتلئ دائما بالرجال؟! 2- سيقول بعض الناس: "هنَّ مع النظام من قديم، ولهذا سمح لهن بالدعوة"، وهذا غير سليم لأنهن وصلن لأمريكا وأوربا والأردن ولكل مكان...

فهل هن متآمرات مع محاور الشر والصلبيين؟! ولماذا يحاربهن النظام وكلهن نساء، همهنَّ تدارس الفقه والقرآن وقد ابتعدن عن السياسية؟! وجعلن الدين أفيون الشعوب، واقتصرت دعوتهن على النساء؟؟ إني أرى أن النظام راض عنهن لأنهن شغلن الناس بالأذكار والعبادات وحدها؛ فتركهن وخبأهن ليوم كريهة وسداد ثغر، وها قد جاء هذا اليوم، وإن اللقاء -الذي نراه- جزء من التضليل والحرب الإعلامية، والتي هي مدار اهتمامي وهذا مثال عليها وقيسوا: 1- فلا تنظروا إلى اللاتي ألقين الخطب وتكلمن بما يسيء، وإنما انظروا إلى الحاضرات فإني لا أرى في وجوههن الموافقة، ولا أرى التصفيق والتأييد، إنما أرى النفور والكره. وإن أربع داعيات لا يصورن رأي المئات. 2- وانظروا على أي قناة عُرض هذا الملتقى، وإلى المدة الطويلة التي خُصصت له!؟ وكيف عُرض كله في نشرة الأخبار الأساسية (التي توجز عادة وتأخذ طرفاً من الحدث المهم)، فما أهمية حدث مثل هذا سوى الدعاية؟! ولم كل هذه الكمرات التلفزيونية؟! 3- وانتبهوا للعبارات المكتوبة على الشاشة: "نشترك باستحقاق الرئيس"، والعبارة الثانية الملغومة: "الملتقى الذي تحطمت عليه التحديات والمؤمرات"!؟ عبارات مدروسة لتضلل الناس!؟ وقالوا: "الإعلام السوري كاذب" فما بالنا نصدقه!؟ 3- وتخيلوا معي وضع نظام يدعي القوة والصمود والتصدي، ثم يحتمي أمام العالم بتأييد مجموعة من السيدات! في ملتقى صغير!؟ 4- ولاحظوا أن كيف تدور الكاميرا على الحاضرات وتترك صاحبة الخطاب! وكأنها تتباهى بكثرة العدد، وتقول للناس ما أكثر المؤيدات، والحقيقة أن الدعوة النسائية -في الشام- فيها ربع سكان دمشق أي ما لا يقل بحال عن مئتي ألف، فأين رؤوسهن؟! ومن نعرفهن من كبيراتهن؟! وإني جربت عد الحاضرات فلم يتجاوزن 1000 في أحسن الأحوال، فأين بقية الداعيات ولماذا لم يتجمعن خارج المسجد (إذا كن بهذا الحرص على تأييد السفاح)؟! فاعلموا أن الخائنات قليلات، ولا تنسوا أن منهن المُكرهات. 5- وقالوا ملتقى داعيات دمشق وريفها، وهل يستطيع -اليوم- أي فرد الخروج من الريف أو الدخول إليه؟! إن الرجل -ذا الحاجة الملهوف- لا يستطيع الخروج ليحضر رغيف خبز أو ليتر حليب! وإن دمشق نفسها مقطعة الأوصال واسألوا أهل دمشق وسوف تعلمون علم اليقين كيف هو الوضع في الشام. فكيف وصلت هؤلاء النسوة للجامع؟! أيها الناس: أقولها لكم لتعلموا أن أكثر نساء دمشق والداعيات مع الثورة، ولقد رأينا من تعاطفهن وإخلاصهن وعملهن وتبرعهن ما يدعو للإعجاب ويثير الفخر وينفي الريبة والتهمة، وليس لنا الشق عن القلوب. وإن الثورة قسمت الداعيات -كما قسمت السوريين جميعاً- فأصبحن على مذهبين، وما رآه الناس في الأموي هو سلوك المنشقات أو المتخاذلات، وإذا خانتنا بضع سيدات وقدَّمن صورة سيئة، فإن أكثر النساء والداعيات وزعيمتهن الكبيرة مع الثورة، وإذا كانت قد أخطأت ولم تتبرأ من الخائنات، فإن بعض علماء دمشق وكبار دعاتها ورجالاتها خانوا الأمانة من قبل، وخرجوا من سوريا وأصبحوا في أمان، لم يقولوا كلمة الحق!؟ والله المستعان

د.عابدة المؤيد العظم

قالت الأخت عابدة: 

ثم نشرت والدتي على صفحتها هجوما عليهن

في الحقيقة أنا آسفة جدا لهذا الهجوم لأنه ليس في مكانه أبداااا

نحن نتكلم عن مواقفهن مع الثورة فقط فلم لا ننصفهن؟!

وهذا مقال السيدة بنان علي الطنطاوي :

 تضاربت الآراء وتشعبت واختلف الناس حول اللقاء الذي تمّ في صحن الأمويّ مع من يُسمين خطأ بالداعيات إلى الله وهنّ يدعون إلى شيء مختلف كما يبدو!! 

وسئلت وكتبت إليّ كثيرات تسألنني عن رأيي؟

أنا تجنبت التعليق على الحدث والخوض فيه لظنّي أنّ الأمر واضح وضوح الشمس، والحكم عليه لا يستدعي إعمال فكر ولا مراجعة أحكام فقهية ولاآراء علمية..

أوّلاً: من الخطأ التوقّف عند هذا التصرّف مُجرّداً عن تاريخ نصف قرن لهذه الجماعة.. فمسيرتهن من البداية تنبّئ بهذه النهاية..

وإلاّ كيف نفسر انتشارهنّ بمدارسهنّ! ومستشفياتهنّ! وصيدلاتهنّ! واجتماعاتهنّ ونشاطاتهنّ بأعدادهنّ الكبيرة المُلفتة للنظر!!!

وكيف نفسر جولاتهنّ في أنحاء العالم وسهولة خروجهنّ ودخولهنّ إلى سوريا بكل سهولة ويسر في حين أنّ امثالنا مُبعدون ومهمشون؟؟ ثمّ ... يُقال: إنهنّ ملاحقات!!!

ثانياً: لو توقفنا عند هذا اللقاء نقول: الحلال بيّن والحرام بيّن؟ نحن بشر لم نُكلّف إلاّ بالحكم على الظاهر والبواطن أمرها لله...

لن نحكم على آخرتهنّ وحسابهنّ معاذ الله.. ولكن سننظر إلى الفعل ونحاول التفكير...

كيف نرى ظاهر الفعل؟ من هنا سننطلق بالحكم على الفعل نحن البشر.. ونترك حساب صاحبات الفعل على الله.

لو أعملنا عقولنا؟ وحكّمنا تقوانا؟ سنجد أنّ من يقوم بمثل هذه الأفعال لن يوصلنا إلى الصراط المستقيم..

وسيّضيّع الأمانة! ويّشجّع الظالم! ويكون شريكا في ظلمه وفي قتله وفي بغيه.. 

ثالثاً: إذا لم نختلف بأنّ لنا الحق بالحكم على الظاهر..

وأمام هذا الفعل ظاهر السوء والانحراف عن جادة الحق سيكون من حقنا أن نُحذّر من هذا التوجه وهذه الجماعات..

وعلينا ألا ننسى ماكان يحدث، وألاّ نتغافل بأن هذه التصرفات هي التي أوصلتنا لما نحن عليه..

علينا أن لا نبرئ أنفسنا، ونعترف بأنّ سكوتنا عن أفيون الشعوب الذي خدّروا الناس فيه وأوهموهم أنهم يدعون إلى الله.. هو الذي وسع دعوتهم.

وإنّ رضي الحاكم عنهم يوضّح فائدتهم له، فهم يبعدون الناس عن طريقه ويشغلوهم بأذكار وقيام وصيام وعبادات لا تُحقّق العلة الأخلاقية التي شُرعت من أجلها وإنما تُختزل بأفعال ظاهرة غير مرتبطة بالسلوك.. 

إنّ عدم وقوف العالمين والدعاة المخلصين في وجههم هو سبب وصولهم إلى ماهم عليه من تأييد الحاكم الظالم..

ولاتقولوا: كيف لأحد أن ينطق الحق في سوريا في زمن الاستبداد؟ 

لقد سكت عنهم وأيدهم كل من بالخارج ولم يجرؤ أحد على نقدهم علانية والتصريح بأن هذه الدعوة لا تُمثّل إسلامنا ولا شريعتنا التي نزلت على أفضل الخلق..

يقولون: إنهم ليسوا جماعة واحدة وإنما من جماعات متعدّدة!!

وأقول: الجماعات كلها في عهد النظام رأسها الهرمي واحد وتوجهاتها واحدة بتفاوت في التعبير والطريقة..

وبالنهاية دعكم منهم ومن أمثالهم وعليكم وعليّ قبلكم التعجيل بإصلاح أنفسنا ومحاسبتها وتصحيح طريقنا عندها سيكون الله ناصرنا مهما كادوا ومهما مكروا..

إن الله معنا.. ولينصرن الله من ينصره. 

وكتب من قبل الأخ الحبيب حسن حداد الكلمة التالية ونشرها في مجموعة ( يا بلدي): 

لا أحد ينكر دهاء وخبث ومكر الإعلام الأسدي، وتخطيطه لكل لقطة يشاهدها الملايين ويصدقها البعض !!

التقيت قبل أيام بإحدى القياديات الكبيرات في السن والمكانة من هذه الجماعة النسائية الدعوية وهي ( غير سورية  ) ..

وكان موضوع اللقاء هو دعم الثورة !! 

فتفاجأت بما قالته لي حيث أنكرت واستنكرت أشد الانكار والاستنكار لما يشاع من أن جماعة القبيسيات مؤيدات للخنزير المدعو بشار !!

فقلت : وماذا عن اللقاءات التي تحصل مع المجرم وشبيحه وزير الأوقاف ؟!  

فقالت هناك إحدى المسؤولات في هذه الجماعة هي التي ورطتهن وتسببت بهذا الحرج للجماعة وذكرتها باسمها وهي قريبة من الشبيح وزارة الأوقاف ولعلها موظفة عنده ..

 ومما ذكرته لي أيضاً: أن هذه الجماعة لها مؤسسة خيرية في تركيا تدعم أهلنا النازحين وتقوم بالأعمال الإغاثية ..

فقلت لها: لماذا لا تصدرون بياناً توضحون فيه الحقيقة؟  فقالت: نحن لا نسعى للظهور الإعلامي وفي النهاية لا يصح إلا الصحيح على حد تعبيرها !!

انتهى اللقاء ..

أقول : يا إخوتي وأخواتي إن من أهداف النظام الأسدي القديمة الجديدة هي تفكيك البنية الاجتماعية للشعب السورية ... لا سيما المجتمع المحافظ ..

فليس غريباً عنه أن يأتي بسافرات أو نصيريات أو شبيحات ويتحجبن بنفس الحجاب ويظهرن بهذا العدد الهائل أمام الكميرات !! وأنا لا أستبعد أن تكون الأفرع الأمنية مخترقة هذه الجماعة كما اعترفت إحدى الممثلات أنها كانت تتنكر وتلبس لباسهن وتجلس بينهن - دون أن يكتشفها أحد - لتتعرف على حياتهن ثم مثلت دور القيادية في مسلسل ( وماملكت أيمانكم ) فلا أعتقد أن القبيسيات كجماعة وفكر وهن منتشرات في عدة بلاد عربية من مصلحتهن أن يقفن مع الطاغية ونهايته معروفة سلفاً !! وهل يملكن من الأمر شيء إن أمرن بالحضور أن يقلن لا !!  وما عساهن أن يفعلن !!

أنا هنا لا ولن وكل أدوات النفي أضعها لأبرر ظهورهن وهن يدعين لانتخاب المجرم !!! أبداً

ولكن من وجهة نظري أنهن الحلقة الأضعف في الموضوع فعلينا أن لا نسلط سهامنا عليهن فمعركتنا مع نظام الإجرام وليس مع أحد غيره سواء داخلي أو خارجي .

والسلام .

ملاحظة : ليس من عائلتي القريبة والبعيدة واحدة منهن .

أخوكم: حسن حداد

عضو المكتب التنفيذي

لمجلس محافظة حلب للإغاثة والإعمار