آه يا حلب !!!

الشيخ حسن عبد الحميد

clip_image002_6f325.jpg

حلب فيها قطعة من التاريخ  ( المدرسة الحلاوية ) 

وتقع مقابل الباب الغربي للجامع الاموي ، كانت تعرف بالكنيسة العظمى .

 كنا نتردد اليها كل يوم ، ففيها يسكن اخواننا من اريحا والمدير الاداري العظيم نعمان السخيطة ،

ولابن بلدنا عبد الله الاحمد الحاج عبد الله غرفة فيها ، وهو مغرم بشراء الكتب القديمة مثل نفح الطيب وغيره ، وكنا نسميه ملك الجمال لان سماره قريب من السواد وكأن آصوله سودانية ، ومع ذلك كان بيته في جدة مضافة لكل حاج من مدينة الباب وبزاعة ، وفي مقدمتهم والدي الذي كان مغرما بأداء فريضة الحج كل عام، والرجل مفطور على الكرم وحب الضيف رحمهم المولى 

في الحلاوية سكن أحمد مليشو وعبد الحميد صلوح ونذير حامد أبناء اريحا ، هذه المدرسة كانت مقرا لشيخ الحنفية في حلب ، صاحب كتاب تحفة الفقهاء للسمرقندي ، الذي طبع حديثا بتحقيق استاذ مصري ،  هذا الكتاب العظيم في الفقه الحنفي شرحه إمام عظيم هو علاء الدين الكاساني ، صاحب أعظم كتاب في فقه الحنفية واسمه بدائع الصنائع في ترتيب الشرائع ، وكان استاذنا الشيخ مصطفى الزرقا يثني عليه كثيرا ويعتبره من اعظم ماكتب في الفقه الحنفي 

المدرسة الحلاوية كانت كنيسة فصارت مقرا للفقه الحنفي ، وقد دمرها طيران الحقد الطائفي ،

الحلاوية منارة حاولت الصعود الى مئذنتها وصلت الى النصف ومااستطعت تكملة المشوار وانا في عز الشباب

 وهي قريبة جدا من المدينة والسقطية والحمام وسوق الحبال والعقبة وهي مركز الحركة في حلب 

حلب خالد بن الوليد و أبي عبيدة بن الجراح سنة ٦٣٦ م ،

حلب سيف الدولة الحمداني سنة ٩٤٤م ،

 حلب نور الدين الزنكي ١١٤٧ م 

حلب مدينة العلماء والدعاة والصالحين ومنهم محمد راغب الطباخ صاحب كتاب أعلام النبلاء في تاريخ حلب الشهباء 

رحم الله خسرو باشا العثماني الذي عمّر الخسروية وغيرها ، الشعبانية والاسماعيلية والقرناصية والبهرمية والاسدية 

ملآ العثمانيون حلب بالمساجد ، وكل مسجد يحتوي عشر غرف لسكن طلاب العلم 

حلب يريد مغرور أن يمحو اسمها من خريطة سوريا ، وخسأ هو وأبوه وطائفته ؟؟؟؟

حلب افتتح قلعتها القائد المسلم البطل دامس أبو الهول ، الغلام الاسود الطويل ،  أحد قادة الفتح الاسلامي في عصر الفاروق عمر بن الخطاب رضي الله عنه ، أمره أبو عبيدة بن الجراح في حصار قلعة حلب مع ثلاثين رجلا من الشجعان المتمرسين فكانوا كالاسود الضاربة فأصيب بثلاثة وسبعين جرحا كلها في مقدمة بدنه ، وفُتح باب القلعة وكبرّ الابطال . 

 حلب هي حلب وليست جلب !!!

مسكين من يناطح القدر !!! 

حلب فيها باب المقام ، أي مقام ولي من أولياء الله ، وفيها مقبرة الصالحين آولياء الله في أرضه من عاداهم فقد عادى الله ، صالحوا حلب ، أولياء حلب ، عبّاد حلب ، مجاهدو حلب مقرهم هنا في مقبرة الصالحين ، تتحدى أرواحهم كل الظلمة ، من يتحدى حلب تكون نهايته في حلب ، وقبره تلفظه أرض حلب لانها لاتقبل خنزيرا كافرا ولا شيعيا حاقدا 

في احتفال عيد الجلاء سنة ٤٥ من الزحام سقط طربوشي الى اسفل المكان وكان يسمى الجسر ، واستغرق التفتيش عن الطربوش أكثر من ساعتين وحصلت عليه بعد تعب وجهد ، رحم الله يوما كنا نعشق ضباط الجيش السوري ،كنا نحييهم لا باليد بل بالقلوب 

نحن رضعنا الوطنية والحرية مع حليب أمهاتنا ، مدينتي الصغيرة ( الباب ) أول من آسقط علم فرنسا ومُسح به الارض ، أول بلد يأسر صغاره مليشيا فرنسا ويتسلمهم عبد القادر الرحمو حتى وصل بهم الى سرايا الباب ، بل أبلى الحاج ديب البهو البلاء الحسن في عملاء فرنسا رحمه الله 

حلب تتأمر عليها الامم المتحدة لقتلها !!!!

حلب تحرق اليوم بالقنابل الفورسفورية من طائرات الروس الكفرة الفجرة وحكام العرب صم عمي فهم لايعقلون 

لان ثوارها انتصروا على جيوش ثلاث دول ومعهم حزب الشيطان وأكثر من أربعين تنظيما طائفيا 

حلب ابطالها يفخر بهم كل انسان ، رجال الكلاسة من آل جاموس دوخوا رجال الطائفة وعساكرهم في الثمانينات ، دخلت ليلا سجن السريان في الامن العسكري فإذا فيه كرام أهل الكلاسة 

حلب تجاوزت بطولاتها البطولات ، وتجاوزت تضحياتها التضحيات 

( الله أكبر ياحلب 

فلتغسلي عار العرب 

ولتبصقي في وجه روسيا 

والتحالف والنخب 

ولتطفئي نار المجوس 

وعلمي الفرس الادب )

والله أكبر والعاقبة للمتقين 

ونصرك ياقدير

وسوم: العدد 680