حقيقة الحرية في المضمون الإلهي

في بلاد الشرق و غربها الجميع يبحث عن الحرية و يطالب بالحرية و يتمرد مناشدا الحرية أو يزعم عيشة الحرية. فما هي حقيقة الحرية بناءا على المضمون الإلهي؟ 

الله سبحانه و تعالى خلق الخلق و نظم الكون بحسبان فهو أعلم بالإنسان و ما يضمن له حقوقه و سعادته. 

و خالق الخلق كرم الإنسان بإعطائه حرية القرار و حرية التصرف و حرية العيش و حرية الإختيار وحرية صنع الحياة .  إذن الحرية شيء فطر عليه الإنسان.

وبحثه عن الحرية عمل من الفطرة ليجسد إنسانيته و وجوده و ليس عمل سلبي. لكن ما نراه من تمرد و فساد أخلاقي و إجتماعي في الشرق و الغرب  هل يقع تحت بند الحرية؟ طبعا لا

إذن هناك حلقة ضايعة في سلسلة الحقيقة للتمتع بالحرية الحق و استخدامها لبناء الوجود بسعادة و قناعة تامة. ما هي هذه الحلقة؟ 

سأوضحها تماما كما أوضحها لبناتي, بسطر واحد.

"عندما تباشر قيادة السيارة لك الحق أن تذهب أينما تريد و لكنك لا تملك الحق بأن تكسر قوانين السير أبدا". 

و هذه هي الحرية الإلهية التي تضمن سلامة الإنسان و تضمن وصوله إلى هدفه و تشعره بالحرية التي فطره الله عليها. 

إذهب أينما تشاء، و حدد أهدافك كيف تشاء، و أعمل عليها كيف تشاء و لكن ضمن القوانين الإلهية التي تضمن حقوقك و حقوق الآخرين و سلامتك و سلامة الآخرين. 

الحلقة الضائعة هي عدم فهم معنى الحرية الإلهية.  

لكن الداء الأعظم هو عدم الإلمام بالقوانين الإلهية و اعتبارها قوانين لقمع الحرية نتيجة سوء التبليغ و التوصيل و الممارسة من رجال الدين. 

 شريعة الله أكبر نعمة و لكن جهلاء الدين صوروها كسيف لقطع الرؤوس و التحكم فرآها الناس نقمة ففروا منها. و كل بات يبحث عن حريته في أهوائه. فعمت الفوضى في البلاد و الطرقات و كان الهلاك في بلاد أهل الشرق التي سلمهم الله أمانة الشريعة وحقيقة القوانين الإلهية التي يعم بها السلام و الانتظام و العدل في العالم أجمع. 

تدبروا القرآن لتعلموا الشريعة الحق فتستطيعوا القيادة في الطرقات للوصول إلى حرية صنع الأهداف و صنع الحياة. فتصدروا الحرية الحق عوضا عن استيراد حرية الباطل.

وسوم: العدد 703