عن الأحرار أتحدث ...

أشرف إبراهيم حجاج

لا عن العبيد؟

( 1 )

أشرف إبراهيم حجاج - إعلامي – القاهرة

[email protected]

[email protected]

لم أجد من الكلمات ما أعبر به عما بداخلي فقد انقطعت عن الكتابة منذ وفاة أستاذي ومعلمي الأستاذ الدكتور جابر قميحة رحمه الله ، فكنت ألتقي به يوميا قبل سفري للخارج بعد نجاح ثورة 25 يناير العظيمة والتي أهدت المصريين رئيسا يتق الله تعالى في كل شيء ، فطمأننت بفضل الله تعالى . فغادرت البلاد للعمل بالخارج بعد أذن من معلمي الدكتور جابر قميحة ، وكانت الصاعقة الكبرى التي وقعت على رأسي حينما كنت أتقبل العزاء في هذا العالم الكبير ، كنت أتمنى من الله تعالى أن يطيل لنا في عمره   ، ولكني عرفت الآن أن الله تعالى يحب هذا الرجل فاختاره إلى جواره في هذا التوقيت فقدر الله وماشاء فعل ورحم الله أستاذي ومعلمي وعالمي الدكتور جابر قميحة وجعل الله كل أعماله في ميزان حسناته وأن يجعله رفيقا للحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم .

  استأذنا الدكتور جابر قميحة وأنا وشقيقي م /محمد حجاج

 واليوم عقدت النية أن أكتب كما علمني أستاذي الدكتور جابر قميحة فأردت أن أكتب اليوم إلى كل أحرار مصر والعالم :

أولا أقدم كل آيات التعازي في أبطال السماء من الشهداء ، فهذه التعازي أقدمها لنا نحن الأموات فهم أحياء عند ربهم يرزقون ، فكانا معكم يدا بيد ولكن الله تعالى اصطفاكم أنتم فكنتم الشهداء ونحن الشهود على شهادتكم فصبرا جميل عسى أن نلحق بكم قريبا ونتمنى أن ننال شهادة كما نلتموها انتم فجزاكم الله خيرا .

فأصبحتم بفضل الله آيات للعالمين ، مثالا صادقا أمين ، مرابطين على الحق المبين حتى لقاء رب العالمين ، فهنيئا لكم بما انتم فيه .

 

أسرد الآن بعض الحكايات من ميدان رابعه العدوية ( ميدان الصمود ) :

البداية كنت هناك :

                            فوالله الذي لا إله إلا هو كنت أحلم في اغترابي أن أعود لأشارك أحبابي وإخواني ما هم فيه من أجمل مواقف الحياة ، حينما تجد الجميع مصليين ، قائمين ، راكعين ، ساجدين ، تلاوة القرآن هي السبيل ، والتكبير والتهليل يرج المكان رجا ، وتهتز الأرض هزا ، فكنت أسجد شكرا لله تعالى على أني كنت من أهل هذا المكان .

الأطفال يحفظون القرآن ويصلون فتشاهد مشهد هو الفريد من نوعه في فكر الإخوان المسلمون في تربية الأشبال فما يصنعوه هو ما تربوا عليه ، يحتفلون بطريقة تدخل السعادة والبهجة والسرور على قلوب الكبار .

يالله ، كانت المشاهد تتجسد معي وأنا بالطائرة فبفضل الله تعالى غادرت البلاد يوم 28 رمضان ، وكنت صائما أفطرت أنا وشقيقي بالطائرة ، وتسحرنا أيضا لليوم التالي بها ، وسنصل مصر يوم 29 بعد صلاة الظهر ، كان كل اهتمامي الفكري أن أصل مصر بأسرع ما يكون كي ألقى الأحباب والأصحاب في الميدان .

بحمد الله تعالى نصل مصر ، ونقابل الأهل والأحباب بالمطار وأذهب لبيتي للقاء أسرتي فقد كان ، وجبة الفطور آخر أيام رمضان ببيتي كان لها طعم جميل جدا .

وبعد تناول الإفطار قررت الذهاب لرؤية والدي بمدينة طنطا وأول أيام العيد وعدت للقاهرة مسرعا ، أسرتي بالبيت وأنا غادرت للقاء المرتقب وكل نفسي تذهب سريعا إلى هناك وصلت للميدان وكأني على أبواب الجنة أقسم بالله تعالى رائحة المسك تنتشر في كل مكان ، وعلامات الإيمان تلقى إليها الأنظار ، كدت لا أصدق ما أنا فيه ولكني الآن بميدان رابعة العدوية ، قام الإخوة على أبواب الميدان بالتأكد من هويتي المصرية وآذنوا لي بالدخول ، ها أنا داخل الميدان مع الأحباب والأصحاب والرفاق ، تمنيت أن أظل معهم كثيرا ولا أفارقهم أبدا وكما تعلمت استحضرت النية قبل الدخول قمت بالاتصال على الزملاء وكانت لهفة اللقاء علينا تشتد ، والتقينا وكأنني ولدت من جديد يا أصحاب ، يا أحباب ، يا رفاق ، كم أحبكم جميعا في الله تعالى .

ثم كانت المفاجأة التقيت بأخي وحبيبي الشيخ سلامة عبد القوي بالمنصة سلمت عليه وتحدثت إليه وباشتياق لرؤيا كل الأحباب هنا بميدان الصمود وتركته وذهبت للقاء أستاذي ومعلمي وحبيبي الدكتور صفوت حجازي فكان اللقاء بمكتب إدارة المنصة .

يا ألله أنا الآن بميدان رابعه العدوية هذا ما لم أصدقه جلست إلى جوار الدكتور صفوت جلوس الابن بجوار أبيه ، والتلميذ بجوار أستاذه ، كدت لا أتكلم ولا أنطق في وجود هذا الرجل فكنت أحب أن أسمعه فقط ، ولكنني تكلمت وناقشت معه بعض الأمور من الطريف فيها أن طائرة الاستطلاع تم فقدها وكانت طائرة مشهورة في ميدان رابعة وكانت معي هدية لميدان رابعه طائرة استطلاع وتصوير أتيت بها من الخارج لهذا الغرض فقدمتها لأخي الحبيب الدكتور صفوت لتدخل الخدمة ، فقبلها مني وقال لي سأذهب أعلى المنصة لأقول للأحباب هنا أن الله تعالى رزقنا بطائرة تعوضنا عن التي فقدناها فصعدت معه ، كم كانت فرحته وفرحة الإخوان بهذه الطائرة فقلت في نفسي أقسم بالله تعالى لو أعلم مدى السرور الذي دخل على الأحباب بهذه الطائرة لكنت اشتريت منها عشرة وأحضرتهم إليه ، فسبحان الله تعالى .

تحدثت مع كل الأحباب هنا بالميدان والوقت يسير بسرعة كبيرة جدا فقررت الذهاب إلى بيتي للقاء أسرتي التي تنتظرني وسرعان ما سلمت على كل الأحباب وغادرت الميدان والدموع تنزرف من عيني .

تمنيت أن لا أغادر هذا المكان ما تبقي لنا فيه ولكن الله غالبا على أمره ، وصلت لبيتي فكانت زوجتي وأبنائي ينتظروني ، قلت لزوجتي ما تمنيت أن أعود من الميدان ، فالحياة هناك بكل معانيها وجمالها ووفاء أهل الميدان والتسامح والحب الشديد بين كل الموجودين به ، قلت هذا الكلام بعدما رأيت بعيني كل ما يكون سببا في أن أقول هذا .

نمت أحلم بالعودة للميدان ، وتمنيت أن تعود الشرعية معه ، ونحمل رئيسنا المنتخب الدكتور محمد مرسي على الأعناق ، لكن الله تعالى لم يريد هذه الأيام.