زفرة في ذكرى مجزرة حماة !

الشيخ حسن عبد الحميد

ملكنا هذه الدنيا قرونا   

      وأخضعها جدود صالحونا 

وسطرنا صحائف من ضياء  

       فما نسي الزمان ولا نسينا 

تفيض قلوبنا بالهدي بأسا  

    فما نغضي عن الظلم الجفونا 

وآلمني وآلم كل حرّ   

   سؤال الدهر: أين المسلمونا 

كتب أحد حماة الديار كنا نأمن سقوط الجولان ! وقد أخطأ ابن الوطن الحر ! فالجولان لم تسقط وإنما ذهبت في صفقة تجارية ؟ والسقوط يكون بعد حرب ! 

ولا حرب هنا ؟ 

دخلنا حربا بالظاهر وعلى صفحات الصحف ! أما الواقع فصفقة فيها بائع ومشتر ! والثمن مجهول ! 

سمى علماء العربية الصندويش ( الشاطر والمشطور والكافح بينهما ) 

من الشاطر في هذه الصفة ! ومن المشطور ؟ وماهو الذي بينهما ؟

حدثني من دخل حرب حزيران الملازم عبد الجليل وهو من الباب قال : قال لي خريج البارات لا الاكاديميات ! وهو ذو نسور وتيجان إذهب إلى تلك التلة لعنا نأمن القصف الإسرائيلي ذهبت وعدت لقائدي قلت تمام الموضع آمن وانتقلنا إليه .

فجأة سمعنا هدير الطائرات الإسرائيلية ، انبطح القائد العسكري وصرخ ملازم ع ضعي فوقي قش ! 

نطق القاف بالحلبية ! قال الملازم : سيدي درست في الأكاديميات في أوروبا لأضع فوقك القش ؟ 

وجلس القائد بعد الاتصال بالهاتف قائلا أولادي دبروا أنفسكم !

 أي اهربوا ؟ 

ووصف الملازم مارأه في الوادي من جنود هاربين يتقدمهم البطل الجنرال أحمد بلباس عربي على جحش أبيض وخلفه نائبه على جحش أسود وكان مملوء الصدر بالنياشين كلعب الأطفال ! 

هؤلاء صاروا أبطالا في حماة ! 

يصف أحد من شاهد مجزرة حماة قال : دخلناها لنقتل كل من شاهدنا ، حتى أحد أبناء مدينة الباب دخل بيتا لعالم جليل من آل الكيلاني وكان يحضر للباب واعظا وهاديا ، دخل جيش حماة الديار بيت الشيخ العلامة أديب وفيه زوجة وخمس بنات وتركوهم يسبحون في بركة من دم !

دخلت مفرزة إلى أحد البيوت هرب النساء إلى السطح ، لحق بهن ابن بلدنا وبيده الرشاش وفتح عليهن النار ، يقول رأيت أما تحمل في يدها طفلها أخذه منها السيد ( ب ) وألقاه إلى الشارع من خامس طابق ، وهو الرضيع ! 

وتسمع نشيد حماة الديار ينطلق بقوة من أفواه السكارى : فمنا الوليد ومنا الرشيد فلم لا نسود ! ولم لا نشيد ؟؟

لقد دمر الهالك بتفويض من الحزب القائد حماة وأذل شعبها ، دمرّ الأحياء والمساجد والأسواق والمشافي  !!

 قتل من أهلها مايفوق ال ٤٠ الفا ، حي الملعب بحماة قتلوا كل شبابه ؟

كان ذلك في ٢/شباط / ١٩٨٢

 شارك فيها سرايا الدفاع واللواء ٤٧ دبابات ، واللواء ٨١ ميكانيك ، والقوات الخاصة الفوج ٢١ إنزال ، فضلا عن رجال المخابرات والفصائل الحزبية المسلحة ؟

 هدمت أحياء بكاملها على رؤوس أصحابها ، هدم ٨٨ مسجدا ، ويتباهى شقيق الريس بأنه قتل ٣٨ ألفا في حماة ؟

 لاتزال تلك الذكرى المروعة ماثلة أمام الأذهان ، فما حدث في حماة وماقام به قارون العصر يعد واحدة من أبشع جرائم القتل الجماعي في آخر ١٠٠ سنة ، واسألوا كم قتل من أهل حماة دعسا بجنازير مدرعات اللواء ٤٧ ؟

المجازر بدأت عام ٨٠ في جسر الشغور ثم حلب ، ولو كتبنا عن محتل حلب قبل مجزرة حماة شفيق بيك ابن حمدان قرمط الذي كانت دباباته على مشارف خان العسل ؟

 ثلاثون ألف جندي احتلوا حلب وخطب الشفيق فوق دباباته وسط المدينة أنه مستعد لقتل ألف شخص كل يوم  ؟ 

من ينسى مجزرة حي المشارقة صباح عيد يوم الأضحى المبارك ١٩٨٠ أكثر من ١٠٠ شهيد دفنتهم الجرافات !

هل يذكر شبابنا مجزرة سوق الاحد في حلب راح ضحيتها ١٩٢ شهيدا ! هل تذكرون مجزرة بستان القصر !

 ودخل المجرم إلى الكلاسة قتل الشباب وروع النساء !

 ١٠٠ شهيد في الكلاسة ، وقتلى بالآلاف دفنوا أحياء في مجزرة تحت القلعة ، ٢٠٠٠ شاب من أهل أغير اعدوا ، إجرام مابعده إجرام !

وأخيرا مات ووري الثرى تلعنه ملائكة السماء وصالحو الأرض .

ودارت دورة الأيام ..

وأكمل الابن تدمير الوطن من أقصاه إلى أقصاه بطيرانه المقاوم والممانع  ، وهرع إلى المجوس والروس لنجدته ؟

وافتحوا أذانكم لما يقول ( شيخ الحضرة ) الذي جعل مرافقا له ذو لحية ضرار كمسجد الضرار في موسكو ، قال فض الله فاه ، ولعن أمه وأباه قال المندوب السامي لسوريا السيد لافروف : لن أدع مسلما يتولى حكم سوريا ؟ 

 لقد فعلوها بالشيشان ووضعوا رئيسا باسم ( قديروف ) وهو عميل شيشاني ، والشيشان بلد مسلم ، ورحم الله أمة يرى الغرب والشرق كل ذنبها الإسلاما !

ماحدث في حماة لا أقول مجزرة بل مذبحة ومأساة جرت بصمت ؟

لأن الشرق والغرب موافق عليها ! أليس دم المسلمين ! فهو رخيص جدا ، فالبابا يفور إذا هدم تمثال بوذا ! أما إذا هدم الإسلام فيامرحبا بذلك هذا مانتمناه !

يقول ربنا جل في علاه ( ودّوا لو تكفرون كما كفروا فتكونون سواء ، فلا تتخذوا منهم أولياء ) ٨٩ النساء

هذه جرائمهم ، تلعنهم حجارة مسجد السلطان وشيخه محمد الحامد ، والعيون التي قلعت من أصحابها ( طبيب من آل العيون السود قلعوا عيونه بأصابعهم ) هذا كله بفضل سرايا الدفاع التابعة لرفعت قائد مجزرة تدمر الذي يجهز نفسه الآن لاستلام الراية القرمطية ؟؟؟

لكن أيها الأخ المسلم : 

 ( لا يغرنك تقلب الذين كفروا في البلاد ١٩٦ متاع قليل ثم مأواهم جهنم وبئس المهاد ١٩٧ ) آل عمران 

عودوا لربكم فعلا ، واهتفوا ( ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ) ٢٣ الاعراف 

قولها بقوة ربنا ( واكتب لنا في هذه الدنيا حسنة وفي الآخرة ، إنّا هُدنا إليك ) ١٥٦ الاعراف 

أقول هذا القول وأستغفر الله ، والله أكبر والعاقبة للتقوى 

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 706