نقاط في حروف الموقف الأمريكي ..

عقاب يحيى

لا أعرف هذا السر في اعتراف الولايات المتحدة بالإئتلاف.. وممثليته الدبلوماسية..بعد ذلك الفيض من الخيبات والوعود الخلبية..

ـ قالوا، والعهدة على الرواة الكثر : أن الإدارة الأمريكية تشعر بالبهدلة.. وبنزول شعبيتها بين السوريين حتى ما دون الصفر، وعودة عديد السوريين إلى مألوفهم باتهام أمريكا بانها صانعة الشرور، ووراء المؤامرات والجرائم.. والداعم غير المحدود للصهيونية وكيانها الاغتصابي.. وأن قناعة أغلبية السوريين، وأولهم من كان ينتظر الدعم الأمريكيز. انها تقود مشروعاً لاستمرار النزيف السوري حتى وصوله لمرحلة شاملة من الخراب، والاقتتال الطائفي، والدمار في كل شيء، وما يشبه التقسيم الواقعي، وتفريخات بيوض متشددة إثنية، ودينية ومذهبية ومن كل الأنواع..

حينها.. قد تتفضّل علينا وتتدخل.. أي " بعد خراب البصرة"...

ـ ولذلك..ايضاً، وبعد تغيير السفير فورد، الذي شبهه البعض ببريمر العراق.. ارسلت الإدارة وفداً ـ قيل أنه مهم ـ التقى بالهيئة السياسية للإئتلاف.. وكان الهدف استقراء لوحة موقع أمريكا لديهم، ولدى الشعب السوري، وانهم استمعوا لانتقادات صريحة..... دونوها في أوراقهم.... ووعدوا بشيء من تغيير....

ـ فهل هو ذلك التغيير.. أو أول "غيثه".. في حين تتهاطل تصريحات عن النيّة بتقديم اسلحة متطورة للجيش الحر.. او للمعتدلين، والعاقلين ؟؟...في المعارضة ؟؟..

نحن نعلم أن هذه الإدارة لا تتصرف بردات الفعل، ولا بالمزاج.. وأن لديها مشاريعها، وقراءاتها، ومؤسساتها، وان خطّ اوباما الذي يريد تكريسه يبتعد عن الحسم السياسي، بينما بدت الرخاوة كبيرة في فرض شيء سياسي.. المر الذي فتح كل الأشداق على المجهول، وألقى بالظلال المعتمة على أي حل سياسي ظهر وكأنه ممسرحاً، وأن الإدارة الأمريكية غير جادة في الميدانين : السياسي والعسكري..

ـ ربما ـ يقول البعض ـ ان الانتقادات الكثيرة، والتفاعلات داخل بيت الإدارة الأمريكية يدفعانها لشيء من التغيير، خصوصاً وأن قطار الدعم الروسي ومعه الإيراني يسير بقوة صارخة، وبما جعل النظام المجرم يمضي قدماً في جرائمه، وصلفه، وتعنته.. وآخرها إقدام رأسه على الترشح خلافاً لكثير تصريحات قادة الإدارة الأمريكية..

ـ ربما يكون هناك تغيير ما.. لكن هل يستوجب هذا التهليل من مدمني النفخ بالأبواق المثقوبة.. الذين لم يرتدعوا، ولم يوقفوا رهاناتهم على الدعم الأمريكي، وما زالوا يطبلون ويزمرون.. بل ويراهنون، وينظّرون .. ويتأملون...بينما القرار السوري ما يزال بعيداً عن أصحابه ؟؟.....

ـ الفرق كبير بين أن نسعى لتأمين الدعم من كل دول العالم، ونحن نعي من هي الولايات المتحدة وقدراتها، وثقلها.. وتأثيرها على عموم"أصدقاء سورية" ومعنى مواقفها وانعكاسها علينا، وعلى الاخرين الذين لا يقدرون تخطي أوامرها، وموانعها حتى لو كانت نواياهم صادقة بدعم الشعب السوري وحقوقه المشروعة في الحرية، وفي إسقاط نظام الطغمة المجرمة....

وبين أن نرهن قراراتنا وحساباتنا لذلك الدعم..

نعم الفرق كبير جداً..

وحين نمسك بقرارنا الوطني. وحين نحترم بلادنا : سورية العظيمة، ونعي موقعها وخصائصها وثقلها وما تعنيه عربياً وفي المنطقة والعالم.. ونحترم غرادتها التاريخية وبصماتها المعروفة.. حينها يمكن أن نجبر الإدارة الأمريكية وغيرها.. على تقديم اللازم لشعبنا، ولثورة الحرية، وبناء الديمقراطية..