سوريا ...

الشيخ حسن عبد الحميد

سوريا هدية خالد بن الوليد وأبو عبيدة بن الجراح رضي الله عنهما للإسلام والمسلمين  .

قال أوس بن حجر التميمي  :

ورثنا المجد عن آباء صدق  

     أسأنا في ديارهم الصنيعا 

إذا الحسب الرفيع تواكلته

      بُناة السوء أوشك أن يضيعا 

مسكينة سوريا كثرت فيها الرايات ؟ وقضم ضيوفها الملاعين ما يملأ الوفاض 

وكأنها تفسير لقوله تعالى عن الغافلين عنه ( ومزقناهم كُلّ ممزقٍ ) ١٩ سبأ ، 

لأنهم ( نسوا الله فأنساهم أنفسهم ) ١٩الحشر 

سوريا كانت فيما مضى لا يدب على أرضها إلا وجه عربي أسمر ، وبفضل أبو العيون الزرق الخليفة تبعنا صارت مسرحا لكل من هبّ ودبّ ! 

قوات واشنطن تسرع السير في شمالها ! والدب الروسي يخوض في وسطها وطرطوسها ! 

وسلاح من صنعهم المعلم يحرس ديرها وفراتها ويبيعهم بترولها  ! 

حراسة المطارات في يد ضيوفها أصحاب المنجل والمطرقة ! ومحتلوا المقامات هم مجوسها ؟

انظر في الأطلس كانت دولة حدودها من رأس الناقورة إلى جبال طوروس ، أما الآن فالوطن رقاع يحملها الشقران والحمران ؟ أما بنو اسرائيل اكتفوا بما نهبوه من قبل ! وعيون جبل الشيخ تدمع ! ومدينة سعسع تندب حظها ! 

وتمزق ثيابها قائلة لمن تركتموني إلى عدو يتجهمني ! أم إلى صديق يتهكمني ؟ 

والمصيبة إذا عمت خفت ! 

ياجزيرة ابن عمرو هنيئا لك ضيوف لئام زرق العيون ، شقر الشعور ! لكنهم أغنياء وأقوياء يملكون الفوسفور الأصفر ؟ فطيبي نفسا وقرّي عينا !

مزقنا عيد الجلاء ، وعيد الاستقلال ! كنا الرأس فصرنا الذنب ؟ 

وطالما معنا صاحب العنق الطويلة فنحن على خير وفي سباق خيل ؟ 

وخرج الأمر من يدنا وصرنا كأيتام على مائدة اللئام ببركات الرسالة الخالدة والحزب القائد ؟ 

والقرمطي الكبير وساكن ثكنة الشيخ يبرق بحلب !

وسُرق منا الفرس ولم يبق في أيدينا سوى بعر الفرس ! ودمع في مآقينا ! وحسرة في صدورنا ! 

سوريا عليك السلام ، وعلى رأس الناقورة التحيات .

سلام عليك يا حمّة ، سلام عليك ياجولان ، سلام عليك داريا المحتلة ، سلام عليك دار الإسلام ياحمص خالد .

ولكن لن نيأس من نصر قادم فقد لبسنا ثوب عز بعد تمزيق الرقاع 

لبسناه يوم مشينا وراء عظيمنا محمد عليه الصلاة والسلام  .

جربنا الجاهلية بكل ألوانها ! والعلمانية بكل صنوفها ، ولم يبق لنا إلا هدي المصطفى عليه السلام .

 ستستقيظ أسد العروبة و الإسلام وستسمع الدنيا صرخة صلاح الدين الأيوبي فإذا السحر قد بطل ! والمغامر قد خنس ، والمجوسي قد هرب ! 

ولن نسمع دوي الألغام ، ولن نشم غاز السارين ، ولن نر في السماء سوى عظمة الخالق سبحانه الذي وعد المؤمنين بنصره ، وسيهزم الجمع ويولون الدبر  .

معذرة ياأرض الجدود ، فان طلائع الفجر بطش بها الطغيان ؟

أيها الوطن المحتل ، أيتها الأرض السليبة ستكنس كلمة الله أكبر كل العفن من أرض سوريا ، وستصدح المآذن في دمشق وحلب وحمص والقلمون بكلمة التوحيد ، صدقت ياسيدي يارسول الله ، صلى الله عليك ياعلم الهدى حين قلت 

( إذا هلك كسرى فلا كسرى بعده ) البخاري عن أبي هريرة رضي الله عنه ، ورضي الله عن الفاروق عمر الذي أسقط دولة الفرس ودمّر مملكتهم .

هاهم تلاميذ محمد عليه السلام يقولون ( إذا جاء نصر الله والفتح ) فقد بطل السحر والساحر 

معذرة حبيب الله فلسنا من أمتك إن لم نعمل لمجد يتصل بك سببه وبشريعتك نسبه  .

ويامن تخوضون في مياه طرطوس وترفعون الرايات فوق جبال القلمون ، يامن غرتكم قوتكم اعلموا أن معنا رب يقول ( كن فيكون )

 فلا تجزعوا ياشباب الإسلام فإن موعدكم الحمة إن شاء الله ، وسينزل نصر الله من السماء ويغسل أرض سوريا من كل دنس 

ياغارة الله جدي السير مسرعة في أخذ هذا الفتى ياغارة الله  .

 وياجواري المدينة المنورة اهتفوا من جديد : 

طلع البدر علينا من ثنيات الوداع 

قد لبسنا ثوب عز بعد تمزيق الرقاع 

وبشرى لكل علماني هاهو العلم الأمريكي صار خفاقا في سماء الوطن ، والعلم الروسي والبريطاني والايراني ووو ؟ 

وبشرى لأمة العرب أمريكا تستعد لمعركة الموصول وتجري انزالا في الرقة وتحدث الجرائم فيها وفي الطبقة بحجة مكافحة الارهاب ؟

وروسيا ترسل كاشفات الألغام إلى تدمر فعملها إنساني ليس إلا ؟ وستظهر لها المقابر الجماعية في صحراء تدمر ؟

الخلاصة صرنا دولة مهزلة ، وعلمنا يمثل مهزلة ، وعيب علينا أن يكون لنا مندوب في الأمم المتحدة ؟

استمعت لحفيدي الصغير ينشد فبكيت :

 قالوا لي إني انسان .. حرّ جبيني ما بينهان .. ماجربت الحرية .. بس كتبت على الحيطان ؟ 

كسروا قلمي ، 

حبسوا نغمي ،

 بدهم مني أكتم ألمي .. 

رح أحكي واحكي وأحكي ياسوريا لا تبكي ، ياسمين الشام مزهر يعني الحرية ملكي . 

بيي استشهد أمامنا وبعدتوا أمي عنا ، تأسر خيي ليش ليش شو اللي صار بموطنا ! 

خطفوا أمني ، 

أخذوا أمي ، 

حتى حلمي مات بقلبي ؟

قولوا لا حول ولا قوة إلا بالله 

فهذه بركات الرسالة الخالدة  ؟

وفرجك ياقدير

وسوم: العدد 714