أحرار سورية في ذكرى الإسراء والمعراج

تمرّ هذه الذكرى على شعب سورية، وما يزال يكابد آلام نصف قرن وهو يرزح تحت حكم فئوي طائفي حاقد لئيم... وما يزال يُشعل ثورة على الظلم الذي يمارسه حكام حاقدون ويعينهم عليه قوم آخرون روس وإيرانيون وزينبيون وحزبلاويون...

في هذه الذكرى يقرأ شعبنا قول الله تعالى: (سبحان الذي أسرى بعبده ليلاً من المسجد الحرام إلى المسجد الأقصى الذي باركنا حوله لنُريَه من آياتنا. إنه هو السميع البصير). وينظر في قوله سبحانه: (لنريه من آياتنا) فيرى من الآيات ما يشير إلى الفرج والنصر والتمكين.

لقد سبق معجزة الإسراء والمعراج سنةٌ من الاضطهاد تعرّض له النبي صلى الله عليه وسلم وأصحابه حتى سميت عام الحزن، وتخلّى عن هذا الدين طغاة مكة وزعماؤها ورعاعها، وجاهروه بالعداء... فجاءت هذه المعجزة تقول للنبي صلى الله عليه وسلم: إذا تخلّى عنك أهل الأرض فإن ربّ السماء هو مولاك وناصرك، وإذا ضاقت عليك أبواب الأرض فقد فتحنا لك أبواب السماء، فهلمّ فأنت ضيف الله، وإذا آلَمَك جحيم طغاة قريش فإن جنة ربك قد أُعِدّت لك ولأمتك، وإذا رأيت الكفار قد بغَوا وطغَوا وأفسدوا وأجرموا فها هي ذي جهنم ترى فيها صوراً للكفرة والفسقة والظالمين من تاركي الصلاة والزناة وأكَلَة الربا وأكلة أموال اليتامى...

أليست هذه كلها وأمثالها من آيات ربه الكبرى التي أراه الله تعالى إياها في هذه الرحلة؟!. أوَ ليست بشارةً لأمته أنها مهما طالت مصاولتها للباطل فإن الباطل وأهله إلى الدمار في الدنيا، كما دُمِّر طغاةُ قريش، وإلى النار في الآخرة كما هو مصير فرعون وهامان وقارون وأبي جهل والحثالة من حكام سورية، وحثالة الحثالة من شبيحتهم وزبانيّتهم وأوليائهم؟!...

وكان انطلاق معراجه، عليه الصلاة والسلام، من المسجد الأقصى. ولم يكن يومئذ المسجد الأقصى مبنيّاً، فكانت بشارةً أن بلاد الشام ستفتح أبوابها للإسلام وسيُبنى في قدسها هذا المسجد العظيم... وتمر الأيام ويدخل عمر بن الخطاب القدسَ فاتحاً، وينبى المسجد بعد حين، وتمر الأيام ويقع المسجد وما حوله تحت سنابك الصليبيين، ويستمر ذلك تسعين سنة حتى يهيّئ الله للأمة صلاح الدين فيعود المسجد إلى أهله، وتمر الأيام ويتراخى المسلمون عن التمسك بالدين فيقع المسجد وما حوله تحت الاحتلال اليهودي الصهيوني، ويذيق المحتلون شعبَ فلسطين من الأذى ويوقعون عليه من الجرائم ما لا يزيد عليه إلا ما يفعله اليوم سلالة ابن نصير والعلقمي بشعب سورية.

إنها ظلمات تتكرر، وظلم يستشري... وإنها لبشارات صادقة بأن المستقبل لهذا الدين، ولهذه الأمة المباركة، ولو كره المشركون.

(ولينصرنّ الله من ينصره. إنّ الله لقويٌّ عزيز). {سورة الحج: 40}.